الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المادة وجود وعدم

مهدي فضلان

2010 / 4 / 23
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


إن النظر للأمور يجعلني أقسم الدنيا تقسيم كموميا.
فمن قبل كنا نسمي الأمور بوجود و عدم وجود أي ما يكافئ نظام التعداد الثنائي.
فإننا نتجه نحو عالم كمومي،حيث يمكننا أن نعتبر الوجود و العدم أي المادة و الفراغ،فالمادة هي وجود الشيء،و هو كيان يخلق الأشياء يمكن اعتباره الشيء الوحيد الذي لا نعرف ما هو لكننا نعرف أنه الأساس لكل شيء .
- إنه وجود الأشياء أم العدم فهو غيابه، و القوة في هذه الفكرة و في هذه النظرة للأمور هو جعل أساس كل شيء أمرا واحدا.
لكن في الحقيقة فإن النظرة الكمومية لا تتقيد بالصفر و الواحد بالوجود و الغياب بالتحقق و عدمه بالإثبات والنفي بل هناك حالات وسطية حالات بين الوجود و الغياب تسمى شبه الوجود و هي الطاقة و هذا جوهر الوجود-الكون –هذه الحالات و التي يقابلها- الكي بايت- في المعلوماتية إضافتا لحالتي الوجود و الغياب لها خصائص مختلفة عن الوجود و الغياب أي عن الكتلة و عن العدم مما يمكنها من الوصل بينهما.
- مهما كانت حالة الكيان من وجود أو شبه وجود فهو يحتوي حالة عدم الوجود، فكل شيء هو نفسه زائد لاشيء و هذا هو تعريف العدم فالعدم موجود في كل مكان وفي كل حسبة مضاف أو مخصوم الأمر لا يؤثر معه ، كما أن كل حالة وجود تحتوي على حالة الشبه وجود أي أن كل شيء يحتوى العدم و كل كتلة لا بد لها من أن تحتوي على طاقة على الأقل طاقة سكونها.
إن لكل من الحالات ثلاث خصائص مختلفات أحيانا و متشابهات أحيانا أخرى.
يمكن اعتبار الوجود ثغرات في وجود مكون أساسا من العدم، كما يمكن اعتبار العدم ثغرات في عالم مليء بالوجود.
فالعدم هو عدم الوجود .
و الوجود هو عدم العدم.
أي أن كل منهما عدم للآخر.
أما حالات الشبه وجود فهي حالات وسطية تساهم في التعامل بين الوجود و العدم عن طريق الحركة ،فالحركة هي تغير المكان من حالة الوجود إلى حالة العدم أو العكس .
فالفوتونات و الغرافيتونات و الغالونات –كمات طاقة- تساهم بحركتها في تحريك الأجسام-الوجود- ، هذه الحالة لا يتمكن الكيان الذي يكون عليها من الثبوت و السكون لأنها إن فعلت تحسب على الوجود و ما إن تتوقف حتى تختفي و يكون ذالك حين التقائها بالكتلة ،لأنها إن توقفت فهي كيان له مكان وأبعاد و هذا تعريف الوجود و هو ما يختلف مع طبيعة الشبه موجودات التي قلنا أنها لا تتوقف إلى إذا التقت بالكتلة واهبة إياها قيمة الطاقة التي تحملها ثم تختفي و هذا هو سبب تسميتها بحاملات الطاقة التي تقدم حمولتها لما هو موجود،فتزداد طاقته مما يؤدي إلى قيام الجسم التقالي أي الوجود إياه باتخاذ وضعية تجعله في أقل حالة من الشبه وجود أي تتخلص من تلك الطاقة و يكون ذاك بتغيير المكان أي الحركة،فالشبه موجودات هي الحركة أو القدرة على التحريك و الحركة هي تغير حالة مكان من الوجود إلى العدم .
أما الموجودات فهي تقالية ذات قدرة على مقاومة أي عامل يجعلها تغير حالتها من السكون إلى الحركة أو العكس أوبصفة عامة إلى التغيير في تسارعها-عجلتها-و التسارع هو التغير بدلالة الزمن في نسبة التغير بدلالة الزمن من الحركة، كما أن الموجودات يمكن أن تتحول إلى حالة شبه وجود و العلاقة الأينشتاينية معروفة.
الخلاصة هي أنه عند كمية محددة و هي القيمة الحرجة من المادة أي من الكيان الذي قلنا أنه سبب وجود الأشياء،يكون الحد بين الوجود و الشبه وجود فالطاقة و الكتلة.
إن كون قيمة الكيان الأساسي أقل من القيمة الحرجة من الكيان تجعله مطرودا من الكميات التي أتمت نصابها فهي أحق منه بوحدات المكان أما الشبه وجود و الذي لم يحقق النصاب فهو دائما يتنقل في الفضاء.

ملاحظة:إن حالات المادة هي الكتلة والطاقة أما الحالات الثلاثة التي ُيتكلم عليها دائما عندما تستخدم عبارة حالات المادة هي في الحقيقة حالات الكتلة ،كما أنها خمسة و هي بوز اينشتاين ، السائل ،الجامد ، الغازي،البلازمي و ربما هناك حالات أخرى و هذا التقسيم راجع لأن كل حالة تمتلك صفات تميزها عن باقي الحالات كالانضغاط و اللزوجة و قوى الجذب بين الذرات و الجزيئات.
لا يوجد اعضاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا