الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البيئة داخل المؤسسة وخارجها

محمد البوزيدي

2010 / 4 / 3
المجتمع المدني


عتبات
البيئة داخل المؤسسة وخارجها
لقد أصبحت التربية البيئية تلعب دورا كبيرا في تشكيل وعي التلاميذ في علاقتهم بالمحيط الخارجي عامة وبالمؤسسة التعليمية خاصة.
وفي هذا الإطار، وانطلاقا من طفرة الوعي بحقوق الإنسان التي عرفها الحقل المجتمعي والتعليمي بداية التسعينات ،ولأن البيئة تشكل الجيل الثالث من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، فقد صدرت مذكرات وزارية عديدة تدعو لتشكيل وتفعيل الأندية البيئية باعتبارها أداة هامة لتطوير وعي التلاميذ البيئي في المحيط العام والتربية على سلوكيات تعني بالعلاقة السليمة التي يجب أن تربط التلميذ بالماء والتربة والأشجار و..و....إضافة إلى القيام ببعض الأعمال التي تهدف لتزيين فضاء المؤسسة لتصبح مفعمة بالحياة وتتجلى في أشغال البستنة الدراسية كتشذيب الأشجار وغرسها وجمع الأزبال ورسم لوحات تشكيلية على الجدران وترشيد استعمال الماء ...
ورغم ضعف التكوين لدى الأطر التربوية المؤطرة لهذه الأندية وندرة المصوغات الديداكتيكية الرسمية ما يؤدي إلى اعتماد المؤطرين على إمكانياتهم الذاتية وعلى مواقع الانترنيت ومصوغات وملصقات وزارة البيئة والمنظمات غير الحكومية ،فقد قطعت الحملات البيئية رغم موسميتها أشواطا كبيرة في تطوير وعي التلاميذ لكن يمكن تسجيل الملاحظات الآتية على أنشطة الأندية البيئية :
1. إن الأنشطة لا تستهدف عددا كبيرا من التلاميذ، بل تقتصر على منخرطين معدودين، بل ومن فرج واحد أو قسم واحد في الغالب مما يجعل تطوير الكفايات المختلفة رهين فئة محددة .
2. إن اغلب الأنشطة أصبح يطبعها الروتين اليومي وتكاد تكرر نفسها كأشغال النظافة....وإحياء أعياد بيئية في بعض التواريخ المحددة.
3. غياب الجانب النظري في برامج الأندية البيئية، حيث يتم التركيز على الجانب العملي دون الاهتمام بالجانب النظري .
4. إن غياب التشجيع للأندية والمنخرطين يدفع أنشطة الأندية إلى مراوحة مكانها وعدم تطويرها، بل توقفها في مرحلة معينة من الموسم الدراسي.
5. إن غياب الدعم يؤدي إلى انحسار الأنشطة داخل المؤسسة وعدم دعمها برحلات وخرجات ميدانية لفضاءات مرتبطة بالبيئة : كالغابة، والبحر، والرمال، والآبار، والضيعات الفلاحية ....
ولا يخفى أن كل المجهودات المبذولة داخل المؤسسة تبقى معزولة عن سياقها العام إذا لم ترافقها حملات توعوية في صفوف باقي التلاميذ والأسر، وإذا لم ينخرط تلاميذ اخرون ليحدثوا تغييرا في السلوكيات تجاه البيئة كرمي الأزبال والكتابة على الجدران وتبذير الماء.....
لذلك لا غرابة أن نجد أن السلوكات الإيجابية قد تنحصر في المدرسة، ولا يكون المجتمع أو حتى المنزل فضاء ممتدا لها، ليطرح السؤال إذن: ماجدوى التربية البيئية في المدرسة إذا لم تجد تجليات لها في المنزل والمجتمع حيث تصبح الأزبال مشهدا يوميا وقطع الأشجار سلوكا اعتياديا، وتبذير المياه لايثير حفيظة البعض منا ......
إن هذه الملاحظات لا تدخل في إطار التقليل من مجهودات هذه الفئة التي ترسم الأمل والبهجة في المؤسسات، بقدر ماهي دعوة إلى إعادة النظر في أساليب العمل المعتمدة، وصرخة للمسؤولين لإعطاء هذه الأنشطة القيمة الضرورية، والعناية بالأندية ماديا ومعنويا،ووضع برامج للتكوين ،و سن تشريعات خارج المؤسسة لمواصلة الرصيد المتراكم حتى لا تبقى البيئة موضة مرحلية حتى حين....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سفير إسرائيل بالأمم المتحدة: قرار واشنطن وقف بعض شحنات الأسل


.. بعد إعلان إسرائيل إعادة فتح معبر كرم أبو سالم.. الأمم المتحد




.. كاميرا العربية ترصد أوضاع النازحين في مخيم المواصي


.. مستوطنون يعتدون على مقر وكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالق




.. بعد فض اعتصامهم.. طلاب من جامعة السوربون يتظاهرون أمام مقر ب