الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة الأفك

عادل عطية
كاتب صحفي، وقاص، وشاعر مصري

(Adel Attia)

2010 / 4 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



استقلت فتاة مسلمة سيارة أجرة " تاكسي " ، وما أن لمحت بعض الصور ، التي تدل على أن قائد السيارة رجل مسيحي ، حتي طلبت منه أن يتوقف بها أمام قسم شرطة سوهاج ، وهناك فوجيء السائق بأن الفتاة تصرخ ، وتدّعي عليه : بأنه حاول خطفها ، واغتصابها ، وإجبارها على اعتناق المسيحية .. موقف اصابه بالذهول ، وافقده الوعي ، والاحساس بكل شيء !..
حضر رجال الشرطة ، وتم عرضهما على ضابط المباحث ، الذي طلب من السائق بطاقة هويته ؛ للتعرّف على بياناته .. وسط بكاء ونواح الفتاة ، التي اخذت تردد ادعاءاتها بإصرار شرير ، وطالبة الحماية .. إلا أن المفاجأة المدهشة أن ضابط المباحث اكتشف أن السائق مسلماً وليس مسيحياً ، وانه يعمل على هذا التاكسي الذي يملكه رجـل مسيحي .. والمدهش أكثر أن ضابط المباحث صرف الفتاة التي ادعت كذباً وبهتاناً على السائق بدون توجيه أي اتهام لها ، أو حتى تحرير محضر إثبات حالة ! ..
يالها من حادثة مروّعة ، تصطدم : بالإنسانية ، وبالاخلاقية ، وبالمهنية !
وتنزف التساؤلات ، ألماً ..
هل وراء تصرفات الفتاة ، تنظيم يستخدم الزور ، والباطل ، والتحايل الخبيث ؛ للوقيعة بالابرياء ؛ لكونهم على غير دينهم ـ فقد قيل أن هذه الواقعة هي الثانية من نوعها وخلال نفس الشهر ـ .. ، وهل اصبح الأفك ضمن وسائل الدعوة إلى الدين ، ونصرته ؟!..
أم أن تصرفات الفتاة ، وليد اللحظة ، ومن تفكيرها الخاص ، ومن تخطيطها المنفرد الشخصي ، وبجرأة من يعتقد أن من يفتري على المسيحي ، ويلفق له الاتهامات الكاذبة ، لن يحاسب على ذلك ، واقصى ما سيحدث له هو أن مخططه لن يكتمل هذه المرة ؟!..
وماذا كان سيحدث لو كان السائق مسيحياً ، ألم نكن سنتحدث اليوم عن مأساة جديدة لأسرة بالكامل ، سُجن عائلها الوحيد لأجل غير مسمى ، وربما يُتهم بالإغتصاب ؛ فيعتدى على اسرته ، وعائلته ، وعلى كل تجمعات المسيحيين .. كما حدث في فرشوط ؟!..
ولماذا لم يؤدي الضابط واجبه المنوط به ، بتسليم هذه الفتاة الكاذبة للعدالة ؛ لمعرفة ما تخفيه وراءها ، والقصاص منها ، ومن مُحرّضيها - إن وجدوا ـ .. أم أن هناك كثير من أمثال هذا الضابط ، الذين يساعدون على اتمام مثل هذه الفتن الطائفية ، أو مباركتها بالصمت ؟!..
هذه الكارثة الوطنية ، صرخة نداء عاجلة لمقاومة ثقافة الأفك ، ومعاقبة مرتكبيها ، والمتهاونين والمتساهلين معها ، وملاحقة هؤلاء الذين يعملون في الخفاء على هدم معبد الوطن على مواطنيه .. فهل من مستجيب ؟!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالك ينقصة أهم شيئ
nagazaki ( 2010 / 4 / 28 - 19:55 )
مقالك ينقصة أهم شيئ ليكون فعالاً أولاً متى حدثت هذه الواقعة من هي الفتاة من هو السائق من هو الضابط المتهاون أو المتواطئ لماذا لا تحاول فضحها لأن ترك القصة مبهمة يشكك في صحتها.


2 - nagazaki عنده حق
masry ( 2010 / 4 / 29 - 18:48 )
لأن مقالك بهذه الصورة المبهمة - مجرد فتاة مسلمة وسائق وضابط هكذا بدون أسماء - لا يفضح هؤلاء بل ربما يؤدي لنتيجة عكسية وهي الإيحاء لكل الفتيات المجرمات أمثال هذه المخلوقة ليس بالفكرة فحسب بل أنت تطمئنهم من جهة عواقب تصرفهم أيضاً وصدقني من لديهن الإستعداد هن كثيرات وإن كنت لاتصدقني أذكرك بما جرى بعد نشر حادثة الفتاة التي قتلت أبوها بالمطرقة وهو نائم بحجة أنه يعرضها للبغاء مع أصدقاءه في صورة قصة مؤثرة تتعاطف مع الفتاة بقلم الصحفي عبد الوهاب مطاوع إذ وفجأة وقعت ثلاث حوادث مماثلة بالكربون وبنفس الطريقة خلال شهرين فقط وقبلها مسلسل قتل الأزواج والتمثيل بجثثهم ووضعها في أكياس نايلون بشكل كربوني وكأنهن ينفذن هذه الجرائم طبقاً لكتالوج فهل الهدف من مقالك هو الفضح أم التشجيع؟

اخر الافلام

.. الهيئة القبطية الإنجيلية تنظم قافلة طبية لفحص واكتشاف أمراض


.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم




.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟


.. لماذا يرفض اليهود الحريديم الخدمة العسكرية؟




.. 154-An-Nisa