الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في البدءِ كان الاستبداد

وهيب أيوب

2010 / 4 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لا حاجة للملحدين و اللاّ دينيين أو العلمانيين بمقارعة أو مجادلة أصحاب الأديان التوحيدية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام وكل الذين تفرّعوا عنهم من فرقٍ ومذاهب، في ضلال وزيف معتقداتهم وإنكار رُسلهم وأنبيائهم، وفي أن الاستبداد والإرهاب قد نشأا أساساً، وهما مؤصّلان، في كتبهم التوحيدية وآياتهم جميعاً.
يكفي أن تدخل إلى الـ ـ you tube "اليوتيوب"، لتشهد وتسمع بالصوت والصورة نفاق هؤلاء وازدراءهم، كلٌ للآخر، وتكفيره ونكران ما أُوتي به من آياتٍ بيّنات! وأحاديث وقصص الأنبياء التي لا تستسيغها إلا عقول الصغراء والمنكرين للعلم والعلماء، من سفر التكوين حتى خاتم النبيين.
وسترى أن أتباع الأديان الوحدانية السماوية الثلاث يُكذّبون بعضهم بعضاً وينكرون ما أتى في كتب من عداهم، ناهيك عن تكذيب وتكفير مذاهب الدين الواحد لبعضهم البعض.
حقيقتهم جميعا أنهم يبتغون السلطة والمال والجنس، وما الدين والله والتوحيد إلا وسيلة ومطيّة لتحقيق مبتغاهم. وتراهم على "اليوتيوب" يتبارون بإظهار خطل الآخر واتهامه بالكفر والإرهاب، مُستعينين بآيات وأحاديث موثّقة لديهم تُثبتُ ضلوع كُل الأديان الأخرى بتأسيس الإرهاب والدعوة للقتل والتعذيب؛ بما فيها تقطيع الأيدي والأرجل والألسن ثم ضرب الرقاب وتقطيع الرؤوس، بل إفناء الشيخ والمرأة والطفل والرضيع، وسبي النساء والأرزاق وحرق البيوت أو استحلالها جميعاً، ولم يسلم عند بعضهم الحيوان والضرع والزرع وكل ما طالت أيديهم.... يا لأديان الوحدانية والرحمة والإنسانية! هذا كلام الله ورسله وليس من عندياتنا.
وهم في هذا صادقون جميعاً، ونحن أيضاً لهم مُصدّقون ، لأننا اطّلعنا على تاريخهم وكتبهم جميعاً ووجدنا أنهم مارسوا في تاريخهم كل ما دعَت إليه كتبهم وأسفارهم وأناجيلهم مُستعينين بالله الواحد الأحد وما أمرهم به من قتلٍ وذبحٍ للآخرين، ووعدهم بالفوز بجنّته إن هم أطاعوا أنبياءه ورسله وصدقوا ما أُنزل لهم بالحرف والنص. وأمرهم بألا يعبُدوا سواه.... الاستبداد الأوّل.
ومن الطبيعي أن يتبع الاستبداد، الإقصاء ثم العقاب والتعذيب والقتل، ولم يُكذّبُ الله في ذلك خبراً، فقد خلق آدم ومن ضلعه حوّاء ثم نصب لهما شُركاً وأخرجهم من الجنّة جرّاء مخالفتهم الأوامر. ثم طردَ إبليس من جنّته بسبب رفضه السجود لآدم ومحاولة آدم مناقشته في الأمر.
والغريب أن إبليس- وهو من خلق الله القادر على كل شيء؛ يقول كُنْ فيكون- "الشيطان" هذا، قد دخل في مبارزة مع الله وأنه فاز عليه بعدة نقاط، بعد أن أخذ يوسوس للخلق ويستميلهم إلى جانبه، فنجح بجعلهم يحتربون فيما بينهم لـ 5400 سنة من أصل 6000 سنة من التاريخ.
وكانت جريمة القتل الأولى، مقتل هابيل على يد أخيه وقرّة عينه قابيل، بعد أن غضِب الله من قابيل، لماذا؟ على سوء قربانه، فنجح الشيطان بالوسوسة في رأس قابيل فقتل أخاه... يا للحبكة الدرامية!
بعدها أخذَ الله يُرسِل أنبياءه ورسله وأدعياءه، وأوصاهم بإطاعة أوامره، فما كذّبوا....
محاولاً التصدي لمخالفيه بكل ما أُتيح لقدرته من قتلٍ وتعذيب وتنكيل، إضافة للحساب المؤجّل في نار جهنّم الحمراء وعذاباتها التي لا تنتهي، ثم دفعة أُخرى على الحساب وعقاب جماعي مُرعِب عبر الكوارث الطبيعية التي يحرّكها بقصدٍ وإرادة، من زلازل وبراكين وفيضانات وإخساف الأرض بمن فيها وعليها، عقاباً للكافرين وعِظة للناجين، هذا ما يؤكّده الأنبياء والرُسل في كتابه العزيز!
وقد تفانى جميع الرُسل والأنبياء في أداء مهمتهم الجسورة، بالقتل والتعذيب وزرع الرعب في قلوب كل من خالفهم ورفض تطبيق تعاليم الله المُنزلة في كتبهم، فجعلوا من التاريخ بحراً من الدماء ومن الأرض مقبرة عظمى لجثث المناوئين من كل الأطراف وبعشرات الملايين..... يا لرأفة وتسامح الإله ورُسلِه وأنبيائه ورحمتهم!

الجولان المحتل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل رأيت
مايسترو ( 2010 / 4 / 15 - 14:19 )
منذ فترة طويلة وانا أقوم بقراءة مقالاتك المميزة، والتي أغلبها تخص الشأن السياسي، وهو الأمر الذي لا أحب التعليق عليه، لغاية في نفس يعقوب كما يقولون، ولم أكن أفكر أنك ستكتب يوماً مقالة عن الأديان وهذياناتها، وكم كانت فرحتي كبيرة بأني أخيراً تمكنت من قراءة مقالة لك حول هذا الموضوع، فأحسنت يا ابن البلد البار، ونعم يا سيدي الكريم بلاءنا كله من هذه الأديان الابراهيمية ومن رسلها ورب العزة الذي يعبدونه ، وكم مصابنا جلل من هكذا إله وهكذا أدعياء، وأدعو أن تشفي الطبيعة الأم عقول هؤلاء الذين ما زالوا يصدقون هذه الترهات حتى هذا اليوم، وفي النهاية أتمنى عليك أن لاتقطعنا من هكذا مقالات مميزة والشكر الموفور لك


2 - عزيزي ابن الجولان المحتل
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 4 / 15 - 21:04 )
في مقال الأستاذ سيمون خوري : هل الجلد والرجم والقتل .. قلتُ : الديانات التوحّدية وليس التوحيدية مصابة بمرض التوحّد الذي يسبب الانفصال عن العالم الخارجي, فتقوقعت الأديان وما عادت تتمكن من مسايرة العصر. قلْ لي يا أخ وهيب: هل اختلف انسان العصر القديم عن انسان اليوم ؟ قابيل بقي قابيلا لا يقبل بنعمة ربه وهابيل بقي مهبولا لا ينهبل وينسطل إلا أمام حقه, نماذج من نمرة لوط وداود وامرأة العزيز وسارة وابن الوليد وغيرهم ما زالت موجودة هي هي , تفكير الانسان في التعبير عن همجيته هو الذي تغير, الطريقة هي التي تغيرت وليس الانسان. الأديان التي توحّدت مع ذاتها وأصبحت تتصرف برعونة ( كرد فعل )على الظروف بعد أن كانت( فعلا) في الماضي نبع من خيال الانسان وأثرى التاريخ, هذه الأديان ما لم نحجمها ونعيدها إلى بيت الطاعة فإنها ستظل تسبب لنا الجعجعة والفوضى في العلاقات بين البشر. حسن جدا أن يخرج لنا من الجولان نموذج جميل كحضرتك خاصة أن ذكره يمثل في أذهاننا التسليم والانبطاح والخيانة بعد أن كان بالاضافة إلى الموقع الاستراتيجي أجمل بقعة طبيعية حباها الله لوحدها ب 160 نبعا وأما ال .. بدأ درس الجغرافيا ! شكرا لك


3 - في البدء كان الاستغلال
حسن ( 2010 / 4 / 16 - 07:32 )
ولما فصلت كل جماعة طفيليه(حاكمة او تنازعها الحكم) الهها الخاص وامدته برسائل الاوامروالنواهي الملزمة وسلحته بكل ما يحتاج لقمع رعاياها وترويعهم وسلب اراداتهم . بدأت هذه الجماعات الطفيلية التناحروالتنافس على مناطق النفوذ في المناطق الخاوية من عقل البشرية. واستعملت الهتها وحورتها . وكما فصلت الاله ووضعته في السماء عينت له مندوبين على الارض من لحم ودم يستنطقونه بما يريدون ليعززوا ترسانتهم في حربهم ضد الاله الاخر ومندوبيه
حرب تدور في المناطق الغفل من العقل البشري ولكن اهدافها مجهود ملايين المتعبدين .
سوف تنتهي هذه الحرب يوم ان لا تجد مكانا تدور رحاها عليه . يوم ان يعقل العقل .
تحياتي لك يا وهيب


4 - رُدود
وهيب أيوب ( 2010 / 4 / 16 - 08:09 )
الأخ الكريم مايسترو، ليست المرّة الأولى التي أكتب فيها عن الأديان، وإن كان هذا المقال مُختلِف عن سابقيه. ستجِد العديد منها على موقعي هنا في الحوار المُتمدن ، منها:-أسئلة ساذجة لسُحب سوداء- -لماذا سقط العرب ونهض الغرب- -الاسلام بين عصر الفضاء وعصر الحجاب- -بين رأس المال ورأس زغلول النجار- -حوارات بائرة-وغيرها ستجد المزيد، فهذا الموضوع أحد اهتماماتي.
وللأخت -قارئة الحوار المتمدن-: صحيح أن الإنسان هو الإنسان، لكنه أيضاً وليد جميع الظروف المحيطة به، ووليد القيم والأفكار والمعتقدات والأديان التي نشأ وتربى عليها ويتم تلقينه إيّاها ، لهذا سنجد الإنسان في أوروبا إبّان العصور الوسطى هو غير الإنسان الأوروبي اليوم،بخلاف غيرهم الذين ما زالوا يراوحون مكانهم واجترار ذات البضاعة منذ أكثر من 1400سنة، وإلى أن ينتهي الظلم والطغيان والاستبداد من العالم، فالإنسانية ما زال أمامها شوطاً كبيراً، لكن علينا الإصرار في المزيد من المحاولات للسير قُدماً نحو تحقيق ما نرجوه من انسانيتنا ...ا
وأشكر جميع الذين قرأوا أو علّقوا على الموضوع.ا

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب