الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المجلس العام للتحالف يجتاز عتبة عامه الرابع رغم الصعوبات

نوري بريمو

2004 / 7 / 22
القضية الكردية


إنه لمجرد اجتياز المجلس العام للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ، الذي
تأسس قبل حوالي ثلاث سنوات ، والذي جاء كنتـاج طبيعي لجهود متراكمـة و
حوارات متواصلة ، عتبة عامه الرابع...، يقود المرء إلى الشعور الثقة بالـذات
وبالتجربة التي يتم خوضها ، وبالتالي المثابرة على العمل صوب تحقيق المزيـد
من التلاقي بهدف ترتيب البيت الكردي من الداخل ، مـن خلال تطويـر صيغة
مجموع الأحزاب الكردية والتوصل إلى إطار سياسي ـ مجتمعي جامـع وشامل.
إلإّ أنه يقود في نفس الوقت إلى الإحساس بقدر من الألم وضرورة الاعتراف [email protected] بالتقصير وعدم الاهتمام به وبدوره وبالمجالس الرديفة له ، وبالتالي عدم مقدرته
حتى الآن بالقدْر المطلوب على استقطاب أطراف كردية أخرى ، حيث كان المرتجى من تشكيله أن يشكل نواة الحراك من أجل خلق مرجعية كردية سورية من شأنها قيادة النضال السياسي والجماهيري على الصعيدين الكردي الخاص والسوري العام .
لقد كانت الروح الوطنية والقومية والإرادة الوحدوية هي الملهم الأساس لدى بروز فكرة تشكيل هكذا مجلس يضم بالاضافة إلى أحزاب التحالف أكثر من مائة شخصية وفعالية ثقافية وسياسية مستقلة ، وقد كان شرط الوضوح واستقلالية القرار هو الموجّه الأول قبل ومنذ ولادته ، حيث تجلّى ذلك بوضوح في كل اجتماعاته التمهيدية والانتخابية وفي الاجتماعات الدورية التي تلت مرحلة التأسيس ، ومن خلال آراء مؤسسيه وأعضائه ومواقفهم وأعمال لجانه التي انبثقت عنه وعملت وفق توجهاته الخيّرة ،سواءً أكان ذلك في مجال العلاقات الكردية أو الوطنية السورية أو في منحى الثقافة والإعلام ...الخ .
وللحقيقة فإن المجلس قد برز خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ ، رغم أدائه البطيء ودوره المهمّش لدى البعض في أحيان كثيرة ، جرّاء تعرضه لمختلف الضغوط والعقبات الذاتية والموضوعية ، أنه قادر على التعامل بإصرار وإيجابية مع إشكاليات وقضايا مختلفة وشائكة ، حيث أثبت خلال هذه المرحلة القصيرة من عمره أنه بداية صحيحة لا بد منها وحاجة ماسة تفتقر إليها حركتنا في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها شعبنا المضطهد .
ولما كان الكورد عموماً وحركتهم السياسية بشكل خاص ، بغنىً تام عن خوض المزيد من التجارب الحزبية الفاشلة ، كان ينبغي على الجميع قبول مثل هكذا فكرة أو بالأحرى هكذا مؤسسة ديموقراطية ، ليس هذا فحسب بل كان من الواجب النهوض بالمجلس وفق المطلوب والمُراد ، وكان من المفترض به أن ينصب اهتمام كل الأطراف المعنية – داخل التحالف وخارجه – على العناية الجدّية به مادياً معنوياً ، ليتنامى حجمه ويزداد ثقله وسط الجماهير وفي الساحة السياسية الكردية والسورية عموماً ، وذلك بإيلاء الأولوية لماهيته ومكانته ودوره ، من خلال جعله فوق كل الأحزاب والأطراف ، كونه يكتنف المحتوى والقاسم المشترك المهم والأكبر الذي يجب على الجميع الالتقاء حوله للتخلص من تلك الأزمة الذاتية التي تعيق الجهود الرامية إلى تشكيل الإجماع الكردي العام بأي شكل كان ووفق أية صيغة يتم الاتفاق حولها ، على طريق توفير المقدرة على الإسهام بفعالية لخوض النضال في كل الظروف والمراحل .
والأهم من هذا وذاك ، أن المرسوم للمجلس كان أن يعمل جميع أعضائه ، سواءً أكانوا أحزاباً أم مستقلين ، بوجدانية ووعي ذاتي قادر على نسيان اختلافات الماضي وعلى خلق أجيالٍ جديدة من الأفكار والطاقات والأشخاص وحتى الأحزاب ..، أجيال تحمل أخلاقيات وسلوكيات حضارية ، لتؤدي أداءً حضارياً صوب التلاقي الجماعي ، الذي من شأنه أن يطوّر حركتنا من أشكال تقليدية الى حركة مجتمعية قوية وقادرة على الخروج من دوائر التفكير الضيق والأداء الضعيف إلى مناخات حزبية – سياسية أكثر ديموقراطية ورحابة ، لتتخلص من مختلف الأمراض ولتصبح أكثر تصميماً على متابعة سعيها على طريق نيل الحقوق القومية المشروعة لهذا الشعب التوّاق كما غيره إلى العيش بسلام وحرية .
ورغم هكذا حالٍ غير مرضية ..، فإن هنالك ثمة بوادر إيجابية تدعو إلى التفاؤل بالمستقبل الأفضل ، وهي أن نهج الحوار وقبول الآخر والالتقاء معه على أرضية التلاقي ورص الصفوف ،قد أصبح منهجاً أكثرياً أو بالأحرى مشاعاً في هذه الأيام لدى أوساط واسعة من المثقفين والساسة وحتى لدى مختلف فئات الشعب الكردي ، وخاصة بعد أحداث القامشلي الدامية وتداعياتها التي شملت باقي المناطق الكردية الأخرى والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى والمئات من المعتقلين ، أي أن السعي نحو الإجماع الكردي بات الشغل الشاغل لأكثرية التيارات والفصائل الكردية – رغم وجود مختلف الاتجاهات في حركتنا- مما يدّل بشكل قاطع على أن الأكثرية الساحقة باتت تحس مرارة الواقع وخطورة الوضع وأصبحت مجبورة أن تتباحث في مستلزمات العمل المشترك والإيجابي بحثاً عن الحلول وتداركاً لمخاطر أخرى قد تباغتنا مرّة أخرى ، لا سيما في ظل استمرار السلطة في تعاملها الأمني مع ملفنا الكردي الذي هو ( ديموقراطي – وطني ) بامتياز ، وسيما وأن حركتنا وشارعنا بشكل عام يؤمن بخيار السلم بعيداً عن العنف في حل القضية الكردية ومختلف القضايا العالقة الأخرى في سوريا وغيرها من بقاع العالم .
ولما كانت الأغلبية الكردية تسعى إلى رص الصفوف لمواجهة هذه المرحلة وكل المراحل وفق الأساليب السلمية الديموقراطية الممكنة والمتاحة – كما ذكرنا – فإن ما يبعث على الاندهاش والاستغراب هو تحسّس بعض الأطراف الكردية و منذ البداية من فكرة تشكيل المجلس العام ولم يكن لها مجرّد ملاحظات فحسب بل وإنها تعاملت مع المولود الجديد بمنتهى الحدّية والسلبية، مما أثر ويؤثر بل انعكس وينعكس سلبياً على أداء ومصداقية المجلس الذي تشكل على أرضية وخلفية ونوايا مخلصة ليس إلا ، حيث لم تكن هنالك أية غايات سوى التلاقي على أرضية البحث عن أية أداة قد تنقذ حركتنا من أزمة التشتت والتفرقة المفرطة .
إن المجلس العام للتحالف القائم على علاته الموجودة ، يُعتبر إطار نضالي – حزبي جماهيري مشترك – وتجربة نضالية فريدة ومن نوع جديد على ساحتنا الكردية هذه ، ولذا لا يجوز الاستهتار به أو الاستهانة بإمكانياته ، أو محاولة إفشاله تحت أية حجة أو مبررات كانت ، كونه بتركيبته التي هي من طراز جديد قد يكون غير مألوفاً لدى العقليات الحزبوية الضيّقة ...، يبقى يمثل الجزء الأكبر من قوام وثقل حركتنا الكردية في سوريا ، وهو يعتبر نفسه جزء لا يتجزأ من مجمل الحركة الوطنية السورية ، ولأنه يؤمن بأن القضية الكردية في سوريا هي القضية المركزية التي ينبغي أن يدافع عنها بدراية وموضوعية أكثر ، بعيداً عن هفوات الماضي الذي كان مليئاً بالأساليب النضالية الحزبوية الأنانية وبالحسابات الخاطئة وبالتبعيات العمياء والتبعات الضارة .
وما دام الأمر هكذا ... ، أي مادمنا نخوض تجربة نضالية جديدة من خلال إشراك عناصر غير حزبية في صنع القرار السياسي الكردي ، وهذا ما كان ينقصنا في الماضي ، فإننا كمجلس عاقدين العزم على المضي قدماً في إنجاح تجربتنا صوب تمتين لُحمة الكورد و تأطير قواهم ورص صفوفهم وقيادة نضالاتهم المشروعة التي باتت بحاجة إلى دبلوماسية سياسية واعية ومتلائمة مع المستجدات الحاصلة على شتى الصعد ، وعلى العمل من أجل تعزيز ثقة الشارع الكردي بقيادة حركته السياسية ومن أجل استعادة ثقة واحترام الجانب السوري الآخر ،أي ـ العربي – الذي يشكل الأكثرية القومية في هذا البلد .
ومعاً على الطريق نحو تعزيز موقع ودور المجلس العام للتحالف الذي من حقه أن يدّعي انه سيشكل النواة الصحيحة لأي إجماع كردي قادم ، وسيسعى جاهداً مع مختلف القوى الديموقراطية السورية الأخرى من أجل تعزيز وتفعيل الحراك الديموقراطي ليؤدّي الى عقد مؤتمر وطني سوري تحضره كافة الأطراف في السلطة وخارجها ، والذي من شأنه إنْ لقيَ الموّفقية أن ينتج فضاءً ديموقراطياً عاماً في هذا البلد الذي هو ملك الجميع ، كي ينال كل ذي حق حقه المشروع في العيش بكرامة وحرية دونما أي تمييز قومي أو طائفي يذكر .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* عضو اللجنة السياسية لحزب الوحدة الديموقراطي الكردي في سوريا ( يكيتي )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بريطانيا تحطم الرقم القياسي في عدد المهاجرين غير النظاميين م


.. #أخبار_الصباح | مبادرة لتوزيع الخبز مجانا على النازحين في رف




.. تونس.. مؤتمر لمنظمات مدنية في الذكرى 47 لتأسيس رابطة حقوق ال


.. اعتقالات واغتيالات واعتداءات جنسية.. صحفيو السودان بين -الجي




.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون: