الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة القهر والفقر أم المباشرة في الدبر

زهير قوطرش

2010 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني




في البداية أعتذر إلى كل من سيقرأ مقالتي هذه ,لاستخدامي عبارة مسيئة إلى الأخلاق والذوق.... .كتبتها وأنا أتحرج من نفسي ,قائلاً : إلى أي مستوى يُجبر الإنسان أن يهبط مضطراً إذا أراد الإصلاح ,وتعرية السلبيات . لهذا لابد له من خوض الصعب.
أمتنا ... تعاني من أمراض أصبحت بحكم المستعصية على العلاج ,يقال عنها في علم الطب أمراض مزمنة ,مثل الالتهابات المزمنة. ومن هذه الأمراض مرض القهر ومرض الفقر ,الذي في كثير من الأحوال هو السبب كما قال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الكفر.....لا أريد أن استخدم لغة الإحصاء لتحديد نسبة الفقر في عالمنا العربي والإسلامي بشكل عام. أرقام مرعبة جداً لمن عرف وعاش الفقر. فقر على امتداد مساحة هذه الأمة الغنية بمواردها المادية والبشرية..أما القهر , فلا توجد إحصائية رسمية تستطيع تحديد نسبة المقهورين , وقد وصف الشاعر مظفر النواب حكامنا الذين يقهرون شعوبهم ,سجان يمسك سجاناً .
من المفروض ,أن كل الفعاليات السياسية , ومنظمات المجتمع المدني ,والجمعيات الخيرية ,إلى جانب علماء الدين الذين تحولوا بقدرة قادر إلى رجال دين ,أن يأخذوا على عاتقهم مهمة وضع حلول نظرية وعملية للتخلص التدريجي من هذه الآفات والأمراض الاجتماعية التي ابتليت بها شعوبنا.
كنت ومازلت أعتقد أن الإعلام المرئي والشبكة العنكبوتية ,عليهما أن يتكفلا ,بتحريض كل هذه الفعاليات المذكورة من خلال برامج إعلامية ومواقع هادفة ,لوضع هذه المشاكل كما يقال تحت دائرة الضوء لتعريتها.
لكن ومع كل أسف ,من يتابع الفضائيات والمواقع الإسلامية التي صارت لا تعد ولا تحصى من كثرتها ,يُدهش من القيمة الإعلامية التي يقدمونها إلى أفراد الأمة ,التي إن وصِفت عقولها بوصف دقيق ,نستطيع القول بجرأة أنها كأوعية فارغة ثقافياً ,لهذا يستغل القائمون على وسائل الإعلام بحشوها بفكرهم وفقهم الذي أستطيع تسميته كما ذكر الدكتور أحمد منصور ,بفقه النصف السفلي .
ما شدني في الآونة الأخيرة ,وأنا أبحث في بعض المواقع الإسلامية ,لمتابعة الحوارات والنقاشات الهادفة إن وجدت ,والتي كنت أعتقد أنها تبحث في حلول لأمراضنا الاجتماعية من فقر وقهر وتخلف ,لكني دهشت جداً عندما وقع بصري على الهجوم المتبادل مابين مواقع السنة والشيعة .وأكثر ما أدهشني هو الاتهامات المتبادلة ,بين الطرفين ,حول موضوع إتيان الزوجة من دبرها .
هل هو حلال أم حرام!!!!!وكلا الطرفين يستشهد بمرجعية السنة النبوية القولية (الأحاديث) ,والتي تتعارض رواياتها بين الموافقة والرفض.(ملاحظة هامة ,هذه الأحاديث تعتبر وحياً وتستطيع نسخ آيات قرآنية)
في الواقع أنني أخجل مما قرأت على تلك المواقع , وأعتبر ما جاء فيها من مواضيع مشابهة أيضاً مضيعة للوقت وشغل لعقول الأمة عن قضاياها التي تمس حياتها وواقعها المريض.لهذا لن أسرد تلك الأحاديث .وردود الفعل من كلا الطرفين. والغريب في الأمر أن بعضهم طوع الآيات القرآنية وأولها ليبرر هذه الفعلة . من جهة أخرى أنا لست ضد التعرض لمثل هذه القضية التي تشغل عقول بعض الرجال والنساء,لكن أنا ضد أن تكون مادة لنشر العداء والبغضاء بين الأطراف المتصارعة على قيادة الأمة الإسلامية من الذين فرقوا دينهم.
يا سادة ..يا رجال الدين المحترمين ,صحيح أنه لا حياء في الدين ,وصحيح أن الناس في مجتمعاتنا همهم الأول والأخير فقه النصف السفلي ....لكن إلى متى سندفن رؤوسنا في الرمل ,ونتغاضى عن الأولويات في عملنا الدعوي ,أليست مشاكل الأمة الاجتماعية والوطنية, هي التي يجب أن تكون على سلم الأوليات في برامجنا ومواقعنا الالكترونية .أم أن هذا الفقه أصبح نوعاً من المخدرات ,الهدف منه ابقاء الحال على ما هو عليه ,لكي تستطيعوا المحافظة على دوركم الفعال في تجهيل هذه الأمة للمحافظة على عروشكم (التي صُنعت لكم خصيصاً على منابر الفضائيات والمواقع الالكترونية) ولكي تساهموا في بقاء عروش أسيادكم الذين يستمدون العون والدعم منكم ليمارسوا التسلط والقهر في حق شعوبهم .
.....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال