الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزوجة في العالم المتخلف بين الاغتصاب والهجران في المضاجع

صبيحة شبر

2010 / 4 / 20
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات



رغم دعاوي المساواة بين الجنسين التي كثيرا ما نسمعها تتردد على ألسنة الناس، او تكتب بمدادهم فتسود أوراق بيضاء ، بأكاذيب ما كان لها أساس من الصحة ، مجرد أقوال تخلو من المضمون يرددها الكثيرون دون ان تعني لهم اي شيء ، والعنف ضد المرأة يتخذ أشكالا متنوعة ، ويرتدي أثوابا مختلفة ، ويظل عنفا وان أسبغت عليه النعوت المتباينة ، كيف تعيش الزوجة في عالمنا المتخلف ، وهل استطاعت ان تنقذ نفسها من انواع عديدة من العنف، تسلط عليها ومن اقرب الناس اليها، ممن يفترض ان تجد عندهم الحب والرعاية والاهتمام ، وإذا الايام تدلهم بنظرها والعمر ينقضي، وهي تتقلب على نيران من الجمر، وتستجير من رمضاء الداعين الى الاصلاح باللسان والبعيدين عنه حقيقة..
الزوجة في عالمنا المتخلف، اما ان تغتصب رغما عنها باسم الواجبات الزوجية ، تؤخذ عنوة الى الفراش ، وتجر الى من سئم منها جر النعاج الى الذبح ، وكأنها تعاقب على جريرة لم تقترفها ، لأن بعلها قد وجه القلب الى أخرى ، فلم تجد زوجته عاطفة الحب التي تعتبر من الاساسيات في وجود زواج صحي ، وبعض الازواج يفتخرون امام الناس انهم اجبروا زوجاتهم على المناكحة رغما عنهن لانهم يريدون التشفي منها عقابا على ذبول الحب واضمحلال العاطفة...
وبعض الازواج يدعي انه اكثر نبلا وشهامة، من ان يذيق الزوجة مرارة الهوان وان يسوقها سوق الخراف ، فيبدع وسيلة اخرى للمعاقبة تكون اكثر قسوة واشد فتكا ، فيهجرها في المضجع ، ولا يتقرب منها ، فلا تعرف الزوجة أمطلقة هي ام ارملة ، ام انها في وضع اكثر بؤسا من الاثنتين ،لأ ن المطلقة أوالارملة تحلم ان تجد حبا جديدا عوضا عن الذي مضى ، اما الزوجة المهجورة فلا تعلم متي يحن عليها القدر فيميت أحد الاثنين اما ان تزهق روحها هي فتتخلص من الحياة البائسة، اويتذكر عزرائيل زوجها الذي أذاقها صنوف العذاب ، والزوجة في هذه الحالة لاتستطيع ان تشكو همها لأقرب الناس اليها ، فماذا يمكن ان تقول لهم ؟ و مجتمعنا دائما يحمل المرأة جرائر لم تقم بها ، فهي من هد البيوت الامنة ، وأشعل النار في المنازل المطمئنة ، فتسكت الزوجة وتحمل همها في قلبها ، لتصيبها الامراض الفتاكة ألوانا وأشكالا من سرطان الى سل والى قرحة او التهاب القولون، فان طالبت بحقها بحياة زوجية حقيقية ، فمن يمكن ان تطالبه ؟ لان الحب في هذه الحالة سرعان ما يلفظ انفاسه الاخيرة ، ولا يمكن لامراة عاقلة، ان تطالب بالجنس مع رجل فقدت الحب نحوه، بسبب سلوكه السيء وعدم احترامه لها... وان طالبت بالطلاق ، رفض زوجها ان يستجيب، لانها عاملة والزوج يستفيد من عرقها ، فهو صاحب المنزل ورب العائلة حتى وان كان عاطلا عن العمل ، يسلب راتب زوجته المسكينة لينفق على صديقاته ، وان امتنعت عن المطالبة بحق الطلاق بسبب وجود الاولاد فهل ترتبط برجل خارج العلاقة الزوجية ، فتفقد احترامها من قبل ابنائها والمجتمع ؟
فلماذا تعيش المراة في عالمنا التعس هذه العيشة ؟ ومن المسؤول عن حالتها البائسة ؟ هل الدين ؟ وقد ورد في القران نص صريح على حق المراة في الطلاق ان كانت الحياة الزوجية منعدمة ، هل التقدمية في عالمنا البائس تتطلب نكران حقوق المراة ، وبعض دعاة التقدم يفخرون بكثرة العشيقات، لان كل المفاهيم ترتدي أثوابا مختلفة ان وصلت عالمنا ، فالمساوة في العالم المتمدين تتباين عن مساواتنا ، والحرية والعدالة وتكافؤ الفرص ، عندنا شعارات ، وعندهم عمل ، ومن يمكن ان يقوم بتغيير هذه الحياة ؟ هل هي القوانين ؟ ام النضال من اجل تخفيف حدة العادات والتقاليد ، وكيف تعيش النساء ان كانت اغلب حقوقهن معدومة ، وهل يمكن للرجل ان يكون حرا مادامت زوجته امة؟



صبيحة شبر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موضوع جميل
سلوان ( 2010 / 4 / 20 - 16:03 )
الموضوع جميل لكني شعرت بانك قفزت الى المشكلة وهي في اسوأ مراحلها فلم تناقشي مثلا امكانيات الزوجة في كسب ود زوجها ، بتقديري الشخصي الرجال دائما سهلين ويمكن السيطرة عليهم من قبل الزوجات. لان الرجل يهمه دائما الكلمة الطيبة ويبحث عن الراحة لدى زوجته.. ترى كيف سيكون موقفك لو علمت ان الزوجة احيانا تكون بارعة في افساد حياة الزوج وجعلها جحيما عليه، الا تستحق الزوجة في هذه الحالة تعنيفا من نوع خاص عقابا لها مع احترامي الشديد للمراة اينما كانت وتذكري باني من اكثر المناصرين للمراة لا لشيء فقط لاني اؤمن بالمساواة وحقوق الانسان


2 - الكاتبة المُبدعة
ناهده محمد علي ( 2010 / 4 / 21 - 12:45 )
عزيزتي الكاتبة المُبدعة ... لقد إستخدمتِ ببراعة أُسلوبك القصصي الرائع في موضوع إجتماعي هام , وأشرتِ الى أمثلة حيَّة تنتشر في مجتمعنا العربي وبشكل فاضح , ومن الطريف أن أذكر لك أن مؤسسة الزواج قد تراجعت في كل أُوربا ومع ذلك فإن الزوجين الغير مرتبطين بعقد يمتلكان نفس الحقوق بل تكاد الزوجة هي المسيطرة وهي من يأخذ بزمام الأمور إذا أحست بخلل ما بالعلاقة الزوجية , أعتقد أن المسئول عن وضع المرأة العربية هو المستوى الإقتصادي والإجتماعي الهابط في المجتمع العربي , بورك بقلمك الفذ ... مع خالص التحيات


3 - المرأة هي السبب
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 4 / 22 - 05:38 )
الكاتبة المحترمة صبيحة شبر
اعتقد ان المراة تتحمل القسط الاكبر فيما وصلت اليه في العصر الحاضر فقد تناست المراة ان لها حقوقا عليها المطالبة بها والنضال من اجلها وان نضالها هو المغير للواقع الفاسد ولا حظنا انه رغم التخلف السائد في خمسينيات القرن الماضي الا ان الحركة النسوية استطاعت تحقيق الكثير من التقدم وحصلت على الكثير من الحقوق ولكن بعد الردة الايمانية وعودة العقل الى عصر الرعاة فقدت المراة شعورها بكرامتها وحقوقها وانصاعت صاغرة لما يفرضه عليها المشعوذون بضرورة عبادة الرجل والرضوخ لها وان نالها ضيم فعليها الشكوى لدى الامام او لولي وهؤلاء لم ينصفوا احدا او يعيدوا حقا الامر يحتاج الى الكثير وربما نتناوله في اطلالة قادمة ولكن في رايي ان الدين حجر عثرة في طريق المراة وتقدمها


4 - كلامك واقع ونعلم منه الكثير والسبب معلوم وإن
عبد الله ( 2010 / 4 / 22 - 05:49 )
والدتنا صبيحة بشر حفظك الله
كلامك واقع ونعلم منه الكثير، والسبب معلوم وإن تجاهله الكثير
كما قلت النص القرأني واضح بين للجنسين الرجل والأنثى، والأوامر الربانية التي وردت في السنة النبوية في معاملة النساء وفي الطلاق والزواج معروفة وبينة ولا تحتمل التأويل
إن السبب الكامن وراء ذلك هو بعد الطرفين وجهلهم في الدين، فلو علم الرجل الإسلام حق العلم وأقول حق العلم لما وصلت إليه الأمور إلى هنا، ولعاشرها بالمعروف أو طلقها بالمعروف، ولو علمت المرأة الإسلام حق العلم لما أوصلت نفسها وزوجها لهذا الحد
فكلاهما ملوم، والأهل ملومين، فشرع الله واضح، ولكن يا والدتي المجتمع انسلخ عن دينه وهجر الخلق الذي أمر به الله، واصبح كل إنسان يعمل على هواه
وخير من يضع قانون للإنسان هو خالق الإنسان، فمتى استبدلنا القوانين فسدت النتائج
لقد حفظ الاسلام للمرأة عزتها وكرامتها فإن لم يسعفها زوجها والمجتمع فلتعتز بدينها ولتسلك سبل ربها، فهذه الإنسانة من حقها أن تطلب الطلاق ولو رفض الجميع، فلتسعى لما أمرها الله به، فتحاول أن تصلح ذات البين، فإن لم يكن فكما قال الله -إن يتفرقا يغن الله كلا من سعته- صدق الله العظيم


5 - شكوك
اياد العراقي التركماني ( 2010 / 4 / 22 - 08:41 )
مقاله جميله تسالين عن شيء واضح وضوح الشمس في كبد السماء بنهار صيف في جزيره العرب ان سبب احتقار المرأه واهانتها ووضعها في الدرك الاسفل هو دين التوحيد فقط اوتشكين بان الاديان التوحيديه لاتحقر المراه وتهينها فلا دين منهم يعطي اي حق للمرأه فأذا تركناها نعيش على الارض بحريه وبلا ظلم فابحثي عن جذور المشكله في نصوص مايدعونه الاله


6 - pls click on this link
asmaiel ( 2010 / 4 / 22 - 09:43 )
http://world.kbs.co.kr/arabic/program/program_tourpeople_detail.htm?No=2019


7 - يا حضرة الكاتبة
ميريام ( 2010 / 4 / 22 - 15:28 )
العقلية الذكورية المتخلفة هي السيب والدين جاء لكي يغطيها بغطاءه انا لست مسلمة وشفت المر والهوان من زوجي وتركني وراح لوحدة ثانية مجتمعنا لا يريد تخفيف العادات والتقاليد كما قلت حضرنك لا لازم تدمير هذه العادات المتخلفة وستئصالها من جذرها ولكن المراة المسلمة تعاني أكثر من المسيحية لان رجال الدينالاسلامي يتدخلوا بكل شاردة وواردة حتى بأتفه الامور لذلك حتى الدين اي دين لازم ما يكون له اي علاقة وشكرا لك

اخر الافلام

.. المحامية بركة بودربالة


.. عضو البرلمان السابقة وأمينة المكتب السياسي لتيار الحكمة الوط




.. الناشطنة هند الصوفي المشاركة في ورشة العمل الاقليمي


.. بالرغم من مردوده المادي الضئيل... نساء تعتمدن على إعداد الخب




.. وادي الضباب في تعز الهدوء والجمال الطبيعي في زمن الحصار