الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر ، فصيل دراو 1984 وتعليقات الرفيق أبو حسين ، الحلقة السابعة

فائز الحيدر

2010 / 4 / 28
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر
الحلقة السابعة
فصيل دراو 1984 وتعليقات الرفيق أبو حسين

إعداد فائز الحيدر

طيلة فترة بقاءه في فصيل ( دراو ) أبى الرفيـق (أبو حسـين ) أن يحمل بندقيـة الكلاشنكوف وحمل عوضا" عنها بندقيـة ( البرنـو ) كأي مقاتل كردي مجـرب ، كان ( أبو حسـين ) سريع البديهية وله قابلية التعليق بشكل سريع ومضحك ، كان أذا لم تعجبه كلمة أو حديث من رفيــق يمسك نظارته ويسـحبها الى الأسفل ويتطلع ماطا" شفتيه ثم يصدر تعليقه الجميل المناسب . لم تكن تعليقاته جارحة يوما" بل العكس كانت مضحكة وتعود الرفــاق عليها ،

أطـلق على معظم الرفاق ألقاب وتعليقات على أوزان الكتب القديمــة ومستوحات من الحياة اليوميــة أو من طبيـعة الرفيق ، فالرفيقـة ( نوروز ) كانت تذهب يوميا" الى فصـيل ( الهورمان ) وتلتقي بالرفـيقات وتستمع الى أحاديثهـن ومشاكلهــن وتدردش معهن وعندما تعود ونحن جالسين حول المدفئة ليلا" تبدا" الرفيقة ( نوروز ) بنقل كل ما يدور عند الرفاق الهورمان وتعودنا على ذلك فأطلق عليها الرفيق أبو حسين تعليقا" ( أخبار الهورمان في أسفار الرفيقة نوروز خان ) ، وبحكم علاقتي بالطبابة والأدوية أطلق عليّ ( ألتهاب القولون تجده لدى الرفيق أبو التون ) بالرغم من أنى لم أشكوا أنذاك من أي ألتهاب ولا أعرف كيف جاء القولون بخاطره . الرفيق ( سـعيد عرب ) كان أكثر المشاكسين للرفيقات وخاصة نوروز وليلى ، كان يجمع الأحجار الصغيرة ويهيئ الجو ليلا" بأن ثعبانا" موجود في سقف القاعة ويرمي خلسة تلك الأحجار علي السقف فتحدث أصوات من حركة الأوراق والأغصان الجافة ويردد بأن الثعبان بدأ يتحرك ويجب قتله في اليوم الثاني وتصدق الرفيقة ( ليلى ) فاتحة الضوء بعد كل رمية حجر ، أتذكر كم تألمت الرفيقة ( نوروز ) عندما سرق الرفيق ( سعيد عرب ) صورة فوتغرافية تعتز بها والتي يقف فيها الشهيدان ( ماجد وأخيها آزاد) وقفة حداد بمناسبة يوم الشهيد الشيوعي ، كان سعيد عرب يشاركنا الحديث في موضوع نقاش معين ويأخذنا الى موضوع آخر لا علاقة له بموضوعنا وعندما نقول له هذا ليس موضوع النقاش يجيبنا أنكم لا تفهمون قصدي الان وستفهمونه بعد أشهر فيداعبه الرفيق أبو حسين ( الأثر البعيد في تعليقات سعيد ) .
قدم الآمر العسكري الرفيق ( هه زار ) أمسية عسكرية حضرها الآمر العسكري للقاعدة آنذاك الرفيق ملازم ( قصي ) وكان المفروض أن تغطي الأمسية أخبار المنطقة وعلاقتنا بالقرويين والركائز ولكن المحاضرة تحولت الى طرق الأنسحاب وأفضل مكان له ، فعلق الرفيق أبو حسين ( أسهل طرق الفرار لدى الرفيق هه زار ) .

النصـير ( بستون ) من عائلـة شيـوعيـة من كـركوك وهو من أقرباء الرفيق (هه زار) ألتحق بأنصارنا وكان صغيرالعمر وقليل التجربة ويدردم كثيرا" ويردد دائماً بأن بقائنا هنا ليس له فائدة ويجب أن نهاجم الربايا وتعودنا على هذاالحديث كل يوم ، يذهب بستون يوميا" لبقالة أحد القرويين القريبة من المقر لشراء السكائر ويستمتع النظر بأبنته الجميلة ( شكرية ) حتى وأن كانت لديه سكائر فكانت العلب كثيرة يخفيها تحت وسادته وذات ليلة وعندما بدأ يردد ضرب الربية كالعادة تحفز الرفيق أبو حسين وعلق (بستون يضرب الربية تحت شعار لبيك يا شكرية ) .
جاء في النشرة الحائطية التي يصدرها الفصيل فقرة أمنيات الرفاق في العام الجـديـد وكانت أمنيـة الرفيق ( أبو محمد روماني ) وأطلق عليه هذا الأسم لدراستـه في رومانيا وللتفريق بينه وبين الرفيق ( أبو محمد يماني ) الذي عمل في اليمن ، كانت أمنيته سقوط الطاغية صدام ونظامه وينزل الأنصار الى الداخل بملابسهم حاملين أسلحتهم وسط هلاهل الامهات فعلق الرفيق أبو حسـين ( مثل أكل التين والرمانـي أمنية أبو محمد روماني )
كان الرفيق ( خالد عرب ) أكثر الرفاق أجادة في تحطيب الخشب وكان يساعد الرفاق وخاصة عندما يريد تفريغ همومه وعصبيته فكان يحطب ويدردم فيعلق الرفيق أبوحسـين ( فن تكسير الحطب لدى الرفيق خالد عرب ) .

كان الرفيـق ( آزاد ) نحيفـا" للغايـة ودودا" وبشوشا" فعلق عليه أبو حسيــن كالعادة ( قلة الزاد لدى الرفيق آزاد ) .
والرفيقة ( ليلى ) الرفيقة الهادئة وذات الصوت الناعم لم تنجوا من تعليقاته فقال ( أنعدام الحيل لدى الرفيقة أم الليل ) ، أما الرفيق ( أبو محمد يماني ) فكان يعيش في وضع خاص وفي البداية لم يتآلف مع الرفاق وكثير الشكوى وحتى من أبسط الأمور فعلق الرفيق أبو حسين ( مرض الطفولة اليساري لدى الرفيق أبو محمد يماني
الرفيق أبو حمدان كان يشكوا من ألتهاب مزمن في الكلية وكانت البرودة والحركة الزائدة تهيج آلامه والتي أسكنها له بأبرة البسكوبان فيعلق أبو حسين ( أبرة البسكوبان تهدأ كلية الرفيق أبو حمدان ) .
الرفيقة ( عائدة ) كانت تزعج بعض الرفاق في تعليقاتها الكثيرة وتتدخل في أمور كثيرة وكان أبو حسين يخاف من لسانها فعندما تقترب يقول ( آداب المائدة تجدها عند الرفيقة عائدة ) وعندما تبتعد يقول ( كل التعليات الزائدة تجدها عند الرفيقة عائدة ) .
في أحد الأيام ونحن نتناول الغداء سمعنا خبر وفاة الرفيق ( أندربوف ) سكرتير الحزب الشيوعي السوفيتي آنذاك فعلق أبو حسين على الرفيقة ( هيفاء ) ( بعد وفاة أندربوف البركة بالرفيقة أم الهوف ) .

الرفيق ( سامان ) رغم لطافته كان جديا" في الكثير من الامور فخلقت هذه الجدية وأمور أخرى بعض الحساسيات مع الرفاق وزادت الشكاوي ضده فعلق أبو حسين ( شكل الثعبان تراه عند الرفيق سامان ) . ويقصد العقوبات الحزبية التي أتخذت بحق عدد من الرفاق .
أصبح بعد ذلك الرفيق ( أبو حازم ) مستشارا" سياسيا" خلفا" للرفيق سامان وكانت غرفته لا تبعد سوى أمتار عن الفصيل فعندما يصل البريد الحزبي من القاعدة يأخذه الى غرفته ويأتي ألينا لينقل الأخبار وربما العقوبات أو التحرك لمفرزة قادمة فعندما نشاهد الرفيق أبو حازم قادم ألينا يعلق أبو حسين ( الخطر القادم في خطوات الرفيق أبو حازم ) .

وعندما أنتقـل الرفيق أبو حسين الى بهدينان قلنا له لماذا لا تعلق على نفسك فقال ( فقدان الشاي الزين بغياب أبو حسين ) ، لقد كان أبو حسين أكثر الرفاق حبا" لشرب الشاي وكان يردد قول الشاعر الشاي خمرة الثوار .

يتبع في الحلقة الثامنة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ