الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة التكفير في ميزان العقل و الدين

سيد القمني

2010 / 4 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بعكس طموحات الإنسان في العالم كله ، يطلب رجال الدين المسلمين من المسلمين هجر العقل البشري إلى الطاعات ، و يصفونه بالقصور لأنه ليس بإمكانه إدراك الكثير من الأمور الدنيوية ، ناهيك عن الأمور العلوية و الغيبية و عدم قدرته على التجاوب مع العقل الرباني ، فليست لديه القدرة الإطلاقية كما هي حال العقل الإلهي ، فهو يقف عاجزاً أمام تفسير و فهم أمور تعلو على قدراته و استطاعته ، فالعقل الرباني يحيط بكل شئ ، بينما العقل الإنساني يخضع لمنطق له خطوات و علل و أسباب و مقدمات تؤدي إلى معلول و نتائج تترتب على المقدمات ، و هو ما لا يشير إلى قصور هذا العقل ، إنما يشير إلى أن العقل البشري له طرائق تجعله مختلفاً عن العقل الرباني ، و هذا الإختلاف لا يعني نفي أحدهما للآخر .
و قد أدرك المعتزلة هذا المعنى في الفارق بين العقلين مبكراً ، عندما قدموا حكم العقل البشري إذا تعارض مع ما جاءنا من العقل الرباني و حياً ، ليس مخالفة للسماء و أحكامها ، إنما إدراكاً منهم أن لكل منهما طرائقه المختلفة عن الآخر ، لذلك رجحوا حكم العقل البشري إذا تعارض مع النقل و فضلوه عليه ، إدراكاً منهم أن للنقل / الوحي / العقل الرباني ، منهجاً و نظاماً يختلف عن العقل البشري ، و إنه ليس بإمكان البشر فهم العقل الإلهي و العمل بطرائقه لأنه لو حدث لأصبحنا أرباباً و هو المستحيل عينه .
و ربما امتاز المعتزلة لهذا السبب عن أقرانهم من مجتهدي المسلمين ، لأن الآخرين و حتى اليوم يخلطون بين اللونين من العقل و الفهم ، و هو ما يؤدي إلى نتائج مضللة ، فيفتون بالعلاج ببول الإبل و الحجامة زمن طب الجينات و الخلايا الجذعية ، لأنهم يريدون التفكير بعقل السماء في شأن بشري بحت لا علاقة له بالعقل الرباني ، فهذا الشأن البشري يقوم على بحث و مختبرات و معامل و تجارب و تحليل و تركيب و استنتاج ، و هو كله ما لا يحتاج إليه العقل الرباني الكلي القدرات و الغني عن التجربة و الرفيع عن الخطأ و الصواب و المحاولة بينهما ، لذلك فإن من يخلطون بين العقلين الإلهي و الإنساني يضرون أشد الضرر بالدين و بالمجتمع ، و يظلوا حائرين في مساحة أسئلة تتردد منذ فجر الإسلام و حتى اليوم دون حلول يتفقون عليها ، لأنها أسئلة بدون إجابات ، لأنهم يدخلون بالعقل البشري منطقة الإلهى فيسألون كيف تلد الصخرة ناقة ؟ و كيف هو عرش الإله ؟ و هل له عين كي يكون بصيراً ؟ و كيف هي يده التي فوق أيدينا ؟ و هو كله ما لا يمكن الوصول فيه إلي إجابة حاسمة نطمئن لصدقها و سلامتها ، لذلك لن نصل إلى إجابة إذا تساءلنا لماذا يأمرنا الله بالهرولة في الحج ؟ و لماذا ندور حول البيت سبعاً لا تسعاً أو عشراً ؟ هنا الموقف الصواب هو الطاعة و التنفيذ و ليس البحث و الفحص ، و على المؤمن أن ينفذ طائعاً لأنها أوامر عقل غير خاضع لتعليلاتنا و استنتاجاتنا و لا للحتمية العلمية أو التاريخية ، لأن هذه قواعد عقل و مجتمع بشري لا إلهي .
و بينما العقل الرباني لا يخطئ لكماله ، فإن العقل البشري يجرب و يتعلم من الخطأ و الصواب ، فإذا ما خلط قوانينه في التجريب و التعلم و الفهم بالأوامر الإلهية ، يصاب بالارتباك لأن مشيئة الرب و أسلوب إدارته للكون هي مسألة لا يمكننا إدراكها .
و الدارس للقرآن الكريم و الحديث الشريف سيجد ما يشير بوضوح إلى اختلاف العقلين فيما نسميه معجزات ، و هي التسمية التي تعني عجز العقل عن فهمها ، و هو لم يعجز عن فهمها لعيب فيه أو قصور يشوبه ، إنما لأنها منتج عقل إلهي لا ينشغل بقواعد التفكير البشري و سلامتها من عدمه . لذلك تبوء كل محاولات تفسير المعجزات بالفشل ، للعجز عن استيعاب العقل البشري لها ، و الإصرار على تفسير الإلهي بالعقل البشري ، هو كمن يريد أن يُدخل العقل الإلهي اللامتناهي و طرائقه داخل العقل الإنساني و استيعابه و إخضاعه لقواعده ، و هو الأمر الغير ممكن بالمطلق . و ربما أدى مثل تلك المحاولات إلى إلحاد البعض ، فالملحد الذي يؤمن بعقله إيماناً قوياً يقوم بقياس منتج العقل الإلهي على قوانين عقله البشري فينتهي إلى الإلحاد .
و للإيضاح فكلنا لا ننكر وجود الهواء و لا ننكر أن المسطرة أداة قياس صالحة ، لكنا لا يمكن أن نقيس الهواء بالمسطرة ، لأن الله خلق الإنسان و أهبطه إلى الأرض لعمرانها و لعبادته ، و ليس لقياس عقل الإله و البحث فيه بمسطرة العقل البشري ، لذلك فإن الموقف السليم هنا هو العزل بين عالم الربوبية و عالم البشرية ، لأنه في حال خلطهما سنخرج بلا نتيجة او بضرر محقق على الدين أو على المجتمع . و قس على هذا كل اسئلتنا الحائرة التي قسمت مفكرينا فرقاً ، معتزلة و مرجئة و معطلة و سنة و أشاعرة و شيعة و غيرهم ، نتيجة لأسئلة تريد إخضاع العقل الإلهي لقوانين العقل الإنساني ، مثل السؤال في الجبر و الاختيار : هل الإنسان مخير أم مُسير ؟
فهو أولاً يخلط بين فعل الرب ( التسيير ) و فعل العبد ( حرية الاختيارالتي تترتب عليها مسؤلية الحساب ) ، فالخطأ يكمن في السؤال ، لذلك لا تجد إجابة واحدة تتفق حولها هذه الفرق ، فالرب عنده جنة عمل فيها أنهار اللبن و العسل و الخمر و أودعها الحور العين للمتقين ، و نحن بعقلنا صنعنا السد العالي و أقمنا مدينة اكتوبر و العاشر و الوادي الجديد ، و كلٌ له مجاله لا يتداخلان ، فلا الجنة مثل مدينة اكتوبر ، و لا نحن روينا للرب جنته ، و لا هو أشرف على تخطيط مدننا الأرضية . فقد أُهبط الإنسان مُجبراً للأرض بأمر إلهي ليعمرها و يخلفه فيها بعقله البشري ، أما الله فهو في ملكوته يعمل ما يشاء وقتما شاء كيفما شاء ، و ترك لنا أرضنا نفعل فيها بإرادتنا حتى يمكن حسابنا يوم الحساب ، ليرى ربنا هل أفلحنا في مهمتنا في الإعمار أم فشلنا . و إضافة لمهمة الإعمار فقد قرر تعالى أنه ما خلق الإنس و الجن إلا ليعبدوه ، و هذه العبادة ليست وفق عقلي و مقاييسه و أحكامه ، و ليس لي أن أسأل لماذا صلاة الفجر ركعتين و ليس خمسة ؟ و لماذا نصوم رمضان و لا نصوم أبريل و لماذا نرجم بسبع حصيات و ليس بعشرين ؟ فالجانب الإلهي طاعة فقط ، أما عقلنا فهو للفعل الأرضي ، للإعمار و إقامة الحضارات ، لذلك فما نفعله على الأرض بعقلنا أمر يختلف عن العبادات التي قررها الرب بعقله ، لا يختلطان ، لا يلتقيان ، بل يختلفان بالكلية . و من ثم لا يصح تدخلنا في العقل الإلهي ، كما لا يصح تدخل العقل الإلهي في هندسة الطب أو إقامة الهرم أو هندسة الجنيات ، فهذا متروك لنا و لن نحاسب عليه يوم البعث و الدنيونة و لن يدخل في ميزان حسناتنا أو سيئاتنا .
فإذا كانت قصيدة الشعر تعبر عن فكر مؤلفها و أحاسيسه و تدل عليه ، فإن القرآن الكريم يعبر عن الإله و فكر الإله ، و ليس عن رأي الشيخ القرضاوي و لا ابن تيمية و لا أي من فقهائنا قدامي أو محدثين ، لأنهم يفسرون أهداف الله و مقاصده قياساً على مقاصدنا الإنسانية و عقلنا البشري . فالفكر الرباني لا يلتزم بقواعد لأنه مطلق المشيئة و القدرة اللامحدودة ، لذلك فإن أساليب الفكر الإلهي لا ترتبط بالتعليل و التفسير و التبرير و الاستدلال و الاستنتاج ، بل هو يكسر كل ما نعلمه من قوانين التفكير المنطقي السليم بالمعجزات ، و لا يخضع لقوانين المنطق البشري ، حتى أننا لا نستطيع أن نقول أن العقل الإلهي له منطقه الخاص لأنه الكامل الذي لا يخضع لمنطق ، فهو فعال لما يريد دون قواعد و دون تبرير ، و غير مجبر و لا ملزم أن يفكر مثلنا أو أن يُحدث أمراً يُراعي فيه مناهجنا ، و أيضاً لا يلزمنا من هذا العقل الإلهي سوى أوامره و نواهيه و الطاعة له و الإيمان به ، هنا السماء تأمر بالتنفيذ و ليس بفهم أسرار التعبد ، لأن عقل الإنسان لن يفهم تقديرات الرب . أما أساليبه فلن نستطيع بها إخضاع البيئة و توظيفها ، و لن يمكننا تحويل العصا إلى حية و لا تفجير الينابيع بالعصا ، و لا إكثار الخير بجعل الصخور تلد نوقاً مثل ناقة صالح ، لذلك يكون من الغباء تصور إمكان تتبعنا أسلوب الرب في التفكير و التدبير ، لأن الله يقول للشئ كن فيكون ، و هو غير أسلوبنا الذي يسير وفق المحاولة و الخطأ للوصول إلى الصواب و وفق قوانين منطقية و منهجية ، و بها نستطيع إخضاع البيئة و توظيفها ، و ليس بالأسلوب الإلهي و الفكر الرباني .
لذلك فإن دعوة مشايخ زماننا لتقزيم العقل البشري و تعجيزه عن الفهم مقارناً بالعقل الإلهي ، هو خطأ منهجي و منطقي جسيم ، بينما الصواب هو الإقرار أن هناك عقلين ، أحدهما أعرفه و أفهمه هو عقلي البشري و أجهل العقل الآخر الإلهي ، و ليس أحدهما خاطئ و الآخر صحيح ، فكلاهما صواب في ميدانه .
البعض يرى أنه بالإمكان لتواصل مع الفكر الإلهي بواسطة الأدعية و القنوت له ليفعل معنا على الأرض فعل التعمير و الحضارة و لينصرنا ، لكن الإشكال هنا أن الدعاء ليس ملزماً للرب و لا هو فرض عليه يجب أن يلبيه و ينفذ المطلوب من الدعاء رضوخاً لقواعد ، لأن إرادة الرب لا تخضع لأي إرادة أخرى حتى لو كانت دعاءاً و مذلة أو استرحام ، فالمطلق لا يمكن التنبؤ بأفعاله المقبلة و إلا ما كان إلهاً . بينما الإنسان قادر على استكشاف القوانين الكونية و البيئية و امتلاكها و السيطرة عليها بعقله البشري وحده ، و تفعيلها فيما يعود عليه و على المجتمع بالنفع . فيتحكم في البيئة و يسيطر عليها و يمكنه التنبؤ بالأحداث المستقبلية و الاستدلال عليها و على إمكان حدوثها ، على عكس الوضع مع العقل الإلهي الغير خاضع للاستدلال و الاستنتاج ، فنحن حتى اليوم لا نعرف لماذا رفض الرب قربان قابيل و قبل قربان هابيل ، و لا نعرف سر نجاسة الكلب و الخنزير ، و لا نعرف كيف عبر نبينا ( ص ) في معراجه كل المجرات و الكواكب بسرعة أضعاف أضعاف سرعة الضوء دون تجهيزات لضبط الضغط و الحرارة و الأوكسجين و آلات الدفع و غيره ، أو دون أن يتحول العارج بهذه السرعة إلى طاقة ، فهذه قوانيننا و ما وصلت إليه عقولنا ، و هو ما لا يتطابق مع تلك الرحلة الإعجازية التي تمت وفق العقل الإلهي و ليس الإنساني ، و لمزيد من تأكيد الفصل و التفريق بين العقلين أضرب مزيداً من الأمثلة الواضحة البيان ، فقد تخير الرب مالك هذا الكون بمليارات أجرامه و مجراته ، كوكب الأرض مقراً لبيته ، و اختار من كل القارات قارة آسيا ، و من بين بيئات آسيا المتنوعة و ما تنعم به من أنهار وجنات و خيرات و اعتدال مناخ ، اختار واد غير ذي زرع بالحجاز المقفر مُفضلاً إياه على بقية كونه ، فضلّه على سويسرا و الريفيرا الإيطالية و جبال لبنان و وادي النيل و السين و الفرات ، إختار أفقر و أجدب بقاع العالم محلاً لإقامة بيته . و هو ما يخالف منطقنا نحن البشر ، فنحن نفضل الجمال و الوفرة و الرفاهية و النعيم و اللطف و الرقة ، لكن كل هذا لا علاقة له بالقداسة ، فقد اختار الرب ذلك الوادي الملتهب الحرارة قارى المناخ وهو أسوأ مناخات الأرض والغير ذي زرع و منحه القداسة بإقامة بيته فيه ، رغم أنه هو خالق كل البقاع ، و مع أنه هو الذي يهب القداسة و يخلقها ، و كان يمكنه منح القداسة لأمستردام مثلاً أو لباريس حيث الرقة و اللطافة و النعيم و الجمال ، لكن إرادته أبت ذلك ، و أبت أن تربط النعيم الدنيوي بالقداسة الربانية . هذا الاختيار هو دعوة لنبذ التعليل للأفعال الإلهية لأنه لا يسير وفق شروطنا ، و الاستدلال و الخيار بين الممكنات المتاحة ، فقد يكون الأسوأ في عقل البشر هو الأفضل في العقل الإلهي الذي اختار أسوأ مكان و أجهل شعب في أرضه ليقيم فيه أشرف و أقدس بيت في الدنيا و يجعل من شعبه خير أمة أخرجت للناس ، بل اختار له الشكل المكعب المتواضع فهو أبسط شكل هندسى ، بجوار ما تزخر به السعودية اليوم من معمار هندسي عظيم في جدة أو الرياض أو غيرها . و لا شك أن النبي إبراهيم عليه السلام كان مُسيراً في هذا الخيار لأنه لو اختار بعقله البشري لاختار وطنه الأصلي حيث جنات الفرات و دجله ، لأن العقل البشري له طرقه في المفاضلة و التمييز و الاختيار ، لذلك كان الأمر لإبراهيم بإقامة القواعد من البيت في الحجاز ، و هو ما يعني أن للسماء رؤي و فكر يختلف بالكلية عن رؤية الإنسان و فكره .
و هو الشأن الذي سنلحظه في كل الأديان السماوية ، فمنتجها الفكري لا يلتزم بقواعد العقل البشري و قوانينه ، و لا تقبل التحاور مع هذا العقل . و عليه فإن العالم محكوم بعقلين ، عقل رباني لا يعرف التعليل و الاختيار و البحث و الاستدلال ، و عقل بشري يبحث عن المصلحة و الأفخم و الأجمل و الأمتع و الأكثر إقناعاً و منطقاً . و عليه فالإنسان غير ملزم بعمل مثل الخالق لاختلاف المنهجين و لأن للرب مقاييسه الخاصة ، فقد نظر إلى أقفر و أفقر البيئات وأسوأها مناخا وبشرا ( مكة ) ليضع فيها بيته على الأرض ، بينما لو كان لنا الخيار لأخترنا هاواي أو فيّنا أو فارنا ، و بذات المقياس لو قال المشايخ عن شخص أنه كافر ، لربما اختاره الرب كأفضل عباده الصالحين . لذلك عندما يتطوع شيخاّ ليقول أن الله سيقبل الشيخ فلان لأنه رجل دين و سيرفض الفنان أو الكاتب أو المبدع فلان بسبب كتابته النقدية مثلاً ، فهو يرتكب أكثر من وزر و أكبر من خطأ ، أولاً أنه يسلب الله حقه فهو الوحيد الذي يستطيع الحكم على الضمائر بالكفر و ما يتبعه من دخول جهنم ، أو بالإيمان و ما يتبعه من دخول الجنة ، الشيخ هنا يلزم الله بقرار عقله البشري الذي يختلف بالكلية عن عقل السماء ، فالرب لو عمل مثل الشيخ و برر و علل لا يصبح إلهاً و تسقط ألوهيته ، لذلك فإن المفكرين من مشايخ زماننا يفرضون قرارهم على العقل الإلهي و يحرمون و يحللون ليتشابه عقل الشيخ و عقل الإله ليصبحوا آلهة مثله .
و يتحول من يعترض على المشايخ إلى كافر ، بينما التكفير هو افتئات على أهم صفات الله و إرادته ، لأن قبول إيمان إنسان من عدمه يعود لمشيئة واحدة فقط هي المشيئة الإلهية التي لا يعلمها أياً من البشر ، لا شيخ و لا كاهن و لا عارف بالله .
هذا ناهيك عن مخالفة مشايخ التكفير بل و نقضهم الآية الصريحة بقرار رباني يؤكد أن الله ما خلق الإنس و الجن إلا ليعبدون . مثلها بالضبط مثل " كل في فلك يسبحون " ، فالبشر جميعاً و الجن و الأفلاك و المجرات كلها تعرف الله و تسبح مشيئة الخالق ، لأنهم جميعاً لو لم يعبدوا و يسبحوا لحدث خلل في الأفلاك و انهار نظام الكون ، و ما نراه أحياناً صادماً لمشاعرنا و تعصبنا و ننعته بالكفر إنما هو لون من العصيان ، فكل البشرية تعرف أن للكون خالق منذ الإنسان البدائي ، و من يتهم غيره بالكفر فإنه كمن يكذب الآيات القرآنية التقريرية بالقرآن ، التي تؤكد أن الله خلق الخلق ليعبدوه . فالله قد أمر عباده برحمة عباده و أسمى نفسه الرحمن ، بقرار جعل البوذي يرحم و المسيحي يرحم و اليهودي يرحم و المسلم يرحم ، أمر بالتعاطف و كل متدين يتعاطف ، هندوسياً كان أم سيخياً أم مجوسياً ، و نص الآيات يشهد للبشرية جميعاً أنها تعرف الله و أنها تعبده ، فمن كفّر غيره فهو منكر لمعلوم من الدين بالضرورة ، فالله يقول أنه خلق الخلق كي يعبدوه ، و مشايخنا يقولون عن البعض أنهم كفار لا يعبدونه ، بينما وجود كافر واحد بمعنى المنكر للألوهية و لوجود الذات العلية ، يسقط مشيئة الله القاضية بمعرفة كل خلقه به حتى جمادات الأفلاك ، و إيمان الكل به و عبادته و إن كان كل ٌ على طريقته .
و عليه فإن النظر لمن يختلف عنا في طريقة عبادته أو معرفته بالرب الخالق القدير بحسبانه كافراً ، هو خطأ في تفسير مُراد الرب و مقاصد كماله ، و عندما نتحاور في شأن ديني تختلف حوله قد يجوز القول أن أحد طرفي الخلاف كافر برأي الطرف الآخر و ليس كافراً بالله ، لأن الخلاف في الواقع هو بين طرفين بشريين و ليس أحدهما هو الله ، هو كفر رأي برأي ، كفر بشر ببشر و ليس برب البشر ، لأنه سيكون خلافاً حول تفسير كلام الرب حسب عقل منهما و حصيلته المعرفية ، لكنه لا يفسد بين أحد المختلفين و بين ربه ، لأن الاختلاف بشري و الحوار بينهما إنتاج عقلهم البشري و ليس الله ، فالخلاف في واقعه يقع على آراء بعضهم البشرية و ليس على الله ، و خلافات المذاهب الدينية كلها مستحدثات بشرية ، أما الإيمان برب خالق أحق بالعبادة و القدسية فلا خلاف حوله ، فنحن لا نختلف على أن الله قد قال هذه الآية أم لا ؟ إنما نختلف علي فهمها بعقولنا التي ليست كعقل رب الأرباب و ملك الملوك .
و كلا الرأيين المختلفين منتج عقل بشري مصنوع لإدارة شئون الدنيا و ليس لصنع أديان ، لذلك فالمكفرين يستخدمون الأداة في غير محلها ، فالفأس مصنوع لنفتح به الأرض و ليس لنفتح به باب البيت ، فإذا استخدمناها في غير وظيفتها انتهت بتكسير الأديان إلي مذاهب و فرق ، فهم كمن يستخدم الحقيبة الدبلوماسية لتهريب المخدرات .
و إذا كان محمد النبي ( ص ) بجلال قدره لم يفعل فعلهم و لم يكفر مسلماً ، و كان ينتظر دوماً قول الله فلا يقول من عندياته لأنه بشر و عقله عقل بشر لا يصنع ديناً . فمن العجيب أن ترى اجتراء مشايخ زماننا الذين يجيبون على إي سؤال في أي شأن ، نسألهم عن زرع الأعضاء فوراً يقولولون حرام ، يقول الشيخ ما لم يعرفه محمد ( ص ) ليقوله ، و يعمل كل منهم لنفسه ديناً جديداً يسميه مذهباً أو فتوى كما لو كانوا آلهة ، بينما النبي محمد ( ص ) لم يصنع لا ديناً و لا مذهباً و لم يكن إلا عبداً بشراً مُبلغاً لا مبتدعاً . إن المهمة المكلف بها العقل البشري من قبل الله هي الإعمار بتآزر البشرية و ليس بتكفيرها ، فعقلي مخلوق كي أعمل به في الحقل و المصنع و ليس في الدين ، لذلك اتسم الإسلام بخصوصية و فرادة هي أنه لا يعرف رجال دين و لا يعترف بكهنوت يبحث في شئون تخص الله و هم بشر . فوظيفة العقل البشري هي التعمير و التعبد ، و في التعبد يمتنع الجهد العقلي بالمرة ، بدليل أن المبشرين بالجنة معظمهم كان من الأميين الذين لا يستطيعون بذل الجهد العقلي . فالدين هو أن نؤمن بة لا أن نحاوره ، الدين هو أن أؤمن و أصدق أنه خلق من السماوات سبعاً و من الأرض مثلهن ، و لا أسأل لماذا لم يجعلهن تسعاً أو عشراً ؟ و لا أدخله في العلم البشري الذي لا يقول بسماء أصلاً و يقول بطبقات جيولوجية للأرض لا سبع أراضي ، لذلك فإن خلط الإلهي بالبشري هو ضار بحياتنا و بديننا في آن .
يقول المصطفى ( ص ) أن المرء يولد على دين الفطرة ، فأبواه يهودانه أو يمجسانه ، و هو ما يعني أن الإنسان يولد مفطوراً على معرفة الخالق مطبوعاً في عقله و روحه ، ثم بعد ذلك يأتي دور النبوات التي تأخذ هذا إلى اليهودية و ذاك إلى المسيحية و آخر إلى المجوسية وغيرة إلى البهائية وغيرهم إلى البوذية . . إلخ . فالإيمان بالله فطرة و اتباع أحد الأنبياء هو اكتساب ، و المؤمن بالله يضيف إليه الإيمان بنبي واحد على الأقل ، و من هذا النبي يستقي طرق العبادة للإله الخالق و تعاليمها و شروطها التي تشكل له دينه ، ومن ثم فإن الأسرة و المجتمع هي من تقوم بإضافة النبوة للفطرة في طفولة الإنسان ، و من ثم يصبح السؤال حول الإيمان و الكفر في صيغته السليمة : هل من المعقول أن يتم تهويد أو تمجيس من هو كافر أصلاً بوجود الله الخالق ؟ الإجابة بالقطع أن الإيمان بالله فطري فلا يوجد إنسان كافر بالله حسب الحديث و الآيات الكريمة ، فكل إنسان يولد مؤمناً يقبل الرب داخل روحه ، ثم يقوم المجتمع بإكسابه قبول أحد أنبياء هذا الرب .
و لأن خالق الكون رب واحد وحيد أحد ، فإنه حسب الآيات " ما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدون " ، لن يخلق من ينكر وجوده و يكفر به . فمثل هذا الإنكار ليس فيه صالح للمخلوق ليقدم عليه ، و لن يضر بالخالق الموجود قبل ذلك المخلوق ، و عليه لا يمكن للمخلوق إنكار الخالق ، و لو أنكر فلن يزيح الخالق أو يحيله من موجود إلى لا موجود ، لأن الثمرة لا يمكنها إنكار الشجرة ، و حتى إن إنكرتها فهذا لا يقضي على الشجرة ، و في الحالين فإن الإنكار غير مجد لكليهما ، فالكفر شئ بلا قيمة و لا معنى لأنه غير ممكن عقلاً أو ديناً ، و وجود الكفر من عدمه سيان ، فهو لا يعطل مسيرة الكون و لا يزيد من فعاليتها أو ينقصها ، لأن الله لم يخلق من ينكره .
ناهيك أنه قبل خلق البشر لم يكن هناك شئ اسمه الكفر ، و هو ليس من الأسماء التي علمها الله لآدم لأنه لن يقول لآدم أنا غير موجود ، و لو فرضنا جدلاً أن الله علم آدم اسم الكفر فهو ما يعني أنه لا وجود لا قبل آدم و لا بعد آدم و لا لآدم ذاته ، فيكون هو العدم و اللاشئ و اللاوجود ، و هو غير الحاصل في الوجود . و هو ما يعني أن الكفر معناه فناء كل الأشياء و الرب و الكينونة جميعاً ، لذلك تكون النتيجة المحتمة أنه لا شئ اسمه الكفر بالله ، إلا إذا كان خللاً في تركيب المخلوق . أما لفظة كافر الواردة بالقرآن فلا تعني الكفر بالله إنما تعني المعصية بأوامر و نواه الإسلام و ليس الله ، و لا يعني غياب الإيمان بالله الخالق القدير داخل عقل المخلوق ، و لا يعني غياب الرب عن الوجود .
هنا لابد أن يواجهنا من يقول أن للإيمان شرطين ، الأول أن تؤمن بالله خالق الكون ، و الثاني أن تؤمن بنبي بعينه باعتباره المتحدث الرسمي باسم الرب ، و أن هذا المتحدث باسمه هو سيد للآخرين يأمرهم و يتسلط عليهم و يقودهم حيث يرى ، و هكذا فإن هذا الشرط الثاني يعني أن هناك شريكاً بشرياً في الإيمان بالله ما لم تقر به يطلقون عليك لقب ( كافر ) ، حتى أن بعض هؤلاء الشركاء تعلو مكانتهم مكانة الرب الخالق نفسه ، فبعض هذه الأديان تتسامح في سب الله لكنها لا تتسامح في سب هذا الشريك ، و بعض الأديان أعطت الشريك البشري صفات تعلو على صفات الخالق و من هنا ينشأ ما يسمونه الكفر بالخالق ، و تكون المشكلة أفدح عندما يرث البعض عن هذا الشريك سيادته و قيادته للمجتمع ، مشكلين طبقة كهنوتية لا علاقة لها بكفر و لا إيمان بل ببشر لهم أطماعهم و نزواتهم الدنيوية.
و المطالع لآيات القرآن الكريم سيجده يقر في آيات كثر بإيمان وثنيي مكة و الجزيرة بالله الخالق مثلهم مثل اليهود و المسيحيين " و لئن سألتهم من خلق السماوات و الأرض سيقولون الله قل فأني تؤفكون " ، و كفرهم يعني أنهم جعلوا بينهم و بين الله وساطة من الناس الصالحين التقاة يتشفعون للناس عند الله لأنهم الأطهر ، و بمرور الوقت اقاموا لهذا الشفيع مقاماً و تمثالاً و تقدموا له بالدعوات ليرفعها لرب العالمين ، لذلك أسماهم الله بالمشركين لأنهم أشركوا مع الله من هم دونه من خليقته ، و أسماهم كفاراً لا بمعني الكفر بالله ، لكن بمعنى الإيمان بكهنوت و قداسة لبعض البشر إضافة لإيمانهم بالله .
حتى الإنسان البدائي في وحشيته الأولى كان قلبه يستشعر وجود هذا الخالق و يعبر عن هذه المعرفة بالحب له و الشكر و الاعتراف بقدرته فيطلب منه ما يريد بالدعاء و التراتيل ، و أطلق كل مجتمع بشري على الخالق اسماً ، فتعددت الأسماء و الرب واحد ، و وصفه بقدر ما سمح له عقله و فكره و خياله ، لذلك لم تعرف البشرية شعباً لم يتعبد و لم يُصل و لم يحج لمكان مقدس و لم يصم و لم يعرف الخير و يميزه عن الشر ، و أن الخير يرضي الإله و أن الشر يبغضه . . بل أزيد هنا في القول ما لن يعجب البعض فأقول : إنه حتى إبليس لم يكن كافراً بالمعنى الرائج الآن في ثقافة المسلمين عن معنى الكفر ، إنما كان من الكافرين بمعنى العصيان لا بمعنى عدم الاعتراف أو الإنكار ، فهو يعرف ربه ، و حاوره و تحدث معه ، فهو لا ينكره ، إنما هو قد عصاه ، و مثله آدم أيضاً كان يعرف ربه و يحاوره و يتحدث معه ثم عصاه بدوره ، الأول رفض السجود لآدم و الثاني أكل الثمرة المحرمة و كليهما يعرف الله و لا يكفر به ، و كلاهما عصى أوامر الله على التساوي ، و هنا يمكن قراءة الآية " كان من الكافرين " ليس بصيغة الجمع ، لأنه لم يكن هناك كافرين آخرين حينذاك ، و ربما هي في صيغتها الأولى قبل التشكيل و التنقيط على يد أبي الأسود الدوؤلي ، كانت بصيغة المثنى و هي الأكثر قبولاً و اتساقاً مع الموقف ، لأنه لم يكن في الوجود من عصى أمر ربه غير اثنين بلا ثالث هما إبليس و آدم ، و ما عدا ذلك فيما أخبرنا القرآن كان كل الخلق ملائكة و أجراماً و أفلاكاً تعبد الله و تطيعه و تسبحه و تسجد له . خاصة إذا ما أخذنا بالحسبان أن إبليس بعد عصيانه طلب من الله مد الأجل و أن يجعله من المنظرين .
و لا يعقل أن يطلب ذلك من ينكر وجود الله كفراً كما يشيعونها اليوم . و هنا ستنشأ مشكلة لأن إبليس عصى و عوقب بالتكفير، و آدم عصى و لم يعاقب ذات العقوبة ، و هو ما يتنافى مع مفهومنا عن العدالة ، و هو ما يحيلنا مرة أخرى لتأكيد أن الله لا يعمل وفق منطقنا و فهمنا إنما يعمل بمشيئته المطلقة التي يسلم بها المؤمن ، لعدم إمكان تطابق العقل البشري مع العقل الإلهي .
حتى فرعون نفسه كان يؤمن بضرورة وجود إله ، و لأنه لم ير أمامه في الدنيا من هو في سلطانه و قوته و قدرته و غناه ، فقد رأي نفسه هذا الإله ، لذلك دخل المباريات مع النبي موسى ( ص ) لإثبات قدرات إله كل منهما .
و إعمالاً لما سلف فإن العقل البشري لم يخلقه الرب لتصميم الأديان و الملل و النحل و المذاهب و الإفتاء ، و الدعوة إليه بالقهر و عدم الحكمة و الموعظة الحسنة ، و قد أثبت لنا التاريخ أن تدخل العقل البشري في منتج العقل الإلهي ، أدي لإنقسام الأديان و ظهور الفرق و المذاهب المتناحرة و المتحاربة و المتقاتلة ، حتى قام الصراع بين أتباع الدين الواحد ، و تكفير كل مذهب لغيره و كل دين لغيره ، رغم إقرارهم جميعاً بوجود رب خالق واحد ، و هو ما يعني أن كل هذا الصراع هو شأن بشري يتعلق بالبشر و أهوائهم و أطماعهم و مكاسبهم و تجارتهم بدين الله . و منذ تم إقحام الدين في السياسة عانت البشرية من ويلات الحروب الدينية ، و في سبيل مكاسب الكاهن الواحد كان الملايين يموتون قتلى معتقدين أنهم يموتون في سبيل الله ، بينما كانوا يموتون في سبيل المزيد من ضخ النعم الدنيوية لخزانة الكاهن أو رجل الدين .
و المؤمن الصادق هو من يعلم أن العقل البشري غير مصمم لإنتاج اديان ، و عندما يفعل ذلك ينكشف و يتعرى و يقدم بدعاً لا ديناً ، و يعلم ان الدين شأن إلهي لا دخل للبشر فيه و لا إرادة لهم في صنعه . و يعلم أن عقلنا البشري هو للإعمار و ليس لإقامة الأديان و الإرتزاق منها . و لأن العقل البشري غير مؤهل لذلك لزم إبعاده عن الدين و إبعاد الدين عنه ، بالتخلي التام عن وسائط الكهنة و المشتغلين بالدين من البشر .
و هكذا فإن وحدة الرب و وحدة الإنسانية تحتم وحدة الدين الذي هو علاقة خالصة بين الخالق و المخلوق الذين هما عنصرا الإيمان ، و من هنا فإن ما جاء في صحف إبراهيم هو ما جاء في ألواح موسى هو ما جاء في بقية التوراة ، و في المزامير ، وهو ما جاء فى الأناجيل ورسائل التلاميذ ،و هو ما جاء في القرآن ، و الاختلاف بينهم اختلاف سببه زمان كل دين و لغته و مستواه المعرفي و معارف ناس ذلك الزمان و عاداتهم و تقاليدهم و ظروف بيئتهم التي يجب أن يتناسب معها ليكون مفهوماً ، و ما عدا ذلك فكلها تتفق على معان أساسية ، توحد أكثر مما تفرق ، لكنها مرة أخرى مشيئة العقل الإلهي الذي أراد هذا التعدد ليجعلنا شعوباً و قبائل و أمماً لنتعارف و ليس لنتحارب و يقتل بعضنا بعضاً ، بتهمة لم تكن في القاموس المفهومي للدين ، تهمة الكفر .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بين بين
حامد علوان ( 2010 / 4 / 2 - 18:57 )
الاستاذ الكبير سيد قمني، لقد فهمت انك تؤمن ان القرأن كلام الله، فهل تعقل ان الله يؤمرنا بضرب نسائنا؟
في سورة النساء:
وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34
واتمنى ان لا تقدم لي تفسير بعضهم بالضرب غير المبرح لان الضرب هو اهانة بغض النظر عن كونه مبرحا او غير مبرح.
ويبدو لي انك وقعت في خلط حين تكلمت عن الصيام في شهر رمضان او شهر أبريل حين قلت: و لماذا نصوم رمضان و لا نصوم أبريل؟ فليس هناك اختلاف بين رمضان وأبريل، فقد يقع الصيام في شهر أبريل حين يجتمع هذا الشهر مع رمضان في نفس الوقت من السنة، وربما كنت تريد القول لماذا في شهر رمضان وليس في شهر صفر مثلا.


2 - تصحيح لخطأ املائي
حامد علوان ( 2010 / 4 / 2 - 19:44 )
لقد ذكرت في تعليقي المحذوف اني أخطأت في كتابة يأمرنا حيث اني كتبتها بالخطأ يؤمرنا، ولم اكتب اكثر من هذا، فقد يفهم القاريء من حذف التعليق ان هناك اساءة، فارجو من هيئة التحرير ان تنتبه لهذا.


3 - أهذا ردك علي؟
حامد علوان ( 2010 / 4 / 2 - 20:58 )
اذا كان هذا ردك علي فاني احيل ردك للقراء لتقييمه، وقد يكشف ردك استاذنا ما لم نفهمه عن جائزة الدولة التقديرية في مصر.
لك مني كل الود، فلا تبخس ثمننا نحن البقر فان الهندوس يعبدوننا.


4 - دمت سالما
جودت الضاحي ( 2010 / 4 / 2 - 22:05 )
يؤسفني جدا اني تعرفت على لفكارك متاخرا .حين اهدتني احدى المبدعات العراقيات نسخه مصورة من بحثك الرائع ( الحزب الهاشمي .......... )حين عودتها من مصر قبل حواي عشرة سنوات, ومن يومها وانا استنسخ كتبك بعد ان احصل عليها بشق الانفس و اوزعها على المعارف والاصدقاء ,حين كان الحصار مزدوجا على العراقيين .حصار الامم المتحدة وحصار نظام الطاغية ..
ولم انسى حين غادرت العراق مجبرا الا ان يكون متاعي (كتاب النبي موسى ...........)فهو كنز عظيم ,
شكرا لهذه المقاله الرائعة مثلها مثل كل كتاباتك السابقه .وانت مصيب باستشادك ببيت المتنبي فهو خير اهداء لاصحاب عقول الحمير و البقر ........
دمت سالما لنا ودامت افكارك النيرة .. تحياتي


5 - تحية وتقدير لك سيد القمني
يوسف م ( 2010 / 4 / 2 - 22:24 )
ما أعظم الإنسان عندما يعرف قدره ويعيش كإنسان لا كإله, ما أعظم ما ينتجه العقل عندما يبتعد عن إدانة الإنسان, وما أعظم مفكرينا عندما يحددوا سبب نكسات أمتنا وتقهقرها, العلماء هم ورثة الأنبياء , إنهم ليسوا من يحلل ويحرم ويكفر , بل أولئك الذين يريدون للإنسان دوره والإله اعتباره بدون مغالات, ما أحوجنا لنور العقل كي نتخلص من أغلال التخلف , لقد جدل رجال الدين من تعاليم الدين وأركانه صوطا غليظا يستخدمونه لطرد متنورينا حتى لا يخرجوا أمتنا من ظلمات الجهل إلى نور العلم , تحية لك الدكتور القمني


6 - رجاء التوضيح تعليق 4
ساجي ( 2010 / 4 / 2 - 22:30 )
على نحت القوافى من مقاطعها
وليس علي اذا لم يفهم البقر
ما معني هذا الكلام ؟ وكيف يقرأ ؟ رجاء التوضيح وهل هو تعليق الكاتب الكبير سيد القمني
وشكرا


7 - جدتي والاقوال المأثورة
حامد علوان ( 2010 / 4 / 2 - 22:34 )
كانت جدتي تنسب كل قول مأثور للامام علي حتى لو كان من اقوال الجاهلية، قد اعذر جدتي لبساطتها واميتها، ويبدو لي ان الامية ليست في عدم القراءة والكتابة، فأرى ان بعض المتمنطقين او الذين يلوذون تحت اذيال المتمنطقين يعتقدون ان كل الشعر العربي هو للمتنبي، وهؤلاء هم الاميون الحقيقيون.
بيت الشعر الذي استشهد به القمني هو للبحتري.


8 - الاله الطفل
AL ( 2010 / 4 / 2 - 23:32 )
ان مشكلة من يكتب في موضوع كهذا لايستطيع الافصاح عن رايه لان مقالته ستكون الاخيره وانا اقدر هذا. لذلك يجب التمعن بما اراد الكاتب قوله وهو ان شيوخ الاسلام يقفون ضد عجله التقدم وهذا ما يحصل مع الاديان الاخرى. انا ارى الله كملك مات وخلفه ابنه ذو خمسه سنوات يستلم الملك ويكون الحاكم المطلق ولكن يحتاج الى وصي على العرش يحكم باسم الملك وهذا مايعادل النبي. لو لم يكن الاله طفلا لتحدث معنا مباشره. ويبدو انه لازال طفلا يستعين برجال الدين للتحدث معنا. وسيبقى طفلا ولن يتحدث مع الاجيال القادمه. نحن نضيع وقتنا بالتحدث عن هذا الاله الطفل الذي غمرنا بقصص الاطفال


9 - الخوف لا ينتج الا فكرا كسيحا
حامد علوان ( 2010 / 4 / 3 - 04:07 )
كتب الاستاذ القمني مرة في معرض كلامه عن الدكتورة وفاء سلطان:
لهذه السيدة طريقتها وهى التى تضيف إلى رصيدها نقاط (نقاطا) تعلو بها الدرجات ، فهى تؤدى دوراً نعجز عنه جميعاً ربما خوفاً من المجتمع ( مثلى ).
ولكني رأيت الاستاذ القمني مستأسدا في رده علي (التعليق رقم 4)، وكم كان عظيما لو انه رفض جائزة الدولة التقديرية بنفس تلك البسالة التي كتب فيها ذلك التعليق.


10 - إلى الأخ السيد حامد علوان
الحكيم البابلي ( 2010 / 4 / 3 - 05:20 )
لن أجزم ، لكنني لا أعتقد بأن صاحب التعليق # 4 هو كاتبنا السيد سيد القمني ، ولسبب واحد هو أنه لم يسبق لي أن قرأتُ أي رد للسيد الكاتب على شاشة موقع الحوار المتمدن
وأعتقد بأن الموضوع كله فبركة من بعض المُغرضين ، وعسى أن أكون مصيباً
تحياتي


11 - ردا على حامد علوان صاحب تعليق رقم واحد و5
شيمون بيريز ( 2010 / 4 / 3 - 06:11 )
أنا قارئ من المتابعين و المعجبين جدا بالأستاذ الدكتور سيد القمنى وأتمنى أن يكون ردى موفقا

إلى تعليق رقم 5 حامد علوان - كاتب المقال لا يقصدك من قريب أو بعيد بأى إهانه مطلقا- رجاء التمعن بكل قوه فى قراءه المقال- فى تعليقك الأول رقم واحد أنت قلت (الاستاذ الكبير سيد قمني، لقد فهمت انك تؤمن ان القرأن كلام الله، فهل تعقل ان الله يؤمرنا بضرب نسائنا؟)

هوا سياتك هتفهم على مزاجك وتدعى أنك دخلت داخل نفسيه الكاتب وعرفت عقيدته وبعدين بتسأله؟؟؟؟
الكاتب متخصص فى علم الإجتماع الدينى يعنى يتناول تحليل النص الدينى طبقا لمنهج علم الإجتماع الدينى - ومن اساسيات المنهج العلمى البحثى فى علم الإجتماع الدينى:-

1) أن يبدى الباحث رأى علمى دقيق بعيدا بمعزل عن أى عقيده يؤمن بها وكلنا يعلم أن الأستاذ الدكتور القدير سيد القمنى يعرف نفسه دائما بأنه مصرى علمانى

2) أن يبدى إحتراما للقراء ولا يتهجم على عقائدهم قدر المستطاع وهذا يمكن جعلك تتخيل أن الكاتب يؤمن بضرب النساء لأنك تخيلته شيخ مسلم ولم تقدر أن تفهم أنه عالم إجتماع دينى يحلل النص الدينى وفق لمنهج البحث العلمى


12 - حول تعليق 4
عبد القادر أنيس ( 2010 / 4 / 3 - 11:56 )
سواء جاء هذا التعليق من سيد القمني أم من غيره فهو أصدق تعبير عن منتقديه من العلمانيين والمتنورين والتقدميين إذا صح فيهم هذا الوصف.
إذا لم يستطع البعض أن يفهم سيد القمني وأن يقرأ بين السطور فعليه أن يعيد النظر في كيفية قراءته للنصوص الكبيرة مثل نصوص كاتبنا الكبير.
ليس من المعقول أن يفهم رجال الدين وهم مغيبو العقول سيد القمني أفضل مما يفهمه العلمانيون.
ماذا تريدون أكثر من هذا الوضوح؟
تحياتي


13 - مقابلة وقياس مغلوط
محمد البدري ( 2010 / 4 / 3 - 12:22 )
جاء بالمقال -و إعمالاً لما سلف فإن العقل البشري لم يخلقه الرب لتصميم الأديان و الملل و النحل و المذاهب و الإفتاء ، و الدعوة إليه بالقهر و عدم الحكمة و الموعظة الحسنة - بتحليل الفقرة واستخدام القياس يجعل العقل البشري مساو ومكافئ لما يقال بالعقل الالهي او الرباني الخالق الذي صمم الاديان. ففي مجال الشريعة شرع العقل البشري الحوار والحرب وشرع ما يقال بانه الهي الحوار والحرب ايضا. بل ان العقل البشري تفوق علي العقل الالهي وبرهاني يكمن في مقارنة الوثيقة العالمية لحقوق الانسان بالشريعة الاسلامية. ومقارنة قوانين العقوبات بالعقوبات الاسلامية. المعاملات وقواعدها في الحياه المدنية افضل كذلك مما جاء في جميع الشرائع المنسوبة الي الله. فلا يبقي إذن سوي العبادات التي تفوق البشر فيها تماما علي كل ما هو الهي ورباني وسماوي. فالعبودية لم تعد من مفردات البشر بعكس ما تمليه الاديان ما يجعل سكين الاستبداد والقهر قائما لمن يدعون انهم ممثلين عن الله في الارض وما اكثرهم.


14 - الأستاذ المرموق سيد القمني وتعليقه
نادر علاوي ( 2010 / 4 / 3 - 13:47 )
أكادُ أُجزم بأن الأُستاذ الكبير سيد القَمَني ، يترَفَّع عن إستخدام عبارة ( غباء ) لدى مخاطبته قرّائه ومُسائليه ومُتابعيه ، لِذا أتفق تماماً مع الأُستاذ الحكيم البابلي بإستنتاجهِ الفطِن والذكي

أغلب الظن ، ان صاحب التعليق رقم 4 هو نفسه صاحب التعليق رقم 6
ولا علاقة لِلأُستاذ الكبير القمني بالتعليق الذي كان يحمل اسمه ، ( رقم 4 ) وفق التسلسل ؛ أشك بأن فحوى التعليقين تستهدفان الإساءة لِلأستاذ
حامد علوان ...مع شكري وتقديري للجميع

نادر علاوي


15 - دكتور سيد ونعم الفكر والعقل والأدب
العقل زينة ( 2010 / 4 / 3 - 14:26 )
الرجل يخاطب عقول معاصرة بالفكر المعاصر في الزمن المتعثر ومتعسر


16 - الأفـــضــــل قادم لا محالة
حورس ( 2010 / 4 / 3 - 15:03 )
عظمة على عظمة على عظمة يا ســـــــــــــــــيد

من العظماء من يشعر المرء فى حضرته أنه صغير ولكن العظيم بحق هو من يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء


17 - توضيح موقف
عبد القادر أنيس ( 2010 / 4 / 3 - 16:48 )
الكاتب لا يتوجه بكلامه لإقناع من هم مقتنعون أصلا بسخافة الأديان. وليعذرني إذا أخطأت في ترجمة أسلوبه في الكتابة.
رأيي أن هناك طائفة من القراء في حاجة إلى الأخذ بيدها تدريجيا لمعرفة حقيقة الدين. والإسلام ورجاله بخاصة.
فأنا مثلا أرجع الفضل في تنويري لمن أخذ بيدي لقراءة المعتزلة واستخداماتهم اللبقة لسلاح المنطق. نعم هم فشلوا يومئذ في تصحيح الفوضى العقلية التي تسبب فيها الإسلام وهو يحاول التوفيق بين حرية الاختيار وبين القضاء والقدر وبين عبث العدل الإلهي لكنهم عادوا اليوم.
مأثرة القمني اليوم كونه ألقى أحجارا كثيرة في بركة الثقافة العربية الآسنة عندما تحدى اللامفكر فيه. فعل هذا على حساب راحته وحريته وهناء ذويه. أما من يكتب هنا مثلي وغيري تحت اسم مستعار لأسباب أمنية قاهرة فيستطيع أن يقول ما يشاء ثم يمشي في الشارع بحرية ويتسوّق ويشارك في التظاهرات الثقافية ويشعر بالاطمئنان على أسرته.
رجال الدين يعرفون أن سيد القمني قد سحل عليهم في كل ما كتب بشجاعة نادرة.
ويبقى على متعلمينا أن يبذلوا الجهد المطلوب لرفع ثقافتهم وثقافة محيطهم لتتحول هذه الأفكار إلى حركة مدنية علمانية مؤثرة في واقعنا البائس.


18 - مقالةٌ رائعة وذكية
فريد ( 2010 / 4 / 3 - 17:51 )
شكراًً للسيد القمني أنت دائماً تتحفنا بالمداخل الرائعة للمواضيع الشائكة


19 - الى حامد علوان
حامد السوداني ( 2010 / 4 / 3 - 18:57 )
قد يكون قصد السيد القمني في شهر الصيام في رمضان او ابريل هولماذا لم يكون الصوم في شهر شمسي وليس قمري ليفادى الرب التفرقة نتيجة لاختلاف مواقيت ظهور الهلال من بلد لاخر كان الله في عونك يا سيد القمني فكتاباتك هي مفتاح اللب


20 - الى حامد علوان
حامد السوداني ( 2010 / 4 / 3 - 19:07 )
السؤال هو لماذا لم يكون الصوم في شهر شمسي لنتفادى الاختلاف حول مواقيت ظهور الهلال بين البلدان الاسلامية عند ظهور الاسلام


21 - آلهة نخلقها ثم نركع لها
حامد علوان ( 2010 / 4 / 3 - 20:16 )
يخلق الناس آلهتم ثم يتوهمون أنها خلقتهم فيركعون لها، وانا اعتقد جازما ان صورة الاستاذ سيد القمني بدأت تأخذ شكلا قدسيا، وصار القمنى لا ينطق عن الهوى.
فمن المعلقين من لا يعتقد ان التعليق رقم 4 المذيل باسمه هو للقمنى نفسه ومنهم من يعتقد ان البقر في تعليقه هي اشارة الى بقرة بني اسرائيل وآخر يكتب ان القمني يقصد بابريل ورمضان الاشهر الشمسية والقمرية. والقمني نفسه يطل بين الفينة الى مقالته التي لم تحصد التهليل الذي كان يحظى به، فاعترافه بانه يقيم الصلاة ويصوم رمضان جعله يقف متأرجحا بين صادق وكاذب وهذا ما كنت اقصده في عنوان تعليقي الاول (بين بين) هذا التعليق الذي ادركه القمني بذكائه المعهود فكتب تعليقه رقم 4.


22 - آلهة نخلقها ثم نركع لها
حامد علوان ( 2010 / 4 / 3 - 20:19 )
يخلق الناس آلهتم ثم يتوهمون أنها خلقتهم فيركعون لها، وانا اعتقد جازما ان صورة الاستاذ سيد القمني بدأت تأخذ شكلا قدسيا، وصار القمنى لا ينطق عن الهوى.
فمن المعلقين من لا يعتقد ان التعليق رقم 4 المذيل باسمه هو للقمنى نفسه ومنهم من يعتقد ان البقر في تعليقه هي اشارة الى بقرة بني اسرائيل وآخر يكتب ان القمني يقصد بابريل ورمضان الاشهر الشمسية والقمرية. والقمني نفسه يطل بين الفينة والاخرى الى مقالته التي لم تحصد التهليل الذي كان يحظى به، فاعترافه بانه يقيم الصلاة ويصوم رمضان جعله يقف متأرجحا بين صادق وكاذب وهذا ما كنت اقصده في عنوان تعليقي الاول (بين بين) هذا التعليق الذي ادركه القمني بذكائه المعهود فكتب تعليقه رقم 4.


23 - تحية وتقدير
الكاشف ( 2010 / 4 / 3 - 22:30 )
لك استاذي العزيز على غزارة العبر التي يحويها المقال والظاهر ان الكثير لم تصله الفكرة التي تنوه لها بفصل القيم العلمية المادية عن القيم الدينية التي يحاول الكثيرين ربطهما ببعض وكل منهم متشبث برايه لاثبات مصداقية نظرته على حساب الطرف الاخر وبالاخص ممن فرضوا افكارهم على انها الحق المطلق دون غيرهم نرجو المزيد واستمرارية غير منقطة لك منا فائق الاحترام.


24 - مجرد ملاحظات
ياقو بلو ( 2010 / 4 / 4 - 13:14 )
اولا:كل الحب والاحترام للمفكر الاستناذ سيد القمني
ثانيا:المقالة طويلة جدا،وبذلك يبتعد عنها الكثير من القراء رغم اهميتها
ثالثا:لا افهم ما معنى اصرار الاستاذ القمني على اعطاء الشرعية الالهية للكثير من المفاهيم
التي لا نختلف على تناقضها ومفهوم الله المتداول اليوم بين الناس
رابعا:لو تمعنا في اسماء الاشهر العربية،سنجد انها تخضع لخصوصية المناخ الموسمي،وهذا يعني ان التقويم المتبع كان شمسيا وليس قمريا،والا كيف يسمى الشهر رمضانا وايامه من ايام الشتاء القارسة البرودة؟


25 - البلاهة
Martyr Kusseila ( 2010 / 4 / 4 - 13:17 )
با جماعة
الاستاذ سيد القمني لا يكتب تعاليق ولا يرد على المعلقين واسماء المعلقين هنا كلها من اختراعهم

والذي انتحل اسم الاستاذ القمني هنا اي في التعاليق هو مماحك واحمق ويريد ان يتعالم الا ترون تشبثه كاي حاقد بقصة جائزة الدولة

اخر الافلام

.. السيدة انتصار السيسى تهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بحلو


.. تكبيرات العيد في الجامع الازهر في اكبر مائدة إفطار




.. شاهد: في مشهد مهيب.. الحجاج المسلمون يجتمعون على عرفة لأداء


.. 41-An-Nisa




.. 42-An-Nisa