الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استعراب تونس : الفقهاء يعبدون الطريق للقومية العربية

ورغمي الورغمي

2010 / 3 / 31
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


منذ بدايات الغزو الأموي لبلادنا التونسية تحت شعار الفتح الإسلامي وما هو بفتح بل غزو جعل تونس دار حرب ومصدر استرقاق وسبي ومغانم لا أول لها ولا آخر حدث انقلاب كبير في البلاد فقد كان أولئك الغزاة يحملون كتابا يقولون انه وحي سماوي ويقولون أنهم يكرسون إرادة الله ولكن لم ير منهم أهلنا غير السيف وإراقة الدماء وسبي النساء والأطفال …

هؤلاء فرضوا اللغة العربية بنص ديني وظل النص الديني يمرر النزعة العروبية على أنها من أوامر الدين وتم تحقير اللغة الامازيغية واعتبارها لغة وثنية وكان عهد الولاة (القرن الثامن الميلادي) مرحلة تكريس استعراب راديكالي فتكونت نواة مجتمع تونسي مستعرب انطلاقا من دار الإمارة والمسجد والكتاتيب القرآنية .

وكان الفقهاء والشعراء يمارسون قهرا لغويا لا حد له فتراجعت تامازيغت وتوارت وأصبح الامازيغي يخجل من لغته الأم التي رماها الفقهاء بكل نقيصة ووصل الأمر بالأئمة حد القول أن من يتكلم تامازيغت في المسجد تلعنه الملائكة لأنها لغة وثنية ….

وانتشرت العربية وتكلم العامة لغة عربية بخصوصيات امازيغية هي عربية تونس التي نسمعها اليوم في المدن العريقة في الساحل وهي عربية متميزة عن عربية أعراب هلال والتونسيون يعرفون ذلك الى اليوم.

عندما وصلت الزحفة المشؤومة وجدت حواضر تونس مستعربة واستغل بدو تلك الزحفة الأرضية التي هيأها لهم الفقهاء والأمراء ومارسوا قهرا لغويا لا نظير له أدى إلى تلاشي الامازيغية تدريجيا واستمر الحال على هذا المنوال إلى اليوم إلى حدّ أنّ من بقي يتواصل بالأمازيفية لا يتعدى اليوم في أحسن الحالات 5 % .

هذا الأرضية التي تهيأت على امتداد القرون وجدها اليوم دعاة القومية العربية ملائمة جدا لطروحاتهم القائمة على مغالطات وسط شعب مستلب لا يقرا تاريخه القراءة السليمة الصحيحة لأنها غير متاحة له، وهو تحت وطأة ضغط إعلامي ديني ثقافي يمثل هجوما كاسحا لم يشهد التاريخ له مثيلا إلى درجة أنّ مؤشر الحدّة في النزعة القومية العربية في تونسنا أعلى من أي بلد آخر بل هناك من يزايد حتى على عرب الحجاز. وهو ما سبب انشطارا خطيرا بين جغرافية تونس الواقعة في شمال غرب أفريقيا المقابلة لروما ومرسيليا والنزعة العروبية التي تجعل التونسي أسير انتماء يفصله عن بلده ويبعده عنه بآلاف الكلمترات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Merci Dr Ouarghemi la Tunisie est amazigh....
AMAZIGH ( 2010 / 3 / 31 - 17:52 )

merci


2 - خلط الأوراق
Martyr Kusseila ( 2010 / 3 / 31 - 21:01 )
الذي يحدث في بلدان شمال افريقيا هو ان كل جيفة يرميها عرب المشرق يستلمها القومجيون هنا ويتخذونها شعارا وقد خرج علينا نسابة وجينيالوجيون يفتون في النسب الهاشمي النبوي لاكثر من نصف الشعوب الامازيغية والباقي يوزع على هلال وسليم وانتهى كل شيء مع ان هذا التلفيق التافه ترك من زمان حتى في بعض بلدان المشرق
اما الطبقة الحاكمة في بلدان شمال افريقيا فتتنافس مع فقهاء الارهاب في دعم الهوية العربية وطمس الهوية الحقيقية للشعوب الامازيغية لان مرجعيتهما واحدة


3 - تونس امازيغية
امازيغي من المغرب ( 2010 / 3 / 31 - 21:06 )

اهلنا في تونس مازال يعتقد انه عربي ويعيش في وطن عربي, لقد حان الوقت ان يستيقض.
حاول يااخي توعية الامازيغ والمعربون في تونس عبر موقع امازيغي متحضر يدعوا الى الاخوة, المحبة والحفاظ على هوية تونس الاصلية.
لقد شاهدت موقع صغير لطفل امازيغي في تونس يتوعد العرب بالابادة.
هذه الافكار خطيرة جدا لان الذين يتحدثون الامازيغية في تونس اقلية صغيرة جدا. حاولوا بالتي هي احسن اقناع المعربوب بالحفاض على هويتهم.

احسن بداية هي الكتابة عن الامازيغية في احد الجرائد التونسية الغير متعصبة للفكر العروبي العنصري.


4 - تماما كما مصر
Sir Galahad ( 2010 / 3 / 31 - 21:24 )
تماما كما تعلم وحدث لمصر وسائر شمال افريقيا والشام والقائمه تطول
الغريب ان تري من ينكر أصوله وينافق وينسب نفسه للعرب لمجرد اعتناقه لنفس الدين وسابق خضوع اسلافه للاستعمار العربي

جامعه الدول العربيه يالها من نكته قبيحه
لماذا لا تسمي بأسمها الحقيقي جامعه العصابات الاسلاميه


5 - تحيه للأخوه الامازيغ
Sir Galahad ( 2010 / 3 / 31 - 21:26 )
تكمله لمداخلتي أود ان أحييكم


6 - التخلي عن اشياء كثيرة
محمد البدري ( 2010 / 4 / 1 - 21:49 )
كل ما هو جغرافي وخارج جزيرة العرب ليس بعربي. انه واجب وطني وقومي بالتخلي عن العروبة والاسلام ضمانا للارتقاء والدخول في العصر الحديث. فطالما ان الاسلام يستحيل اصلاحه والعروبة هي مجرد نزعة عنصرية لها اساس بدوي قبلي قائم علي عقيدة ارهابية فما سر تخلفنا الذي احترنا في تفسيره طويلا ، فهل هكذا اصبحت المعادلة محلولة.

اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار