الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في اسلام أسامة بن لادن

زينب رشيد

2010 / 4 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اذا اردنا التحدث عن "الشيخ" أسامة بن لادن، فلن نجد صعوبة تذكر في توصيف الرجل ومعتقده وأفعاله التي جعلت منه المطلوب رقم واحد في العالم، وأقول الشيخ أسامة لأنه فعلا كذلك، ومن الثابت شرعا انه يستحق هذه الدرجة الدينية أكثر من مئات الآلاف غيره يحملونها اسما ولا يفعلون ما يترتب على حامل هذه الدرجة أن يفعله.
أسامة بن لادن رجل صادق وصريح والأهم من هذا انه بوجه واحد وليس بعدة أوجه، قد يستعمل أحدها مع المسلمين والثاني مع غير المسلمين والثالث مع المتعلمين والنخبة والرابع مع عوام الناس الخ.
هو ليس قرآني يأت لنا بخليط علماني ليبرالي بمفردات اسلامية ليقول لنا هذه هي حقيقة الاسلام، والاسلام من تلك الخلطة وأصحابها براء، وهو ليس مدُعي وسطية ليقع في مطب الحقيقة الساطعة التي تقول أن لا وسطية في ما هو مقدس. هو سلفي بالفعل لا يتوانى حسب شروط القدرة المتوفرة على القيام بما قام به السلف وأكثر.
هو لا يفسر النصوص المقدسة بمزاجه، وليس له منهج خاص وفريد للتفسير، ولا يحاول ليً عنق النصوص ليقولبها بما يخدم أجندة خاصة، ولا ينكر سنة ولا قياس ولا اجماع ولا أي من الأمور التي كانت على مر العصور ومازالت محل اجماع غالبية ان لم يكن كل المسلمين. طبعا مع اعتباره للقرآن أول وأهم مصادر التشريع.
كل ما فعله ومازال يهدد بفعله بن لادن فعله المسلمون منذ بداية الدعوة، وهو ليس إلا شخص مؤمن أصر على أن يقتدي بالرسول وصحابته وقبل هذا فهو يريد ارضاء ربه عبر العمل على تنفيذ ما هو مطلوب منه شرعا حسب نصوص صريحة وواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.
لهذا لم يتجرأ رجل دين "ذو وزن" حتى اللحظة أن يُكفر بن لادن ويخرجه من ملة المسلمين، فابن لادن أكثر اسلاما من الناحية الشرعية من أولئك الدعاة والشيوخ الذين يتمتعون برغد العيش في قصور مشيدة مكتفين بالجهود الدعويًة الكلامية، وشتان بين "المرابط على الثغور" و"القابض على الجمر" مثل بن لادن وبين المرابطين على تخوم الفضائيات ومنابر المساجد.
عندما اتهم بن لادن قيادة "حماس" بانها باعت دينها بدنياها وبادلت ايمانها بكراسي الحكم، وهو اتهام يصل الى حد تكفيرهم واخراجهم من الملة، لم تستطع "حماس" ومن يناصرها فقهيا من رجال الدين أن يردوا ولو بما هو دون مستوى اتهام بن لادن لقيادة "حماس". اذا بن لادن هو من يملك سلطة التكفير والآخرون ما عليهم ان كانوا ملتزمون شرعا إلا السمع والطاعة.
لو أجرينا انتخابات حرة وشفافة ونزيهة في العالم الاسلامي - مع ادراكي المسبق بان الانتخابات بالنسبة لبن لادن هي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار - وكان بن لادن أحد مرشحيها لفاز بالاغلبية الساحقة بدون منازع، على افتراض ان أحدا سيخرق قوانين السقيفة - أقصد العملية الانتخابية - وينافسه، فهو الأمل الباقي بالنسبة للجمهور لاعادة العمل بجوهر الاسلام قولا وفعلا. هو الراغب عن متاع الدنيا وما أكثرها لمن يمتلك من أموال ما يملكه بن لادن. القلة القليلة التي لن يفوز بن لادن باصواتها هم فلول العلمانيين، والمارقين الملحدين، وشراذم الليبراليين، وبقايا العقلانيين والانسانيين.
الغالبية الساحقة التي أتحدث عنها، هي التي ترنو عيونهم وتهفو قلوبهم لطلته، وتشنف آذانهم لسماع ماهو جديد منه..يرون في ضحاياه ما يراه هو بانهم اما كفار أو مشركين أو في أحسن حال أهل ذمة تخلفوا عن دفع الجزية فوجب قتالهم وقتلهم، حتى وان لم يكونوا تحت "ظلال" ولاية اسلامية، كما ويرون أنفسهم بأنهم خير أمة أخرجت للناس، وأن الله أعزهم وفضلهم على العالمين بدين الاسلام الذي هو الدين عنده ومن ابتغى غيره فلن يقبل منه وكان في الآخرة من الخاسرين.
القلة القليلة التي لن تمنحه صوتها، تراه ارهابيا مجرما، تشمئز من طلته، وتهزأ من "كليباته"، وترى ضحاياه ابرياء قتلوا غيلة في ميدان الاقصاء والاستئصال الديني والفرز الدنيوي، كما ويقولون صراحة بأن من حق الانسان أن يؤمن بما يشاء - أستغفر الله - شرط أن لا يؤذي بايمانه هذا الأخرين، وان لا فضل لأحد على آخر إلا بما يقدمه للبشرية من علم وفكر ومعرفة، وان احتكار الحقيقة دليل عدم امتلاكها أصلا.
لا أعلم ان كان بن لادن الأن حيا أو ميتا، فهذا ليس مهما على الاطلاق، وماهو مهم فعلا كم واحد من هؤلاء الأغلبية الساحقة على استعداد ليكون بن لادن ثان وثالث وعاشر وألف ومليار، وماهو أكثر أهمية يكمن في معالم الطريق الذي أوصل بن لادن وأصحابه الى ما وصلوا اليه، واذا ما تفحصنا ذاك الطريق فلن نجد إلا مسجدا وقرآنا هنا، وزاوية وحديث هناك، وحكايا غزوات صدر الاسلام من بدر الى خيبر وما بينهما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرجل مسلم
زنديق ( 2010 / 4 / 5 - 10:47 )
ومعتقده اقرب الى معتقد النبي محمد وكذلك افعاله فلا نكذب علبعضنا ولا نغالط انفسنا


2 - جديرة أنت بالقوامة
علي ( 2010 / 4 / 5 - 11:20 )
عجبي .. كيف قيل القوامة للرجال على النساء وفي النساء مثلك .. وياغالية كتبتي هنا :- القلة القليلة التي لن يفوز بن لادن باصواتها هم فلول العلمانيين، والمارقين الملحدين، وشراذم الليبراليين، وبقايا العقلانيين والانسانيين -. فليتك عنونتي خانة الأغلبية الساحقة


3 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 4 / 5 - 17:34 )
كلامك جدا صحيح يا زينب بن لادن هو المسلم الصحيح ويطبق الشريعه الاسلاميه بحذافيرها كما هي من القران والسنه والاحاديث وهو ليس منافق كما بقيه المسلمين وذو وجهين بل له وجه واحد وكل المسلمين حسب عقل بن لادن هم كفره لانهم لا يطبقون الشريعه اكتبي اكثر لكي يعرف المسلم اسلامه الحقيقي ولا يتبجح ويمكر ويكذب على الغرب وعليه ان يقدم الاسلام كما هو وليس بالخداع والمكر والكذب


4 - صدقت زينب العظيمة
ابن النور ( 2010 / 4 / 6 - 00:18 )
والذي نفس محمد بيده صدقت...فالشيخ بن لادن نتاج دين صلعم


5 - هلك شعبي لجهله ...!؟
سرسبيندار السندي ( 2010 / 4 / 6 - 17:04 )
هذا قول للسيد المسيح ... فكيف لايهلك مليار مسلم وأكثر ... منه العوض وهو العوض ... تحياتي لك يا سيدتي زينب الشجاعة ...!؟

اخر الافلام

.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي


.. التحالف الوطني يشارك الأقباط احتفالاتهم بعيد القيامة في كنائ




.. المسيحيون الأرثوذوكس يحيون عيد الفصح وسط احتفالات طغت عليها


.. فتوى تثير الجدل حول استخدام بصمة المتوفى لفتح هاتفه النقال




.. المسيحيون الأرثوذكس يحتفلون بعيد الفصح في غزة