الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


استذكارات من العرس الانتخابي

طارق الحارس

2010 / 5 / 2
المجتمع المدني


كنت مدعوا وزملائي فالح حسون الدراجي ، وحسام حسن ( أمريكا ) ، وماجد عزيزة ( كندا ) من قبل اللجنة المشرفة على انتخابات الاتحادات الرياضية والمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية العراقية التي جرت في العام 2009 .
هناك العديد من الانطباعات التي سجلتها في مفكرتي أثناء حضوري هذه الانتخابات ، لكن الانطباع المهم الذي أفرحني هو النزاهة الواضحة التي مضت بها فالمنافسة كانت على حدتها بين المرشحين ، لكن الجميع كان ينتظر بفارغ الصبر تفريغ صناديق الاقتراع لأنها كانت الفاصل الحقيقي بين المتنافسين .
الأمر نفسه شهده يوم الرابع من نيسان فقد كان التنافس على أشده بين الصديقين الدكتور طالب فيصل ، والكابتن رعد حمودي على منصب رئيس المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية بعد انسحاب السيد عصام الديوان . في يوم الانتخابات فاجأ السيد عصام الديوان الجميع بسحب ترشيحه ، من خلال كلمة ألقاها قبل بدء عملية الانتخابات وشرح فيها الأسباب التي دعته لاتخاذ هذا القرار وقد نال عليها ثناء وتصفيقا من جميع الحضور فقد جسد فيها هذا الرجل وطنيته واخلاصه للرياضة العراقية ، وكذلك كان الأمر نفسه على المناصب الأخرى ( نواب الرئيس ، والأمين العام ، والأمين المالي ) ، وعضوية المكتب التنفيذي .
حينما نتحدث عن نزاهة هذه الانتخابات لابد لنا من التأكيد على أن الحاضرين في القاعة التي جرت فيها الانتخابات لم يكونوا من أهل الرياضة العراقية حسب ، بل كان هناك أيضا شخصيات سياسية وبرلمانية عراقية ، فضلا على شخصيات دبلوماسية عربية وأجنبية ، وكذلك مراقبين من جهات رياضية دولية ، وقنوات تلفازية محلية ، وعربية ، وأجنبية وجميعهم أشادوا بالانتخابات ونزاهتها وشفافيتها .
لابد لي من الاشارة الى نقطة مهمة أخرى سجلتها في مفكرتي وهي التي تتعلق بمكان اقامة هذه الانتخابات ، إذ أن اقامة هذه الانتخابات في العاصمة الحبيبة بغداد كان ردا صريحا للمتذرعين بعدم امكانية اقامة انتخاباتهم في بغداد بحجة الوضع الأمني المتدهور ، فقد شهدت العاصمة بغداد عرسا ، بل أعراسا انتخابية نقلتها شاشات التلفاز على الهواء مباشرة أشادت بها جميع الجهات الرسمية والرياضية في مختلف دول العالم .
من القضايا المهمة التي سجلتها في مفكرتي أيضا الاجتماع التمهيدي الذي عقدته اللجنة المشرفة على الانتخابات لأعضاء الهيئة العامة للمكتب التنفيذي قبل يومين أو ثلاثة ، على ما أذكر ، ذلك الاجتماع الذي حددت فيه شروط الترشيح لعضوية المكتب التنفيذي والمناصب الأخرى ( الرئيس ، والنواب ، والأمين العام ، والأمين المالي ) .
لقد شهد هذا الاجتماع مناقشات حادة جدا حول الشروط التي حددتها اللجنة المشرفة على الانتخابات حسب قوانين ومواثيق اللجنة الأولمبية الدولية وأهمها امتحان اللغة ( الانكليزية أو الفرنسية ) لبعض المناصب المهمة .
لم تكن ملاحظتي التي سجلتها في مفكرتي تتعلق بالشروط ، بل بالروحية التي سادت هذا الاجتماع فقد كان صوت الرياضي عاليا ، لم يكن خائفا من طرح ما يريد سواء توافق ، أو لم يتوافق مع رأي رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات وهو الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية .
أثناء هذا الاجتماع وأثناء المناقشات الحادة تذكرت الرياضي العراقي الذي كان يعيش حالة خوف أمام أي مسؤول من مسؤولي النظام السابق ، بل الأدق أمام أي أداة من أدوات سالف الذكر المقبور ( عدي ) .
وبالرغم من عدم تطابق وجهة نظري مع بعض الطروحات التي ذكرت في هذا الاجتماع ، لكنني شعرت بفرح كبير سببه أن الرياضي العراقي لم يعد خائفا ، وقد أشرت الى هذا الفرح من خلال لقاءات تلفازية أجريت معي بعد هذا الاجتماع .
شهد فندق الميليا منصور في اليوم الذي سبق يوم الرابع من نيسان حراكا واضحا من قبل رؤوساء الاتحادات الرياضية ( أعضاء الهيئة العامة للمكتب التنفيذي للجنة الأولمبية ) فمجموعة تجلس مع الدكتور طالب فيصل ، وأخرى مع السيد عصام الديوان ، وهناك آخرون يجلسون مع الكابتن رعد حمودي .
أما نحن القادمون من خارج العراق ( فالح وحسام وماجد وأنا ) فكنا نتنقل بين فيصل ، والديوان ، وحمودي ومع هذا فلم نسلم من لسان صديقنا العزيز الدكتور طالب فيصل فما أن يرانا جالسين مع الكابتن رعد حمودي الا وقال لنا مازحا : ها جماعة رعد حمودي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فض اعتصامهم.. طلاب من جامعة السوربون يتظاهرون أمام مقر ب


.. أميركا.. اعتقال 33 طالبا أثناء فض اعتصام مناهض للحرب في غزة




.. طيران الاحتلال يستهدف منزلا وسط خيام النازحين في مدينة رفح


.. منظمات حقوقية تونسية تو?سس تحالفا ضد التعذيب




.. إسرائيليون يتظاهرون في تل أبيب للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع