الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعو البشر ليوم يكون فيه الله خير محاسب .. يامن تتحدثون عن الله

فرهاد عزيز

2010 / 4 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كيف لي ان لا اكتب وانا اقرأ خبرا يقول بمنع اقامة مهرجان في البصرة ـ وذلك استجابة لضغوط من جهات حكومية متشددة في مدينة البصرة ، ما حال ذلك دون تقديم 16 فرقة موسيقية تمثل 12 محافظة عراقية فعالياتهاالفنية والموسيقية ، التي تدربت عليها لعدة اشهر ضمن خطة سنوية اعدتها وزارة الشباب والرياضة لهذا الغرض لقد جاء قرار الالغاء نتيجة ضغوط مارستها جهات متشددة في مجلس محافظة البصرة، تجد في اقامة المهرجان تعارضا مع القيم الاسلامية .. الخبر فيه اراء فنانين وموسيقيين .

يرجعني الى الماضي عند لقائي بمتشدد من الذين امنوا بانصار الاسلام ومنتحريهم في حينها ، وكنت يومها سالته ، ماذا عن الموسيقى ، التلفزيون ، عن الصور ، عن الضحكة... الخ من الممنوعات؟
واندهشت لاجوبته آنذاك ، وسألته ان كان يتصور مدينة السليمانية بدون ضحكات البشروبدون ثقافة الا ثقافة الحنديريين الذين يجدون في ممنوعاتهم ، مرضاة الله ، او فلنقل تطبيقا لشريعة الله ... كما كانت امارة طالبان افغانستان تحاول تطبيق فهمها لشريعة الله ورسوله ص ، ام الذين استغلوا الفلتان الامني بعد السقوط مباشرة ليطبقوا شريعتهم بحرق محلات المشروبات ، الكازينوهات ، صالونات الحلاقة ، محلات بيع اشرطة الموسيقى ، ومنعو طلبة الجامعات من القيام بالسفرات المشتركة ويجدون في فهمهم الضيق لمعالجة الظواهر الاجتماعية ، وتحريم وضع الطماطة الى جانب الخيار والباس العنزة لباس الحشمة لتغطية عورتها، وهم بذلك يفكرون كما تفكر مجموعات الامر بالمعرف والنهي عن المنكر في السعودية ، وكما كان تفكر مجموعات البعث بتكوينها شرطة الأداب في بداية السبعينات . هل آن لنا جميعا من اجل ان نسلم العراق لمجموعات متطرفة حتى تقيم علينا الحد كما يفهمون . ان كان لا ، لم هذا الصمت ازاء هكذا انتهاك لحقوق الانسان باسم الدين ؟.

كل هؤلاء يلتقون حسب مايدعون في تطبيق شريعة الله وسنة رسوله ص ، رغم احترابهم ومسلسل الدماء التاريخي بينهم سواء كانوا متطرفين شيعة ام سنة ، والذي يحز في نفسي ان لاتناصر مجموعات المثقفين والكتاب المحاصرين هناك في الداخل العراقي ، وهم بالكاد يتنفسون ، فمن اعطى الفرمان الرباني والختم المقدس لمثل هذه السلطات كي تمارس صلاحيات حكومية باسم الدين ، هل حكومة العراق الان ضد الموسيقى وضد الثقافة ، هل وزارتي الثقافة والشباب والرياضة ضد سماع الموسيقى واقامة نشاطات فنيه ، هل تريد للفن والثقافة نسخة مطبوعة من اقبية فكرهم المنغلق على نفسه ، وبالتالي حكم قسري ضد حق الاخر في ممارسة حريته في التعبير عن ماينسجم مع تطلعاته هو ، لا بما ينسجم مع تطلعات السيد او الشيخ الامر الناهي باسم الله ، ارجعوا الى جوامعكم وحسينياتكم ومجالسكم الدينية ، ودعوا الدولة تمارس صلاحياتها كدولة للجميع ، لأن الوطن للجميع ، اما الدين لمعتنقيه من مسلمين ، مسيحيين ويهود ، هذا بالنسبة للديانات التوحية اما بالنسبة للاخريين فلهم ما لهم ، وليس لنا ان نأمر وننهي باسم الله وسنة رسوله ص، لأن الحساب في يوم الحساب ام يريد المزايدين علينا باسم المقدس تكفيرنا لاننا نعشق الموسيقى ، وتوبيخنا ونحن نحزن في عاشوراء لاستشهاد ابو الاحرار الامام الحسين عليه السلام ، ام لايريدوننا هناك في عاشوراء ، لاننا نستمع الى الموسيقى ونذهب الى المسارح ونتمتع بالجوانب الاخرى في الحياة .
اقمنا القيامة على الحكومة الدانماركية وشعبها رغم انهم ليسوا بمسلمين وان الحكومة تراعي في ذلك الدستور متكفلة حرية التعبير ، لانهم لم يحاسبوا ولم يعتقلوا او يحاكموا ولم يكفروا الفنان الذي اساء للنبي محمد ص ، رغم ان النبي محمد ص كان يتحمل الاساءة من جاره اليهودي ، بل ذهب لزيارته عندما كان مريضا .
ماذا لو منعت اكثرية مسيحية في مدينة عراقية القيام بممارسة روحية اسلامية ، او الاكثرية الايزدية في احدى مناطق الموصل بقيامهم بطقس يتقاطع مع الدين الاسلامي ، هل نقيم عليهم القتل باسم الشرع كما تقوم المجموعات الارهابية
هل انتم احرص من الرسول على دينه ؟، وهل انتم اعلم بالله وهو يقول كن للشي فيكون؟ ، لماذا هذا التطرف ، هل تريدون الانسان بمقاساتكم انتم ؟.
انهم بدأوا بالموسيقى وسينتهون بكم الافواه وقتل الفكر المغاير والانسان الاخر .

وكان بودي ان نبدأ حملة جمع التواقيع لادانة مثل هذه الممارسات التي تخالف الدستور العراقي ، كي نحافظ على الدستور وكي ندعم الفنانين ، والا سياتي دور اكاديمية الفنون الجملية ، والفرق الموسيقية ، كما يقول ـالكاتب والمخرج المسرحي عباس منعثر: ان مصادرة الحريات تبدأ بخطوة متواضعة تتبعها بعد ذلك خطوات اكبر لوأد الحياة، منوها الى ان الامر لا يتعلق بمنع اغنية او مهرجان موسيقي، وانما في الية تفكير المجموعة التي مارست الضغط لمنع مثل هكذا مهرجان.ـ
هذه اولى الخطوات من قبل هذه الجهات وستكون بالتاكيد هناك خطوات اخرى ، فلنقف جميعا بوجه مشوهي الاسلام السمح المرن المتفهم للانسان ، لانهم يريدون الاسلام متحجرا ، لشرعنة القتل والدمار ، ولنقل معا
الدين لله والوطن للجميع .

فرهاد فيلي
اواخر نيسان ـ كوبنهاجن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بل معظم البلاد العربية
جوهر الصاوي ( 2010 / 4 / 28 - 15:28 )
انا من مصر وللاسف بدأت الموجة عندنا وان كانت اقل حدة لكن سيدي الفاضل السبب الكبت ايوه الكبت بجميع صوره هو ما يجعل هؤلاء يعتنقون هذا الافكار المتطرفة النجدية ودائما ينصبون انفسهم على الاخرين سيدي الله بيعينك

اخر الافلام

.. الأردن في مرمى تهديدات إيران وحماس والإخوان | #التاسعة


.. د. جمال شقرة أستاذ التاريخ المعاصر والحديث:كانت هناك مقترحات




.. الأردن في مواجهة الخطر الإيراني الذي يهدد سيادته عبر-الإخوان


.. مخططات إيرانية لتهريب السلاح إلى تنظيم الإخوان في الأردن| #ا




.. 138-Al-Baqarah