الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما الفائدة؟

عبد القادر الحوت

2010 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ما الفائدة من مواصلة كتابة النصوص و المقالات عن العلمانية و المواطنة و حقوق المواطنين إذا لم يكن الشعب يرغب بذلك؟
ما الفائدة بالمطالبة بالمساواة في الحقوق و الواجبات بين جميع المواطنين إذا كان هؤلاء المواطنين يرغبون بالتمييز الطائفي و المذهبي؟

ثلاثة آلاف مواطن... هو كل ما جمعته تظاهرة العلمانيين في لبنان يوم الاحد 25 نيسان. ثلاثة آلاف علماني في لبنان.
في مقابلهم ثلاثة ملايين طائفي تظاهروا من أجل "إجر" السيد و الشيخ و الجنرال أو الحكيم.
ثلاثة آلاف تظاهروا من أجل المساواة بين المواطنين، و ثلاثة ملايين إحتلوا وسط بيروت من أجل المزيد من التمييز الطائفي و المذهبي.

حقوق المرأة؟ لا فائدة من الحديث عنها إذا كان النساء يُردْن أن يُعاملوا كمواطنين درجة ثانية. 52% من الناخبين هم نساء، و رغم ذلك السلطة تريد منعهنّ من إعطاء الجنسية لأطفالهنّ.

إلغاء الطائفية؟ لا أحد يريدها. زعماء الميليشيات الطائفية التابعة للطوائف الأكثر عددا يحاضرون بضرورة إلغاء الطائفية السياسية. و لكن لو كانت طوائفهم قليلة العدد لحاربوها بحجة العيش المشترك و حقوق الطوائف المهدورة.

الزواج المدني؟ و لماذا؟ لماذا على المجتمع و السلطة الذكورية أن تسمح بزواج مدني يُعامل المرأة بمساواة و يحصر عدد الزوجات بواحد؟
لماذا على النواب الذكور و الوزارء الذكور و رؤساء الأحزاب الذكور أن يقبلوا بزواج مدني يساوي في الإرث بين الرجل و المرأة و يُضعف من سلطتهم الطائفية و سلطة كهنة الظلام؟

عدالة إجتماعية؟ أيضا لماذا؟ ما فائدتها إذا كان ثلاثة ملايين لبناني يعتاشون على المساعدات الطائفية الآتية من الدول النفطية؟
لماذا سيتظاهر المواطنين من أجل إقامة دولة عادلة يُجبرون عندها على العمل من أجل تحصيل رزقهم، بينما يحصلون الآن على الآلاف من الدولارات مقابل صوت إنتخابي نيابي أو بلدي؟

ثلاثة آلاف مواطن نزلوا من اجل العلمانية.. لم يحملوا سلاحًا، لم يهددوا بالحرب الأهلية و لا حملوا السكاكين و الخناجر. لم يطلقوا فتاوى تكفير أو إهدار دم.
لم يقطعوا طريق المطار أو طريق المنية أو ينصبوا الخيم في وسط بيروت.
تظاهروا بشكل حضاري. ظنّوا أن صوتهم وحده يكفي.. أن لبنان بلد "متحضّر".
لقد ضلّوا طريقهم.. أخذوا المنعطف الخاطئ... ظنّوا أن ثلاثة آلاف هو نصر مبين.. لقد كانوا يتوهمون.

فالشعب اللبناني غير مستعد للعلمانية.. لا لأنه لا يفهم معناها أو يظنها معادية للدين.
على العكس، الشعب يعرف تمامًا ما تعني العلمانية و يعرف أيضًا أن العلمانية هي الضمان الوحيد للحرية الدينية.
و لكن شعبنا اللبناني يريد التمييز الطائفي... يرغب في التضييق على الأديان و المذاهب الأخرى.

إنه شعب الموت و الدمار.. لا فائدة من الحوار معه.
لا فائدة من كتابة المقالات و التعليقات لأنه شعب لا يقرأ سوى فتاوى أصحاب اللحى.. و لا يفهم سوى كلمات أغاني محمد و فارس إسكندر... و لا يطبّق إلا أوامر زعماء ميليشياته الطائفية.
لا فائدة بعد الآن من الكتابة... إنتهى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نعم يا سيدي لا جدوى
مايسترو ( 2010 / 4 / 26 - 13:42 )
من الكتابة وتوجيع الرأس في تنوير هذه الشعوب التي رضيت أن تبقى راكعة وساجدة للمقدس، ولأصحاب اللحى، ورضيت ان تبقى على سباتها الذي لا نهاية له.

اخر الافلام

.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية


.. 110-Al-Baqarah




.. لحظة الاعتداء علي فتاة مسلمة من مدرس جامعي أمريكي ماذا فعل