الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محجر الاعدام

كريم الثوري

2010 / 4 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



إلى أخيه الشهيد صاحب الدماء التي
خطت بسم الله الرحمن الرحيم
أعلى سورة التوبة

الزمان: بغداد
المكان :زنزانة بمتر مربع تسمى الانفرادي
الكارثه :- الاستثناء – العراق

خاله رجل ملتحٍ بشفافية السوق, قال له في اللقاء اليتيم الذي انقطع بعده لأسباب يتعلق بعضها باصراره الروتيني على ختمة القران لهذا الشهر، وإهدائها لأحد الأموات الجدد: جئتك بالشفاء يا خال !
- لم يبال.. ربما تعففاً لرجولته
اقترب منه أكثر ودس في تكوره القرآن الكريم
.. لكن دمعةً حبيسة أبت إلا ان تنطلق إلى حجري، فاحتفظت بها، إلى الآن رائحتها لم تغادر ملابسي بالرغم من تعاقب الآف المساحيق وتغير الثياب.
انتهت الزيارة، وحينما انفرد باستطالة سجنه الانفرادي هم بشغف المريدين فتح الكتاب المقدس، لكنه لم يبلغ المستطاع ( ثلاثون عاما قضاها في الحياة، وكلما اقترب من الحقيقه أصابه عارض، وحال دون التلاق )
قبيل صلاة الفجر بساعات ثلاث، جلجلت المزاليج، ولج أحدهم بلباسه الرسمي وكان يمسك بأوراق ممهورة بنسر الدولة، وعليها صور لأشخاص احترمهم السجانون بعبودية ورق, فتحت له أبواب أربعة..
وكان يوم الاربعاء
- أسرني, إننا لم ننم ليلة واحده في الاسبوع هي ليلة الأربعاء، حتى يشق الفجروتضل قلوبنا معلقه بأقفال الأبواب الأربعة التي ستفتح وايماءات السجانين هكذا هي حياتنا
فُتح الباب، تأكد من الاسم، نظر إلى الصورة المسمّرة على يمين الورقة من الأعلى .
أخرجوه بلا مبالاة الميتين، وضعوا كيساً أحمراً في رأسه وربطوه برويَّة وإحكام
مكث في الانتظار ساعة قبل أن يطل أحدهم ويسأله ماذا يريد.
جاءوه بقهوة مرة، وانتزعوا منه ساعته اليدويه الأنيقه، وبنطاله وحذائه الجديد، الذي لم يلامس بعد تراب الارض.
ألبسوه لباس الموت والذي يسمونه (الكانه) وهو بلون الرماد.
ساقوه إلى المنصة, تسلق درجاتها الأربع، أراد أحدهم أن يلبسه الحبل، لكنه أبى إلا أن يدخله بنفسه إلى عنقه, تلفظ بضع كلمات كان الله والوطن حاضراً فيها, انفتح البلاط الحديدي الذي كان قد استقام عليه, امتزج لهاثه برائحة الخمر المنطلقه من أنفاس ( أبو وداد ) خاطف الارواح الذي كان يتقاضى وظيفياً على كل رأس يلف عليه الحبل قنينة عرق ومائة دينار.

الزمان: ذاته
المكان: المشرحة
اقترب الشاعر لاستلام المشهد, وقع على محضر صغير وادخلوه قبل الآخرين، وجده ملقياً على الأرض، حراً طليقاً، من دون قيود أو سجان، وقد اقتلعت عيناه وأخذتا إلى الطب العدلي للاستفاده من قزحيتيهما.
لاحظ خيطاً من النمل يتسابق باتجاه حفرتي العينين. أعاق اتجاه الدبيب, مدّ يده بفضول المستكشفين, تلمس جيب المسجى بدمه, كان هناك شيءٌ ما, أخرجه, وإذا به القرآن الكريم، مبللاً برائحة المعتقل, قبّله، وقبل أن يجلسه بين كفيه انفتح على سورة التوبة، وقد نقشت بخط أحمر لدماء حديثة العهد :بسم الله الرحمن الرحيم .

مسك الختام
حينما أصرت والدة القتيل عليه بالأخوة أن تكون ختمة هذا الشهر لوليدها.
قال لها بموت يشبه نفاد الصبر ودمعه حبيسة:
أُخَيَّة, سالت الكثير من الفقهاء، العارفين، وقد أجمعوا:
من مات دون صلوات خمسه لا ختمة قرآن تشفع له !

كريم الثوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استقالة أول موظفة يهودية من إدارة بايدن -بسبب سياسة واشنطن م


.. المفكر د. يوسف زيدان: اجتماعاتنا في -تكوين- علنية وبيتم تصوي




.. المفكر د. يوسف زيدان: اتكلمنا عن أشكال التدين المغلوط .. وه


.. دار الإفتاء في طرابلس تدعو ل-قتال- القوات الروسية في البلاد




.. -حافظ البهرة على سرية طقوسهم الدينية عبر العصور بعد اضطهاد ا