الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله والاسلاميون

مالوم ابو رغيف

2010 / 4 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتبجح الإسلاميون بأنهم الأحرص على المال العام ولأنزه في إدارته واستثماره والأوفى في تحقيق رفاهية الشعب واستقراراه. هم دائموا الحديث عن الزهد في الحياة التي يجب تكريس جلها لعبادة الله وإطاعة أوامره وتطبيق أحكامه كما يزعمون.
لا نحتاج الوقوف طويلا أمام تاريخهم غير المشرف ولا حاضرهم المخزي لنكتشف كذبهم ودجلهم وتناقض أقوالهم مع أفعالهم واتساع الهوة بين واقعهم وبين زعمهم. في البرلمان العراقي السابق حيث سيطرت التيارات والقوى الدينية فكان لها الغلبة والسيطرة المطلقة على شؤونه لم يسن قانون إلا بموافقتها ولم يصدر تشريع لا ينسجم مع تصوراتها ويخدم مصالحها، فكان عراكهم مسموعا إذا كان القانون المزمع المصادقة عليه للفائدة العامة، بينما تشرع وتنفذ جميع القوانين ومن دون صوت يسمع ولا حتى همسا اذا كان لمصلحتهم الخاصة. أولئك البرلمانيون الإسلاميون، أصحاب الجباه المكوية بالباذنجان المشوي، لإيهام الناس إنها من اثر السجود ، شرعوا لأنفسهم مالا تشرعه الملوك لأنفسها ومنحوا لأنفسهم من الامتيازات والتفضيلات والنثريات والسفريات والأيفادات والرواتب والإكراميات أكثر مما يمنح الله عباده في جنته الموعودة.
وإذا كان الله لا يمنح عباده جنته بالمجان، فهي مرهونة بشروط وعقود تسلبهم نعمة حريتهم وتثقلهم بذل عبوديتهم، فان اغلب الإسلاميين دخلوا جنة العملية السياسية بدون عمل يثابون عليه، لقد أتى بهم الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، وفتح لهم بوابات الجنة الخضراء فانتفخوا ثراءا وشحما وكسلا، فقد كانوا مثل أبي هريرة من أصحاب الصفة، يجلس في ظلال المساجد بانتظار من يطعمه حتى إذا ما التحق بالعملية السياسية الإسلامية في زمن أبي بكر، أصبح من كبارالأغنياء وحافظ على هذا الثراء بتزوير الأحاديث المحمدية ووظفها بخمدة من يملك ومن له القوة والسيطرة.
اغلب المترفين الإسلاميين الملتحقين بالعملية السياسية كانوا من أصحاب الصفة، ليس صفة المساجد والحسينيات فقط، بل صفوف دوائر المساعدة الاجتماعية لدول اللجوء. لا نعيبهم على ذلك، فقد استفادوا من التشريعات الاجتماعية التي تمتعوا بها في الدول الأجنبية، لكنهم سرعان ما نسوها وتجاهلوها عندما تعلق الأمر بناسهم، عندما دان لهم الأمر وأصبحوا من أصحاب السلطة حرموها على أبناء جلدتهم. أليس عيبا ونقصا عليهم عندما يشرعون لأنفسهم ما يخدم مصالحهم ويزيد بثرواتهم ويحافظ على سلامتهم وسلامة عوائلهم التي تعيش في الخارج بعيدا عن إخطار القتل والتفجير، ويهملون الشعب المسكين الذي قاسى الويلات في زمن الطاغية المقبور صدام وما زال يعاني ويقاسي في زمن الديمقراطية.؟
بالأمس نشرت بعض الصحف خبرا يفيد بان ما يتقاضاه المالكي من أموال تبلغ زهاء مليوني دولار في الشهر الواحد، قد يبدو الرقم خياليا، فلا يوجد في عالمنا هذا، ولا في الولايات المتحدة الأمريكية، التي تفوق ميزانية شركة واحده من شركاتها العملاقة ميزانية أي دولة شرق أوسطية، من يتقاضى مثل هذا الراتب الخيالي. لكننا، وفي وسط صمت المالكي وشلته عن نفي التهمة، نميل إلى التصديق، فالإسلاميون لا يصرون على البقاء في السلطة من اجل الله، فهم وعندما يقبضون على السلطة، أول من ينسونه هو الله ثم الناس، ومن هنا نستطيع تفهم أسباب إصرار المالكي على البقاء في المنصب ومن قبله الجعفري الذي ولسنة واحدة في الوزارة أصبح من كبار المليونيرات وأصحاب الفضائيات بينما الإسلامي محمود المشهداني رئيس البرلمان السابق اشترط قبل تقديم استقالاته راتبا تقاعديا مقداره 40,000 دولار أمريكي مع الاحتفاظ بامتيازات الحماية والسكن.
الجدل الدائر حول منصب رئيس الوزراء، جدول حول الأشخاص وليس حول البرامج والأهداف وطرق تنفيذها، فالكتل والأحزاب الإسلامية لا توجد عندها برامج اقتصادية واجتماعية غير تلك التصورات الإسلامية الغابرة، فهل يختلف الحال إن كان رئيس الوزراء عادل عبد المهدي أو السامرائي أو المالكي أو أي إسلامي آخر.؟
الناس تفهم ذلك ولا تفضل بينهم وفق مبدأ الأكثر نزاهة، بل وفق مبدأ الأقل حرمنه ولصوصية، يعني على الرابح ان يراعي الله عندما يسرق، فليسرق مثلما يأكل بيد واحد وليس بيديه الاثنتين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إنهم لا يشبعون
مايسترو ( 2010 / 4 / 11 - 13:39 )
هم هكذا يا أستاذ مالوم، وهكذا عودهم نبيهم ودينهم ، فحين يغرفون من الطبق يغرفون كالعميان، في امل ملئ كروشهم التي لا تشبع، وهذه هي سنة الاسلاميون، ومبدأهم أن اسرق اسرق حتى التخمة، ختى أن التخمة تتعفف منهم ومن لهطهم الذي ليس له نهاية، لكن الحق ليس عليهم بل على الناس العامة التي تصدقهم حتى اليوم، رغم معاناة هذه العامة من هذه الطبقة السارقة منذ 1400 سنة


2 - أمور طبيعية
غريب الحاج صـابـر ( 2010 / 4 / 11 - 17:12 )
الإسلاميون؟؟؟ الإسلاميون ضمنوا في الآخرة الحوريات والغلمان والأنهر العذبة.. وفي الحياة الدنيا ضمنوا السلطة والدولارات والأورويات والضمانات والملذات... لماذا لا ؟... أو ليسوا هم فقط أفضل أمـة في الأرض؟!...ناموا مطمئنين يا بسطاء.. يا مؤمنين.


3 - الزميل مايسترو
مالوم ابو رغيف ( 2010 / 4 / 13 - 06:24 )
الزميل ما يسترو
في جو مشحون بالطائفية والارهاب والدين والجهل والطمع لا يمكن لوم الناس على اختياراتهم، فليس هناك مجال للاختيار، فالانسان مدفوع بعاطفته وتفكيره الديني او الطائفي، كما ان البدائل متقاربة مع بعضها، غير متباينة، حتى في قائمة علاوي، تجد الصدريون مثل الائمعة فتاح الشيخ او الطائفي طارق الهاشمي اضافة الى رتل البعثيين اصحاب الماضي السيء..
اواذا كانت الاسماك لا تعيش الا في الماء، فان الديمقراطية لا تكون حقيقة الا في اجواء الحرية وليس في اجواء الدين والاحقاد الطائفية والمذهبية.


4 - الزميل غريب الحاج صابر
مالوم ابو رغيف ( 2010 / 4 / 13 - 06:32 )
لا يستطيع الاسلامي السيطرة والتحكم والفوز بالانتخابات الا بمناخات الجهل والتخلف، ولكي يتم لهم ذلك فانهم ينشرون الاحتراب المذهبي والطائفي ويغذونه.
فالمعرفة والتقدم والتطور مسامير تدق في نعوشهم التي سيحملونها على اكتافهم ثم يقبرون انفسهم بانفسهم
المثل يقول انك تستطيع ان تخدع الناس لبعض الوقت
لكنك لا تستطع خداع الناس طول الوقت..
سينكشف كذب الاسلامين اليوم او غدا انها حتمية تاريخية.

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية