الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغرب اليوم

عمر الفاتحي

2010 / 4 / 13
المجتمع المدني


ثمة ظاهرة ، يتميز بها المغرب عن باقي الدول العربية ، وهي تكاثر وتناسل
عدد الجمعيات في المغرب ، التي تغطي تقريبا كل القضايا الوطنية والمحلية
لكن يلاحظ أن هناك بعض الجمعيات تحمل نفس الهدف وفي غياب أي تنسيق
بل وقد تدخل في صراع حول من ً يمثل هذه القضية أو تلك لدى السلطات الرسمية
المعنية ن والنتجية بطبيعة الحال ، غياب الفعالية والمصداقية لدى الرأي العام فيها!
في المغرب هناك أكثر من جمعية ومنظمة تهتم بقضايا الانسان وأكثر من جمعية
تهتم بقضايا الصحافة وحرية التعبير وهلما جرا ، فهل الدفاع عن قضية معينة
يحتاج إلى مئات الجمعيات ، أغلب أعضائها هم المؤسسين لها !
البعض أسس جمعية لتسهيل تواصله مع السلطات الرسمية والبعض أسس جمعية
في إنتظار الاستحقاقات الانتخابية التشريعية القادمة وأخرون أسسوا جمعيات لتصريف
مواقف حزبية معينة ،بعيدا عن صخب المقرات الحزبية التي لاتفتخ إلا مع قرب الانتخابات
هناك جمعيات منغلقة تتدعي انها وطنية ، لكن العضوية فيها معلقة على شرط الانتماء
هناك جمعيات منغلقة تتدعي انها وطنية ، لكن العضوية فيها معلقة على شرط الانتماء
‘لى منطقة معينة . الكل في المغرب ، اصبح من حقه تأسيس جمعية ، والقيود التي كانت
مفروضة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني ،دهبت إلى غير رجعة ، فإعداد قانون أساسي
وجمع تأسيسي من خمسة أفراد كاف في المغرب لانشاء جمعية لكن بدون موارد مالية ، اللهم إلا من إتخراطات أعضائها الذين قد لايتجاوز عددهم أصابع اليد ، والمبلغ المتحصل
عليه من هذه الانخراطات ، قد لايكفي حتى لسداد فاتورت الهاتف ، فبالاحرى واجبات كراء
المقر!
الجمعيات ً الناجحة ً في المغرب والتي تحظى بدعم من الدولة ، يجب أن تؤسس من طرف
شحصيات عامة معروفة حتى تكتسب صفة جمعيات ذات نفع عام وتصبح مخاطبة من طرف الجهات الرسمية وتتلقى دعما حاتميا منها ، علنيا أو خفيا حسب الغاية من تأسيسها
ومدى قرب مؤسسيها من الجهات النافذة المالكة الحقيقية للقرار السياسي والاقتصادي .
تناسل الجمعيات في المغرب ، وبغض النظر عن النوايا الحقيقية من تأسيسيها ، إعتبروه
العديدمن الملاحظين والمتهمين ، بمثابة ً الهروب الكبير ً من العمل الحزبي ، الذي فقد
مصداقيته لدى الشارع المغربي ، والانخراط في جمعيات المجتمع المدني ،التي لم تعد
تقتصر على ـاطير العمل الثقافي والفني والرياضي والديني ، بل أصبحت تكتسي طابعا
إحتجاجيا على سوء الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية وتدهور الخدمات العامة ، التي تقدمها
مرافق عمومية ، أغلبها ينهره الفساد وسوءالتسييروالتدبير وهدر للمال العام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة لموظفي الأونروا داخل إحدى المدارس المدمرة في غزة


.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 




.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط