الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طيور الجنة الإسلامية

صلاح الجوهري

2010 / 4 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مرة أخرى قبض على طفل يحمل حزاما ناسفا في العراق وبالتحقيق معه اكتشفت السلطات العراقية أن تنظيما خاصا تقوده القاعدة للاستخدام الأطفال والصبية كآلات للتفجير بعدما ضاق الخناق بالرجال بدؤوا في إرسال الأطفال والنساء، ودعي هذا التنظيم طيور الجنة ودعي تنظيم النساء "حريم القاعدة". ولا يتورعون في استخدام الأمهات لحمل قنابل تلف أبنائهم.

ليس غريبا على أناسا يتفننون بالقتال أن يلجئوا إلى مثل تلك الأساليب الخسيسة والدنيئة لتنفيذ مأربهم ومم زاد من خسة ونذالة هؤلاء هو استخدامهم للأطفال وليس أي أطفال بل يستخدمون الأطفال "اليتامى" الذي ترعاهم القاعدة بعد مقتل عائلهم، وشطح فكرهم الشيطاني المدعم بآيات القتل وأحاديث الغدر، شطح فكرهم لاستخدام المعافيين عقليا وبدنيا والذين لا رجاء منهم في عملهم الجهادي. لأنهم في صورة ضحاياهم هم أبعد ما يكونوا عن الغدر.

زرعوا في نفوسهم البريئة الطاهرة الخسة والغدر، واستخدموهم وسيلة للقتل، قتلوا براءتهم قبل أن يقتلوا أبرياء الناس. بدلا من استخدامهم كأفراد في عملية البناء. وأرجعوا هذا الفكر إلى فقه جديد للجهاد. فغالبا هم يضربون عصافير كثيرة بحجر واحد. فهؤلاء الأطفال الأيتام لا يلاقون معاملة حسنة بالتأكيد وإلا لما تخلصوا منهم، فهؤلاء الأطفال يمثلون عبئا ثقيلا على عملية الجهاد فكثرة قتلى القاعدة خلفت الكثير من الأرامل والأيتام التي وجب على الجماعة الاعتناء بهم ورعايتهم. ولكن في ظل ظروف القتال والإرهاب أصبحوا عبئا على القاعدة لذا كان يجب التفكير في التخلص منهم لأنهم في احتياج دائم للمأكل والمشرب والملبس.

ظهرت الحاجة إلى تشغيل هذه الفئة من البشر بدلا من كونهم عبئا كما أنهم كانوا يمثلون مصدرا هاما في جمع المعلومات وهم أفضل من يقوم بعمليات الرصد والمراقبة، ولكن هذه المهام البسيطة لم تسد احتياج هؤلاء بل ظهر الحاجة إلى استخدامهم أيضا في عمليات التفجير والقتل، منها يتخلصون منهم كعبء ثقيل على الجماعة ومنها ينفذون مأرربهم الخسيسة في انتشار القتل وتعميم الفوضى.

يبقى فقط أن نقنع هؤلاء الصغار بجدوى العمليات الإرهابية التي يقومون بها، أولا هم أطفال سهل إقناعهم وثانيا هم ينفذون أوامر من يعولهم وإلا سيلاقون العقاب الشديد. ولكن تبقى مشكلة صغيرة لهم ... أن يبرروا للعالم فعلتهم.

لا مشكلة ... يطلقون على الجماعة أسم ملائكي جميل ويبتسمون أثناء الحديث عنهم في وسائل إعلامهم. كما يمكننا أن نستحدث فقهاً يبرر هذا الفعل الخسيس.
أنهم استحدثوا فقه جديدا للجهاد يعتمد على الضعفاء والأيتام والأرامل الذين هم أولى بالرعاية. هذا الفقه الذي نما وأزدهر في ظل المتغيرات الكثيرة المتلاحقة على الأمة الإسلامية فلم يكن الفقه أبدا إلا مخرجا سريعا من كثير من المواقف التي تقابل المسلمين ولا يخرجون منها إلا بالفقه.

الفقه هو الحل السريع وكارت الجوكر الذي به يخرج المسلمين من مأزق عديدة ولكن ليس العيب في الفقه فقط بل العيب في الشريعة التي تحل الحرام وتحرم الحلال، شريعة تصور لأتباعها الخبيث على أنه جميل والجميل تصوره كقبيح.

وبكثرة الفقهاء وبكثرة الأمور الفقهية فإنك يمكنك أن تفعل الشيء ونقيضه باستخدام الفقه، فمثلا يمكنك الزواج بواحدة أو أن تتزوج أكثر من واحدة وفي كلا الحالتين الله مسامح. يمكنك أن تزني بالفقه كزواج المتعة والمسيار، يمكنك أن تصلي للكعبة أو لغير اتجاهها بالفقه، يمكنك أن تنكح أبنتك أو لا تنكحا بالفقه. يمكنك أن تتاجر بالمخدرات بالفقه.

هذا ناهيك عن فقه الجهاد، فيمكنك أن تقتل ما تشاء بالفقه أو أن يحرم عليك القتال أيضا بالفقه. يمكنك نهب أموال الغير بالفقه كما يمكن للفقه أن يحرم عليك هذا. الفقه هو ملجأ المسلمين أمام أنفسهم لإراحة ضمائرهم ولكن في الحقيقة الفقه الإسلامي يجعلك تفعل ما لا يخطر على بال الشياطين أنفسهم. شرط أن تجد قاعدة فقهية مركبة تركيبا شيطانيا تخرج بها من أي مأزق تريد.

في الإسلام كل شيء

فقه الجهاد يستبيح أي شيء

يستبيح أموال الناس وأعراضهم، يبيح الكذب والخيانة، يبارك السرقة والسطو. وفي النهاية يعظم القتل والفتك.
فقه شيطاني من عقلية شريرة ألا وهو نبي الإسلام، الذي فعل جميع الموبقات في حروبه، نهب أموال الناس، أغار على غيره من القبائل المسالمة، أستخدم الصعاليك ليدعموا غزواته، يقتل الأب والزوج ويدخل على الزوجة كحيوان لا قلب له.
وها أتباعه يسيرون على الدرب.
يغتالون أحلام الطفولة وبراءتها.
يستخدمون الضعفاء وأصحاب العاهات ويختبئون وراء جبنهم ونذالتهم.
يدفعون بالمرأة للموت بدلا من إكرامها وتركها تربي عيالها.
يحولون الأطفال وأمهاتهم إلى قنابل متحركة، فمنظر تراجيدي لا يقبله عقل أن تضحي الأم بأمومتها طلبا لرضاء إله متعطش للدماء.
تحول النساء والأطفال في فكرهم الشيطاني الخسيس إلى قرابين تقدم إلى إله جزار.

ولكن سؤال لم أستطع الإجابة عليه.
طالما أحب المجاهدين تفجير أنفسهم طمعا في جنة الجنس والمجون. وأثنين وسبعين حورية موكلين من الله لسد رغباتهم.
والسؤال هو: ماذا سينتظر الأطفال والنساء في الجنة؟ ماذا سينتظر الفتيات القصر أمام الله؟

عينيا تدمعان لما طال يد الشيطان في البشر... فها هو يفعل ما بدا له وها هو تمتد يداه على أحباب الله ببراءتهم لا بدينهم وفقههم، نعم الأطفال أحباب الله ليس بتقواهم ولكن بقلوبهم النظيفة التي يملأها الحب والطهارة العفة والبراءة.
أتمنى أن أقتل حماية لطفل حتى يلعب وحماية لبراءة قلبه.
وليس عجبا أن قال السيد المسيح له كل المجد ... إن لم ترجعوا وتصيروا كالأطفال فلن تدخلوا ملكوت السموات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب