الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين عندما يعتدي على الوطن

عهد صوفان

2010 / 4 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الوطن شيء والدين شيء آخر.الوطن مكان ووجود يحتضن البشر, يأويهم ويحنو عليهم كأبناء له يطعمهم من خيرات أرضه ويسقيهم ماءه. يجمع أفراحهم ويزرع فيهم الذكريات والأحلام , ويسجّل لحظات حياتهم في ذاكرته لأنهم صاروا جزءاً من ترابه وأشجاره وسمائه..
أما الدين فهو اعتقادٌ, هو فكرٌ, نقبله اليوم وقد نرفضه غداً.. هو شيءٌ آخر يجمع أبناء الاعتقاد الواحد فقط. أما الوطن فهو الجامع لكل أبنائه في كلّ معتقداتهم. هو الأوسع والأشمل.. ولا يجوز أن نقارن بين الإثنين. فكيف إذا اعتدى أحدهما على الآخر؟. الدين عندنا اعتدى على الوطن وجعله جزءاً منه. فصار الوطن رهينة بيد رجل الدين وبيد المقدّس القادم من السماء...صار اسم الوطن مستمدّ من الدين, وكينونة الوطن هي من كينونة الدين. وأصبح الدين هو الكلّ والوطن هو الجزء..
ماذا يمنع أن يكون الوطن حاضناً للجميع بكل اعتقاداتهم ومذاهبهم وبعدالة ومساواة بعيداً عن العدد واللون والنسب؟؟ ولماذا يفرض الدين على الوطن التشريع والقوانين والعادات والسلوكيات – يفرض اللباس – وطريقة الزواج – وطريقة الكلام ووو..
الدين الإسلامي عندنا احتلّ مساحة الوطن كلّها وسمى الوطن باسمه وسمّانا نحن البشر باسمه وفرض على الجميع أن يقبل به الحاكم الأوحد والآمر الأول, فما يقرره رجاله مطاع لأنه منزل من السماء. ضاعت هوية الإنسان عندنا لأن الدين احتلّ عقل الإنسان وصار الموجّه والآمر. وليس للإنسان رأي أو قرار, بل ينفّذ ما أمر به...
وهنا يصبح الوطن رهينة لقرار رجل الله, وتصبح حروب رجل الدين هي حروب الوطن, وغزواته هي غزوات الوطن, يقتل باسم الوطن. يأخذ الوطن إلى أين يشاء و حيثما يشاء, فتضيع هوية الوطن وتندثر تحت رايات الصراعات الدينية وما تجلبه من مصائب وويلات وحرق وتدمير وخراب..
يتحول الوطن إلى أسير وجريح. لأنه عندما تسقط ثقافة المحبة والأخوّة بين أبنائه, تسود ثقافة الاحتلال والاستباحة ويتحول الوطن إلى أرض معركة, المنتصر فيها يفرض ثقافته ورأيه ويتصلّت باسم القوة وباسم المقدّس الذي يعتقد به, والذي باسمه يأمر والآخر يطيع...
واليوم كما في السابق جيوش الله تصول وتجول باحثة عن انتصار ترضي به الله المتشوّق للنصر المبين, والذي صار مالكا لمؤسسة عسكرية كبيرة, فيها الجيوش الكبيرة التي تملكها الدول, و جيوش المذاهب الدينية, كجيش حزب الله الذي يقاتل الاستكبار العالمي, وجيش القاعدة الذي يقاتل الطغاة, وجيش المهدي الذي يقاتل الاحتلال, وجيش حماس الذي يقاتل الصهيونية, وجيش الجهاد وجيش التكفير والهجرة وجيش الرسول وو... وقاعدة اليمن وقاعدة السعودية وقاعدة المغرب وو.. وخلايا هنا وخلايا هناك. تدرّب المقاتلين وتعدّ الرجال لحروب العصابات وقتال المدن والشوارع والحروب الليلية والنهارية. الحروب الخاطفة والتفجيرات الانتحارية . آلاف الجيوش في بلادنا تستعدّ للقتال , تنتشر في كل مكان. وصلت الى كل الدول بأسماء أحزاب دينية وخلايا يقال عنها نائمة تستيقظ في الوقت المناسب وبأمر من الله لتفجّر نفقاً أو طائرة أو حافلة, أو تستهدف السياح أو الجسور أو أي مكان يلهمهم الله أن يفجروه, لأن الله كتب وقدّر وحدد. وما عليهم سوى التنفيذ بما أمروا به..
الله الذي أقام هذه المؤسسة العسكرية الكبيرة أقام أيضاً مؤسسة مدنية دينية تملك الاعلام والتعليم تساعد في نشر العقيدة والتمسك بها عن طريق جيش من العلماء ورجال الدين الساعين لأسلمة كلّ القوانين والتشريعات وفرض آرائهم على الجميع..
إنها فعلاً مؤسسة كبيرة يقودها الله. حيث صارالله حاكماً فعلياً وقائداً عسكرياً وليس إلهاً لجميع البشر. والدين لم يعد فكراً وثقافةً وأخلاقاً. لم يعد علاقة روحية مع الله بل علاقة مقاتلين مع قائدهم..
والضحايا هم الأقلّ عدداً, هم المسالمون الذين يتعرضون للتمييز والعذاب, فيبدأ مسلسل التهجير والنزوح عن الوطن, ومعها تبدأ مسيرة العذاب لمن ولدوا وتربوا وعاشوا في وطنهم, يرحلون عنه طلباً للأمان وللقمة العيش. لأن وطنهم مستباح من رجال الله الذين لم يدركوا أن الوطن هو بيت لجميع أبنائه. هو منهم وهم منه. حدود الوطن تنتهي عندما يفقد الوطن معناه ودوره.. فيتحول لمجرّد مكان, لمساحةٍ من تراب. فتموت الذكريات ويموت الإنتماء...
ويكبر الألم في النفوس, ويكبر الحقد والكراهية التي تحوّل الحياة إلى مأساة تكبر يوماً بعد يوم,لتكون حاجزاً أمام تقدّم وازدهار الوطن.لأنه أصبح مسرحاً لمعركة وليس مكاناً للحبّ والتعاون..
هكذا تصبح الحياة عندما يتحول الدين إلى سيف مسلّط, وجيشٍ غازٍ,ورجالٍ وعضلات, وأوامر منزلة لا نقاش فيها ولا رأي. فهي ثوابت مقدسة ومطلقة...
هذا الكلام ليس افتراء أو تحليل, بل حقيقة وقصص من الواقع, لا من الخيال. قصص محفورة في وجدان المهاجرين من أوطاننا الذين غصّت بهم شوارع وأرصفة العالم وهم يحملون ذكريات العذابات والإضطهاد. تم اقتلاعهم من أوطانهم ومن جزورهم لأن جيوش الله رفعت راية الدين الجديد الذي نسخ كلّ الأديان السابقة. واعتبر المخالفين أهل ذمّة وكفّار..

بُعثت بالسيف بين يدي الساعة...
وجُعل رزقي في ظل رمحي...
أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا عصموا منّي دماءهم وأموالهم.
قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ .

هاجروا بالملايين خوفاً على حياتهم وحياة أطفالهم, وهروباً من السيوف المسلطة فوق أعناقهم ومن التمييز ضدهم. هاجروا وكلّ واحد يحمل آلامه وجراحه, مشرّداً وتائهاً في هذا الكون, لا أحد يسمع شكواه وأنينه وإن تكلّم اليوم اتهموه بالعمالة والخيانة. طُردوا وعليهم أن يقبلوا الوضع الجديد. بعضهم حاول نسيان الماضي ونسيان الوطن, لكن الذكريات لا تنته إلا بالموت, وآخرون تمسكوا بالوطن في صدورهم وعقولهم وهم ينظرون من بعيد بحسرة وألم ودموع, لأن الوطن صريع ومقتول والقاتل هو إنسان يتكلّم باسم الله ويتوكل على الله ويقتل باسم الله.
سادت سلطته أرجاء الوطن وامتدت خارجه أيضاً. زرع الرعب في العالم, وهدد وتوعد بموت آخر وقتل آخر.. وقال بأنه سيرفع رايته فوق كلّ الأرض, هكذا هدد والمسألة فقط مسألة وقت. هكذا قدّموا لنا الله............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل بسيط
الكاشف ( 2010 / 4 / 28 - 21:48 )
ان تقوم منظمات بتكوين خلايا صغيرة مهمتها البحث والتخلص من الشراذمة التي تدعوا وتحرض للقتال او الجهاد على نفس اساليبهم ليعتبر الاخرين ممن يدعمونهم وبذلك ستجدهم يختفون من الساحة لانهم سيعرفون ان رد الفعل ستكون معكوسة عليهم ذاتيا وبعد ذلك قل لي الكم الذي سيبقى منهم وابتداً بالقرضاوي ومتخلفي الوهابية بالسعودية


2 - الدين عندما يستدعى همجيتنا القديمة .
سامى لبيب ( 2010 / 4 / 28 - 23:13 )
مقال جميل عزيزى عهد بالرغم من إيجازه الشديد ..فالكلمات تحمل المعنى والمغزى بوضوح .

بإعتقادى أن تصعيد الدين على الوطن هو تصعيد لعنف قديم رابض تحت جلودنا .
الإنسان يحمل طاقة عنف ووجشية منذ تواجده فى الحياة لتنجح الحضارة فى تقليل منسوب العنف إلى أقل معدلاته .
تنشأ أفكار كالنازية مثلا فى تصعيد العنف..كما تمدنا النصوص الدينية القديمة بحمولة هائلة من العنف والوحشية .
يكون إستحضار النصوص القديمة وإحاطتها بالمقدس هى رغبة فى تفعيل العنف تحت مظلة المقدس ليتم بدم بارد وضمير مستريح .
بالضرورة سيكون الدين هنا فى حالة خصومة مع الوطن ككيان إنسانى جامع وشامل .

خالص مودتى ..وفى إنتظار المزيد .


3 - لماذا يحقنونا بالبـُغض والكراهية
حورس ( 2010 / 4 / 29 - 00:05 )
لو إهتم أدعياء الدين ولو بمقدار واحد على مليون من حملتهم لتحجيب المرأة
من أجل أن يدعوا الناس للأمانة فى العمل ...وعدم الرشوى ...والحرص على نظافة بلدهم ...والتعاون بين الناس دون تفرقة من أجل إصلاح وتقدم بلادهم ...لكان ذاك أجدى وأنفع وأرضى للـه، ولتغيرت أوضاعنا لما هو أفضل . . . . بدلاً من الإحتقان الموجود حالياً بين الناس، والتفرقة التى ذرعوها فى الصغير قبل الكبير، والمعاناة فى كل مناحى الحياة ، ناهيك عن التخلف الذى حقنونا به وصار يسرى فى مابقى لنا من دماء. وأضيف شىءهام نجح هؤلاء فى ذرعه أيضا ً فى عقول الغالبية وهو أن غيرنا هو المسئول عما نحن فيه بسبب كرهه لنا وغيرته منا ؟؟؟


4 - الوطن هو الاصل
محمد البدري ( 2010 / 4 / 29 - 05:43 )
لقد خدعنا كل من ادعي انه رسول أو نبي أو صاحب دين ودعوة . فالاسلام الوارث لليهودية جعل الدين وطنا مثلما صادرت اليهودية الارض لصالح الدين. كلاهما عقيدة مخربة للاوطان لهذا يتمسك بها كل المخربون علي مدي التاريخ. شكرا وتحية لك ولقلمك النزيه


5 - رد 1
عهد صوفان ( 2010 / 4 / 29 - 14:19 )
إلى الأخ الكاشف: لا اعتقد ان الحل الذي طرحته كاف لأن المشكلة عميقة جدا واصبحت جزءا من تفكير وعقلية غالبية المسلمين المؤمنين بأن الاسلام دين ودولة وشريعته السماوية صالحة لكل أوان وهم تحت تأثير هذا الفكر المخدر اتمنى ان يتحرر الجميع من قيود الماضي حتى ننطلق للمستقبل وشكرا لك صديقا عزيزا


6 - رد 2
عهد صوفان ( 2010 / 4 / 29 - 14:31 )
إلى الأخ سامي شكرا لك على مرورك الطيب وتعليقك المعبر واعتزر عن اقتضاب الموضوع خوفا من ان يشتط القلم وادخل في متاهة لا استطيع حاليا تحملها المهم احاول ان اوصل الفكرة ضمن المتاح وان كنت اعاني اثناء كتابتي لأن الكتابة ان تسترسل مع نفسك في عالم آخر مبدع وبما ان الاديان كيانات مؤسسية فهي حتما ستسعى للتسلط على الوطن والأخط ان يكون دين معين هو مشروع وطن فعندها تحدث الكارثة وهذا ما نراه في بلادنا تحياتي لك


7 - رد 32
عهد صوفان ( 2010 / 4 / 29 - 14:36 )
إلى الأخ حورس تحياتي لك ايها العزيز هم ان يستطيعوا ان يجهوا اهتمامهم الى حل مشاكل الحياة لأنهم هم المشكلة فمن يعتقد ان الدين والوطن شيء واحد سيكون عاجزا عن فهم معنى الوطن الجامع لكل ابنائه وبكل معتقداتهم


8 - رد 4
عهد صوفان ( 2010 / 4 / 29 - 14:42 )
الأخ محمد البدري تحية لك ولتعليقك الرائع ما قلته صحيح والأسوأ انهم احتلوا الوطن باسم الدين فهم فرقة مقاتلة ادعت الدين وارتبطت بالمقدس لتأمين أقوى غطاء لها اثناء انشائها الدولة الاسلامية العسكرية وهذا ما حصل وما تم شكرا


9 - صباح الخير
مرثا ( 2010 / 4 / 30 - 08:51 )
الفاضل عهد سلام لك ونعمة : العرب جميعا يعانون مما تفضلت وذكرته في مقالك الذي لايمكن ان يقاس بطوله ولكن بحقيقة ومصداقية كلماته ، ومن فضلك اقبل مني تساؤلي :انت تتحدث عن الدين ، وفي كل المقال تتحدث عن مايسببه الإسلام من ارهاب لحياة الشعوب وسلب لحرياتهم وحقوقهم ولعلى فهمت صوابا انه ليس المقصود الأديان عامة (علما بأنى ارفض تسمية الههم بألله )
ولعلك والأحباء المعلقين قرأتم مايحدث لنا بسبب تحكم الدين الإسلامي في الدولة ، اليوم بدأ في مصر التوقيت الصيفي وهذا قد تعودنا عليه، تتغير الساعة مرة في بداية الصيف ومرة في بداية الشتاء ولكن مايذهل هو انه بداية من الأعوام القادمة سيتم تغيير الساعة 4 مرات في السنة (اربع مرات ) بسبب رمضان علما بأن تغيير الساعة من وقت لآخر يؤدي الى حدوث خلل في الساعة البيولوجية مما يساعد على زيادة احتمالات الإصابة بالأزمات القلبية ، وهذا ماقاله د.جمال شعبان رئيس وحدة الحالات الحرجة بمعهد القلب القومي ،
التغيير الأول في بداية الصيف والثاني في بداية رمضان فيكون توقيت شتوي حتى لو كنا ف شهر يوليو
والثالث بعد رمضان فنعود للصيفي ثم الرابع في اكتوبر للتوقيت الشتوي
احترامي لك


10 - بئساً لهم ولإلههم
مايسترو ( 2010 / 4 / 30 - 09:08 )
نعم بئس لهكذا إله إذا ما كان مريديه لا يفقهون سوى القتل، وإذا كان رسول هذا اإله قد بعث بالسيف وأن رزقه بين رمحه، لقد صدقت يا أستاذ عهد في كل كلمة ذكرتها اليوم، ولا حول ولا قوة إلا بالعقل.


11 - الأخت مرثا
عهد صوفان ( 2010 / 4 / 30 - 10:48 )
تحية لك ولتعليقك الذي اعتبره يغني الموضوع ويضيف عليه اما بالنسبة لتساؤلك فأقول لك انني قرأت الأديان بعقل الناقد المحب وتوصلت الى رأي شخصي قد لا يوافقني عليه البعض وهو: ان الدين الذي يفرض تعاليمه على الناس وبالقوة ويأمر بالقتل باسم الخالق ليس دين بل ويجب محاربة فكره لأنه لا يجلب سوى الدمار والخراب اما الدين الذي لايفرض تعاليمه علي ولا يجبرني على اعتناقه. فقط يقدم لي النصيحة والقيم التي يعتقد انها على صواب فلا اعترض عليه لأنه فكر وثقافة وما دام يدعو للمحبة والسلام والتسامح فانا مع كل قيمة اخلاقية تساعد المجتمع واتقبلها أيا كان مصدرها وفي هذا الخصوص اعتبر ان المسيح متفردا ومتميزا عن الجميع وان كان لي ملاحظات حول عملية الخلق والفداء والسماح بانتشار الشر من قبل الخالق وانا احب الجميع وادعوا للجميع بالتوفيق والنجاح وشكرا لك صديقة عزيزة


12 - الأخ مايستروا
عهد صوفان ( 2010 / 4 / 30 - 10:58 )
شكرا لك أيها العزيز على مرورك الجميل واتمنى ان تبدأ عقول الجميع بالعمل بدلا من الخنوع للماضي وسيفه السلط على الأعناق نعم الاسلام هو دولة هو جيش ومقاتلين ويجب ان تقال الحقيقة ويفضح تاريخه الآثم المملوء بالدماء ـ تحياتي

اخر الافلام

.. اغتيال ضابط بالحرس الثوري في قلب إيران لعلاقته بهجوم المركز


.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية




.. الخلود بين الدين والعلم


.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل




.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي