الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه هي العصا ...

فيصل البيطار

2010 / 4 / 19
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


هي أول أداة إنتاج عرفها الإنسان إلى جانب الحجر، بها كان يصيد حيواناته لطعامه، ويقطف الثمار التي لا تطولها يداه ويدافع بها عن نفسه، وفي مرحله متقدمه، إكتشف كيف يربط بها حجر حاد لتصير فأسه .
ولإنها رفيقة الإنسان الأول بكافة أجناسه ، فقد عرفتها تنازليا ثقافات كل الشعوب وإحتلت عندهم منازل دينيه وإجتماعيه وما زالت .

ربما تكون عصا النبي موسى هي الأشهر، قال لربه عندما سأله عما في يمينه (هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ) ، أما المآرب الأخرى فقد أوضحها أعرابي مخاطبا "الحجاج" : عصاي أركزها لصلاتي، وأعدها لعداتي، وأسوق بها دابتي، وأقوى بها على سفري، وأعتمد بها في مشيتي لتتسع خطوتي، وأثب بها النهر، وتؤمنني من العثر، وألقي عليها كسائي فيقيني الحر، ويدفئني من القر، وتدني إليّ ما بعد مني، وهي محمل سفرتي، وعلاّقة أداوتي، أعصي بها عند الضراب، وأقرع بها الأبواب، وأتقي بها عقور الكلاب، وتنوب عن الرمح في الطعان، وعن السيف عند منازلة الأقران، ورثتها عن أبي، وأورثها بعدي ابني، وأهش بها على غنمي، ولي فيها مآرب أخرى كثيرة لا تحصى، ولا يكاد البدوي أو راعي الغنم العربي يتخلى عن عصاه أبدا بسبب من دورها هذا في حياته، وفي مناطق زراعة الزيتون في بلادنا كان الناس يستخدمونها في قطف ثمار هذه الشجره، وهناك طائفه من البدو تعرف أماكن الماء تحت التربه بغرس العصا فيها ثم ملاحظة نديتها، لكن عصا موسى تلعب دورا أكثر أهميه عندما تتحول إلى ثعبان كبير يلتهم ثعابين سحرة " فرعون " وبها تمكن من فلق البحر ليعبر إلى سيناء بينما غرق "فرعون" وجيشه فيه، عبور موسى ورهطه كان قد تم أثناء فترة الجزر بينما الجيش الفرعوني كان قد غرق عندما داهمه المد البحري كما يرى البعض، أو بسبب إنتهاء العاصفه التي شقت الماء كما يرى " فرويد " في كتابه موسى والتوحيد، عصا موسى هذه المرصعه بالذهب كانت محفوظه في الكعبه ( !!!! ) وقد إستولى عليها القائد القرمطي أبو طاهر عندما غزا الكعبه وسلب مقتنياتها ومعها حجرها الأسود عام 930 م ، لكن أحد متاحف تركيا يحتفظ بعصى لموسى غير مرصعه .... هكذا يقولون !! وأقل شهره منها بقليل، تلك العصا التي أتكأ عليها النبي سليمان وهو ميت، ظل الرجل متكئ عليها إلى أن أكلتها الأرضه فهوت وهوى معها ليعلم الناس أنه قد مات ( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته ... ) سبأ، قالوا أنه ظل متكئا على عصاه شهرا وقالوا سنه وقالوا أربعين سنه !!

عند المسلمين للعصا لبوس دينيه إضافة لدورها الإجتماعي، حبر الأمه عبدالله بن عباس قال : إمساك العصا سُنة للأنبياء، وعلامة للمؤمن، ومن خصالها عند الحسن البصري أنها سُنة للأنبياء وزينة الصلحاء وغمٌ للمنافقين وزياده في الطاعات، وكان عبدالله بن مسعود حامل عصا النبي الذي كان لايعتلي منبره ليخطب إلا والقضيب ( العصا ) بيده، وقد ورد في الحديث من طرق عده أن " الجهجاه بن سعيد الغفاري " إنتزع عصا النبي من يد الخليفه الثالث عثمان بينما كان يخطب على منبره فكسرها على ركبته، ثم لم يمض على الرجل الحول حتى كان قد مات بالأكله التي رماه الله بها عقابا على فعلته . محمد النبي هو القائل : لا ترفع عصاك عن أهلك، أخفهم في الله ، أخرجه النسائي في سننه عن عباده بن الصامت، والمقصود من الحديث هو الضرب الدائم بالعصا للزوجه بحجة حثها على الإلتزام بمقررات الدين، وهو القائل عن إبن عباس : علقوا السوط حيث يراه أهل البيت فانه آدب لهم، رواه الطبراني وإسناده عنده حسن، ودون أي شك فإن الزوجه هي المقصوده أولا بأهل البيت كما تنم تفاصيل العلاقة الزوجية عند المسلمين، وفي هذا ما يكفي لدحض تلك الدعاوى التي تشير إلى أن ضرب المرأه في الإسلام لا يكون إلا بالسواك أو بقطعة قماش، هذا إذا ما إعتبرنا أن هذا الأخير هو من ألوان الضرب فعلا ، لكن النبي ضرب بيده ونعتقد بعنزته ( عصاه ) التي لم تكن تفارق يده، ضرب الرجال والنساء بإعتراف أُمنا " عائشه " ، قالت : ما ضرب النبي شيئا قط بيده ولا إمرأه ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله، رواه مسلم في صحيحه، النبي كان يضرب وكان ضربه جهاد في سبيل الله على ما تقول عائشه .

العصا في التراث العربي الإسلامي واحده من مقومات الدين وتملك سلطة تأديبيه واضحه، يجوز الضرب بها وبقسوه للعبيد والجواري، بل أن الخليفه الثاني مقتديا بنبيه كان له دُره لا تفارقه أبدا، يجول الأسواق وهي بيده، يوزع ضرباته هنا وهناك لمن ليس على هواه، أمر هشام بن الوليد أن يُخرج النساء اللواتي كن ينحن على أبي بكر في بيت إبنته عائشه، ليضرب بدرته كل إمرأه يدفع بها هشام اليه، وهو الذي دفع بإبن عباس إلى بيت ميمونه أم المؤمنين ليخرج النساء اللواتي كن ينحن على خالد بن الوليد بعد أن وصل خبر موته، ليطالهن من درته ما طالهن، وضرب إمرأه خرجت متطيبه، ورجلان أتيا من بيت المقدس لمجرد زيارتهما لها، وأخر لبس ثيابا حسنه وأخرى جاريه لسعد بن أبي وقاص لبست ثويا جديدا، وضرب سعد نفسه لما حاول منعه، وضربه مرة أخرى عند مزاحمته للناس، وضرب أُبي بن كعب من خلفه دونما سبب، وواحد كان يصوم الدهر، ومن أكل لحما ثلاثة أيام متتاليه وضرب آخر جاء يسأله عن تفسير آيه ..... دُرة عمر تجولت في أجساد الناس يمنة ويسرى وفوق رؤوسهم ولا من رادع، وكثير ما كان الأمر لأسباب تافهه، بل ومضحكه أحيانا، لكنها ثقافة العصا التي سادت المجتمع العربي الإسلامي وما زالت . قالوا : شق عصا الطاعه، والعصا لمن عصى ( لمن عصاهم طبعا ) وقَشَرَ له العصا، وعبيدُ العصا، والعبد يُقرع بالعصا . المتنبي هجا كافور الأخشيدي بعد أن رفض الأخير أن يوليه :
لاتشتري العبد إلا والعصا معه * إن العبيد لأنجاس مناكيد .
وما أن وصل خبر مقتل علي بن أبي طالب إلى أمه، أم المؤمنين عائشه حتى تمثلت بقول الشاعر متشمته :
فألقت عصاها واستقرت بها النوى * كما قر عينا بالاياب المسافر

دُرة عمر ورثها حكامنا ونشروها في سجونهم ومراكز التوقيف لتكسر عظام معارضيهم دونما شفقه، المعارض يُستقبل بمجموعه من الجلاوزه يحملون عصيهم وولاء أعمى للقائد الضروره، وعليه أن يقطع المسافه بين المركبه التي جاءت به وباب السجن تحت ضربات بالغة القسوه من عصيهم .... في مثل هذه الحفله التي إعتاد على إقامتها القومي العربي الكبير جمال عبد الناصر قُتل القائد الشيوعي المصري البارز " شهدي عطيه الشافعي " عام 1960 وتكسرت عظام وشجت رؤوس خيرة أبناء الشعب المصري، هذا الطقس أسموه حفلات الإستقبال، وهي نفسها تلك الحفلات التي كان جلاوزة صدام حسين يستقبلون فيها ممن يشكّون بولائهم لقائدهم المظفر، لكن هذه المره بعصى بلاستيكيه مصنعه خصيصا لسُجان الديكتاتور، ولا ينتهي دور العصا بحفلة الإستقبال هذه، إذ يستمر في وجبات متواصله من الفلقات وتكسير العظام قبل سوق الضحيه لمجزرته الموعوده . إبن النظام البار وواحد من رموزه البارزه " عدي صدام حسين " قتل " كامل حنا " مرافق والده والذي كان يُؤَمن له الفتيات الجميلات بضربات متتاليه على رأسه من عصاه، كامل حنا وهو من الطائفه المسيحيه ( وهكذا دفن ) كان قد أدى العمره مع سيده صدام حسين وباقي حمايته عندما كان الطريق سالك بين صدام والسعوديه، وقيل أنهم كانوا يخفون أسلحتهم تحت ملابس الإحرام، هذه المره أسلحه أتوماتيكيه وليست عِصِيّ .... العصا كانت وما زالت اللاعب الرئيسي في قمع الناس في شوارع المعارضه .

عصا عُدي تُسمى بالعراق " توثيه " وعندنا " كنوه " بالكاف المعجمه وفي مصر " شومه " وهي الهراوه أو النبوت بالفصحى، نراها وحسب وجاهة من يقتنيها تزين بيوتهم عندما تكون من خشب ثمين ومطعمة بالفضه، وعند آخرون مطعمه بالدبابيس ولربما من هنا إكتسبت أحد أسماءها وهو الدبوس . عند المصريين هناك لعبة أسمها " التحطيب " وهي المبارزه بالعصي على وقع المزمار والطبول كما هي المبارزه بالسيف والترس عند أهل الشام، هذه اللعبه ليست حديثه، إذ عرفها أجدادهم الفراعنه وظلت للآن شائعه بين أحفادهم جنوب مصر، الفراعنه أعطوا للعصا قيما مستمده من العدل وهي تظهر في رسومهم قريبه من القلب ومعقوفة الرأس شبيهة بالعكاز لكن على قصر فيها، وربما على شكل حيّه وأشكال أخرى كعصيّ سحرة المعابد الطيبين، العصا ولأهميتها عند الفراعنه كانت تدفن معهم وبعضها مطّعم بالأحجار الثمينه وأشهرها عصيّ توت عنخ آمون التي وجدت منها أعدادا، عصيه مصنوعه من الذهب وتم سرقتها على يد المكتشفين والبعض منها محفوظ الآن في المتاحف الغربيه . والعصا محط مباهاه وفخر عند الصينيين ومهراجات الهند ومن حولهم من شعوب، وكانت دائما تنقش وتطعم بالنفيس من المعادن، أما الصولجانات وهي عصيّ نفيسه ومطعمه فكانت تحمل باليد اليمنى عند ملوك اوروبا في عصر الإقطاع ويحملها من أدنى منهم مرتبه بيسراهم، وإنتشرت عندهم عصا الخيزران بعد هذا العصر على نطاق واسع . أشهر العصيّ الغربيه كانت عصا الكوميدي الفذ شارلي شابلن وعصا نابليون وتشرشل وعندنا عصا الملك وفاروق وعصا الكاتب توفيق الحكيم الذي ألف كتابا يحمل عنوان " عصا الحكيم " يتحاور فيه مع عصاه في أمور الحياه، وكان هناك عصا المارشاليه التي حملها أنور السادات وهو يرتدي بزته العسكريه المميزه، البزه والعصا كانتا من تصميم " إيف سان لوران " والرجل قتل وهو يرتدي بزته تلك وعصاه بيده، كما لم تمنع دُرة إبن الخطاب من إغتياله ... وهاهو الرئيس السوداني يعيد مجد العصا التأديبي وهو يلوح بها مهددا كل معترض على جرائمه ضد الإنسانيه .

الوجيه في مصر حتى النصف الأول من القرن الماضي كانت لا تفارقه منشته أو مذبته وهو جالس في مقهاه، وهي عصا قصيره في نهايتها مئات من الخيوط ، الوجيه " يذب " بها الذباب عن وجهه ومن هنا جاء إسمها، المذبّه وجدت رسومها في لوحات الفراعنه يحملها الملوك، أما في بلاد الشام فإن الوجيه هناك كان له منشته وعصاه الرفيعه من الخيزران الملازمه له وهو يرتدي قمبازه المقلم وطربوشه الأحمر .

الأوس الخزرج عاشوا حروبا طاحنه بينهما أمتدت لمائة وعشرون عاما، شعراء القبيلتين قالوا فيها شعر كثير، رؤوس تطايرات وبطون بقرت وجماجم كومت ونساء سبيت، سيوف ورماح وسهام أطاحت بالكثيرين، ويعلن شعراء كل طرف ما ألحقه بالآخر من هزيمة وعار .... النبي محمد عند مجيئه مدينته الجديده، سأل أحد كبار السن المعمرين ممن شهدوا فصلا طويلا من هذه الحرب، أجابه : والله يارسول الله ما شهدتهم يتقاتلون إلا بالحجاره وسعف النخل ( تصبح عصا بعد تخليصها من أوراقها المدببه ) . وبها تقاتلوا في سقيفة بني ساعده على مركز الخلافه ولم يدفن نبيهم بعد .
أحد الأعياد عند طائفة السيخ هو عيد ضرب الرجال من قبل النساء بالعصيّ في السادس والعشرون من شباط كل عام ...

ترى كم منا فلت من عصا معلمه ؟؟؟ أنا شخصيا لم أفلت .


سلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ولا واحد فلت
أوروك ( 2010 / 4 / 19 - 21:25 )
الاستاذ فيصل البيطار المحترم تحية عطرة وأرجو ان تكون بأفضل حال- ولا واحد فلت هذا هو جواب سؤالك الاخير-الاشياء تأخذ عندك منحى آخر ليس لدى الآخرين الموضوع يبدو للوهلة الاولى عاديا فماذا يمكن ان يُكتب في موضوع العصا مثلا لكن معالجتك للموضوع تتشعب وتتوالد وتتواتر الواحدة تلو الاخرى حتى تظهر وكأنها موضوع الساعة-أهنئك من كل قلبي لهذه القدرة الفريدة على شد القارىء حتى تكاد لا تدعه يفلت منك الا في اخر حرف من الموضوع ليتنهد تنهيدة الظافر الهانىء آخر المطاف وتعلو وجهه ابتسامة المذهول-شكرا لك على هذه المتعة الحقيقية مع كل موضوع وشكرا لهذا الجهد المبذول الذي يحترم عقلية القارىء ولا اضافة لدي سوى ان التوثية وهي العصا المأخوذة من شجرة التوت ويبدو ان تغييرا قد حدث على اصل الكلمة ربما لصعوبة اللفظ واللغة العربية تسمح بالقلب والابدال الخ كما انها أصبحت تُطلق على كل أنواع العصي على أختلاف نوعية الخشب ولكنها تتميز بالغلاظة أكثر من غيرها او هكذا تعارف عليها الناس دمت بخير عزيزي


2 - العزيز اوروك
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 19 - 22:36 )
الشكر لك ياعزيزي على مرورك ومداخلتك التي سرتني فعلا ...
وشكرا للمعلومه الخاصه بالتوثيه والتي كنت أجهلها ...
لك كل المحبة سيدي .
سلام .


3 - تحياتي
شامل عبد العزيز ( 2010 / 4 / 19 - 22:59 )
الأستاذ الرائع فيصل - بالعراقي تاليها وياك ؟ احسنت فانت في كل يوم تجد لنا شيء يسعدنا . انا شخصياً لم افلت من عصا معلمي عندما كان عمري 12 سنة شكراً لك سيدي الكريم


4 - ذكرى العصا
رعد الحافظ ( 2010 / 4 / 20 - 00:39 )
دُرّة عمر لم يسلم منها الكثير ومنهم محمد بن عمرو بن العاص , الذي كان والياً على مصر
فبعد أن جعل الرجل المصري ( المجني عليه ) يقتص من ضاربه محمد
أمرهُ أن يهوي بعصاه على رأس عمرو نفسه كونه الوالي وقد تشجع إبنه في ظلّهِ
هذهِ من روايات القوم حول عدالة عمر ويضيفون لها أنّه ضرب أحد أبناءه أيضاً لشربه الخمر
***
عصا البشير يستعملها مع أو بدون بدلة الرقص الشعبي وعندما يلوح بها يضيف لها عبارتهِ المؤدبة الشهيرة , راح ندوس على راس المراقبيين الدوليين بالكزم , أي الأحذية ..مؤدب
***
مقابل حفلات الإستقبال / زمن عبد الناصر , كانت هناك حفلات الإعدام زمن صدام حسين
كان القائد الضرورة وأبناءه (وحفيدهِ مصطفى معهم ) ومرافقيهِ يمارسون التصويب المباشر على معارضين سياسيين محكومين بالاعدام , فينفذون الحكم فيهم بشكل تدريب على دقّة التصويب
***
لم نسلم جميعاً من العصا , ولو من المعلم , لكن أخطرها في حياتي كانت ربّما غير مقصودة في دخولي الى ملعب الشعب في مباراة الطلبة والرشيد ولم أنتبه أنّ الأستاذ عدي كان قريباً ( ربما 20 متر ) , فجائتني وكزة أعلى المعدة مازالت منطقة محرّمة اللمس ومؤلمة , تحيّاتي لكّ


5 - العربي بين عصا علي راسه والعصا التى في راسه
صفوان الحريرى ( 2010 / 4 / 20 - 01:40 )
تحية عاطرة لك كالعادة تثرى عقولنا بكلماتك الجميلة والعميقة ، اغفر لي يا صديقي جهلي اللغوي وافتنا : هل جمع عصا عصي ام عصيان ، وهل كلمة العصيان أتت من العصا وهل العصيان المدني يعنى الوقوف بدون عصا ضد الحكومة التى تحمل العصا وبهذا يكون العصيان هو رفض العصا ، والعصا يستخدمها فاقدي البصر لتساعد في السير ويستخدمها فاقدي البصيرة اكثر لتساعد في التحكم والحكم ، والعصا ربما تكون سوداء غليظة كعصا الشرطي ، وربما تكون عصا كهربائية تطلق شحنة وتفرغها في من يعصى ، وحين علمك معلم الرياضيات الحساب قال لك ان رقم واحد يشبه العصا ، وبذلك تم زراعة فكرة ان العصا أصل العد والحساب وان رقم عشرة هو واحد بجانبه صفر والعشرة هذه هى اعلي تقييم فيقال عشرة علي عشرة اى الدرجة الكاملة ، والحكومات تحب رقم عشرة لانه يعنى رمز لها ، فنحن الصفر وهى العصا


6 - لهم بها مآرب أخرى
الحكيم البابلي ( 2010 / 4 / 20 - 02:10 )
العزيز فيصل البيطار .. تحية
مقال جميل فيه معلومات حلوة وساخرة
عصا عمر ذكرتني بالمعلم (مراقب الساحة) الذي كان يتجول بين حصة وإخرى لمراقبة الطلاب في الساحة ، ضارباً بعصاه كل من يمر بجانبه من الطلاب
في أميركا وبالذات في المناطق التي تسكن فيها الجالية العربية المسلمة ، وأغلبهم من اللبنانيين مع عشرة بالمئة من العراقيين وعشرة أخرى من بقية العرب ، نرى كثرة منهم يتعكزون على عصا أو عكاز طبي كما المعوقين
لم أكن أعرف في البداية سر العصا في أيدي هؤلاء الرجال ، ومرة كنتُ مع صديق داخل مطعم الكباب العراقي ، وكان في المحل 12 زبوناً عراقياً ، خمسة منهم بحوزتهم عكاز أو عصا ، كنتُ أسخر من منظرهم وكأننا في مطعم لمعوقي الحرب ، لكن صديقي قال لي من خلال قهقهته : هذولة كلهم كلاوجية ( محتالين ) ، قلتُ : كيف ؟ ، قال : أغلبهم من النوع الذي يشتكي على شركات التأمين بعد إدعاء إصابات وعاهات ثم يجلس في بيته ويقبض ، ويبقى مراقباً من قبل تلك الشركات
لم يكد صاحبي ينتهي من كلامه حتى نهض أحد المتعكزين ذاهباً إلى المرافق الصحية وبدون عكازهِ ، ولما شاهدنا نتضاحك ، بدأ يعرج بطريقة مضحكة
ومع هذا يشتمون أميركا
تحياتي


7 - السيد شامل عبد العزيز
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 20 - 07:31 )
تحية لك من القلب ... أنت أكلتها في سن ال 12 لكن عندنا كانت حفلة العصا تبدأ من الصف الأول الإبتدائي ... نيالك .
شكرا لك أخي ودمت سالما .


8 - العزيز رعد الحافظ
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 20 - 07:36 )
تحيه لك أخي .... أنا لم أشاهد المخبل سوى مرة واحده في حياتي ، كان داخل مبنى الجامعه في الجادريه بسيارته ذات الدفع الرباعي وخلفه حمايته ، حمدت الله كثيرا أنني خرجت سالما من تلك المشاهده .
لك كل المحبة والتقدير أخي العزيز .
سلام .


9 - السيد صفوان الحريري
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 20 - 07:44 )
لك الإحترام سيدي ... هو ماقلت ، يريدوننا صفر بعصيهم ولا دور للشعوب أبدا في صناعة التاريخ ، الذي يصنع الوطن ومستقبله هو فرد واحد ملهم وفذ وضروره .. وإلا فالعصا لمن عصى توجهاتهم تلك . ألا تلاحظ معي أن نماذج الحكم الفردي هي في الغالب من الجهله الذين لا يحلون ولا يربطون في الأدب والتاريخ واللغه والسياسه والفكر ، وأن العصا هي سلاحهم للتغطيه على جهلهم وتخلفهم ...
التقدير الفائق لك سيدي .


10 - السيد الحكيم البابلي
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 20 - 07:50 )
هي ثقافة الإتكال الموروثه من قيم وعادات أرساها الدين في مجتمعاتهم الأصليه وهم ينقلونها معهم أينما إرتحلوا ... وهناك من عمل وتفوق وأبدع ومنها تلك النوارس الجميله التي نراها على صفحات الموقع هنا وأنت منها سيدي العزيز دون شك .

لك التقدير الفائق ودمت سالما .
سلام .


11 - العزيز شامل عبد العزيز
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 20 - 07:59 )
لا أدري أين ذهب ردي على تعليقكم !!! عموما قلت :
تحية لك من القلب ... أنت أكلتها في سن ال 12 لكن عندنا كانت حفلة العصا تبدأ من الصف الأول الإبتدائي ... نيالك .
شكرا لك أخي ودمت سالما .


12 - العصا الآن
مرثا ( 2010 / 4 / 20 - 10:01 )
سلام ونعمة الفاضل استاذ البيطار : دائما ما أتعلم واعرف من مقالاتك الغنية الكثير ممايخص موضوع المقال ، واما أحدث ماوصل اليه العلم في استخدام العصا في مصر وبالتحديد في المدارس هو تكسير اذرع التلاميذ واحداث عاهات مستديمة لهم في ضهورهم واعينهم وارجلهم وغير ذلك فنحن العرب نعانى من سوء استخدام مانملكه وسوء استغلال مانُعطى من صلاحيات من اي مصدر
الان نرى استخدام الكفيف للعصا يتحسس بها طريقه حتى يأمن بقدر متواضع الطريق امامه
وانا سيدي احب جدا عصا الراعي وهى الإمكانية البسيطة التى يحمى بها قطيعه من الخطر
لك احترامي وتقديري


13 - 3ْX5=15
نارت اسماعيل ( 2010 / 4 / 20 - 12:53 )
عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي وبعد انتهاء إحدى الحصص وقف المعلم الشديد أمام باب الصف وجعلنا نخرج واحدآ واحدآ وكان يمسك يد الطالب رافعآ عصاه باليد الأخرى ثم يسأل كل واحد سؤالآ من جدول الضرب فإذا عرف الجواب يدعه يمر وإذا أخطأ يضربه بالعصا على يده ضربة واحدة ولكنها ستبقى تؤلمه لآخر اليوم من شدتها
أنا كنت خائفآ بشدة لأنني لم أحفظ جدول الضرب ولم أكن أعرف غير
3X5=15
لذلك بقيت للأخير من الخوف ولكن جاء دوري في النهاية وأمسك المعلم بيدي رافعآ عصاه وسالني
3x5
فأجبت 15 ولم أصدق أنه سألني السؤال الوحيد الذي أعرف جوابه
شكرآ يا أخ فيصل على مقالتك الجميلة
تحياتي للجميع


14 - يحملها المؤمن ليهرب منه الشيطان
ابو مودة ( 2010 / 4 / 20 - 14:58 )
الحبيب الممتع في كل ما يقول وما يكتب
الرائع .......... فيصل البيطار
دخلت العصى مجال السياسة
اذ تكون في خدمة الدول القوية عندما تعجز عن ايجاد الحلول
فيقوم الاقوياء بتفتيل العضلات من اجل تذليل اعقد القضايا واشدها غلوا
و استعملت العصا لحماية صاحبها في الريف العراقي بالترحال خاصة في الليل و لقياس المسافات و لطرق الأبواب
و استعملت كذلك و لاتزال في تحضير الهريسة العراقية الأكلة الشعبية المعروفة في محرم
وتستخدم كوسيلة لتسلق الجبال
والعصى موجودة في السيارات وتستعمل في حالات الدفاع عن النفس
ويقال إذا كان مع المؤمن العصا يهرب منه الشيطان ويخشع منه المنافق والفاجر وتكون قبلته إذا صلى
واخيرا استخدمت من قبل المليشيات الطائفية للتعذيب ويستعملها من له خبرة في اجهزة صدام الامنية وسميت بلأسماء اسماء الاولياء الصالحين كل حسب مذهبة للثواب
ولنا ولكم الاجر والثواب
مع مودتي





15 - نفش خلقنا شوي
Nana ameen ( 2010 / 4 / 20 - 15:40 )
شكرا استاذ فيصل على هذه المعلومة -أحد الأعياد عند طائفة السيخ هو عيد ضرب الرجال من قبل النساء بالعصيّ في السادس والعشرون من شباط كل عام - ولكن سأطالب بتطبيق هذا العيد في بلادنا. -نفش خلقنا شوي- تحياتي


16 - السيده الكريمه مرثا
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 20 - 16:56 )
السلام عليك والنعمة لك ...
شكرا لمرورك وتعليقك سيدتي ودمت سالمه آمنه .
سلام .


17 - العزيز نارت اسماعيل
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 20 - 17:00 )
للأسف الشديد كان الضرب في المدارس وما زال مباحا بقرارات من وزارات التربيه العربيه ، أساليب العصر في التنشئه والتعليم ما زالوا بعيدون عنها .
يعني نفدت منها يانارت ...
تحياتي لك وسلام .


18 - الحبيب ابو موده
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 20 - 17:05 )
نعم تستعمل في الهريسه والقيمه كمان ... والله ذكرتني بالأيام الحلوه .
إضافاتك رائعه خصوصا تلك التي تقول فيها أن أسماء تطلق عليها ...
شكرا لك أخي العزيز ودمت سالما غانما .
سلام .


19 - السيده الكريمه نانا امين
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 20 - 17:09 )
ههههههههههههه
بس الضرب عندهم بكون شوي شوي وفيه رحمه ، وانا بصراحه خايف منك .. كلامك بيبشر بدماء وتكسير عظام .
تحياتي لك سيدتي الكريمه ودمت بخير وسلام .


20 - العقاب
ناهد ( 2010 / 4 / 20 - 21:43 )
وان تعددت صور واشكال ومسيمات العصى فهي العقاب ، العقاب الديني على اي اثم حسب العقيدة والعقاب المجتمعي على اي سلوك خارج المُتعارف عليه ، وكل فعل نقوم به بذلك نحاول الحصول على الثواب دون العقاب .
تحية للكاتب المميز .
سلام


21 - السيده الكريمه ناهد
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 20 - 21:51 )
نعم سيدتي ، إرتبطت العصا بثقافة العقاب .... منذ المرحله الإبتدائيه في المدرسه وحتى السجون السياسيه ومعتقلات الدين .
مروركم أسعدني فشكرا لكم ودمتم .
سلام .


22 - القازوق اسؤ العصي
ايار ( 2010 / 4 / 21 - 00:47 )
وانا بانتظار الجزء الثالث من مقالاتك حول اللهو والطرب واذا بك تفاجئني بهذا الموضوع البديع عن العي ونحن اللذين لم نهضم بعد ابداعاتك السابقة
حقا موضوع جميل ومتشعب استاذي الكريم واجمل مافيه (كما في باقي مقالاتك)انه يستنفر الذاكرة لاستحضار مافي خزينها عن معلومات عن العصي او غيرها يعني استاذ فيصل بصراحة انت بدات تخوف لاننا اصبحنا نفكر كما تريد وهذه سابقة هههههههههههه
استاذ الفاضل ان اسوا ذكرى لاستخدام العصا برائيي المتواضع هو القازوق اللذي كان ولاة امرنا السابقون من الخلفاء الاتراك يحكمون به على معارضيهم او المخالفين لشرائعهم فعلا عملية تعذيب وموت بطئ يخالف ابسط مبادئ الانسانية السمحاء والحمد لله اللذي ازالهم وبزوالهم زالت قوازيقهم من الحياة واختفت ولم يعد لها وجود سوى في المحكى الشعبي العراقي حيث نردد ان فلانا اكل قازوق دون ان نعي ماتعنيه هذه المفردة على وجه التحديد
عموما شكرا لكل ابداعك السابق وارجو الاتغلس علينا الجزء الثالث لانني اصبحت احلم به تحياتي واحترامي ومحبتي


23 - العزيز ايار
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 21 - 00:59 )
كل المحبة لك يا عزيزي ومش رح أغلس عليك موضوع اللهو والطرب ... كن مرتاح البال .
الخازوق قديم وهو عباسي النشأه ... لكنه لم ينته كما أشرت بزوال الإحتلال العثماني ، البعثيين إستعملوا خوازيق جديده ، إستعملوا البُطل يعني القنينه من الحجم الكبير ...
لك فائق التقدير أخي أيار ودمت .
سلام .


24 - في كمان ضرب باليد
Suzan ( 2010 / 4 / 21 - 11:24 )
كانت مقالة ممتعة للغاية وقرأتها حتى اخر قطره هاهاها وبما اننا هنا نتذكر كيفية الضرب ونحن في الصغر فانا لن انسى ما حييت صفعة مديرة المدرسة لي والسبب انني كنت ارتدي سلسلة ذهبية وبالرغم انها مخبأة ولكنها رأتها من رقبتي وكانت صفعة عنيفة جدا
لم تكن مديرتنا المجنونة تحمل اي عصا ولكن كان لها يد من حديد وكانت ان رأت طالبة لها شعر جميل ولم تربطه او تجدله كانت تلك المديرة تمسك الطالبة من شعرها وتشده وتلويه بحيث ان الطالبة المسكينة تكون متألمة ومحبطة ومهانة امام كل الطالبات وتبكي بحرقة والم من الذل والوجع
لا ادري لما كل هذا العنف عن السابقين واعتقد انه لايزال موجود هكذا عذاب ولكن بالنسبة لي لا اسمح ان يمس اي من ابنائي لو كلمة تهينه وعندي من القوة بحيث اقوم بالاعتراض والهجوم المناسب
ولا اعتقد انني اسامح احد من الذين عذبونا ونحن صغيرات نهائيا واتمنى ان ينتقم منهم القدر انتقام رهيب
تحياتي
سوزان


25 - السيده الكريمه سوزان
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 21 - 11:33 )
كنت أحسب أن الضرب لنا فقط نحن الأولاد وها أنتن أيضا عانيتم مما عانيناه في طفولتنا ، لكن لا أحسب أنكن تعرضتن للفلقه كما تعرضنا نحن .
أتمنى لأولادك سيدتي كل تقدم وإزدهار في ظل رعايتك لهم .
شكرا الكريم ودمتِ .
سلام .


26 - العصا لمن عصى
سالم النجار ( 2010 / 4 / 21 - 19:28 )
اخي العزيز الاستاذ فيصل
يسعد مساك
لا اعتقد ان احداً منا قد فلت من العصا. كتب احد معليمنا على عصاته - العصا لمن عصى_ وكبرت معنا العصا واصبحت جزءاً من تراثنا التي لا عنى عنها, للحكام ورجال الدين والاب والمجتمع بشكل عام, وشكراً على هذه المعلومات الجميلة عن تاريخ العصا الديني والسياسي


27 - العزيز سالم النجار
فيصل البيطار ( 2010 / 4 / 21 - 19:33 )
الشكر لك لمرورك رغم أن الموضوع قد إنتقل للأرشيف ...
كل التقدير لك أخي الفاضل الكريم .
سلام ومحبه للسالم .

اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا