الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموروث الثقافي واثره في دونية النساء

ادم عربي
كاتب وباحث

2010 / 4 / 1
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


هل الاعتقاد السائد بدونية جنس النساء وأفضلية جنس الرجال مرتبطه بخلق الإنسان، أم انها وليدة لحظة تاريخية طارئه على خلق الإنسان؟ هذا السؤال يجب الاجابه عليه ان اردنا مجتمعا انسانيا متقدما كما المجتمعات الاخرى. ولا شك أنه يوجد في موروثنا الثقافي تأكيد دونية المرأة خَلقْاً.وساهم في ذلك الدين والأسطورة، وتم ترسيخ قناعات غير قابله للنقاش في وعينا وسلوكنا.
ما من شك أن ذلك مرتبط بتطور الطبقيه ونشوء الملكية الخاصة، وهذا يؤدي الى الاضطراب المعرفي والثقافي اللذين يعيشهما المجتمع ظاهرا ببعض الفئات منه وخاصه المضطهده مثل الفقراء امراه ام رجل. وهذا يقودنا للقول بتأكيد وجود علاقة طردية وثيقة بين الاغتراب الثقافي ورسوخ القناعة القائلة بدونية المرأة وخضوعها للرجل وهي علاقه طرديه أي كلما زاد الاضطراب الثقافي ترسخت تلك القناعه سواء لدى المراه او الرجل. لذلك تحرر المرأة مرتبط بتحرر الرجل، وكلاهما مرتبط بتحرر المجتمع من العبودية والاستغلال والاضطهاد وتقدمه الفعلي بجميع جوانبه ومقومات تطوره السياسية والاقتصادية والثقافية وتحقيق الديمقراطية والعدالة..إلخ.

بالمرأة العربية لا شك أنها قد تحررت نسبياً من الناحية الاقتصادية، وتعلمت القراءة والكتابة وحازت على مناصب مهمه في الدولة والمجتمع، لكنها لم تستطع التخلص من انها امراه وحياتها مرتبطه بحياة الرجل وسعادتها مرتبطه ايضا برضا الرجل , فهي ما زالت في عقلها الباطن اقل من الرجل بل تابعه له ولم تستطع التخلص من هذا الشعور(دونية المراه) , المراه العربيه تعمل خارج المنزل وداخله وقد تكون انجح من الرجل في العمل خارج المنزل وقد لا يعمل الرجل , فهي تكنس وتطبخ وتكوي الملابس ولا تسمح للرجل في العمل داخل المنزل وتتباها في ذلك وتتفاخر , فهي تعتقد ان هذا العمل يقلل من شان الرجل مع العلم قد يكون زوجها من اشهر الطهاه في كبرى المطاعم او من اشهر موظفو شركات النظافه, وهي على قناعة بصحة موقفها ولا تدري أن ذلك هو عين الاضطراب الثقافي القاتل.
لذلك أقول: تعاني المرأة في كل المجتمعات العربية والإسلامية التمييز والتهميش والاضطهاد. ومن لا تضطهدها قوانين بلادها، تضطهدها قوانين مجتمعها وعاداته ومفاهيمه، وتزداد معاناتها صعوبة عندما تكون متعلمة وذكية وطموحة ومبدعة.. لكن مجتمعها مجتمع مغلق، له خصوصيته الدينية، ويتمسك بالعادات والتقاليد والمفاهيم الموروثة عن القبيلة أو العائلة أو الطائفة. لذلك تعيش المرأة العربية بشكل عام هذه الآونة مرحلة مخاض صعبة، لبناء ذاتها، ونيل حريتها وحقوقها المحرومة منها. وهي تكافح كفاحاً مريراً، ولكن بنعومة الأنثى وصبرها، لإثبات كفاءتها، ووضع قدمها في الساحة العامة، ممهدة الطريق لتكون شريكاً أساسياً في بناء أسرتها ومجتمعها ووطنها، ولتجاوز النظرة الدونية لها المرتكزة على أنها لم تُخلق سوى للخدمة والجنس والإنجاب، وتتحدى الفكرة التي تقول بأنها ليست إنساناً كاملاً، بل نصف إنسان شرعاً وقانوناً (ناقصة عقل ودين)، وتُعامل على هذا الأساس منذ نعومة أظفارها. وتواجه قائمة هائلة من الممنوعات. فهي منذ طفولتها عليها أن تخدم في المنزل إخوتها وأشقاءها الذكور، وفي المدرسة تتعرض وجها لوجه من قبل المربين والأساتذة للتمييز بينها وبين الولد الذكر. فالحب شفقة على ضعفها وفي أحسن الحالات يقدر تفوقها وإمكاناتها لأنها أنثى ضعيفة لم نتوقع منها ذلك التفوق، أو نشفق عليها أو نحبها لجمالها تنفيساً لرغبتنا الجنسية. فندور نحن وهي في حلقة معيبة مفرغة.
أما في الجامعة فخياراتها في فروع العلم والتخصص محدودة، لأن للإناث فروعاً خاصة تليق بهن، وكأننا فصلنا هذه الفروع للمرأة. ونحن نعمل كي لا تفلت من دائرة خدمة الرجل، وأن تكون دائماً تابعة له. وممنوعة أيضاً من السفر، وقرارها بقبول واختيار شريك حياتها مرتبط بولي أمرها. فإن لم يكن الأب فالأخ، وإن كان أقل منها قدراً وكفاءة وعمراً؟ لله العجب في ذلك، حتى الأم يصبح ولي أمرها ابنها الأقل منها في كل شيء, ومطالبة أيضاً بعدم إظهار وجهها، بقصد طمس معالمها وملامحها، كي تكون مجرد رقم بين أرقام النساء، بحجة أن كل ما فيها (عورة) ويجب ستر العورة. كما أنها ممنوعة من طلب الطلاق مهما جار عليها زوجها، ومهما تزوج عليها مثنى وثلاث ورباع، ومهما استمتع بما ملكته أمواله من نساء.. لقد انتزعنا منها خياراتها، وأجبرناها على توقيع صك عبوديتها، وتبعيتها لمالكها الأب أو الأخ، أو الزوج الذي يتحتم عليها الخضوع المطلق له، فهو الآمر الناهي لها، المتحكم في حركتها وعقلها وعواطفها ورغباتها. ومن حقه أن يضربها ويؤدبها ويهجرها في الفراش.
باسم الدين وتعاليم الدين اضطهدت، وباسم الشرف والأخلاق اضطهدت وأهينت، وباسم العادات والتقاليد تحولت إلى أداة تفريخ وخدمة.تلك هي أحوال مجتمعاتنا، التي لن تتحرر من غفلتها وخيبتها إلا بتحرر نسائها. ولن تتحرر نساؤها إلا بتحرر رجالها من أغلال المفاهيم والقوانين المتخلفة.
فكم من النساء هن على استعداد لخوض معركة التحرر هذه، وكم من الرجال على استعداد لدعم المرأة في معركتها تلك؟
أيتها المرأة أختاً كنتِ أم بنتاً أم أماً أم زوجة أم محبوبة، أنا كرجل لا أقبل أن تكوني أقل مني شأناً، وكل ما أرجوه أن لا تقبليه. لكنك لا تتوقعي أن يمنحك الرجل حريتك ويُهديك استقلالك. لتؤكدي ذاتك فالأمر مرتبط بك أولاً، ومرتبط بتكامل الجهود بين الرجل والمرأة.ثوري على الواقع، تمردي على الرجل وسيادته. وقد تخسرين المعركة الآن، لكنك ستؤسسين لمعركة ناجحة تخوضها بناتك غداً.
قبل الختام أريد أن أذكّر بقول سيمون دي بوفوار (المرأة لا تُولد امرأة وإنما تُصبح امرأة).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
سيمون خوري ( 2010 / 4 / 1 - 05:39 )
الأخ الكاتب المحترم ، تحية لك على هذا الموقف والرأي الجميل، تحرر المرأة من تحرر الرجل ، شكراً لك


2 - الموروث البائد
سناء ( 2010 / 4 / 1 - 06:21 )
كيف تريد من المرأة أن تخوض معركة التّحرّر وهي مكبّلة بتعاليم دينيّة تصفها أنّها عورة من رأسها لأخمص قدميها لذلك يجب عليها أن تكفّن نفسها بالحياة حتّى تفوز بالجنان.كيف تريدها ان تتحرّر وهي الّتي تفرض على إينتها التّحجّب وهي ما دون العاشرة.نعم فتيات صغيرات محجّبات .شيوخ في كلّ وسائل الإعلام يطبّلون للباس- العفّة- ويحذّرون المتبرّجات من عاقبتهن لأنهن يفتن الرّجال.


3 - السيد ادم عربي المحترم
نور ( 2010 / 4 / 1 - 10:04 )
أحيي السيدة سناء على ملاحظتها القيمة وهذا الذي نريده منكم أن تلتفتوا إليه , نحن نضع أيدينا في أياديكم ونحيي جهودكم الصادقة إلا أننا نطمع أن توضحوا لنا رؤيتكم : كيف يمكن للمرأة أن تثور في وجه زوجها وهو مكبلها وكاتم على انفاسها فإن تحررت منه فإن عليها مواجهة مجتمع بأسره يحكمها بقوانين جائرة لا انسانية قد تدفع بها إلى الشارع لا قوت لها ولا عمل أينما حلت عيروها وحطوا من قيمتها , نحن نراهنّ بأعيننا ونضمهن إلى مؤسسات اجتماعية توفر لهن العمل الشريف لكننا لا نستطيع تغطية إلا منطقة معينة وفي الوقت الذي ترى الرجال المدافعين بأصواتهم العالية الزاعقة عن حقوق المرأة ينافحون ويكتبون ما أن تحق الحقيقة حتى تراهم ينسحبون خشية فقد مراكزهم , إننا نحتاج بشدة إلى معونة كل المجتمع لا الرجل فحسب , بل أرى أن عليكم تحرير الرجل من نفسيته المستعبدة بأفكار مهترئة قبل المناداة بحرية المرأة . دو بوفوار عاشت في بلد ثوري لا في مجتمع ميت لا روح فيه كالمجتمع العربي

اخر الافلام

.. ذكرى المؤامرة الدولية... المطالبات بالإفراج عن القائد أوجلان


.. -القائد أوجلان يُعتبر رمزاً للحرية والمقاومة-




.. الناشطة الحقوقية والنسوية ضحى قلال


.. الناشطة ناجية العجمي




.. رئيسة منظمة مساواة دليلة محفوظ