الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج القاصرات

سيد القمني

2010 / 3 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



كان هذا عنوان حلقة هامة على فضائية البي بي سي العربية ، في برنامج ( لجنة تقصي الحقائق ) . و قد شارك في الحلقة التي امتدت حوالي الساعتين عدد من المتخصصين منهم الدكتورة مشيرة خطاب وزير الدولة ، و الأستاذ أحمد مصطفى الناشط الحقوقي ، و الدكتور فراج أحمد ، و الأستاذة الصحفية بالأهرام أمينة شفيق ، و اللواء ضياء عبد الهادي ، و الدكتورة عزة العشماوي ، و الشيخ إسماعيل كبير المآذين .
و تحدث الجميع في كل شئ يتعلق بالحالة عدا تشخيص سبب الحالة الحقيقي ، غير الفقر الذي يجبر الأب على بيع بنته ، و القانون المدني الجديد المحدد لسن الأزواج للفتاة بثمانية عشر عاماً و ضرورة تفعيله ، و أن عشرة آلاف حالة زواج قاصرات مسجلة لدى مآذين هي ما تم حصرها ، و ظل السؤال الحائر بلا جواب : لماذا لا يحاسب المآذين الذين يخرقون القانون في أوراق رسمية ؟
إثنان فقط من المتحدثين لمسا المسألة لمساً ، اللمس الأول جاء من وزيرة الدولة عندما أشارت إلى التشريعات الدينية كسبب للحالة ، و قالتها بكلمات دقيقة مختارة تحتمل أكثر من معنى حتى لا تقع فريسة التكفير ، أما الثاني فهو شيخ المآذين الذي لمس السبب بضربة لازب واحدة قاطعة بقوله : عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال إذا حاضت البكر فزوجوها ، و سكت الكلام المباح .
ما يلفت نظر أي مراقب للإحصاءات ، سيكتشف أنه مقابل هذا العدد الكبير من زواج القاصرات ، يقابله عدد أكبر من العوانس ، و أن المستوى التعليمي و المادي كلما أنخفض كلما زاد عدد زواج القاصرات ، و أنه كلما ارتفع هذا المستوى تجد أعلى نسب العنوسة .
و هو ما يعني أن الفقير بتزويجه بنت قاصر هو يتخلص من فم يأكل إضافة إلى ربح يأتيه من المهر ، فهي عملية بيع لاريب فيها تحت مسمى الزواج ، و هو أيضاً ما يعني أن الطبقة الأغنى و الأكثر ثقافة ترفض تزويج بناتها قاصرات و تدفع بهم إلى التعليم فيحوزوا المرتبة التي لن يتنازلوا عنها عند الزواج ، إلا بمرتبة مناسبة عند الزوج مما يقلص من فرص هذا الزواج فترتفع نسبة العنوسة .
إن هذا هو خلل اجتماعي عظيم ليس له من سبب سوى سبب وحيد ورد في شرعنا ، و هو أنه لا يصح الزواج بدون ولي للمرأة هو من يزوجها سواء كان أبوها أو أقرب العصبات ، و أن من تزوج نفسها زانية ، و شرط ولاية الذكر هو ما يسمح للأباء ببيع بناتهم في مختلف البلدان الإسلامية و ليس في مصر وحدها ، مربوطاً بعادات و نظم زمن قديم اعتاد زواج حتى من لم تحتلم بعد من بنات أطفال ، تسننا بزواج النبي المصطفى ( ص ) من أم المؤمنين السيدة عائشة ( رضي ) . و استمر زواج الصغيرات حتى أنه كان يتم العقد على الرضيعة و لا يتم الدخول بها إلا عندما تصلح لذلك ، و تصلح لذلك متى ؟ تختلف هنا الآراء مما يعطي الفرصة لاغتصاب الطفولة و براءتها ، و لو ساءلت المأذون لرد عليك بحشد من الأحاديث و الآيات و سيرة الصحابة ، فهو لا يستطيع أن يخالف الشرع لصالح قانون وضعي .
مرة أخرى نعيد و نكرر أن في الدين ما هو صالح لكل زمان و مكان و فيه أيضاً ما هو صالح لزمانه فقط و بيئته فقط ، حتى أن الخليفة عمر عطل حدوداً ، و ألغى فروضاً كسهم المؤلفة قلوبهم ، و حرم حلالاً مثل متعة الحج و متعة النساء ، و اليوم الزمن قد تغير ، فأوقف العمل بأحكام ثلاث و عشرين آية أو يزيد تتحدث عن الرق و نكاح ملك اليمين ، نتيجة للتطور الحقوقي العالمي ، و خرجت العقوبات البدنية من التاريخ كالجلد و القطع و السمل و القتل صبراً و التنكيس في الآبار و تقطيع الأوصال من خلاف ، لأن الزمن قد تغير ، لذلك فكل ما يتعلق بالعبادات في الدين هو محل اعتقاد يقيني لا يهتز و لا يتغير و صالح أبدياً ، أما ما تعلق بمصالح العباد المتغيرة بتغير البيئات و الأزمنة فهو أمر رفعه و أعلاه أئمة الفقه الكبار ، فقد غير الشافعي فتواه في مصر عما أفتى به عندما كان في العراق ، و أجمع كبار الفقهاء مثل الإمام نجم الدين الطوفي ، و إمام الحرمين الجويني ، و الفقيه الحجة الإمام الشاطى ، على تقديم مصلحة الناس على النص ، و جعلوا القرار بهذا الشأن معلقاً بيد ولي الأمر ليتخذ القرار المناسب . أوقف يا ولي الأمر شرط الولاية على المرأة كشرط لصحة الزواج ، تحل مشكلة اجتماعية متفاقمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المال
الشامي ( 2010 / 3 / 30 - 22:05 )
تعددت الاسباب والموت واحد.تعددت الزيجات والمال واحد.فعندما يزوج الفقير بنته القاصر وهو يتخلص من فم يأكله اضافة الى ربح ياتيه من المهر الا وهو المال له ولعائلته كذلك الغني يزوج بنته مقابل المال لها فهو مليء وقد يعطيها المال ايضا لكن المشكلة ان الزوج في الحالتين يدفع ليشتري فماذا يقال لهذا الشراء؟؟علما ان الشرع والقانون في الدول الاسلامية مستمد من القران الكريم والاحاديث الشريفة.اسفي وبكل صراحة ان العقيدة التي تبيع المراة لا تصلح لاي زمان ولا اي مكان الا اذا كان السيف اصدق من العقل والحكمة


2 - دائما مشكلة التشخيص
احمد ( 2010 / 3 / 31 - 07:54 )
الخلل الاجتماعى العظيم ليس سببه الوحيد شرعنا
رفقا بالامة فقد سئمنا
مثلكم مثل من تنتقدونهم
كف عن الكتابة وتعلم شىء اخر تسترزق منه افضل
كهنه شيوخ سحرة ادعياء فكر
كلكم سواء فى تغييب شعوبنا


3 - الي أحمد - تعليق 2
النيل نجاشي ( 2010 / 3 / 31 - 11:07 )
الذي غيب الشعوب هو نبيك الكريم . الذي لا تستطيع حصر عدد من أسرهن واغتصبهن وباعهن من نساء قبائل العرب . و عدد من قتلهم واستولي علي أموالهم وقال انهم كانوا يقاتلون الله ورسوله !!!! وفرض بالسيف كتابا يقول انه رحمة للعالمين . كتابا مملؤ بجميع أنواع الاخطاء - في الاملاء والنحو - والسقطات البلاغية والتناقضات
انت لازمك فهامة تفهمك ؟ الكتابات التي تفهمك ما قلناه . كثيرة . لكتاب هذا الموقع . فماذا ينقصك لكي تفهم ؟ فهامة ؟ أم عقل ؟
. وان كنا اختلفنا مع عقلك
فتحياتنا لشخصك الكريم


4 - يجب وضع الدين على الرف
AL ( 2010 / 3 / 31 - 11:26 )
لاشيي سوف يتغييرالا وضع الدين على الرف, او وضع القران والسنه على الرف واتبعو المسلميين القوانين الدوليه. الدول المتقدمه تقدمت بعد ترك الدين والتناسب عكسي بين التديين والتقدم. لهذا يجب ان يحصل بالاسلام ماحصل بالمسيحييه قبل ٢٠٠ حتى نبدآ بالتقدم


5 - فى هذا الزمان الأغـــبر
حورس ( 2010 / 3 / 31 - 13:07 )
أستاذنا العظيم
للأسف فى هذا الزمن الأغبر أصبح من يبحث عن صالح الإنسان وصالح الوطن هو السىء وهو الهادم وكل المسميات التى يسقطها أولئك الذين يزرعون بُغض الإنسان لأخيه الإنسان وتحمل كل دعاويهم ما يؤدى لهدم وتأخر الأوطان بحجج خايبة يسمونها تارة الهوية وتارة أخرى التراث وتارة الأصالة وهم أبعد مايكونون عن ما تحويه تلك الأكليشيهات من معانى حقبقبة والمُلاحظ أنهم جميعاً يكررون الكلام نفسه ولاتسمع من أحدهم أى فكر جديد فهم جامدون حفاظون مكررون لأقوال وديباجات وقوالب
لك منى أسمى آيات التقدير ياقمــــنى


6 - واليمن اقرب مثال
صهبان اليمني ( 2010 / 3 / 31 - 15:35 )
سيدي المفكر والعالم الكبير
اشكرك لكتابة ةهذا الموضوع في وقت تشهد فيه بلادي اليمن معركة ساخنة بين الجماعات الظلامية وبين مشروع القانون المعروض على مجلس النواب لاقراره بخصوص تحديد سن الزواج للفتاة بسبعة عشرعاما . لقد اقام الظلاميون الدنيا ولم يقعدوها وسيروا المظاهرات الى مجلس النواب مطالبة بعدم اقرار القانون باعتباره مخالفا للشريعة الاسلامية (السمحاء) والتي من فضائلها نكاح الصغيرات والاعجب ان هذه المظاهرات تكاد تكون نسائية الى حد كبير حيث تخرج المراة مطالبة باعطاء الرجل حق اغتصابها صغيرة . وطبعا كما ذكرت يادكتور السند الشرعي هو زواج محمد من السيدة عائشة ويقولون بعد ذلك ان الاسلام دين العدل والرحمة
تحياتي


7 - شكرا أيها الكبير
العقل زينة ( 2010 / 3 / 31 - 17:18 )
هي عادة وكانت منتشرة بحكم الجهل في صعيد مصر والقري النائية ولم تكن تفرق ما بين عقيدة وأخري وبحكم تقدم العلم المعرفة وإنتشار المدنية وحقوق الإنسان والمساواة أصبحت عادة غير مقبولة وأضرارها تفوق حجج الفقهاء وبائعي وهم الجنات وتطبيق شرائع لم يعد مكانها عالم المساواة وحقوق الإنسان وحماية الطفولة.. وهو واجب علي الدول حفظ الحقوق وحماية الطفولة ولا مزايدة علي الحق والواجب تجاه الإنسان عامة و حماية حق الطفولة خاصة


8 - مالتوس
فريد ( 2010 / 3 / 31 - 20:36 )
مالتوس يقول إن سبب الفقر والمشاكل هو زيادة عدد السكان أكثر مما تستوعبه كرتنا الأرضية .الحل حسب رأيه بطريقتين الأولى إكراهية عن طريق الحروب ونشر الأمراض بين السكان الفقراء كونهم أغبياء وغير صالحين والطريقة الثانية عقلانية عن طريق تحديد النسل .بالمناسبة قبل أيام قليلة تم إقرار قانون الرعاية الصحية بأمريكا وهو سيشمل شريحة واسعة من الفقراء وكانت هنالك ممانعة شديدة ضد إقراره أتعرفون لماذا لإنهم مؤمنين بنظرية مالتوس أنى أخشى إنهم في يوماً ما سينظرون إلينا وسيفكرون كيفية التخلص منا لإننا أصبحنا فعلاً عالة على هذا الكوكب لم نقدم شيأً ما غير غير الإرهاب


9 - مش دة مستواك
بلوجاتي ( 2010 / 4 / 1 - 02:05 )
لقد قمت بالرد على الكاتب سيد القمني - من خلال كتاباته - و منها هذا المقال المكرر
في كتابي :
كشف حقيقة سيد القمني
وهو موجود على النت
لمن يريد التعرف على فكر سيد القمني


10 - خفافيش الظلام
صالح الصويلح ( 2010 / 4 / 1 - 08:27 )
الأستاذ الكبير،
إن مشرطك الحاد يثير خفافيش الظلام، وكمثال لذلك صاحب التعليق رقم (2) الذي يتخفى تحت اسماء أحمد، أحمد طاهر، Ahmed، muslem، هذا الشخص لا يحمل فكرا إلا إذا اعتبر التطاول على القامات السامقة تطاولا. إنه لم يترك صاحب مقال ليبرالي إلا وأفرغ سمومه فيه، لماذا؟ لا أحد يعلم. بالتأكيد هو لا يحمل فكرا دينيا وإلا لمسنا فيه ذلك. فأصحاب الفكر الديني لهم مشاعر رقيقة ضد خصومهم في الفكر.
شكرا دكتور القمني ولك تحياتي


11 - بل شرعكم يا أحمد
عبد القادر أنيس ( 2010 / 4 / 1 - 09:25 )
في واحدة من الفرص التي لا يجود بها الزمان إلا نادرا جاء دستور 1989 في الجزائر فشرع التعددية الحزبية وفتح مجالات واسعة للحريات السياسية والثقافية والصحفية. فماذا حدث؟ أغلبية الأحزاب التي تأسست وجرت وراءها الجماهير كانت ذات توجهات دينية. هذه الأحزاب الدينية كلها رفعت شعارات مناهضة للديقراطية لأنها مستوردة وللحريات لأن العبودية لله وللاقتصاد العصري لأن الاقتصاد الإسلامي يكفي وزيادة، وباختصار انخدع الناس بالحل الإسلامي ورفضوا الديمقراطية لأن الإسلام كان أقرب إلى أفهام الناس البلداء بالإضافة إلى أن الناس تلقوا وعودا بحل مشاكلهم بسرعة دون الحاجة إلى الانخراط في النضال السياسي والنقابي العصري.
أليس ارتباط الناس بالإسلام كثقافة ومعتقد خطرا على مصيرنا؟
طبعا ضيّع الجزائريون هذه الفرصة وعادت البلاد إلى حكم الاستبداد الذي يتلاءم مع الإسلام وعاد الناس إلى التباكي والنواح على الظلم لكن مثلهم الأعلى يبقى دائما ذلك الفردوس المفقود الذي يصوره لهم رجال الدين عن المدينة أيام محمد وكله كذب وهو ما يحاول السيد القمني تنبيه الناس إليه. ولن يقدم التاريخ للجزائر ولا لغيرها فرصة أخرى عما قريب.
تحياتي


12 - الرد 9
فريد ( 2010 / 4 / 1 - 17:17 )
أنا مع السيد القمنى
نحن نعيش على هامش الحياة . فهل سنقدم شئ ما
أم نحن أوهام في ذكر التأريخ
ف هل يحق للجراح
إستإصالنا


13 - سؤال للعبقري القمني
محمد جمال ( 2011 / 2 / 8 - 23:33 )
اذا كانت هولندا تبيح ممارسة الجنس للفتيات من سن الثانية عشرة فهل يرفض عبقري الزمان القمني ذلك و يعتبره ايضا خطأ ام انه مادام جاء من اسيادنا الاوربيين فهو صح و ما قال به الرسول هو الظلام حتي و لو كان نفس الشيئ - فما هو الفرق بين السماح بالزواج و السماح بممارسة الجنس الا ان الزواج يعني ايضا المسئولية و الالتزام بمعني الاسرة و تنظيم العلاقة فلا تصبح سداح مداح؟ مجرد تساؤلات من الناحية العملية فقط

اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa