الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غطاء الرأس ... تاريخ ودين

فيصل البيطار

2010 / 4 / 9
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


لم يختر الإنسان مع بداية نهوضه وتطوره أنماط حياته الخاصه كما يريدها هو، كان لمحيطه الذي يعيش به دور حاسم في تحديد شروط حياته وشروط تقدمه وهو الذي يمتلك وسائل إنتاج مازالت بدائيه، الزي الذي إرتداه الإنسان في مراحل تكون حضارته الأولى كان من منتوجات الطبيعه غير المصنعه بجهد بشري كبير، ومحيطه هو الذي فرض عليه شكله وأوقات إرتدائه، في الأيام البارده كان يجد نفسه مدفوع لتغطية بدنه بقطع من جلود الحيوانات التي إصطادها، أما في أيام الحر فقد كان عليه التخلص منها، وربما أيضا إحتاج لما يغطي به رأسه حماية له من أشعة الشمس اللاهبه أو من البرد القارص . ليس ثمة من خيار آخر أمامه ليتمكن من مواصلة عيشته، طعامه وحماية نفسه من أخطار الطبيعه بحرها وبردها كانا همه الوحيدين .

الطبيعه بمناخاتها المختلفه هي التي فرضت ومازالت تفرض على الإنسان أنماط حياته رغم التطور التكنولوجي الهائل ومحاولة السيطره عليها، يجد الإنسان نفسه مضطر غالب الأحيان للخروج من دائرة التكنولوجيا التي تعني براحته وحمايته ليواجه مناخات الطبيعه المختلفه متخففا من ملابسه في صيفياته ومتدثرا بملابس ثقيله في شتاءاته ومنها غطاء للرأس الذي بدأ كحاجة طبيعيه له لتضاف له لاحقا حاجات تجميليه ودينيه .

كل الشعوب قديمها وحديثها، رجال ونساء وأطفال عرفت غطاء للرأس بأشكال منوعه، ولا من دافع يقف خلف إرتداءه غير حماية الرأس من تقلبات المناخ، المرأه أو الرجل الذي يعيش في القطب الشمالي عليه أن يحمي رأسه بقبعه من فرو الدببه وهو يمارس عمله، وآخرون في صحراء الجزيره العربيه مجبرون على لف رؤوسهم بقطع من القماش طويله تحميهم من وهج الشمس وبرد الشتاء أثناء ترحالهم في تجارتهم وغزواتهم وطَرقِ سبل عيشهم، هذا الغطاء أسموه " عمامه " وكانت تلف على الوجه لتعمل كواق للفم والأنف من الرمال الناعمه حماية له كما يلف الفلسطيني والأردني غطاء رأسه الكوفيه على وجهه في شتاءاته البارده، إلا أن رجال أمازيغ شمال إفريقيا يسدلون عماماتهم على وجوههم في حضرة المرأه كواحد من مظاهر إحترامها إذ لا يجوز إظهار الوجه وخصوصا الفم أمامها بينما لا من حرج في أن تظهر المرأه وجهها أمام الرجل، وفي طفولتنا عرفنا قبعات من الصوف تغطي الرأس وكامل الوجه لتصل حتى الرقبه ولا تُظهر سوى العينين، ومازلنا للآن نرى البعض من شيوخ الإسلام والمعممين يرتدي عمامه لها ذيل من الخلف، مقتدين بنبيهم وصحبه الأوائل ربما دون أن يدركوا أصلها الإجتماعي وضرورتها التاريخيه في حقبة من الزمن مضت، وهي نفسها التي يرتديها السودانيون على وجه الخصوص وبعض رجال الشعوب الهنديه ... ذيل العمامة يطلقون عليه تسمية " العذبه " أو " العلامه " أو " الذؤابه " وهناك باب في سنن النسائي معنون : باب إرخاء طرف العمامه بين الكتفين .
عرف العرب العمامة قبل الإسلام، وعند الأحنف بن قيس هي واحده من سمات عز وسؤدد العرب، وقد إهتموا بألوانها وأشكالها، سعيد بن العاص الأموي ضُرب به وبعمامته المثل فقالوا : أجمل من ذي العمامه، كما إشتهرت عمامة المزدلف عمرو بن أبي ربيعه والتي كان إسمها " المفرده " ، وإفتخروا بها في أشعارهم قبل الإسلام وبعده كما في بيت الشعر الذي تمثل به الحجاج في أول خطبه له في مسجد الكوفه، العمامة إرتداها محمد قبل تنبؤه وقالوا أن الوحي قد هبط عليه وهي على رأسه . وكما إستعار المسلمون الكثير من عادات وتقاليد " المشركين " فقد إستعاروا العمامة وتعمم بها من مكنته أحواله من رعيل المسلمين الأول وكذا الخلفاء الأمويين والعباسيين وحتى العثمانيين، ولهم فيها كما يقولون فوائد، من إتقاء للحر والبرد وزيادة في الطول وإخفاء للشيب والصلع وذيلها يتلثمون به حماية للوجه من تقلبات المناخ والروائح الكريهه، والخليفة الثاني إبن الخطاب هو القائل : العمائم تيجان العرب، وبسببها إرتجفت أوصال العروسه الصغيره نائله بنت الفرافصه عندما نزع الخليفه الثالث عمامته وبانت صلعته وهي تقف أمامه ... الرجل العجوز طمأنها بأن خلف صلعته خير كثير .

يرتدي شيوخ الإسلام عمامات مختلفة الأشكال والأحجام وبألوان محدوده، النبي محمد كانت عمامته سوداء اللون وكان أسمها " السحاب " ويرخي طرفها ( ذيلها ) بين كتفيه، لذا يرتدي سادة رجال الدين من أحفاده عمامات سوداء اللون تشبها به وكعلامة على إنتسابهم له ولكن دون ذيل، بينما يرتدي السنه وشيوخ الشيعه من غير نسب النبي عمامات بيضاء، ولا من لون آخر أبدا عدا اللون الأخضر وهو لون عمامات رجال يقومون بخدمة المراقد الدينيه الشيعيه العراقيه من الذين يسمون الكشوانيه ومفردها كشوان، وفي الوضوء، وكما في المسح على الخفين فإنه يجوز المسح على العمامه بشروط منها ألا تكون شبيهة بعمامة غير المسلمين التي لا ذيل لها، عمامات أهل السنه غير موحدة الأشكال، هي عباره عن طاقيه أو طربوش تلف حولها قطعة قصيره من القماش الأبيض لتبدو عمامة صغيره وخفيفه كما مع شيوخ الأزهر، أو طويله تصل لعدة أمتار مع شيوخ آخرون تلف بشكل دائري وأحيانا بيضوي، وقديما وكما تدلنا بعض الصور كانت تميل للكبر لتصبح بحجم قفة صغيره، وعمامة الرجل السوداني البيضاء قد يصل طولها إلى خمسة أمتار وأكثر .
السائد الآن في الأزهر وفي غيره أن يكون أصل العمامه طربوش أحمر، والطربوش في أصله هو غطاء للرأس بحد ذاته، إرتداه أهل المدن دون أهل الأرياف بعد أن شاع في مصر مع مؤسس حضارتها الجديده " محمد علي باشا " وإنتشر من هناك إلى شمال أفريقيا وبأحجام وأشكال منوعه، لكنه في الأصل كان قد وردها كما ورد بلاد الشام عن طريق العثمانيين المحتلين وهؤلاء بدورهم كانوا قد أخذوه ربما عن اليونانيين أو النمساويين أو من الأرمن، الطربوش تحول إلى غطاء لرأس علية القوم وإرتداه الملوك المصريون وزعماء عرب مثل شكري القوتلي ورياض الصلح وآخرون في عموم المنطقه، كما إرتداه طلبة المدارس والجامعات والموظفين والتجار والفنانين ليس في مصر وحدها إنما في مدن بلاد الشام عموما، ولم يبدأ إنحساره إلا مع المعركه التي قادها كمال أتاتورك بهدف عصرنة الدوله التركيه، إذ تم إلغاءه وإستبداله بالقبعه الأمريكيه التي إرتداها هو نفسه، تلك المعركه ألقت بظلها على طرابيش مصر أولا التي عرفت مع ثلاثينات القرن المنصرم معركة طرابيشيه حاميه على صفحات الجرائد والمجلات وفي الصالونات قادها رجال سياسه وكتاب وأدباء بارزون بين مؤيد للطربوش ومعارض له، لينتصر مع نهاية الملكيه المعارضون له ويبدأ بالإنحسار في مصر أولا وليتأخر إنحساره في بلاد الشام حتى ستينات القرن الماضي، أنقرض الطربوش الآن كزي منفرد وإن كان مازال هناك عوائل تُنسب لصناعته كعائلة طرابيشي الحلبيه التي منها المفكر اليساري جورج طرابيشي .

العراق لم يعرف الطربوش في حضارته الحديثه، ظل متمسك شمالا وجنوبا بغطرته ( كوفيته ) السومريه ، لكنه عرف غطاء للرأس جديد مع مجيء الملك فيصل الأول وهو يرتدي تلك التي أسموها بـ " السداره " وأسميناها نحن في بلاد الشام " فيصليه " نسبة له، وكما في الطربوش، فإن السدارة إرتداها الوزراء ورجالاات الدوله الكبار والموظفون والطلبه والتجار، وإنتشرت فقط في المدن وعلى نطاق واسع بلونها الأسود، السداره بلونها الخاكي كانت ومازالت غطاء رأس جنود جيوش أوروبا وأمريكا أيام السلم، ويرتديها بلونها النيلي بعض قطاعات الجيش الأردني، أما نابليون بونابرت فكان يضع سدارته هو وجنوده بشكل عرضي .

راعي البقر في الغرب الأمريكي لم يهتد إلى العمامه أم ذيل، هو لاحظ قبعة القش ذات الإطار المستدير التي يرتديها المكسيكي ليطورها ويصنع منها قبعته ذات الخيطين المتدلين من جانبيها ليعقدهما أسفل ذقنه حفاظا عليها من مغادرة رأسه مع هبوب ريح قويه، أما العواصف الرمليه فقد واجهها بقطعة من القماش مربعه يطويها لتصير مثلثه ويعقدها على رقبته ثم يغطي بها أنفه وفمه، غطاء الرأس المكسيكي إرتداه الرجل والمرأه على حد سواء، كان عبارة عن قبعه من القش مستديره الشكل قد يصل قطرها إلى أكثر من نصف متر، مساحة هذه القبعه لم تأتي عبثا، القصد منها هو رد أشعة الشمس عن أجزاء أخرى من أجسادهم غير الرأس، وهو ما نلحظه مع زارعات شتلات الأرز في شرق آسيا وجنوب شرقها حيث يعملن في أجواء شديدة الحراره وهن منحنيات الظهور ويرتدين قبعات واسعه المساحه لتحمي أجسادهن أيضا من وهج الشمس الحارقه، أما العراقيات اللواتي يمارسن تلك المهنه في وسط العراق فيكتفين بلف رؤوسهن بغطاء أسود يدعونه " شيله " بعد أن يتحزمن بعباءآتهن، وهناك خارج العمل ما يسمونه " العصّابه " وهي ملونه ومطرزه ومزينه ببعض القطع الذهبيه أو الفضيه و النحاسيه الخفيفه والأحجار الكريمه أو الخرز الملون، هذه العصّابه هي نفسها التي ارتدتها جدتهم السومريه قبل 4500 سنه كما تشير بعض النقوش وترتديها النساء في مناطق أخرى كمدينة السلط الأردنيه مثلا، كما عرفن الخمار أو مايدعونه بـ " البوشيه " وتطلق هذه التسميه أيضا على غطاء للوجه، وهذا المعنى هو الذي أراده المطرب الكويتي الكبير محمود الكويتي ( ت 1982 ) في أغنيته الرائعه التي سجلها عام 1951 : قومي أرقصي لي وإرفعي البوشيه ويقال أيضا أوقفي بدلا عن أرقصي، العصّابه والخمار يرتدينها أيضا نساء شمال العراق من كورديات وتركمانيات وكلدوأشوريات وأثنيات أخرى، وكل النساء في بلاد الشام ممن يعملن بالأرض يغطين رؤوسهن بفوطه إتقاء لوهج الشمس ولا يوجد ما يمنعهن من نزعها في مراسيم حياتهن خارج العمل في الحقول، ولهن هناك أغطيه للرأس يقصد منها التزين والظهور ليس أكثر كالإيشارب الخفيف بألوانه الزاهيه، في منطقة بيت لحم الفلسطينيه ترتدي المرأه من تراثها في المناسبات قبعه ملونه مخروطة طويله على شكل قمع مقلوب تربط أعلاها المدبب بقطعة من القماش الخفيف تصل إلى أسفل خصرها وهي نفس القبعه التراثيه التي ترتديها المرأه في بعض مناطق سوريا ولبنان، لكن أشهر غطاء للرأس هناك هو " الطرحه " وهي عباره عن قطعه من القماش الأبيض الخفيف غير المخاطه تطرح على الرأس لتنسدل على الثوب الفلاحي المطرز بأناقه، هذه الطرحه تم التلاعب بها لتتوافق مع توجهات دينيه حديثه لم تكن معروفه، تم خياطتها بعد عمل فتحه في منتصفها على قدر الوجه تظهر بها المرأه على شرفة بيتها أو سطحه وأثناء الصلاه، المرأه المسلمه تصلي بهذه الطرحه حتى لو كانت في غرفة وحدها مغلقة الأبواب ولا يراها سوى ربها ...

الأجواء البارده لاتكفي شعوبها مثل هذه القبعه المكسيكيه المستديره الواسعه، ما يكفيهم قبعه سميكه من الفرو تغطي الأذنين أحيانا أو لاتغطيهما حسب الأجواء أسميناها نحن " قلبق "، وأبسط غطاء للرأس عند الرجل هو قطعة من القماش يحطها على رأسه وهو ما نسميها بالحطه، وتدعى أيضا بالكوفيه نسبة إلى مدينة الكوفه وسط العراق، الكوفيه ورثها العراقيون عن أجدادهم السومريون الذين إرتدوها في أجواء جنوب العراق الحاره، وقد عرف الصيادون منهم على الخصوص تلك الحطه المنقوشه بخطوط سوداء متقاطعه على شكل شباك الصيد التي يستخدمونها، وهي نفسها التي يرتديها الفلسطيني الآن وإتخذها شعارا ورمزا لمقاومته، الكوفيه السومريه هي المنتشرة الآن في بلادنا وبألوان جديده منها الأحمر مثلا، وكان لباس الشرطه الفلسطينيه قبل عام 1948 كوفيه بلون أخضر وشاع عند الفلسطينيون الكوفيه السوداء في واحده من محطات ظلمهم وشقاءهم قبل الهجره، وقد عرف الأكديون والسومريون وكما تخبرنا نقوش مسلاتهم أشكال أخرى منوعه من أغطية الرأس . الحطه عند الفراعنه كانت قطعه من قماش الكتان تلقى على الرأس وتعقد من الخلف لتثبيتها، بينما عمد الرومان واليونان وسكان بلاد الشام عموما إلى تثبيتها بحبل رفيع مجدول وهو ما نعرفه اليوم بالعقال بلفة واحده أو إثنتان أو ثلاثه ولشيوخ العشائر عقلهم المميزه التي لا يصح إرتداءها من قبل باقي أفراد العشيره، عقال السيد المسيح عند جره لصليبه وعند صلبه عليه كان أكليل من الشوك دون حطه، ومن الإغريق والرومان إستعار اليهود غطاء رأس المرأه بعد أن ألبسوه نصوص دينيه صارمه، عندهم لايجوز للمرأه أن تخرج بدونه وإلا تعرضت لمفارقة زوجها لها، والنساء المسيحيات يلقين على رؤرسهن طرحات خفيفيه في أماكن العباده الخاصه بهن، لكن الدين الإسلامي الحديث فرض الحجاب على المرأه رغم أن القرآن لم يقدم نصا يفرض على عامة النساء المسلمات غطاء للرأس أو الوجه، أمرهن أن يستروا جييوبهن لا غير عندما كانت المرأه تخرج بثوب واسع الجيوب يظهر مناطق واسعه من صدرها وظهرها وهي عادة عرفتها نساء مكة قبل الإسلام .

غطاء الرأس إذا ضارب في القدم، فرضته ظروف المناخ ثم العادات كما فرضت غيره من الأزياء ولا معنى لأي محددات دينيه له كما يريد أن يوهمنا رجالات الدين على إختلاف تلاوينهم .

سلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحياتي
شامل عبد العزيز ( 2010 / 4 / 9 - 20:19 )
السيد فيصل تحياتي وتقديري لم تُبقي مكان أو أرض أو دولة إلا وذكرتها وذكرت غطاء رأسها .. مشكورة مجهوداتك وللمعلومات الواردة وخصوصاً ان الطرابيشي من حلب وأنا اعرف ان اغنية - قومي ارقصي عراقية لمطرب اعتقد اسمه عبد الصاحب شراد - ولكن تبين انها للكويتي محمود
مع اطيب المنى


2 - المرأة محلوقة الرأس لا حاجة لها بالحجاب
علي المشاط ( 2010 / 4 / 9 - 20:29 )
شكرا لهذا السرد التاريخي لغطاء الرأس.. ربما ينقص هذا السرد نظرة الأديان / الأبراهيمية وغيرها /للغطاء .. ففي الأنجيل جاء
كل مرأة تصلي أو تتنبأ وهي مكشوفة الرأس تهين رأسها/ كورنثوس الأولى 11.5
لذلك على المرأة أن تغطي رأسها علامة الخضوع من أجل الملائكة/كورنثوس الأولى 11.10
عنديتعقيب الى مشايخ السنة .. اذا كان شعر المرأة عورة يجب تغطيته.. فهذا يعني ان حلقه ينفي هذه العورة.. أي ان المرأة محلوقة الرأس لا حاجة لها بالحجاب
تحياتي
علي المشاط


3 - الكاتب الهمام فيصل البيطار
نادر عبدالله صابر ( 2010 / 4 / 9 - 21:26 )
لك اجمل وارق تحية
شكرا للمعلومات القيمة الثمينة ... لكن عادات الشعوب بلبس اغطية الرأس تغيرت وتبدلت الا عاداتنا التي فرضها الدين على نسائنا التي اصبحت مستمدة من الخالق نفسه ولذلك لن يجرى عليها اي تبديل او تعديل ( مرسوم الهي صارم لأن كلام الملوك لا يعاد ) ... ه
لك كل محبة واعجاب اخي فيصل


4 - ليتها تملك الحق في الإختيار
مرثا ( 2010 / 4 / 9 - 22:47 )
سلام ونعمة استاذ البيطار :رائع ان يعرف الإنسان اصول وجذور كل مايستخدمه حاليا او التراث القديم الخاص بهذه الأشياء ، وايضا التعرف على المقابل له في الدول العربية الأخرى ولكن لم يعد مناسبا للمرأة في القرن الحادى والعشرين ان تبدو بنفس هيئتها في الجاهلية
والى الأخ الفاضل صاحب تعليق 2 لم تكن وصية او امر للمرأة بشكل عام فعلى الأقل لم يتحدث عنها السيد المسيح في كل تعاليمه التى ذكرت بوضوح وستجد القاعدة الأساسية في الأصحاح السابق للذي ذكرته اى 10 :31 يقول فإن كنتم تأكلون او تشربون او تفعلون شيئا فافعلوا كل شئ لمجد الله
فالهدف هو العبادة او السلوك بشكل يمجد الله
والتفاصيل و العادات التى تناسب كل بيئة وكل مجتمع فبالطبع لم يضع لها تفصيلا فهى تتوقف حسب كل عصر
ومن المعروف ان كورنثوس كانت مدينة وثنية وكانت تفرض بعض الحدود للتمييز بينهن وبين نساء الكنيسة
والآن هي ليست فرض على اي امرأة فترى داخل الكنيسة البعض يغطين رؤوسهن وقت العبادة والبعض لا وهذا بمطلق حر اختيارهن
شكرا وكل احترامي استاذ البيطار وسامحنى على الإطالة  


5 - الى الاخ الاستاذ فيصل البيطار
أوروك ( 2010 / 4 / 10 - 05:51 )
تحية عطرة وارجو ان تكون على احسن حال-كعادتك تفصيلي في كل مقال واني لاعجب لهذه التفاصيل الصغيرة التي توردها من كل لون وبلد حتى اني اخالك قد عشت في كل الامكنة والازمنة التي ذكرتها وعايشت أهلها كفرد منهافقط أحببت ان اشير الى غطاء صغير لمؤخرة الرأس وهو ما نسميه في العراق العرقجين بالجيم الفارسية والذي الاحظ استخدامه عند رجال الدين في الديانات الابراهيمية الرئيسية الثلاث وان اختلفت الوانها ففي اليهودية باللون الاسود وهو اقصر قليلا وعند المسيحية باللون الاحمر وكذلك الاسود وعند المسلمين باللون الابيض وبعضه باللون الاصفر المبيض عند البغداديين او الابيض المرقط بالاسود لدى الكورد في كردستان العراق وما زال يستخدم حتى الان في العراق وان كان على نطاق اضيق بكثير ويبدو ان له اصول سومرية او بابلية هو الاخر -اكرر تحيتي لك عزيزي وعذرا للاطالةو دمت بخير


6 - السيد شامل عبد العزيز
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 10 - 09:16 )
شكرا لمرورك عزيزي ، أما بالنسبة لأغنية البوشيه فالذي غناها من العراقيين هو فاضل عواد بداية السبعينات وليس المطرب الريفي عبد الصاحب شراد .
كل المحبة لك سيدي ودمت .
سلام .


7 - السيد علي المشاط
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 10 - 09:26 )
في الديانه اليهوديه هناك تشديد على غطاء رأس المرأه أما في المسيحيه فأظن أن مداخلة السيد مرثا تلقي ضوءا على الموضوع وانا نفسي قد لاحظت ان المرأه المسيحيه في دور العباده قد تضع قطعه خفيفه على رأسها لا تحجب شعرها أو قد لا تضع شيئا أبدا ، وعند مشايخ السنه الجدد المرأه كلها عورة وليس شعرها فقط .
شكرا لمرورك سيدي ودمت سالما .
سلام .


8 - العزيز محمد الحلو
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 10 - 09:37 )
لست معك من أن تلك المراسيم الربانيه ثابته وأبديه ... غالبية المجتمعات العربيه تلفظ الحجاب الآن بعد غياب الظروف التي تفرضه وليس الدين، هذا ما حصل في العراق بعد إنحسار الهجمه الدينيه التكفيريه ولدي إعتقاد أن المرأه السعوديه سوف لن تبقي على حجابها لو غابت تلك التشريعات المقيده لها وكذا في مناطق أخرى ... مازلت أقول أن الدوله تتحالف مع شيوخ الدين لفرض نموذج للمرأه مقيد الحركه منعا له من المساهمه في قضايا تحرر المجتمع .

كل التقدير لرأيك أخي محمد ودمت .
سلام .


9 - السيد مرثا
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 10 - 09:40 )
شكرا لمداخلتك الثمينه سيدي والإطاله لا غنى عنها لتوضيح ما هو مبهم لدى البعض .
تقديري لكم ودمتم سالمين .
سلام .


10 - العزيز اوروك
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 10 - 09:47 )
العرقجين كما قلت أخي اوروك قد إستعملته الديانات الثلاث ويستعمل في الجزيره العربيه أسفل الغتره البيضاء الخفيفه وفي العراق هو جزء من الجراويه وفي مناطق أخرى إستعملوه بألوان عديه وتسميات أخرى .
لك كل المحبه عزيزي ودمت عزيزا .
سلام .


11 - هل من الصحيح تحريم وتحليل حتى الملابس ؟
الحكيم البابلي ( 2010 / 4 / 10 - 11:26 )
العزيز فيصل البيطار
موضوع جميل جداً
احاول إضافة بعض الورد لبستانكم الجميل
حجاب المرأة عرفه الشعب الآشوري في زمن مملكته العتيدة ، وكان غطاء الشعر المفضل لنسائهم يومذاك
أما الطربوش فعرفته أقوام شرقنا بعد إصلاحات مراد الرابع سنة 1623.م
كلمة طربوش تستعمل في مصر والشام ، ويسميه أهل العراق ( فينة ) ، وأهل الموصل ( فيس ) للدلالة على هذه الإسطوانة الحمراء التي إختارها السلطان التركي بعد أن أعجبته على رأس غانية بلغارية
وكان أول من أدخل صناعة الطربوش إلى مصر .. محمد علي باشا الكبير 1808.م
وسبب تسميتها ( فينة ) في العراق لأن الكلمة مأخوذة من فيينا عاصمة النمسا ، أما كلمة ( فيس ) الموصلية فمأخوذة من ( فيز ) الإنكليزية ، وكلمة ( طربوش ) مأخوذة من الكلمة الفارسية ( سربوش ) ومعناها غطاء الرأس
في كل دول العالم - وكما نوه الزميل البيطار - تتبدل ملابس الإنسان بتبدل العصور والمناخ والفصول وراحة جسد الإنسان وحتى تقاليد اللبس ، وقليلة جداً هي الأقوام التي دخل التحريم على لباسها بسبب الدين ، حتى أصبح أكثر أهمية من الدين نفسه ، وللأسف حصل هذا للشرق المسلم وبإلحاح مُزعج
تحياتي


12 - العزيز الحكيم البابلي
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 10 - 12:09 )
معلومات ثريه وجميله حقا أشكرك عليها أيما شكر ، ولك الفضل في تذكيري بالفينه التي غابت عن ذاكرتي فعلا . معلوماتي القديمه أن كلمة طربوش مأخوذه من الكلمة الفارسيه شربوش كما أخبرني والدي ذات مره وهو من الذين إرتدوه في شبابه كما شاهدت جديّ وهما يرتدوه وكان له علبه أسطوانيه خاصه لحفظه شاهدتها بنفسي ... ترى أيهما أصح سربوش أم شربوش ؟
مره أخرى كل الشكر لك سيدي الكريم .

سلام .


13 - كوفيّة وقفازات
رعد الحافظ ( 2010 / 4 / 10 - 13:15 )
مفيد جداً ( باب إرخاء طرف العمامه بين الكتفين ) ,وأكثر ممّا نتصوّر
طبعاً لن نستغرب لوجود هذا الباب ( المهم جداً للحياة ) , في سنن السابقين
إذا كانت هناك أبواب لنوع الحجر الذي تُمسح به مؤخراتهم ولنوع الريح وصوته الذي يُبطل الصلاة , فأكيد باب العمامة ...أوجه وأنفع
...........
كنتُ قبل يومين أشاهد نشرة الأخبار من ال بي بي سي كعادتي
فظهرت لقطة لإسلاميين وهابيين يرتدون الدشداشة الميني جوب وتحتها السروال ولشدة البرد في تلك المنطقة الأوربية فقد إرتدى أحدهم قمصلة سميكة ووضع على رأسهِ تحت الغطرة الخفيفة غطاء رأس صوفي وإرتدى أيضاً كفوف أو قفازات اليدين
كان لبسه ومنظره غريباً جداً ويثير التقزز والتقيؤ لدى المُشاهد
يُريد أن يؤسلم ملابس الكفار , عليهم لعنة الله
..........
شكراً لطروحاتك الموسوعية الشيّقة دوماً


14 - العزيز رعد الحافظ
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 10 - 19:38 )
الشكر لك سيدي لمداخلتك التي تعكس وجها من تخلفهم وأنا بحق لا أجد مبررا لتواجدهم في دار الشرك ... لماذا هم ليس في بلادهم دار الأسلام !!!!
كل التقدير لكم أخي العزيز .
سلام .


15 - توضيح
مرثا ( 2010 / 4 / 10 - 20:49 )
الفاضل استاذ البيطار : اشكرك على تعقيبك واود توضيح اننى امرأة
تقديري واحترامي


16 - السيده الكريمه مرثا
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 10 - 21:14 )
أنا جد آسف .... وأشعر بالخجل فعلا ، كان علي أن أبحث بالجوجول عن الإسم ومعناه وقد راودتني هذه الفكره قبل أن أكتب ردا على مداخلتك التوضيحيه الشيقه لكني تعاجزت وها أنا أحصد نتيجة كسلي .
أرجو المعذره سيدتي ودمت بخير .
سلام .


17 - كل الاحترام
ناهد ( 2010 / 4 / 10 - 23:31 )
الكاتب القدير اشكر لك مقالك الذي اوجزت به تاريخ غطاء الراس من الناحية السوسيولوجية ربما ، لكن دعنا لا نُنكر ان غطاء الراس له جانب ديني !!!
سلام


18 - السيده المحترمه ناهد
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 11 - 00:17 )
في البدء لم يكن لغطاء الرأس أي مفهوم ديني ، هو كباقي ملبوسات الإنسان تماما أملته ظروف الحياه حتى قبل مجيئ الأديان ، هم من أعطوه صبغه دينيه ومن حقي أن أتسآءل لماذا لم يعطوا هذا المفهوم للوجه وهو أكثر جاذبيه وإثاره من الشعر ...
شكرا لمرورك سيدتي .

سلام .


19 - احدث غطاء للراس
ابو هريره ( 2010 / 4 / 11 - 05:48 )
عزيزي فيصل البيطار الورد شكراعلى معلوماتك القيمة والثريه انت وباقي المعلقين الافاضل لانكم تطرقتم الى اغلب انواع اغطية الرأس قديما وحديثا ولكن احدث غطاء للرا س حاليايعرف بمانع الذكاءوبفضله يمكنك قياس واقع الحال في المجتمعات العربية المتطوره جدا وشكرا


20 - القدير فيصل البيطار
شذى احمد ( 2010 / 4 / 11 - 06:31 )
قرأت بمزيد من الاعجاب وكثير كثير من المتعة دراستكم القيمة في موضوع غطاء الرأس.. وقبل ان اقول شيء دعني انحني احتراما لجهودك التي تبذلها في بحوثك ..وارجو ان تأخذها على انها تحتي لك على طول الدوام كتقليد في حضرة كاتب رائع يلهم خيالنا ويحرك افكارنا الى فضاءات دراستاته وبحوثه القيمة.. ولي بالتأكيد كأمرأة تعليق على الحجاب وفرضه فانا اعتقد ان لفرضة اسبابا سياسية وايدلوجية ملحة للجماعات الدينية وانه رمز من رموز استمراريتهم ونجاحهم. وقد استطاعوا اقناع المرأة انها بين محورين الخير وهي التي ترتديه والشر وهي التي تخلعه .. ومن هنا استطاعوا فرز المجتمع جليا وبلا مشقة الى المتحزبين لهم ومن يقف في الطرف الاخر .ويرفض ان يكون من قطيع يسوقونه مثلما يريدون .. جنابكم قرأ موضوع لما لا تسمعك حلاوتهم. وله رابط بالتأكيد مع الحجاب انهم حجبوها ومنعوها من الوصول حيث رحاب مكتبتك لتتعلم.. ولكن لن نفقد الامل سنذيع بحوثك بمكبرات الصوت ونفسمها الى فصول حتى تسمع حلاوتهم وغيرها
تقدير واحترامي الكبير لشخصكم وما تقدمه للثقافة والفكر


21 - السيد ابو هريره
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 11 - 09:48 )
شكرا لمرورك الغالي اخي العزيز ولك كل المحبه والتقدير .
سلام .


22 - الدكتوره شذى احمد
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 11 - 10:00 )
اسعدني مرورك حقا وهو كما تقولين ، لفرض الحجاب أهداف سياسيه رسمها تحالف السلطه - الدين والغرض حجب وتغييب دور المرأه في حركة نهوض المجتمع ومقارعة لصوص ثرواته ، المرأه بما تمثله من كم ليس بالقليل في الجتمع ومحرك ودافع لنهوض شبابه تمثل خطر كبير على مصالح ذلك التحالف ... لذا فإن حجبها وتحجيم دورها هي واحده من أبرز مهمات السلطه مدعومين من شيوخ الدين ولو بتزوير الدين نفسه .
كل التحايا لك سيدتي ودمت سالمه .
سلام .


23 - اجدت التفصيل يااستاذ فيصل
ايار ( 2010 / 4 / 11 - 21:03 )
كلعادة موفق بل واكثر من اللازم بحيث لم تترك لنا مجالا للتعقيب ولكن اسمحلي بتساؤل خبيث مفاده اذا كان اللباس مقرون مثلما اسلفت بلبيئة ويتاثر بلمناخ فلماذا يصر البعض على لبس لبوس البادية في اقصى اركان الدنيا واكثرها برودة؟
ارجو الاتشغل بالك بلرد لان التساؤل خبيث من الاساس
شكرا لجهدك وقلمك والى اللقاء في ابداع جديد

اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة