الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ضرورة نقد الدين و الإيديولوجيات المستحيلة إلى أديان

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2010 / 4 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا يمكنني اعتبار الدين العامل الحاسم في تغيير المجتمعات و تطورها أو تأخرها، إذ أن من يبتغي دراسة أسباب تخلف المجتمعات المسلمة وانحطاطها، عليه النبش عن جذورهما الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية. وثمة وقائع كثيرة تثبت الادعاء أعلاه. يهود الفلاشة في إثيوبيا و بلدان أفريقية أخرى لم تشفع لهم يهوديتهم ، ولم تجعل منهم علماء و لوبيات في مراكز صنع القرار في الدول العظمى . كما أن عشائر كردية عديدة مثل الهركيين ، و الزيباريين والبارزانيين والتي كانت تدين بالمسيحية قبل التحول إلى الإسلام قبل أقل من قرن و نصف قرن من الزمان لا يبدو أن حياتهم الراهنة و ظروفهم المعيشية ,أساليب الإنتاج عندهم كانت سوف تتطور إلى مستويات شعوب مسيحية أوروبية لو ظلوا على دينهم السابق. *

لكن الدين كان دوما سلاحا بيد الطبقات الحاكمة طوال التاريخ في قمع الطبقات المحرومة و استغلالها في كل المراحل التي مرت بها البشرية من عبودية وإقطاعية و رأسمالية. إذ أن كولومبس وصل إلى العالم الجديد يحمل هو و فرقته الكتاب المقدس ، يبشرون أبناء القبائل الأصلية بالدين المسيحي بينما كانت في أوروبا تجري حرب لا هوادة فيها ضد الكنيسة لتجريدها من سلطاتها ، و في سبيل فصل الدين عن الدولة والتربية التعليم و منظومة القضاء . وفي هذا السبيل قدمت أوروبا تضحيات كبيرة.
كانت الكنيسة تحكم لقرون عديدة في الغرب ، بعدما بدأ عصر التنوير في القرن الثامن عشر ، وأخذ الوعي ينمو و العلوم والمعارف تنتشر بين الناس بالتدريج ، وبعد اشتداد الصراع الطبقي في مرحلة الرأسمالية ، أخذ نقد الدين يتصاعد ، واشتد النضال التقدمي ضد سلطات الكنيسة . وقد كانت المؤسسات الدينية ورجالها حلفاء دوما للمستبدين و الأنظمة الجائرة ، ووعاظ سلاطين مبررين للظلم و التفرقة . و إن حدثت خلافات ما بينهم وبين الحكام، لم تكن في سبيل إنهاء الظلم و الاستغلال، بل كانت لأجل إعادة توزيع الثروات والنفوذ وتغيير الوجوه.

فقد كان هدف فصل الدين عن الدولة ومنظومة القضاء و التربية والتعليم من أهم الأهداف التي ناضل في سبيل تحقيقه المفكرون و المثقفون التحرريون التقدميون والإنسانيون، منذ عصر أبيقور حتى العصر الراهن. غاليله غاليلي يضطر تحت الضغط والتهديد أن يقول " إن الأرض مسطحة" لكنه حين يخرج من المحكمة يضرب بقدميه على الأرض قائلا: " أيتها الأرض ! أنت لست مسطحة، بل أنك كروية ، وتدورين حول الشمس" . لكن لم كل المتنورين محظوظين مثل غاليله ، إذ أن كثيرا منهم أبيدوا و اضطهدوا من قبل الجهلة و المستبدين.
وكانت الثورة الفرنسية عام 1789 فتحت فصلا جديدا من التاريخ البشري، وأثبتت أن البشر بالثورة يمكنهم إزاحة أكثر الأنظمة الاستبدادية عن طريق التقدم و التطور و بناء مجتمع يليق بالبشر.
قال جومو كيانتا مؤسس الوطنية الكينية : " حين أتانا المبشرون المسيحيون كانوا يحملون بيدهم الكتاب المقدس ، وكنا نحمل أراضينا ، ولكنهم بعد خمسين عاما أصبحوا يملكون أراضينا و أصبحنا نحن نحمل الأناجيل في أيدينا". **

وأكد ماركس على أن "المسيحية لا يمكن مصالحتها مع العقل [كما تجسَّد في علوم عصر التنوير] لأن العقلين ’العلماني’ و’الروحي’ يناقضان بعضهما بعضاً. وكان ماركس ناقداً حاداً للغائيّة وفكرة التصميم، إذ رأى أنهما محاولتان مغتربتان لتقديم أساس عقلاني في الطبيعة لسلطة الله على الأرض، وبالتالي لتبرير السلطات الأرضية كلها.

وكان نقد الدين عند ماركس نقطة بداية حاسمة لنقد أعمّ لـ"عالم مقلوب" كان الدينُ فيه "نظريةً عامة" و"وجيزاً موسوعياً." فكما قال سنة 1844 في كتابه "مقدمة لنقد فلسفة الحق عند هيغل": " يتحول نقد السماء إلى نقد الأرض، ونقد الدين إلى نقد القانون، ونقد اللاهوت إلى نقد السياسة." وكان نقد الدين (ومعه نقد الاقتصاد السياسي) ما جعل الفلسفة والعلم ممكنين، ووسم أيضاً تطور فكر ماركس الخاص.


وقد أعلن ماركس في كتابه "نقد فلسفة الحق عند هيغل" الذي نشر سنة 1844 في باريس في الحوليات الفرنسية الألمانية:
"يصنع الإنسانُ الدينَ، ولا يصنع الدينُ الإنسانَ. والدين، فعلاً، تعبير عن وعي الإنسان بذاته وثقته بنفسه، ذلك الإنسان الذي إما لم يكسب نفسه بعد أو إنه خسرها فعلاً مرة أخرى. ولكن الإنسان ليس كائناً مُجرَّداً يربض خارج العالم. الإنسان هو عالم الإنسان، الدولة، المجتمع. فهذه الدولة وهذا المجتمع ينتجان الدين الذي هو وعي مقلوب بالعالم... [الدين] هو التحقيق الوهمي للجوهر الإنساني، لأن الجوهر الإنساني لم يحقق أي وجود حقيقي. ولذا فإن الصراع ضد الدين هو بشكل غير مباشر صراع ضد ذاك العالم الذي يكون فيه الدين عبيره الروحي. والمعاناة الدينية هي، في الآن نفسه، تعبير عن معاناة حقيقية واحتجاج على معاناة حقيقية. إن الدين تنهيدة المخلوق المضطهد، قلب عالم لا قلب له وروح الأوضاع التي لا روح لها. إنه أفيون الشعب."

ونرى هنا أن ّ ماركس يبدي تعاطفاً حقيقياً مع المؤمنين بالدين باعتباره "تعبيراً عن معاناة حقيقية" وسلواناً ضرورياً للمُضْطَهَدين. وهؤلاء ليس لديهم طريقة للوصول إلى وسائل سلوان أخرى، مثل الأفيون، المتوفرة للأثرياء، ولم يتعلموا بعد أن يثوروا ضد العالم المقلوب الذي يُعتبر الدين مظهراً وهمياً له.

لكن النزعات القومية و الخرافات أعيد إنتاجها رغم التطور و التقدم الحاصلين في أوروبا، و أحرقت الشعوب في أتون حربين عالميتين و حروب إقليمية في فلسطين و بين نظامي البعث في العراق و الجمهورية الإسلامية الإيرانية وغيرها من المناطق في سبيل إعادة توزيع الثروات والنفوذ في العالم.
يقسم الدين كما القومية البشر إلى " نحن" و " هم" و الأصلي و الدخيل و الوطني و الأجنبي ، لهذا لا يمكن أن يصبح رمزا لأي دولة عصرية ، ولا يحق لأية حكومة الانحياز إلى دين معين وجعله مقدسا ودينا رسميا ، وبناء مدارس دينية ، إذ أن هذا لن يؤدي إلا إلى التفرقة والتمييز و اضطهاد الجماعات الصغيرة والأضعف من يشعرون أنهم الجماعات الأقوى و الأحق بالسلطة والحكم .
لم نشهد لأية حكومة قامت على أساس ديني إن كانت متسامحة مع كل أتباع الديانات الأخرى. الأقلية البهائية، مثلا، تتعرض إلى اضطهاد في إيران، كما أن السنة يتعرضون علنا إلى تمييز. فلا يمكن تجزئة الحرية إذ أن اضطهاد مجموعة ما سوف يؤدي إلى اضطهاد المتعاطفين معهم ، وبالتالي إلى خلق مجتمع غير متسامح و متمزق بمرور الزمن .

ليس المبتغى هو حذف الدين من المجتمع، بل أن المسألة الأساس هو نقد شامل للدين.ولا أدعو هنا إلى الإلحاد بل المطلوب هو تغيير المفاهيم عن الله و الحرية و الإنسان. أنها دعوة إلى الإقرار بأن المرأة لها حق المساواة الكاملة مع الرجل في حقوقها وواجباتها. و أنه من الظلم أن يفرض الحجاب على القاصرات، و من الفظيع أن يلقن الطفل تعاليم عنصرية، وأن يتنجس من زملائه وزميلاته لكونهم من دين آخر وقومية أخرى. وإن الدعوة هنا هي للتنوير الذي سوف يؤدي إلى تحرر الإنسان من الخرافات ، فبدون التنوير ، يبقى المسعى لفصل الدين عن السلطات في المجتمع أمرا مثبطا و بدون أي جدوى.
الدين يجب أن يبقى أمرا شخصيا ، و أن تتوفر حتى في الأسرة الواحدة الحرية التامة للاختلاف الديني والعقيدي . و أن يكون النقد بدون أي هاجس خوف أخلاقي أو قانوني.


2010-04-03
* للإطلاع على المزيد في هذه المسألة يمكن مراجعة كتاب الباحث السويدي انجمار كارلسون بالسويدي

Korset och halvmånen

**جومو كيانتا بعكس ادعاءات بتبني الاشتراكية والعدالة في كينيا ألا انه أصبح من أكبر الملاكين في كينيا بعد خروج الاستعمار منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دعوة واقعية
رعد الحافظ ( 2010 / 4 / 3 - 13:41 )
دعوتك أخي / لنقد الاديان الموضوعي , لتغيير الأفكار عن معنى الله والحرية والإنسان , دون الدعوة للإلحاد معقولة ومقبولة لكل ذي بصيرة ولا ينزعج منها إلاّ الشاكيّن في عقائدهم
من جهة أخرى قولك في إفتتاح مقالتك , بعدم كون الاديان هي العامل الحاسم في تطوّر المجتمعات أو تخلفها ,,يحتاج منّا التمييز بين الأديان نفسها
فحتى الديانات الإبراهيمية الثلاث تختلف فيما بينها بمقدار الحرية الممنوحة للعقل في الإجتهاد والتنظير
وكلنا يعرف كيف نأت الكنيسة بنفسها اليوم ,عن قضايا جدلية مثل المثلية الجنسية وحق الإجهاض و كروية الارض والإنفجار العظيم ونظرية التطوّر وغيرها
لقد فهمت الكنيسة الدرس جيداً ووعت أنها في طريقها للزوال مالم تماشي المجتمع الحديث
......
عندنا في الإسلام الأمر يختلف
يطلع عليك ذو لحية مشتته وزبيبة ويفتي لكَ بأنّكَ في النار خالداً , مالم تصلي في المسجد وليس في البيت إن كنت قادراً...تصوّر حتى الصلاة تدخلنا النار
وطبعاً كلنّا يعلم مايجره الذهاب الى المساجد والإنخراط في تعاليمها
إنّها معاهد لتخريج كارهي الحياة وأفكار لتفجير الذات بوجه الآخرين
يخرج الشاب من المسجد حاقد على الجميع ,تحياتي


2 - الإنسان ابن ثقافته
عهد صوفان ( 2010 / 4 / 3 - 15:43 )
المقال يستحق الثناء لأنه دعوة حقيقية لاستخدام وتشغيل العقل مع ملاحظة ان الانسان يتأثر بكل ما هو حوله من تعاليم وكتب وعادات وخرافات وأساطير تحت أي عنوان ديني ام غير ذلك مما يعني انناابناء بيئتنا فالبيئة الصالحة تنتج شخصا صالحا والسيئة تنتج شخصا سيئا والدين اساسي في هذا التشكيل أي بمعنى آخر الدين جزء هام جدا في تشكيل وبرمجة العقول وخاصة في المجتمعات الدينية فالدين الذي يبيح تعدد الزوجات يستسهل رجاله ونساؤه هذا الفعل والدين الذي يدعوا الى قتل المختلف دينيا عنه ايضا يستسهل معتنقوه هذا الفعل...
شكرا لك


3 - شكراً جزيلاً
شامل عبد العزيز ( 2010 / 4 / 3 - 17:31 )
تحياتي للأستاذ حميد وللمشاركين - - العبارات الأخيرة من المقال هي في صميم الموضوع - التنوير - ولقد ضربت مثالاً لنا في ما كانت عليه الكنيسة ثم الإنطلاق نحو عزلها عن المجتمع وهذا هو الأكيد في نجاحهم والوصول إلى ما وصلوا إليه - لا نريد أن نقول عكس كلامك بالنسبة للعوامل الكثيرة وخصوصاً الاقتصادية ولكن لماذا نجحت حركة التنوير في بلدان بينما لا زالت في أخرى على حالها ؟ أليس العامل الاقتصادي هو هو بغض النظر عن المكان ؟ نيوزلندا عمرها أقل من 150 عام لماذا في المقدمة ؟ كثيرة هي الأمثلة ؟ العوة إلى التحرر من الدين وان يكون شاناً فردياً هو الحل و لا يوجد غيره ؟ واكبر دليل والجميع يعرف ذلك الثورة على الكنيسة وعزل الدين عن المجتمع وهذا رأيي
شكراً لمجهوداتك


4 - مقالة اكثر من رائعة
هيام ( 2010 / 4 / 3 - 17:56 )
دائما تتحفنا بمقالتك الرصينة والتي تثير المسائل الخطيرة وتطرح لها الحلول التي تناسب. هناك نقاط كثيرة اعجبتني في المقالة منها مثلا المناهج الدراسية في العراق لم تأتي على ذكر الديانات غير الاسلام بشكل واضح فلم نكن نعرف عنها حقائق جوهرية واساسية الى ان سقط الطاغية . فسابقا كنا نسمع بكلمة من هنا وهناك عن اتباع هذه الديانات والأقوام و التي لم تكن معروفة لغير المؤمنين بها مثل الايزيدية والاثورية والمندائية والسريان والارمنية ووو
وهذا ان دل على شئ انما يدل على تصغير وعدم الاعتراف بهم في مجتمعاتهم التي شاركوا كغيرهم في تحمل النكبات التي تلحقها على يد حكامها. وهناك نقطة يجب التوقف عندها وهي اعتبار ماركس الدين تنهيدة المضطهدين سألت مرة احدى المسؤلات عن حملات الزوار للعتبات المقدسة لماذا 90 % من الزائرين يتشكل من النساء فأجابت وبدون تردد ( انه من كيد الرجال) فالنساء يؤمن حقا بالدين لانهن يجدنه ملاذا لهن وحس روحي يربطهن بالمحبة والحنان المفقودين وحسهن بالغبن فيتقوين بحبل الله وأما الرجال فيؤمنون لانهم يجدون مبررا لتسلطهم وامكانية ممارستهم العادات القبلية بشرعية دينية .


5 - الاحباط والماساة
الكاشف ( 2010 / 4 / 3 - 22:53 )
انه الاحباط الفكري والماساوي هو ما يقود الكثيرين الى التمسك بالدين لانه الاحساس بالضعف امام العواقب التي يمر بها مايجعلهم بنقادون الى الدين للهرب من الواقع الذي يعيشونه والمستفيدين يقومون بترسيخه وتسخيره من اجل مصالحهم الذاتية لذا تجدهم منبرين عليه دائما وابدا ولكن المستقبل يحمل بين طياته ثورة مثل ثورة فرنسا لتحيلهم الى حيث ينتمون اخيرا احييك على هذا المقال الرائع الزاخر.


6 - مقايضة ظالمة زمن الاستعمار
محمد البدري ( 2010 / 4 / 4 - 02:19 )
كم من الافكار والاحداث المضيئة للعقل اتت في طيات المقال، وكم من الشكر الواجب تقديمه للكاتب، فما اكثرها هي في الحالتين. تحية للكاتب علي استنارته وياليت هؤلاء المتمسكين باوهام الدين ان يقارنوا احوالهم باحوال الشعوب التي نقدت الاديان. وتبقي الماساه ومدي الصعوبة في كيفية استعاده حقوق من حملوا الكتب المقدسة كخلاص لهم بعد ان فرطوا في الارض لصالح ما ليس موجودا علي الاطلاق.


7 - ردي للاحبة
حميد كشكولي ( 2010 / 4 / 4 - 16:23 )
عزيزاتي وأعزائي
عهد وهيام ورعد وشامل والكاشف و محمد
شكرا لمروركم الكريم على مقالي و أن تعليقاتكم أغنت مقالتي و أكملتها و إن اطراءكم لأفكاري الواردة في المقال هو بمثابة وسام على صدري
فمأساتنا الكبرى هي أننا نضطر ان نرجع القهقهري لنعيد الأفكار والدعوات إلى التحرر واللبرالية والحداثة والتي أطلقها مفكرونا التقدميون في قبل نصف قرن أو قرن ما يعني أن التحررين أمنامهم طريق شاق و مهام قاسية في كفاحهم للتهيئو للثورة التحررية في العراق والشرق الأوسط
دمتم بخير
واجمل المنى


8 - البديهيات
خالد صبيح ( 2010 / 4 / 4 - 17:10 )
المشكلة الدائمة ياعزيزي حميد هي ان اثبات البديهية امر ليس بالسهل
لو كانت ( لدينا) قدرة، في الالفية الثالثة، على فهم الواقع لما اضطررت انت الى ان تكرر هنا بديهيات علمية معروفة
لكن
!!!


9 - صديقي خالد
حميد كشكولي ( 2010 / 4 / 4 - 20:43 )
اتذكر أن مدرس الرياضيات في الصف الأول المتوسط في الدرس الأول أملى علينا تسجيل البديهيات التي سوف نستفيد منها في درس الرياضيات وميادين الحياة الأخرى مستقبلا، وكان يبرهن خارج المنهج بعض البديهيات ويثبتها. بات ضروريا أن نكرر البديهيات و ارى أن المثقفين التحررين مقصرين في هذا الجانب
منذ اواسط السبعينات من القرن الماضي أخذت قوى الظلام تمسك بتلابيب الحياة في مجتمعاتنا وتمسح ذاكرة الأجيال من كل شيء إنساني تقدمي
فالبرجوازية عندنا نمت على هامش صعود البرجوازية في الغرب و انها تراجعت و توقفت عن النمو والتطور بسبب تفسخ البرجوازية العالمية الداعمة للرجعية عندنا في مواجهة الشيوعية و الفكر التقدمي. فالتطور الاقتصادي يجب أن يترافق مع جهود المثقفين و المفكرين التنويريين والا فاي انهيار سوف يؤدي الى تسيد قوى الظلام و الرجعية
وشكرا لمداختك صديقي خالد وأحييك


10 - الخطاب الهادئ 1
المنسي القانع ( 2010 / 4 / 4 - 22:47 )
أهنئك يا أستاذ حميد على هذا النقد الهادئ الذي من شأنه أن يجعل المتعبين دينياً في حيرة من أمرهم فهم لا يعرفون كيفية مقارعة العقل والمنطق بالعقل والمنطق , بل أجدهم يفرحون أشد الفرح عندما يوجه لدينهم هجوم ( لأنهم لا يعرفون غير إعداد رباط الخيل ! ) , ولو نظرنا الى حقيقة بداية الأديان نظرة موضوعية لوجدنا انها كانت فعلاً بداية إعمال الإنسان الأول لفكره متسائلاً عن ماهية الارض والماء والهواء والشمس والقمر والنجوم ثم لماذا تحصل العواصف والفيضانات ولماذا ينزل المطر ومن أو ما هي القوة التي تتحكم بها . كم كانت هذه التساؤلات تدفع لإعمال العقل عند أجدادنا السومريون والأقباط والهنود والصينيون , بحيث هداهم عقلهم البسيط لإختراع الدين والأرباب . وكم نجد من الشبه بين هذه الأرباب في كل الحضارات القديمة ولو قال البعض انهم نقلوا من بعضهم فكرة الأديان نتيجة تواصلهم , أقول لماذا كان لسكان امريكا الأصليون معتقدات تشبه الى حد بعيد معتقدات الذين لم يعرفو حتى بوجودهم ناهيك بالتواصل . إذن كانت الأديان حاجة معرفية وتساؤلات أجاب العلم عن معظمها وأثبت خطأ جلها , ومن هنا يمكن بالخطاب الهادئ أن نفهم من لم يفهم كيف


11 - الخطاب الهادئ 2
المنسي القانع ( 2010 / 4 / 4 - 23:09 )
تطور العلم من الإستقراء الديني الى البرهان بالتجربة والمنطق والمشاهدة والوصول الى النتائج المثبت صحتها وذلك دون الهجوم على المعتقدات القديمة والحديثة ( وأسوق مثلاً في أن آينشتين أثبت خطأ بعض نظريات نيوتن ولكنه لم يتهجم عليه او يوصمه التخلف او طالب بإجتثاثه ) وكذا أصحاب العقائد الدينية , أرى إقناعهم بالمنطق دون أي تسفيه لمعتقداتهم وسوف نصل معهم الى أن حتمية التطور تعدل الرؤية الصائبة الى ما هو أصوب منها ....
لا أريد أن أطيل عليك فقد أجدت الخطاب يا صديقي ( صديقي بالرؤية الصائبة والمنطق العقلاني وإن كنت أتمنى فعلاً أن تقبلني صديقاً يتشرف بصداقتك) .
تابع يا صديقي هذا الخطاب الناقد بهدوء ومنطق فهو أجدى وأجدى
تحياتي


12 - صديقي الذي لا يُنسى
حميد كشكولي ( 2010 / 4 / 5 - 11:24 )
أتشرف بصداقتك عزيزي المنسي القانع الممتنع عن النسيان و اشكرك شكرا جزيلا على مساهمتك الممتازة و التي أنورت افكاري نورا على نور
أتفق معك تماما في كل ما طرحته و إن اسلوب المحاججة الهادئة هو الذي يقض مضاجع الظلاميين مثل القطرات التي تحفر في الصخر بهدوء
وسلمت َ وسلمت أفكارك
مودتي
صديقك حميد كشكولي

اخر الافلام

.. 116-Al-Baqarah


.. 112-Al-Baqarah




.. سي إن إن تكشف عن فظائع مروعة بحق فلسطينيين في سجن إسرائيلي غ


.. نائب فرنسي: -الإخوان- قامت بتمويل الدعاية ضدنا في أفريقيا




.. اتهامات بالإلحاد والفوضى.. ما قصة مؤسسة -تكوين-؟