الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكاتب العراقي!

مكارم ابراهيم

2010 / 4 / 8
المجتمع المدني



اذا اخذنا الثقافة العراقية التي نشأ وتربى عليها الانسان العراقي عبر التاريخ الدموي الطويل من الحروب والاحتلال والانقلابات والتهجيرات القسرية وماشابه التي عايشها الانسان العراقي على ارض الرافدين لوجدنا انه قد اثرت بشكل عميق على شخصيته وهذا مانراه على سبيل المثال واضحا في كتابات الكاتب العراقي فهناك عدد كبير من الكتاب العراقيين يهاجمون بمقالاتهم او ردودهم بكلمات نابية شخصيات عراقية معينة
او جماعات معينة او مؤسسات معينة او كاتب ما دون ان يكون انتقادهم على اساس استخدام الحجج او تحليل النتائج التي ادت الى هذا الانتقاد السلبي فالكاتب لايعطينا حلولا او اقتراحات معينة لمعالجة الوضع السئ الذي ينتقده او اسباب واقعية لهذا الانتقاد فلايكفي القارئ ان يقرا الانتقاد السلبي لمجرد النقد بل من الواجب على الكاتب الاخذ بعين الاعتبار الابعاد الجذرية الشاملة لهذا النقد السلبي.

لناخذ مثالا في مقالة قرائتها اليوم في صوت العراق بتاريخ 7 نيسان 2010 للاخ مهدي قاسم تحمل عنوان" الف عفطة وعفطة لجهاز المخابرات العراقية الجديد"
بدءا : عذرا للقارئ الكريم عن كلمة " العفطة " ولكننا لم نجد كلمة أخرى لنعبر عن سخطنا وازدرائنا لهذا الجهاز المشلول.

كان هذا جزء من المقالة المنشورة للكاتب.

حسنا بغض النظر عن الكلمات النابية التي استخدمها الكاتب في مقالته هذه اين تحليله والحجج والبراهين للنتائج التي بتصوره ادت الى ان جهاز المخابرات العراقية اصبح مشلولا .
ان الوضع سئ للغاية في العراق و يعقد مهمة المخابرات العراقية بالسيطرة التامة على المخططات الارهابية التي تحدث يوميا في العراق ولكن في نفس الوقت فاننا نقرا يوميا عن الاعتقالات التي تقوم بها الشرطة العراقية للارهابيين مثلا انظر الى المهمة المعقدة فالارهابيين يمكن ان يكون طفل برئ لايمكن التشكك به او فتاة جميلة او امراة يبدو عليها الارهاق والمرض فمن الصعب التكهن بالارهابي الذي يفجر نفسه في السوق في الشارع في المسجد في الكنيسة في المخبز في المدرسة في كل مكان يجب مراقبة الجميع بلا استثناء وبرايي انه عمل رائع عندما استطاعت الشرطة العراقية توقيف طفل عراقي في العاشرة من عمره يحمل حزام ناسف فمن الصعب الشك بالطفل هذا وكذلك قبضت الشرطة العراقية على امراتان تحملان حزاما ناسفا والخ الخ الخ .
ولننظر كيف ان العراق قي الواقع تحت سيطرة جهات عديدة ودول عديدة فكيف يمكن السيطرة على مايحدث في الشارع العراقي ليكون الله في عون هذا الشعب المسكين.

فالناقد هنا لجهاز الاستخبارات العراقية لم ياخذ المجموعات السياسية المختلفة التي تقود البلاد فكل حزب وكل جهة سياسية تقود العراق حسب اهدافها ومخططاتها عدا ان كل حزب له جهة عربية وعالمية موالية له وله اهدافه الخاصة فلايوجد ان نقطة اشتراك او هدف مشترك لهذه الاحزاب وهذه المؤسسات الحكومية والسياسة من اجل خدمة هذا البلد ورفع مستور الانسان العراقي ثقافيا وحضاريا وانسانيا واقتصاديا واجتماعيا.
فنرى الناقد العراقي على العموم يضع كل ثقله على الشكليات وليس على المضمون اما ان نذم ذما عظيما او نجامل بشكل مبالغ فيه الى حد الابتذال فالمبالغة في مدح او ذ م الاخرين واضحة بشكل كببير في الكتاباتوحتى في الحديث العادي بين الاصدقاء ايضا فاما ان يرفع الشخصية الفلانية الى اعلى السموات ويضعه قرب القمر اذا اراد حماية نفسه من سخط تلك الشخصية
او يرده الى اسفل طبقات الارض اذا اراد انتقاده.

والسبب ان غالبية العراقيين يضعون وزنا كبيرا للالقاب التي يلقبون بها فالويل اذا نسي احدنا ان يضع لقب الفنان او المخرج او الشاعر او المؤلف قبل الاسم المراد ذكره وكلما عظمنا اللقب يكون افضل والا فان الهجوم سيكون شديدا ومريعا.
فالمبالغة الكلامية اساسية في الثقافية العراقية على العموم لايوجد حد وسط اما امقتك او اعبدك اما ابيض او اسود لاتوجد الالوان الاخرى اما الى اليسار البعيد او اليمين البعيداي التطرف الكلي.
لماذا لانترك مساحة الى الالوان الاخرى ونعطي اسماء اخرى للعلاقات ليس بالضرورة ان امقتك كليا او احبك كليا لنعطي لعلاقاتنتا اشكال اخرى واسماء اخرى ونتركها تتحدد ضمن الايطار المناسب لها وكذلك لندع انتقاداتنا تكون بشكل عقلاني وليس تعصبي اعمى نحدد ركائز النقد واشكالاته ولاننتقد الاخر لمجرد التنكيل به .

علينا ان نطرح اسباب هذا الانتقاد واذا كانت لدينا قدرة باعطاء اقتراحات او حلول فهذا رائع لاننا نكون بذلك اثبتنا تطورمستوى وعينا الثقافي والحضاري وبالتالي اثبات مصداقيتنا للقارئ في ايجاد الحلول وتقديم المساعدة لابناء شعبنا العراقي في عراقنا الجريح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير المعارضة والأكراد واللاجئين على كفيّ الأسد وأردوغان؟ |


.. الأمم المتحدة تكشف -رقما- يعكس حجم مأساة النزوح في غزة | #ال




.. الأمم المتحدة: 9 من كل 10 أشخاص أجبروا على النزوح في غزة منذ


.. فاتورة أعمال العنف ضد اللاجئين والسياح يدفعها اقتصاد تركيا




.. اللاجئون السودانيون يعيشون واقعا بائسا في أوغندا.. ما القصة؟