الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية العريفي

محمد قانصو

2010 / 4 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جميلة هي نجومية رجل يوحي لك زيه ومنطقه وهيئته بانتسابه لقرون خلت ، رجل ماهر جدا إن لم أقل هوليووديا بامتياز في جذب الأضواء ، وتحريض الأقلام على الكتابة ، الشيخ محمد العريفي داعية سعودي ينبع من آبار نظام النفط السعودي ليصب فيها ، يتألق خطيبا على قناة أعجب ما فيها تمايز الإسم عن المسمى فهي قناة الوصال ولكنها ابعد ما تكون عن الوصال ، وأقرب ما تكون إلى بوق تكفيري كمثيلاتها من أبواق التكفير الوهابي الممول سعوديا ، بالأمس القريب أطل العريفي مشحونا ببريق الإعلام الموظف مذكرنا بشخصية رامبو أو الكموندو وهي شخصيات ألفناها في طفولتنا، ولطالما تقمصناها في ألعابنا اليومية ، كيف لا ؟! والبطل صناعة أميركية عالية الجودة تقوى على الموت وتقهر الأعداء مهما علا شأنهم وتعاظمت قوتهم !.
حدثنا العريفي بأسهاب عن بطولاته واقدامه في ساحات الجهاد وميادين القتال ،متلفحا بما لا يقاس من الفخر بغبار المعركة ، محرضا ومواسيا الجنود الأبطال الذين يقاتلون بقلوب لا تعرف الجبن ولا ترهب الموت ، راويا لنا بما يلهب الحماسة قصصهم ومآثرهم ، وبسنمائية المحترف يجيد الحبك والربط بين معركة نظامه ومعارك الرسول (ص) في صدر الاسلام ، وببراعة المخرج يجسد أبطال الاسلام العظماء ويستحضرهم أحياء بالبزات الصحراوية ، حتى يخال لمستمعه أن المعركة هي بدر أو خيبر وأن رسول الله (ص) بين ظهراني أصحابه يحثهم على القتال ، وهم يتسابقون لنيل شرف الجهاد والشهادة بين يديه ..
مسرحية الشيخ الغريفي آداء واخراجا جميلة ولكنها تفتقر إلى الكثير من المصداقية في زماننا هذا ، ليس لشيء إلا لأن المواطن العربي ورغم ما يقاصيه ويكابده من هم وفقر وجوع واستبداد ، لا زال يملك ذاكرة حية ، ووعيا نقديا متحفزا ، فكيف يمكن لموظف كالغريفي أن يشوه وعي المواطن العربي ويقنعه بأن معركة نظامه هي معركة حق ودفاع مقدس ! في الزمن الذي يعرف فيه الجاهل بزمانه أن من يقاتله الغريفي وأسياده لا ذنب له إلا انتمائه المذهبي الديني المحظور من نظام يمارس العنصرية الدينية ويقمع الحريات ويملأ المعتقلات ، من نظام تكفيري عفن يدعي ملكية الله والإسلام حصرا ، ويتبجح بالتوحيد والتقوى ، وهو أبعد ما يكون عن تقوى الفكر والخلق والممارسة ، ومهما تحاذق الغريفي فلا يمكن ان يسقط القناع عن الممارسات الوحشية التي يمارسها نظامه بحق مواطنين أبرياء ما نقم منهم إلا أن آمنوا بالله وحده لا شريك له ..
ومهما يكن فقد أحسن الغريفي حين تحدث عن الجهاد وإن كان الحديث في غير محله ، لأن أعداء الله وأعداءه الذين سيدخله الله ومن معه بدمائهم الجنة ، ما هم إلا فقراء اليمن الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت فوجدوا العدو أمامهم ووجدوه ورائهم ، وليته حين تحدث عن الجهاد ذكر شعبه ومجتمعه أن هناك عدوا إسمه إسرائيل ومن ورائها أمريكا ، وأن إسرائيل هذه هي عدوة العرب والمسلمين ولا عدو لهم يتهددهم في أمنهم وأرضهم ودينهم غيرها ، ولكننا نعذره حين لم ير إسرائيل عدوا ! لأن وظيفته تحتم عليه أن ينال من الرافضة ولو تعلقوا بأستار الكعبة ! ..
غير أن المثير للسخرية في خطاب الغريفي الإستعراضي ادعاؤه ان ليوث الصحراء يخوضون الجهاد المقدس عند الحدود اليمنية ، وهم بدمائهم وأرواحهم يدافعون عن بيت الله الحرام من هجوم الردة والروافض على حد تعبيره ، معتبرا أن كل قتال لا يرقى إلى جهادهم ، مصرحا أن جهاد المقاومة الإسلامية في لبنان انما كان دفاعا عن بلد يحوي بيوت البغاء والدعارة وفنادق النجوم الخمس ..
وهنا أجد نفسي ملزما بدافع الوطنية تذكير الغريفي أن المقاومة في لبنان بجهاد مجاهديها ودماء أبطالها ألبست أمة العرب ثوب عز وكرامة ،وشهامة ورجولة ، بعد مسوح الذل والهزيمة والإستكانة والضعف وأن البلد الذي لا تراه أهلا للجهاد والتضحية أصبح درة في أعين المشرق والمغرب ، وهو وإن كان بلد الفنادق ، فحري أن تعلم أن نزلاء فنادقه هم من مواطنيك الذين تتأجج فيهم نيران الشهوات الجامحة والرغبات المستعرة التي إن أفصحت عن نفسها ما هي إلا أرقام مخيفة من الشذوذ الجنسي والجرائم الأخلاقية البشعة .. ينبغي عليك وعلى أمثالك ممن يدعون الغيرة على الإسلام ويسمون أنفسهم دعاة له أن يهبوا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، بدل أن يكونوا أبواقا تكفيرية واهية الحجة والدليل عالية الصخب والضجيج ..
من دواعي الأسف حقا أن نجد مصاديق الآيات البينات حاضرة جلية عند من يظنون أنفسهم أنهم يحسنون صنعا , وهم يقولون ما لا يفعلون ويأمرون الناس بالبر ولا يأتمرون ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج