الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مليون أمي ولا مثقف هدام

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كتب أخي الفاضل الكاتب الكبير جاسم المطير مقالا بعنوان (عن السيطرة والطغيان في مدينة الحلة) وكنت مزمعا الكتابة عن الأمر قبل أكثر من شهر إلا أن مشاغل الحب هذه الأيام أبعدتني عن هموم السياسة فتركت الأمر الى أن بادر العراقي الغيور الذي يعيش في غربته في لاهاي الى الكتابة عن أمر عرفته عن كثب ،فقد طلب محافظ بابل المهندس سلمان الزركاني لقاءا مع أدباء وفناني ومثقفي المحافظة على حدائق البيت الثقافي في بابل إلا أن المكان بدل في آخر اللحظة الأخيرة وأجري اللقاء في قاعة المحافظة الجديدة حضره العديد من مثقفي وفناني المحافظة ومثقفيها وإعلامييها طرحت خلاله الكثير من الأمور المتعلقة بالشأن الثقافي من قبل رئيس اتحاد أدباء وكتاب بابل الشاعر جبار الكواز وآخرين بينوا للسيد المحافظ بجرأة غير معهودة هموم وشجون المحافظة وطرح أحد الأخوة الذي غاب عني أسمه طرحا متشنجا تقبله المحافظ بروح رياضية فقد قال له بالحرف الواحد(هاي أنت أشلون محافظ لو آني في مكانك أستقيل) عندما بين المحافظ عجزه عن تأمين أي أمر يخص الشأن الثقافي في المحافظة لعدم وجود تخصيص مالي في ميزانية المحافظة وعدم قدرته على تخصيص مركز ملائم يلم شمل الفنانين والأدباء ،وقد قال له الأستاذ جبار الكواز أن الحكومة السابقة كانت أكثر اهتماما واحتفالا بالأدباء والفنانين منكم فقد كان لنا مقرنا المعروف وأتخذ بعد السقوط مقرا لحزب الدعوة تنظيم العراق فهل أهمية الحزب أكثر من أهمية الاتحاد وهل أن الحزب عاجز عن تأمين مقر له بما يمتلك من إمكانات مالية هائلة ،وهل المحافظة بحاجة الى بناية لتستلب قاعة نقابة الفنانين التي كانت لعقود تحت أشراف النقابة ورعايتها ،وبرر المحافظ الأمر بأن البناية مسجلة في أملاك الدولة للمحافظة وليس للفنانين وأن مقر الاتحاد مؤجر من بلدية الحلة الى الحزب المذكور،وخلاصة الأمر فأن ما طرحه المحافظ من حلول كانت فحوى المثل الشعبي المعروف (باكة لا تحلين قرصة لا تكسرين أكلي لما أتشبعين) فميزانية المحافظة لا يوجد فيها تخصيص لكل ما يتعلق بالآداب والثقافة والفنون ،وصلاحيات المحافظ - الذي أؤكد على نزاهته وأمانته- لا تمنحه القدرة على تخصيص بناية للفنون والآداب وهذا يعني أن اللقاء فقد قيمته بسبب إصرار الحكومة العراقية وبرلمانها المنهار على إهمال الثقافة لأن العراق بفضل القوى السياسية الفاعلة لا يحتاج الى مثقفين أو أناس متنورين فهؤلاء على رأي سيء الذكر حميد الحصونة أكثر ضررا على البلاد والعباد حسب فتواه الشهيرة التي أطلقها عام 1960 (ألف أمي ولا مثقف هدام) فيما حولت الحكومات المتتابعة الأمر الى مليون أمي ولا مثقف واحد لأن العراق اليوم لا يحتاج الى مثقفين أو أدباء أو فنانين فهو بحاجة الى (مردشورية) وفتاحين فال وقراء تعزية وشيوخ طريقة ينشرون الجهل والتخلف بين أبنائه ليسهل قيادهم الى مسالخ الذبح والعوز والحرمان ،ولو كان في العراق مثقفين أو متنورين لما سار في دروب الطائفية العفنة ،وأزقة الغيبيات النتنة،وسلم قياده لأشباه المتعلمين ممن نشروا الأفك والزيف في بنيته الاجتماعية وحولوه من شعب عرف بالقراءة والاهتمام بالفن والمعرفة الى شعب يلهث خلف الدجالين والسحرة وفتاحي الفال وأنصاف المتعلمين من قراء المنابر الذين تصدوا للوعظ والإرشاد بما يخدم توجهاتهم المريضة في أحكام سيطرتهم على السلطة واستغلال المال العام لصالحهم فتجد الدور الخاصة بنشر الفكر السياسي الديني تزيد على الآلاف في المدن والمحافظات العراقية فيما تفتقر هذه المدن الى المسارح ودور السينما ودور الثقافة ،فالثقافة والآداب والفنون لا مكان لها في العراق الجديد ،وسيزدهر فيه الفكر المتخلف ليعود القهقرى لقرون التخلف والانحطاط وتخرج سعلوة جدتها من مخبئها لتعلن الولادة الجديدة لشعب الرافدين الغارق في مستنقع الجهل والتغييب الفكري وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين.

http://www.alsaymar.org/maqalat/24032010maq346.htm








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المثقفون أفل نجمهم
علي الشمري ( 2010 / 4 / 2 - 20:11 )
الاخ أبازاهد المحترم.أن المثقفين في هذا الوقت ليس العراق بحاجة اليهم لانهم يكشفون المستور,ويطلعون على عورات المسؤولين ,والعراق يمر بحالة غيبوبة فكريةوثقافية وأزدهار الافكار الظلامية..العراق اليوم بأمس الحاجة الى من يجيد صناعة الفسنجون والقيمة والهريسة ,وضرب الروؤس بالقامات والزنجيل , وتخصص لها ميزانيات ومن جهات متعددة,لان توجهنا العام هو طريق الشهادة والاستعدادتشكيل جيش الحجة المنتظر بقيادة أية الله أغاي نجادي.......
تحياتي


2 - تعلمتم منهم
حسين ( 2010 / 4 / 2 - 21:07 )
الشيوعيون في العراق تعلموا من الطائفيين الذين ما انفكوا يطلقون على كل شيوعي بانه يحمل افكارا هدامة ولكن العجب صار الشيوعيون يطلقون على كل مثقف بانه رجل هدام ..لقد خرج لينين من قبره صائحا حين امتدح همام حمودي وبقية شلة المجلس الحزب الشيوعي إذا صفقت لنا البرجوازية علينا أن نراجع أنفسنا ..والعاقل يفهم


3 - نظام حكم قوي حازم مع كل مارق او سارق
samir mahmoud ( 2010 / 4 / 3 - 03:04 )
معاناة العراقيين في عدم اتفاق اهله على مر الزمان.. ولا يحكم هذه العله ~ اقصد صفة اتفاقهم على الاجتهاد في الخلاف ~ الا نظام حكم قوي حازم مع كل مارق او سارق - عادل غير ظالم ينظف البلد من الادران المريضه - بعدها يكون الانفتاح التدريجي على مؤسسات الاداره اليمقراطيه


4 - من سيسوقهم
البراق ( 2010 / 4 / 3 - 17:29 )
الاخ ابو زاهد الحكومة تعرف شغلهه زين لان اذا توسعت وانتشرت الثقافة والمثقفين من يسوق الجهلة الى صناديق الانتخابات ؟؟ هل يمكن ان تحقق احزاب الاسلام السياسي هذه النتائج بانتشار الثقافة والمتعلمين ؟؟


5 - عزيزي الأستاذ علي الشمري
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 4 / 3 - 19:36 )
عزيزي الأستاذ علي الشمري
اليوم شاركت في انتخابات الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وكانت مظاهرة ثقافية كبرى شارك فيها المئات من أدباء العراق ومفكريه وكانت هناك مؤامرة كبرى يقودها بعض المحسوبين على الأدب ممن احترقت أوراقهم لمواقفهم الهزيلة المعروفة ،ممن كانوا من إمعات النظام السابق والمزمرين للعهد الجديد وقد طالب أحدهم غاب عني أسمه ولقبه أبو رغيف بأن لا يرشح الأستاذ الفريد سمعان على قائمة الأدباء وأن يرشح على كوتا الأقليات وكان رد الفريد حاسما عندما قال انا عراقي قبل أن يولد أباك وأرفض هذه التسميات المقيتة فألقم هذا الدعي حجرا ،وهذا الدعي يمثل القوى الظلامية التي تحاول وأد ما تبقى من الثقافة العراقية من خلال السيطرة على الإتحاد المناضل كما هيمن الأميين على وزارة الثقافة إذ كان وزيرها في عهد الجعفري شرطي سابق ووزيرها في عهد المالكي إرهابي قاتل هرب الآن ونسب آخر غيره لا معرفة لي به رغم أن أبو رغيف هذا من مسئولي الوزارة الكبار ويعطي خير مثال لها المهم هذه هي مقدرات الثقافة في العراق فإلى أين المصير.


6 - حيرتونا وياكم
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 4 / 3 - 19:44 )
الأخ حسين
تقول في نهاية التعليق (والعاقل يفتهم)ولأني لم أفهم المراد يبدوا أني بدون عقل ،يا عزيزي أذا صدرت كلمة حق من عدو ونحن نعلم أن هذه الكلمة موافقة للواقع فلماذا لا نقبلها هل تريد أن نقبل الشتائم التي يطلقها بعض الأحبة لأسباب لا علاقة لها بالمبادئ والقيم الشيوعية،على كيفكم ويانه لأنكم تتحملون القسط الأوفر مما يجري في العراق لأنكم لا ترحمون ولا تخلون رحمة الله تنزل والله حيرنه وياكم إذا تياسرنا قلتم يسارية طفولية وأن تيامنا قلتم يميني قذر وأن توسطنا قلتم وسطيين توفيقيين فما العمل كما يقول الخالد لينين ....


7 - النظرية والتطبيق
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 4 / 3 - 19:51 )
الاخ سامر محمود
هناك فرق بين النظرية والتطبيق فلم اقرءا في تاريخ العراق القديم والحديث الا لسنوات لا تتجاوز العشر وجود شيء من العدالة فيه فالعراق طيلة تاريخه محتل من أجانب ففي الجاهلية أحتله الفرس وفي الإسلام أحتله الحجازيون ثم تناوبه الفرس والترك والانكليز والأمريكان فأين هي العدالة في أحكام هؤلاء ،أما أن العراقيون يتفقون على أمر سواء فهذا من عاشر المستحيلات لأن الطبيعة العراقية خلافية لا يمكن لها أن تأخذ بالوفاق والاتفاق :وأن كان حكام العراق هجائنا فحق لنا أن نسر ج الخيل أو نسطو
دم بكل خير ومحبة


8 - عزيزي البراق
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 4 / 4 - 00:48 )

نعم أنها تعرف من أين تؤكل الكتف وتعرف كيف تجعل الشعب صاغرا ذليلا يهرع خلفها على قاعدة على حس الطبل خفن يرجليه فبعد انتهاء أسطورة الرسالة الخالدة حل محلها المذهب والطائفة وبعد سنوات التغييب للثقافة الحرة الوطنية حل الجهل والتخلف محلها وبعد أن كان العراقيون خير من يقرء الكتب ويسعى للمعرفة أصبحنا نؤمن بفتاح الفال والسعلوة والطنطل وعدنا لعادات وتقاليد جدتي،وأن الخشية كل الخشية لدى هؤلاء من الثقافة لذلك غابت كلمة ثقافة عن الدستور العراقي نهائيا لأنها كلمة تكهرب جميع الحكام وتنذر بنهايتهم لذلك يفضلون تجاهلها وأزالتها من القاموس نهائيا

اخر الافلام

.. المرشد الأعلى في إيران هو من يعين قيادة حزب الله في لبنان؟


.. 72-Al-Aanaam




.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في لبنان تدك قاعدة ومطار -را


.. تغطية خاصة | المقاومة الإسلامية في العراق تنفّذ 4 عمليات ضد




.. ضحايا الاعتداءات الجنسية في الكنائس يأملون بلقاء البابا فرنس