الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من اجل اجتثاث الاحزاب الطائفية

طريف سردست

2010 / 5 / 1
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



الاحزاب الطائفية من حيث الجوهر ليست فقط لايمكنها ان تكون ممثلة لوطن ولشعب وانما لبعض اطيافه فقط وانما ايضا مُجبرة بحكم طبيعتها ان تقوم بتجييش الفئة التي ترتكز عليها من اجل المحافظة على من يؤيدها منهم وتحفيز النفس الطائفي لاسقاط البقية منهم في مربع التأييد لها من حيث ان بقاءها وازدهارها قائم على الدوام على جوهر اللعب على وتر التمييز الطائفي وامتلاك الحق المطلق وتخطيئ الاخرين دينيا، ودفعهم الى مربع العداء، الامر الذي يعني خلق مواجهة دينية متوترة دائميا وتمزيق الوحدة الوطنية عاجلا ام آجلا.

والاحزاب الطائفية، كما نرى الامر في الواقع، تعمل على الاستيلاء على مفاصل الدولة لصالح فئة طائفية وليس لابناء الشعب بدون تمييز، وبالتالي تؤكد انها ليست ولايمكنها ان تكون ممثلة للجميع او قادرة على خلق تجانس وطني.

وآفاق الاحزاب الطائفية لاتقوم فقط على ضرب اسفين تنازعي وصدامي بين مختلف مكونات الشعب المذهبية والدينية، وانما ايضا تقوم بممارسة بعث سياسة التمييز على اساس الدين والمذهب الامر الذي يضرب اساس النظام المدني التعاقدي وحقوق المواطنة والدستور الذي يدعو للمساواة والعدالة والذي اقسمت على المحافظة عليه وحمايته.

وعلى الرغم من ان الاحزاب الطائفية لعبت على وتر الفساد للحصول على ثقة المواطن لانتخاب ممثليها الى السلطة، الا اننا نلاحظ انها استخدمت العديد من طرق الفساد للوصول الى الاصوات ورشوة المواطنين وتخريب الضمائر، بما فيه طرق النفاق الديني والتجارة بالاسلام (555)، وعند استلامها للسلطة لم تفوت اية فرصة لسرقة خزينة الدولة وبنوكها بما فيه السرقة المسلحة، وساهمت في زيادة نفوذ الدول المجاورة ورهن استقلال العراق لهم.

وعلى الرغم من ان الاحزاب الطائفية لازالت تبدي مرونة في التعامل مع الاخر (على الاغلب تحت تأثير الصراعات المسلحة وعدم السيطرة التامة على اجهزة الدولة ووسائل الاعلام)، غير ان سرعة ابتلاعها للمفاصل الرئيسية لاجهزة الدولة المدنية والامنية والعسكرية يبعث على الشك بنواياها. ونرى كيف ان في المناطق التي يتعمق فيها نفوذها تعطي المساحة واسعة لميليشياتها الشبه عسكرية للنمو وفرص وصايتها على المواطن والمدارس والحياة المدنية وابتزاز الشباب والمواطنين وانتهاك حرياتهم من اجل خلق الانسان المرعوب والخاضع، بما يذكر بأساليب صدام حسين في بداية عهده وتكتيكاته.

ان الخلاف الجوهري بين البعث الصدامي والاحزاب الطائفية هو ان الاول استخدم الايديولوجية القومية لقمع الانسان واستلابه، في حين يستخدم الاسلاميين الدين وتمثيل الله والوصاية الدينية وتزكية النفس وإدعاء السمو الاخلاقي ايديولوجية لفرض وصايتهم واعطائها الشرعية الالهية متجاوزين الشرعية المدنية، على إعتبار انها اكثر فعالية في إرعاب الانسان واخضاعه.

ليس غريبا ان الاحزاب الطائفية عارضت وتعارض اجتثاث فكر الابتزاز والتمييز والحض على الكراهية وانتهاك الحقوق على اساس الجنس والقومية والمذهب والدين وانما تكتفي بالحض على اجتثاث " حزب البعث" في اسمه وتكويناته السياسية ومنافسته لها في النفوذ، وليس كأيديولوجية إنتهاك او انها ضد مفاهيم الانتهاك التي برهن الواقع على انها تمثلها وتمارسها على اوسع نطاق، بما يجعلها من حيث الجوهر تتوافق مع انتهاكات حزب البعث.

ترفع الاحزاب الطائفية راية اجتثاث البعث (كفكر قومي) قانونيا على خلفية ادانته بالانتهاكات، في حين لانجد ان الاحزاب الطائفية مهتمة برفع راية اجتثاث (فكر ) الحركات الاصولية ( الشيعية والسنية على السواء) التي ترفع السلاح ضد الحكومة المنتخبة وتنتهك الحقوق القانونية للمواطن وترتكب جرائم إبادة جماعية، بل ونلاحظ تواطئ اجهزة الدولة مع بعض اطيافها. فمالذي يمنعها عن المطالبة بإجتثاث فكر التمييز والانتهاك على العموم، غير كون جوهرها لايختلف من حيث المبدأ عن جوهر فكر الانتهاك؟

فهل سيأتي اليوم الذي نستوعب فيه ضرورة اجتثاث الاحزاب الطائفية للتخلص من التخريب الروحي والمادي للحياة والدولة في العراق، وللمحافظة على الوحدة الوطنية ووحدة الوطن، قبل فوات الاوان؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب