الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(عزل الدين عن السياسه ) هوأجتثاث للأنسانيه

عبدالناصرجبارالناصري

2010 / 4 / 19
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



بعدما وضحت في مقال تفصيلي الفهم الخاطيء للعلمانيه وخصوصا العلمانيون الذي يصرون على أن العلمانيه تعني عزل الدين عن السياسه أو عزل الدين عن الدوله فهذا خطأ كبير حتى لو كان معتمدا في بلدان متقدمه فيجب أن يلغى هذا التعريف وتبقى العلمانيه على تعريفها الأول بفتح العين أو تعريفها الثاني بكسرالعين

واليوم أنا في هذا المقال لأوضح لماذا هذا التعريف الخاطيء يجتث الأنسانيه

وأقول شاء من شاء وأبى من أبى فأن المواطن في جميع أنحاء العالم يولد وهو ديني فالطفل عندما يصبح قادرا على الكلام فأنه يعتنق دين أبيه ودين أمه وكل الأباء والأمهات هم دينيون على أختلاف دياناتهم
والطفل هو تابع أوتما تيكي ومقلدا أعمى الى معتقدات أبويه فأذا كان الأبوان مسلمان كان الطفل مسلم وأذا كان الأبوان مسيحيان كان الطفل مسيحيا

فالطفل يرضع الدين كما يرضع حليب أمه فكيف نتعامل مع هذا الطفل الذي يمثل جيلا كاملا ونقول له نعزلك عزلا كاملا أذا دخلت للسياسه وأنت دينيا

فأذا كان الأسلام وغيره من الأديان تتهم بأنها شموليه ودكتاتوريه وأقصائيه وسيفويه فأن العلمانيه أذا أصرت على هذا التعرف فأنها دكتاتوريه اكثر بكثير من الأديان وذلك لأن الأديان أذا كانت شموليه فأنها تبشر وتوعد أتباعها بان لهم جنات تجري من تحتها الأنهار أذا التزموا بمبادئها

ولكن العلمانيه بتعريفها الحالي تبشر بالعزل والأقصاء والطرد لكل من يتعارض معها وهي أيضا بما أنها لادينيه فلاتبشر بشيء في نهاية الحياة وفي يوم القيامه ولاتبشر بحور العين ولا تبشر بجناة نعيم ولاتبشر بأنهار تجري من تحتها

فلذلك أبتعد المواطنون عن العلمانيه لأنها لاتمثلهم ولأنها تعزلهم عن العلاقه الروحيه بين المواطن ودينه وبين المواطن وربه
وكل من يبتعد عن العلمانيه له مبرره الواقعي والواضح لأنه يشعر بأن العلمانيه قائمه على أجتثاث الأديان وتتصارع مع الأديان وتحارب الأديان بكل ما أوتت من قوه

فكيف يستطيع العلماني أن يقزم دور الدين المهيمن على جميع المواطنين وكيف يكون العلماني عادلا أذا كان يصر على أجتثاث الدين عن السياسه

فأنا شخصيا أقدر وأعرف جيدا بأن العمل العلماني والمراد من هذا التعريف أن لايفرض الديني رأيه على قادة البلاد
ولكن الواطن البسيط لايعرف المعنى المبطن للتعريف ويقرأ هذا التعريف على أنه محاربة الدين
وبما أن الدين بالنسبه للمواطن البسيط يعني من المقدسات التي لايمكن أن تمس بكلمه فلذلك أعلن عن محاربته للعلمانيه ومعارضته كل فكرة العلمانيه

ولذلك أصبح الديني والعلماني في دوامه وصراع وراثي في القتال والرفض بين العلماني والديني
فماهو الحل لأنهاء هذا الصراع الوراثي بين العلماني والديني
الحل الوحيد والناجح أن تعمل القوى العلمانيه على أدانة هذا التعريف (عزل الدين عن السياسه أو عن الدوله )
وعلى القوى العلمانيه أن تعترف وتعتذر للدين من هذا التعريف الأجتثاثي الذي أحدث شرخا وراثيا بين الدين والعلمانيه
وأذا جرى ألغاء هذا التعريف الخاطيء فالعلمانيه تكون في موضع أحترام الجميع لها ولانسمع من الدينيين أدانه للعلمانيه لأن الحجه الوحيده التي أدت الى الصراع بين الدين والعلمانيه سوف تزول وبذلك تكون العلمانيه مقبوله من جميع الأطراف
وبذلك تكون العلمانيه على تعريفين فقط
الأول بفتح العين وتعني خدمة علم الدوله ويشارك الجميع في خدمة علم الدوله ديني وعلماني في ظل النظام العلماني
والثاني بكسر العين وتعني العلم أساس لبناء المؤسسات الحكوميه والديني والعلماني لايتعارض مع العلم لأن العلم أساس الحياة ويحضى بأحترام الجميع
وأذا أصرت العلمانيه والعلمانيين على هذا التعريف فسوف تدفع الدينيين على أتباع نظام ولاية الفقيه أو الحركه الوهابيه لأن الدينيين يعتبرون أن مثل هكذا أنظمه تقربهم الى الله بينما النظام العلماني يبعدهم عن دينهم وعن ربهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ما هذا الخلط يا سي جبار
الشهيد كسيلة ( 2010 / 4 / 19 - 19:05 )
هل تمارس جبروتك هنا على طريقة الاسلامجيين
مهلا يا جهبذ
وتقول على طريقة الجهلة: العلمانية بفتع العين وكسرها وكأنّ الاصطلاح ظهر في بيئة فكرية عربية حتى يقع مثل هذا الجدل اللغوي

ارجع الى الاصطلاح اللاتيني لتفهم
وا خيبتاه !!!!!!!!!!!!!!!!!
لتعلم يا حضرة
فصل الدين يعني فصل التسلط الكنسي (المسجدي الفقهي الفتووي ) على السياسة والفكر وحتى لا يكون عهناك تكفير عند هؤلاء او حرمان عند اولئكولا يمكن فهم فصل الدين بمعنى التخلي عن القيم التي يدعي الكهنة والمشايخ حرصهم عليها

اطن انه لا بد لك من كورس لغة اولا وثانيا لا بد من ان تعود الى مقاعد الدراسة لتتعلم هذا ان كنت غادرتها او فشلت فيها


2 - انسانية الدين السياسي
يوسف العراقي ( 2010 / 4 / 20 - 00:23 )
الا ترى ما يحدث في العراق نتيجة ركوب السياسة للدين وفرض الدين على السياسة؟
اجتثاث الانسانية لايكون الابتغليب جماعات اخرى وقهرها وتهميشها
والدين السياسي الذي يخرج عن نطاق العلاقة بين الفرد والهه اكبر من قهر الانسانية
هل الانسانية مجتثة في سويسرا والسويد والدنمارك والمانيا
بينما تزدهر الانسانية في الدول التي تسمي نفسها اسلامية؟
هل هو تصفيط حجي والسلام؟


3 - شاء من شاء وأبى من أبى
معلق ( 2010 / 4 / 20 - 08:58 )
كم نصرخ لأدارة الحوار المتمدن بضرورة وضع معايير للنشر أولها أن يكون للمقال قيمة فكرية و أضافة ثقافية ذات معنى ناهيك عن رصانة اللغة و ألأسلوب والألتزام المبدأي برسالة الموقع العلمانية و اليسارية المتحضرة و الأبتعاد عن العنصرية و التبشير و السلفية الدينية و الألفاظ النابية
كويتبنا هذا لايملك الأ فكر الدروشة والمنابر الدينية والحوزوية ولكن بدون مؤهل لغوي أو فكري يستحق المناقشة
كم صعقت من كويتب يقول
شاء من شاء وأبى من أبى


4 - شكر وتقدير
عبدالناصر جبار الناصري ( 2010 / 4 / 20 - 16:29 )
شكري وتقديري لكل الأخوه الذين يعلقون على مقالاتي ولكن أرجوا منكم جميعا أن لاتطالبوا بأجتثاثي من الحوار المتمدن لأن فكرة نشوء الحوار المتمدن تعتمد على الرأي والرأي الآخر
مع الشكر

اخر الافلام

.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان


.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل




.. شاهدة عيان توثق لحظة اعتداء متطرفين على مسلم خرج من المسجد ف


.. الموسى: السويدان والعوضي من أباطرة الإخوان الذين تلقوا مبالغ




.. اليهود الأرثوذكس يحتجون على قرار تجنيدهم العسكري