الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على درب خالد بن الوليد

محيي هادي

2004 / 7 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اتخذ الإرهابيون في العراق مسميات عديدة لتسمية منظماتهم الإجرامية: جيش محمد، جيش الإسلام، جيش النبي… الخ، كل هذه المسميات أساءت إلى المسمى بهم، إلا اسما واحدا، وهو : كتائب خالد بن الوليد.
اتخذ الإرهابيين اسم هذه المنظمة الإرهابية "الجديدة" في المدة الأخيرة لتكون اسما على مسمى، و لتعيد إلى الذاكرة ما قرأناه عن هذه الشخصية التي أعطوها قدسية كاذبة و جعلوا من خالد بن الوليد سيفا من سيوف الله، فوصفوه بسيف الله المسلول، و بهذا فإنهم جسدوا الله و جسدوا سيفه، فهل كان لله سيفا؟ و هل أن الله لم يجد شخصا آخرا أقل إجراما؟
و قد قدمت قناتا الجزيرة و العربية لهذه العصابة الإرهابية و لغيرها من عصابات الإجرام، الدعم الإعلامي المركّز، و لم تقدما الدعم الإعلامي فقط بل و قدمتا أيضا الدعم المادي و المعنوي و البشري، فمصورو هاتين القناتين يعملون مصورون لعصابات الإرهاب، و صحفيوها هم الذين يكتبون البلاغات و البيانات الإرهابية الإجرامية.
حقا إن كتائب خالد بن الوليد هي اسم على مسمى، فلنتعرف على بعض ما كتبته لنا كتب التاريخ عن شخصية خالد، و ما قام به من إجرام بحق النساء و بحق الأسرى.

ذكر ابن الأثير في تاريخه: أنه في شهر صفر من سنة 8 هـ قدم عمرو بن العاص مسلِّما على النبي محمد و قدم معه خالد بن الوليد و عثمان بن طلحة العبدري. و هكذا فقد اتفق الداهية عمرو و سيف الله على اعتناق الإسلام، و وافق شن طبقة.

و ذكر ابن الأثير أيضا عندما تحدث عن غزوة خالد بن الوليد لبني جذيمة، في عام 8 هـ، أن: رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد بعث السرايا بعد الفتح فيما حول مكة يدعون الناس إلى الإسلام ولم يأمرهم بقتال، وكان ممن بعث خالدا بن الوليد، بعثه داعياً ولم يبعثه مقاتلاً، فنزل على الغميصاء من مياه جذيمة بن عامر بن عبد مناة بن كنانة، وكانت جذيمة أصابت في الجاهلية عوف بن عبد عوف أبا عبد الرحمن بن عوف، والفاكه بن المغيرة عم خالد، كانا أقبلا تاجرين من اليمن، فأخذت ما معهما وقتلتهما، فلما نزل خالد ذلك الماء أخذ بنو جذيمة السلاح، فقال لهم خالد: ضعوا السلاح فإن الناس قد أسلموا. فوضعوا السلاح، فأمر خالد بهم فكُتِّـفوا ثم عرضهم على السيف فقتل منهم من قتل.
فلما انتهى الخبر إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، رفع يديه إلى السماء ثم قال: اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ! ثم أرسل علياً ومعه مال وأمره أن ينظر في أمرهم، فودى لهم الدماء والأموال حتى إنه ليدي ميلغة الكلب، وبقي معه من المال فضله، فقال لهم علي: هل بقي لكم مال أو دم لم يود؟ قالوا: لا. قال: فإني أعطيكم هذه البقية احتياطاً لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ففعل. ثم رجع إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال: أصبت وأحسنت.
وكان بين عبد الرحمن بن عوف وخالد كلام في ذلك، فقال له: عملت بأمر الجاهلية في الإسلام. فقال خالد: إنما ثأرت بأبيك. فقال عبد الرحمن: كذبت، قد قتلت أنا قاتل أبي ولكنك إنما ثأرت بعمك الفاكه، حتى كان بينهما شر، فبلغ ذلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: مهلاً يا خالد، دع عنك أصحابي، فوالله لو كان لك أحدٌ ذهباً ثم أنفقته في سبيل الله ما أدركت غدوة أحدهم ولا روحته.

و ذكر ابن الأثير أيضا:"ومر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في الطريق بامرأة مقتولة، فقال: من قتلها ؟ قالوا: خالد بن الوليد. قال لبعض من معه: أدرك خالداً فقل له إن رسول الله ينهاك أن تقتل امرأة أو وليداً أو عسيفاً. والعسيف الأجير."


وتحدّث ابن الأثير عن مقتل مالك بن نويرة، فذكر في حوادث سنة 11 هـ ، انه : لما قدم خالد البطاح بثّ السرايا و أمرهم بداعية الإسلام و أن يأتوه بكل من لم يجب و إن امتنع أن يقتلوه. و كان أبو بكر قد أوصاهم أن يؤذنوا إذا نزلوا منزلا "فإن أذن القوم فكفوا عنهم و إن لم يؤذنوا فاقتلوا و انهبوا و إن أجابوكم إلى داعية الإسلام فسائلوهم عن الزكاة ، فإن أقروا فاقبلوا و إن أبوا فقاتلوهم". فجاءته الخيل بمالك بن نويرة في نفر معه من بني ثعلبة بن يربوع فاختلفت -أي اجتمعت- السرية فيهم. و كان فيهم أبو قتادة فكان فيمن شهد أنهم قد أذنوا و أقاموا و صلوا، فلما اختلفوا أُمر بهم فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شيء. فأمر خالد مناديا فنادى : "دافئوا أسراكم" و هي في لغة كنانة القتل…….فقتلوهم.
و في نفس ليلة القتل دخل خالد على أم تميم زوجة مالك بن نويرة، و كانت إمرأة جميلة جدا، فنزا عليها.
و قد هدد عمر بن الخطاب خالدا قائلا له: "قتلت إمرءا مسلما ثم نزوت على إمرأته! و الله لأرجمنك بأحجارك".

و ذكر ابن الأثير أنه في سنة 17 عُـزل خالد بن الوليد، و سبب ذلك أنه أدربَ -سار في طرق الروم- هو و عياض بن غنم فأصابا أموالا عظيمة ….. فبلغ الناس ما أصاب خالد و كان منهم الاشعث بن قيس فأجازه بعشرة آلاف، و دخل خالد الحمام فتدلَّـكَ بغسل فيه خمر. فكتب إليه عمر بن الخطاب: " بلغني أنك تدلك بخمر و إن الله قد حرم ظاهر الخمر و باطنه، كما حرم ظاهر الإثم و باطنه، و قد حرّم مسه قلا تمسوها أجسادكم" …

هكذا كان خالد بن الوليد:
· يقتل بغدر بعد أن يعطي الأمان، تماما كما قام صاحبه صدام الدموي بقتل صهريه.
· يقتل النساء.
· و يقتل الأجير.
· و يقتل المصلين.
· و ينزو على نساء القتلى في ليلة القتل. و يذكرنا هذا الموقف بما فعله صدام حينما أجبر زوج سميرة الشابندر على تطليقها ليتزوج المجرم بها.
· و يغتسل بالخمر، و على طريقته اغتسل خلفاء أمويون.

أليست كتائب الإرهاب في العراق تسير على درب خالد؟ و إنها اسم على مسمى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 158-An-Nisa


.. 160-An-Nisa




.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا