الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر ، الأنتقال الى فصيل سبيكا ، الحلقة التاسعة

فائز الحيدر

2010 / 4 / 30
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كان للرفيق الفقيد ( أبو سـلمى ) هــواية جميلة فــهو يختلي بزاوية القاعة ويتسـلى بعمل ( السبح ) من حبة الخضرة حيث كانت المنطقة مليئة بأشجار ( حبة الخضرة ) ، كان يجمع الكثيــر منها وينزع قشــرتها الخضراء وبصبر وتأني يثقب الحبات الواحدة تلو الأخرى ويدخلهــا في خيط لتكـون المسبحـة جاهزة ويهـديها الى الرفاق وحتى في قواطع آخرى وأحلى سبحة عملها للرفيق أبو ماهـر .
لقد آلمني الفقدان المبكر لهذا الرفيق العزيز في أمريكا تاركا" زوجة وطفلـة ، لم يكـن أبـو سـلمى يعرف أني أعرف عائلتـه جيدا" وعن قرب ، لقد كانت علاقتي مع أخيـه علاقة صداقـة وديـة أستمرت سنوات عديـدة أثناء الدراسـة في مدرسة واحدة وما بعدها وكنت أحتفظ بالكثير من الذكريات والأحاديث عن والديه وأخوانه الذين درسوا في الخارج . وفي أحـد الأيام عندما كنـا سوية في نوبــة الحراسة على سلاح الدوشـكا فاجئته بالحديث عن عائلته وعن ذكريات طفولته فوقف مندهشا" وكأنه في حلم ليسألني ( منو أنت ؟ ) كم فرح عندما عــدت به الى ذكريات عـزيـزة لديه عنـد ذكر والده وأخوانه ولكونه كان حساسا" رقيقا" كان يبكي عندما أذكره بوالده أو بوالدته ، لقد فرح كثيرا" عندما قدم أخيه الى كردسـتان للمشاركة في مؤتمر الحزب وقد جلب له حذاء شتوي هدية له ..
كان يحدثني عن دراسته الجامعية / كلية الزراعة وكيف خدمه الحظ أثناء أداءه الخدمة العسكرية فقد أعجب آمره العسكري بمهارته الزراعية وطلب منه الأهتمام بحديقة منزله فكان أبو سلمى يذهب يوميا" الى دار آمره العسكري يزرع أقلام الورد ويعتني بالأشجار ويسقيها بعيدا" عن الواجبات العسكرية ، كانت أمنيته أكمال دراسته في هنكاريا بالقرب من أخيه ولكنه فضل المجئ الى كردستان ملبيا" نداء الحزب .... بعد سنوات وفي أمريكـا غادرنا الحبيب أبو سلمـى فتألمت كثيرا" عندما قرأت نبأ وفاته في مجلة رسالة العراق ورجعت بيّ الذكريات الى تلك الأيام .

قامت اللجنــة الثقافيـة بأحيـاء عـدة فعاليـات ثقافية وأصدرت مجلة دورية ساهم عـدد من الرفــاق في كتابــة مواضيعها الثقافـة والســياسية والطبيـة كما نظــم فصيلنا دورة للعـب الشطرنج وكان بطلها الرفيق ( أبوزينب ) كالعادة ، كما قامت اللجنة عدة أمسيات ثقافية وساهمت بدوري بمحاضرة طبية حول دور العامل النفسي في أرتفاع ضغط الدم وكذلك أمســية حـول تأريخ أتحاد الطلبـة العام وقد جمعـت مادتهـا من مصـادر حصلت عليها من الأعلام وذكريات وأحاديث من رفاق ساهموا في الأحداث وخاصة أخي ( أبو سـوزان ) الذي عايش ظروف الأتحاد وعمل في قيادته لسنوات طويلة منذ أنتخابات عام / 1967 وحتى السـبعينات وقد أعجـب الرفيـق أبو ماهـر بهـا وأضاف أليهــا بعض الأسمــاء والتواريــخ وقدمت الأمسيــة في فصائل أخرى وكذلك ( فصيـل دراو ) عندما ذهبنا في زيـارة لهـم مع الرفيــق أبو ماهـر وزهيـر وقضينا ليلــة لطيفة هناك ألتقينا خلالها برفاقنا القدامى .

في حزيران من عام / 1985 قررنا الأنتقال الى سـبيكا وأبقاء حظيرة من عدد من الرفاق في الموقع السفلي . كانت منطقة سبيكا تقع على مرتفع يبعد خمسون دقيقة عن موقعنا السفلي ، منطقة ذات أشجار كثيفة خضراء يتواجد فيها عدة قاعات وسط العديد من أشجار الجوز المثمرة .
حال وصولنا الى الموقع الجديد بادرنا لبناء الكبرات لتحمينا من شدة الحر وأكملنا بناء عدة كبرات بسرعة للعوائل ولمكتب السرية وللرفاق الأخرين ، وتحت ظلال شجرة الجوزالكبيرة أقمنا المطبخ . وتحت وطأة الحر اللاهب صيفا" قام الرفاق بجهود كبيرة في نقل المواد التموينية من الأسفل وجلبها الى سـبيكا ، البطانيات ، صفائح البنزين ، المواد المتبقية من الأسلحة والعتاد ، المواد التموينة لتغطية حاجات الفوج بأكمله ، أضافة الى بقايا أنتاج المزرعة من الخضروات .
كان الرفاق يذهبون مرتين في اليوم بصحبة البغال ، وجبة في الصباح بعد تناول الفطور وأخرى بعد الظهر يعودون بعدها متعبين منهكين للغاية وملابسهم مبللة بالعرق وأستمرت عملية النقل أيام عديدة ، وحسب خطة الفوج العسكرية وتحسبا" للطوارئ أتخذ مقر سـريتنا أحد الأماكن لحفظ المواد التموينية لفترة الشتاء ولذلك كانت تصلنا عن طريق الكرونجية بغال محملة بأكياس العدس والرز والسكر والحبوب والطحين وبكميات كبيرة جدا" .
في تلك الأيام المتعبة لم يترك الرفاق فرصة للتسلية إلا وتمسكوا بها وخاصة مع شرب الشاي مساء" ، وواضب الرفاق على أعداد نشرة أخبارية تلقى بعد العشاء لمتابعة الوضع العسكري على جبهات المعارك والأخبار العربية والدولية . وقمت مع الرفيق ( أبو عقب ) بمسح طبي لجميع الرفاق ( قياس الضغط و ضربات القلب ) وغيرها وأقام أبو عقب دورة للرفيقات حول الأسعافات الأولية .

لم ينقطع أتصالنا بالقرويين فكان العديد منهم يزور مقرنا بعد أن يلبوا أحتياجاتنا التموينية وينقلون ألينا أخبار الجحوش وتحرك القوات الأيرانية وننقل بدورنا هذه المعلومات بأستمرار الى رفاقنا في مكتب الفوج ، وبنفس الوقت كنا نقدم لهم الخدمات الطبية ، وذهبت مرات عديدة الى القرى المحيطة بالمقر لتقديم المساعدة الطبية وأعطاء الأدوية الى المرضى ، في أحد الأيام جاءنا أحد القرويين متوسلا" ألينا بالذهاب الى قريته لعلاج أخيه الكبير الذي سقطت على ساقه شجرة كبيرة ولم يستطع المجئ الى المقر للعلاج . ذهبت في صباح اليوم التالي مع الرفيق ( أبو روزا ) وهو من الأخوة الأكراد الفيلية ومن سكنة بغداد ولا يفهم كثيرا" في لهجة أكراد المنطقة الى بيت القروي وفوجئنا بعدم وجود أحد في البيت ما عدا أمرأة طاعنة في السن وشخصا" صغيرا" كان جالسا" بالقرب منها ووجهه نحو الحائط فحسبناه أحد أطفالهم ، طال أنتظارنا وأراد أبو روزا أن يستفسر من المرأة عن الرجل المصاب ففهم منها بأنه ذهب لقطع الأشجار ، ودهشنا للأمر وتأثرنا حينها ... وأخذنا نتسائل ! كيف يوم أمس يخبرنا بأن أخيه مصاب في ساقه ولا يستطيع الحركة واليوم ذهب لقطع الأشجار ، كيف حدث هذا ؟ هل هناك شئ ما يدور حولنا ونجهله ! أنتظرنا فترة طويلة حتى جاء صاحب الدار الذي زارنا يوم أمس فبادره أبو روزا بالسؤال أين الرجل المريض ؟ فأشار الى الشخص الجالس بقربنا وأداره ألينا وأذا به رجل ذو ملامح منغولية عمره خمسة وعشرون سنة وطوله لا يتجاوز الأربعين سنتمترا" وأسمه صابر ، عالجت ساقه المصابة وطلبت من أخيه المجئ به يوميا" الى المقر لحقنه بالمضادات الحيوية .

كان صابر يأتي يوميا" مع أخيه لتلقي العلاج جالسا" جنب الرفيقات وهو يضحك متعجبا" وهو يشاهد الرفيقات وهّن يحملن السلاح ويقمن بالأعمال اليومية ، كانت الرفيقات ( أم روزا ونوروز ) يداعبونه برمي أحجار صغيرة عليه وكان يضحك من أعماق قلبه ويبادر بنفس الأسلوب بقذف الحصى عليهّن وبحركة بطيئة رتيبة كحركة الأفلام القديمة .
كما أسلفت لقد بذل الرفاق جهودا" أستثنائية في تلك الفترة ، وبدل أن يثمن الرفاق ويشكرون على جهودهم تلك نال العديد من الرفاق العقوبة الحزبية أو العسكرية ولأتفه الأسباب وكأن العقوبة الحزبية هي محاكمة للرفيق وليس أجراء تربوي حزبي ، ولأيصال صوت الرفاق الى قيادة الحزب حول هذه الأجراءات الضارة بالحزب كتبت في حينها رسالة الى الرفيق ( أبو عامل ) حول أسلوب العقوبات في سريتنا وعلى ضوء هذه الرسالة ساءت علاقتي مع أعضاء مكتب السرية وأدرك الرفاق في مكتب الفوج ذلك .

في أحد الأيام وفي أجتماع لمكتب السرية أقترح المستشار السياسي ( أبو سـميح ) توجيه عقوبة عسكرية ضدي أيده الآمر العسكري ( أبو دنيا ) وذلك لسببين الأول أدعى أبو سميح بأني تركت الموقع وذهبت الى الحظيرة دون أن أخبره بذلك ، وحقيقة الأمر كنت في مهمة لمتابعة عمل خلية حزبية ولم أخبره بذلك لكونه نائم في قيلولة الظهر ولم أود إيقاظه ، وأخبرت آمر الفصيل العسكري الرفيق ساطع بذلك أضافة لمعرفتي بأن أبو سـميح بكونه مستشار سياسي يعلم جيدا" بمواعيد الأجتماعات ، والسبب الثاني كوني طلبت من الرفيق سـاطع آمر الفصيل العسكري بأدراج رفاق مكتب السرية في الحراسات الليلية لتخفيف الضغط على الرفاق الذين أنهكهم العمل اليومي ، وفي ذلك الوقت وبتوصية من الرفيق أبو عامل كان رفاق مكتب السرية يعفوّن من الحراسات ولكن في تلك الظروف والواجبات والمهمات العديدة الملقات على الرفاق لابد أن تتغير بعض الأمور ولم يخطر ببالي الأساءة الى أحد ، وبدوري لم أوافق على مقترح العقوبة وقلت لهم بأنكم تريدون معاقبة كل الرفاق وبدون سبب وهذا يوثر على العمل الحزبي ومعنويات الرفاق في هذا الوقت الحرج بالذات .
أنتظرنا أياما" وجاء رد مكتب الفوج والذي أكد عدم موافقته على مقترح العقوبة ، ونظرا" لسوء العلاقة التي نشأت بعد ذلك تقرر أرسال رفيق مشرف لمتابعة ألأمر وكان هذا خبر سار للجميع .

جائنا الرفيق ( م . قصـي ) والذي وقف الى جانب وجهة نظري حول الحراسات وأمور أخرى ولكن مع الأسف بقيت علاقتي بأبو سـميح سيئة لفترة طويلة ، وحول العقوبة أتذكر حديث الرفيق كريم أحمد / أبو سـليم في أحدى الأمسيات في بشت آشان بأنه عندما يعاقب رفيق يخبرونه بالعقوبة بعد دقائق أما تثمين أي رفيق فيبلغ بعد عدة أشهر .
بعد أيام غادر القروي أبو شكرية داره الى قرية أخرى في عمق الأراضي العراقية خوفا" من تقدم القوات الأيرانية وكذلك غادر أهالي سـبندارة دورهم . يتألف دار أبو شكرية في سبيكا من قاعتين متجاورتين يفصل بينهما ممر صغير ، وعلى بعد أمتار كانت هناك زريبة للحيوانات مليئة بالفضلات تم تنظيفها على مدى عدة أيام وغلفت من الداخل بالنايلون وحولت الى مطبخ للفصيل وحول قسم منها الى مستودع لحفظ المواد التموينية للقاعدة ، ورتبت أحدى القاعات على شكل غرف عدة للعوائل ... أبو روزا وعائلته وسـامان وعائلته وبعد أنتقال العوائل الى بيربينان شغلها مكتب السرية وعائلة أبو دنيا .
كما شغل فصيل سـبندارة عدة بيوت تركها الأهالي ، قاعة للعوائل ( أبو حازم وشيرين ) و( أبو نضال وعائدة) وقاعتين للرفاق وقاعة كبيرة واسعة أصبحت دارا" للضيافة للرفاق القادمين من قواطع أخرى .

كان فصيل سـبيكا يتكون من خمسة وعشرين رفيقا" ومكتب الفصيل مكون من الرفاق ساطع / آمرعسكري وأبو عقب / مستشار سياسي وأبو روزا / أداريا" وبعد أن نقل الى بيربينان أصبح الرفيق آسـو أو كما كنا نلقبه ( راسـو ) بدلا" عنه . أما فصيل سبندارة فيتألف من ثلاثين رفيقا" ومكتب الفصيل من الرفاق أبو حازم / مستشار سياسي وهه زار / آمر عسكري وأبو هادي / أداريا" وبعد ذهابه مع مفرزة الى قاطع بهـدينان حل محله الرفيق أبو زينب .
تم تنظيم الفصيلين بشكل جيد أستعدادا" لأستقبال الرفاق مندوبي المؤتمر وطوال تلك الفترة كانت تصلنا المواد التموينية ومواد الأذاعة وكانت تجرد وترسل للفوج وحسب أحتياجه منها .

مع مرور الأيام بدأ الرفاق بالوصول الى منطقتنا وكنا نستلم رسائل من مكتب الفوج بعدد الرفاق القادمين والموعد المحدد لوصولهم ليتسنى لنا أعداد مفرزة لمرافقتهم وكان رفاق سـبيكا يرافقون الرفاق القادمين من الخارج عن طريق أيران بشكل سري ورفاق سـبندارة يرافقون رفاقنا من القواطع الأخرى . في أحد وصلت مفرزة ومن ضمنها الرفيق أبو عائد ( م . خضر ) ولم يدرج أسمه ضمن قائمة الرفاق حسب رسالة الفوج وبعد الأستفسار منهم طلبوا منا أخباره بالعودة الى لولان ولما أخبرناه بذلك أندهش كثيرا" وأصر على الذهاب الى الموقع ولكن تم منعه وعاد في أول مفرزة الى لولان .... هكذا كان الوضع دقيقا" وحساسا" للجميع .
هذه الحركة غير العادية من الرفاق القادمين كل يوم ووصول الحيوانات المحملة بالمواد المختلفة كانت ترصد من قبل ربايا النظام والجحوش الواقعة على مرتفعات مشرفة على مقراتنا ، في أيام أنعقاد المؤتمر أصابت مقراتنا في سـبيكا وأرموش عدة قذائف مدفعية وتطايرت الشظايا بالقرب منا وكان الغرض منها بالطبع لجس النبظ أولا" ولأبراز العضلات ثانيا" وكأنهم يخاطبوننا بأنهم يعرفون أن هناك شئ ما يحدث ونحن نتابعكم . في اليوم التالي جائنا أحد القرويين مستفسرا"عن مكان سقوط القذائف وربما حدث هذا بسبب الفضول الذي يلازم القرويين لمعرفة أي شئ يحدث في مناطقهم أو هو مرسل من قبل الجحوش نتيجة العلاقة القومية والعشائرية والترابط الأسري فيما بينهم رغم أن جميع القرى في المنطقة قد سجلت أحداثياتها لدى الجيش العراقي وليس غريبا" أن تسقط قذائف على بعد أمتار من مقراتنا .

في هذه الأيام المتعبة والقلقة وصلنا شاب تركي أسمه حسـين أدعى أنه هرب من حزب العمال التركي بحجة أنهم أرادوا قتله لأنه أراد الرجوع لقريته . تم أطلاع رفاقنا في مكتب الفوج فطلبوا منا أحتضانه ورعايته وفعلا" قدمنا له كل المساعدة من الملابس وحتى المرتب الشهري ، كان هادئا" وأحبنا كثيرا" ، يعمل بجد ونشاط كأي شاب قروي من الجبل ، كان يجمع الجوز ويوزعه على الرفاق ويحب القراءة كثيرا" وبنفس الوقت كان ممثلا" بارعا" فعندما يسمع بقدوم مفرزة من حزب العمال التركي بالقرب من مقرنا يرتجف من الخوف والهلع ويختبئ في القاعة وكنا نتصور بأنه صادق في معاناته . أمضى معنا قرابة الثلاثة شهور الى أن طلب منا مساعدته للذهاب لقريته في تركيا وتركنا فعلا" . والغريب في الأمر أن حسين الذي كان بين رفاقنا طيلة هذه الفترة كان في مهمة تتبع أخبار أحد قيادي حزب العمال التركي الذي تمرد على حزبه وهرب وأختفى عند رفاقنا وطلب من حزبنا مساعدته للذهاب الى سورية ، وقد علمت من الرفيق ( أبو حاتم ) بعد فترة بأن حسين مرسل من قبل مسوؤلتهم في المنطقة ( فاطمة ) والتي كلفته بهذه المهمة والذي أخبرها بأن الرجل المقصود غير موجود في قواعدنا ، بعد فترة شاهد رفاقنا حسين ضمن مفرزة لحزب العمال تتجول في منطقتنا . والسؤال هنا كيف سوف نتصرف لو أن حسين أمسك السلاح غفلة وصوبه الى رفاقنا في ذلك الوقت ؟ خاصة وتلك الفترة كانت فترة أنعقاد المؤتمر وكل الرفاق في قيادة الحزب بالقرب منه وأتذكر كيف كان الرفيق (عزيز محمد ) يمازحه ويقول كل الشباب متشابهون من حيث النشاط وسمات الوجه سواء كان من العراق أو من تركيا أو من أيران ومع الأسف كان الرفاق ينظرون الى مثل هذه الأمور ببساطة رغم خطورتها .

بالرغم من العمل اليومي المنهك والملقى على عاتق الرفاق والذي يأخذ معظم ساعات اليوم كان هناك وقتا" أيضا" للتشنجات وسوء الفهم ، فقد كان رفاق فصيل سـبيكا وسـبندارة يلقون العتب على رفاق مكتب السرية بكونهم يعطون الأولوية في المواد التموينية والأحتياجات الأخرى من أدوات ونايلون الى فصيل سـبيكا وهذا خلاف الواقع تماما" حيث كنا نركز ونعطي الأولوية جهد الأمكان الى فصيل سبندارة لوجود فصيل الضيافة هناك وهم يستقبلون أعدادا" كبيرة من الرفاق ويتصور البعض بأن المواد التموينية المتوفرة لدينا كثيرة ، وكنا نوضح لهم أن المواد المتوفرة لدينا هي للقاعدة وحسب خطة الطوارئ ولفترة الشتاء ولا يمكننا أن نتصرف بها بدون أخذ موافقة مكتب الفوج ، وهناك أشكالات حول توزيع السكائر الشحيحة أصلا" ووجود الرفاق الضيوف زاد من صرفياتها وكنا نناشد الرفاق في مكتب الفوج بمساعدتنا وأرسال كمية أضافية من السكائر الى فصيل سبندارة وتلافيا" لهذه الأشكالات شكلنا لجنة من أداري الفصيلين لمتابعة الأمور الأدارية وقمت بتوضيح كل الأمور التي يجهلها الرفاق .


يتبع في الحلقة العاشرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال


.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا




.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا