الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر ، فصيلي سبيكا و سبندارة والأستعدادات لعقد المؤتمرالرابع للحزب ، الحلقة الحادية عشرة

فائز الحيدر

2010 / 5 / 3
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر
الحلقة الحادية عشرة
فصيلي سـبيكـا و سـبندارة
والأستعدادات لعقد المؤتمرالرابع للحزب

أعداد فائز الحيدر
تشكلت الســرية الأولى من فصيلين تتولى الحمــاية وتنظيم الأمور المتعلقة بعقد المؤتمر الرابع للحزب ، والسريـة الثانية تقوم بإستقبال الرفاق مندوبي المؤتمر من القواطع ومن إيران ومرافقتهم الى مكان عقد المؤتمر أضافة الى حفظ ونقل المواد التموينية والمهمات الأستطلاعية . نسبت أداريا" لمكتب السرية الثانية مع الرفيق أبو دنيا / عسكريا" والرفيق أبو سميح / سياسيا" ، ومع التشكيلات العسكرية الجديدة بدأت الخلايا والهيئات الحزبيـة الأخرى عملها أيضا" ولأول مرة في العمل الحزبي جرى التصويت على قيادة الخلايا ومكاتب الهيئات الحزبية وجاء الرفيق ( أبو أحلام ) من مكتب الأنصار مشرفا" على عملية تشكيل الهيئات الحزبية .

بدأ الرفاق بالعمل بهمة عالية كخلية نحل بالمهمات التي أنيطت بهم وأنتقل فصيلنا الى الفصيل الأخر في الجهة الثانية من النهر وتوزع الرفاق في فصيل ( دراو ) الى الفصائل الأخرى وتركوا مزرعتهم التي بذلوا جهودا" كبيرة في أنشائها ، وكان الرفيق ( أبو مكسيم ) قد بذل جهدا" كبيرا" في تنظيمها ، وفكرة أنشاء المزارع قد بدأت في بشـت ئاشان للظروف الأقتصاديــة الصعبة التي مرت بها فصائلنا وكذلك نتيجة الحصار الأقتصــادي الذي قام به النظام الفاشي على القرى الكردية القريبة من مقراتنا وكان ذلك في نهاية آذار / 1983 . وقبل معارك بشت ئاشان بدأت فصائل عدة ومنها فصيلنا بأنشاء تلك المزارع ولكن الأحداث التي حصلت فيما بعد حالت دون تنفيذها . بعد أجتماعــه بالرفاق بين الرفيق ( أبوعامل ) بأنه تم أختيار أعضاء مكتبي سريتين تم تشكيلهما وعلل خطوة التنسيب للرفاق في المكاتب بدلا" من الأنتخابات بسبب خـطورة الوضع وضرورة التسريع في عمل السرايا حيث أعطى الحزب في ذلك الوقت فرصة أوسع للديمقراطية سواء في الهيئات الحزبية أو العسكرية . وبعد وصولنا الى لولان ودراو وأرموش وفيما بعد في الأعلام بذل الرفاق مرة أخرى جهودا" كبيرة بأنشاء المزارع وتم أنتاج أنواع عديدة من الخضروات التي حسنت الوضع الأداري .

أنتقل عــدد من رفاق فصيل ( دراو ) الى فصـائل ( أرموش السفلى والعليا ) ونسب رفاق آخرين الى سريتنا وأنتقـلوا في أبريل عام / 1985 ، ومع أطلالة الربيع كانت هناك مهمات عديدة تنتظر الرفاق الأنصار أرتباطا" بتغيرات عـديـدة توقع حدوثها في المنطقة الأمـر الذي عرّض مقراتنا الى خطـورة بقائها خاصة وأن القوات الأيرانيــة مستمرة في فتح الطـرق داخـل العمـق العــراقي ، لذلـك قـرر الرفاق نقل الأعــلام المركــزي ومقـر القاعـدة الى أرموش وكذلك نقـل الرفـاق ( الهــورمان ) مـن حـزب تودة وأحـزاب أيرانية كرديـة أخـرى الى قاطع بهـدينان ، وأصبحت مهمة تواجـد فصيل دراو غيـر ضرورية وتـم توزيع الرفـاق الى فصائل أخـرى . أضافـة لـذلـك كان للحـزب مهمة عقد مؤتمره في نهاية الصيف وتطلب ذلك أيجاد وتحديد مواقع جديدة للحماية والضيافة وتوزيع الرفاق على طوال تــلك الفتـرة . قام الرفاق بجــولات أســتطلاعية عـديـدة كما وأكدت معلومات الأهالي الذين لهم علاقات مع الجحـوش رأي رفاقنا حول خطورة المنطقة حيث أحتلت القوات العراقية عدد من الربايا المشرفــة على المنطقة والتي أصبحت مسرحا" لعمليات عسكرية فيما بعد ، في فصيلنا أجتمع الرفيق أبو عامل بالرفاق الذين نسبوا الى الهيئات الأنصارية والحزبية الجديدة ، وكان الرفاق قبلها بأيام عـديدة يتسائلون حول سبب دعوة أبو عامل لهم وما هي الخطوات الجديدة التي يجري الحزب أتخاذها وتوقع قسم من الرفاق حينها بالأنسحاب كليا" من المنطقة لخطورتها .

تم نقل سـلاح الدوشكـا وال 14,5 الى ( أرموش ) وكانت تنقل يوميا" مـواد الأعلام من لولان الى مقر الأعـلام الجـديد وبذل الرفاق جهودا" أستثنائية في ذلك ولن ينسى أحدا" دور بغال فصيل الأعلام ( سجودة وعنتر ) في عملية النقل ، وبقي في القاعدة في لولان عدد من الرفاق لمتابعة الأتصالات مع منظمة أيران لأســتقبال الرفاق ومتابعة المــواد التموينية التي تصلنـا من هناك وفي فصيل دراو بقي الرفيق أبو أحمد وحيدا" لفترة طويلة يحمي مقر دراو.
طيلة فترة الصيف كان علينا النهوض في الساعة الرابعة فجرا" لنقوم بعملية الأنتشار في أماكن مختلفة خوفا" من الطلعات الجــوية ولم يبقى سـوى رفاق المكتب ، يعود الرفاق بعدها لتناول الفطور والأنتشار مرة ثانية ولم تنقطع حركة المهربين ( الكرونجية ) يوميا" وهم يأتون محملين بالبطانيات والمواد الغذائية المرســلة من لـولان وكذلك صـفائح البنزين لعمل الأذاعــة وكنا نخفيها للشــتاء حيث صعوبة حركة الحيوانات في أماكــن عدة متفرقة كخطوة أولى ثم يقوم رفاقنا بنقلها الى فصيل الأعلام تدريجيا" فلم نكن راغبين بمعرفة القرويين أماكن تواجد مقراتنا الجديدة وخاصة الأذاعة .

أفرغنا قاعتين كبيرتين لحفـظ البطانيات وكانت كثيرة لـدرجة أمتلئت كلتا القاعتين بالكامل ، أما في المساء فكنا نجلس على سطح القاعات كالعادة ندردش في صعوبات العمل اليومية وكنا نراقب من بعيد الطلقات النارية من الربايا المحيطة بنا . في أحدى الليالي كنت مع الرفاق ( زهير وأبو رائد ) على سطح القاعة الكبيرة وأذا بقذيفة تسقط فجأة وعلى بعد أمتار قليلة من فصيلنا القديم وفي نفس الوقت شاهدنا شعلة ضوئية تتوجه نحونا تماما" ولم نستطع معرفة ماهيتها بالضبط فعنصر المفاجئة أربكنا وصرخ أبو رائـد حينها وأردنا أن نهبط بسرعة من سطح القاعة والأحتماء تحت سورها ولكنه تعثر بالبشتين والذي يصل طـوله عشـرة أمتار أحـيانا" وكاد أن يسقط فمسك بيّ فسقطنا سوية من سطح القاعة الى الأســفل يغلبنا الضـحك ننتظـر سقــوط القذيفة وروؤسـنا مليئة بالتراب والأغصان أثر تمسكنا بحافة القاعة ، وأذا بالقذيفة الوهمية تنطفأ في الجو ولا أعرف كم مضى من الوقت ونحن جالسين على الأرض نضحك وأصبح هذا الحادث ذكرى من ذكرياتنا المشتركة مع الرفاق زهير وأبو رائد .

في أحد الأيام وصلنا الرفيق ( أبو حاتم ) وقام بجولات عديدة في الفصائل يتفقد الرفاق ومهماتهم ومراقبة الوضع الأمني أرتباطـا" بفعالية عقـد المؤتمـر وكنا دائمـا" نتحدث حـول ذكرياتنا في اليمـن ومشاكل البيـوت المليئة بالرفاق وعوائلهم . جائنا مــرة أحد الرفاق ليخبرنا بأن الرفيق ( أبو حسن حبيب ألبي ) قد تخاصم مع الرفيق ( أبو دنيا ) وغضب وأعلن الأضراب عن الطعام فذهبنا والرفيق أبو حاتم للبحث عنه ووجدناه في مكان معزول بعيد مصرا" بعدم الرجوع للفصيل وبصعوبة بالغة أقنعناه بالرجوع عن قرار الأضراب والعودة ووافق بشرط أن يعتذر الرفيق أبو دنيا له .
قمنا بعـدة جـولات أسـتطلاعية خـلال تلك الفترة في المنطقة على أمـل أيجاد مقرات جديدة لنا لفترة الشتاء وعلمنا أن أحد القرويين سوف يترك داره المتكونة من عدة قاعات وزريبة للحيوانات في سـبيكا وهي التلة التي تقع فـوق فصـيلنا وفـرحنا لــذلك وعـلمنا أيضا" أن عدد من القرويين سوف يغادرون بيوتهــم في سـبنـدارة وهـو مكان مناسب جد" ليكون في المستقبل محطة أستقبال الرفاق القادمين من بهـــدينان وأربيل وفعــلا" أصـبحت ســـبيكا وسـبندارة فيمـا بــعد أماكــن تواجــد فصــيلي سـريتنا .
أضافة الى مهمات الأستطلاع وحفظ المواد التموينية وجردها ونقلها كلفنا بمهمة جديدة لم تكن بالبال أبدا" أخبرنا رفاقنا في قاعدة لولان بواسـطة جهاز المخابرة التي وصلت أعداد منها بأن أحد ملتحقي الفصيل ( أبو هدية ) وهو ملتحق أصبح صديقا" لحزبنا ومتواجد بيننا منذ فترة قد هرب ليلا" أثناء نوبة حـراسته مع نصيــر كــردي آخر وسرقـوا سـلاح عفاروف وربما يبغون تسليم أنفسهم لأحدى الربايا القـريبة وطلبــوا منا بذل جهــود للبحث عنهم ، تحركت مفرزة مباشرة بعد أتصال الرفاق بنا متكونة من عــدد من الرفاق وبحـثوا لســاعات طويلة في كل المنطقة دون جدوى ، كان أمرهم يقلقنا كثيرا" فهم يعرفـون مواقعنا وحركة الرفاق القادمين وربما لديهم معلومات عن فعالية الحزب القريبة وخاصة وهم يشاهدون يوميا" وصول عدد من الرفاق من الخارج وكل هذا يشكل خطرا" لو وصلت معــلومات منهـم الى ربايا النظـام ، وقـررنا البحث عنهم في الـيوم الثاني على أمل أن يكون قد ظلوا الطريق وفعلا" كان توقعنا في محله .

ليلا" من نفس اليوم لمح الرفيق ( عدنان ) أثناء حراسته الليلية ضوء خافتا" يتقدم نحوه فصاح بالقادم عن سر الليل وكانت المفاجأة عندما صرخ أبو هدية بأسمه وأخبرعدنان بأنه جاء برسالة من القاعدة الى مكتب السرية وطبعا" لم يعلموا بأننا نعلم موضوع هروبهم وسرقتهم للسلاح ، لقد كان تصرف الرفيق عدنان شجاعا" وذكيا" للغاية فرحب بهم وكأنه لم يحصل شئ وأخبرهم بأنه سيعد الشاي والجبن لأنهم متعبين من السير الطويل وسوف يوقظ الرفاق في مكتب السرية وأطمأنوا لذلك وجاء اليهـم أبو دنيـا وآمـر الفصيل سـاطع وبـدون جـلب أنتباه الرفـاق الأخرين تبادلـوا الحديث والنكات وبحركة سريعة مباغتة تم تجريدهم من السلاح وكبلت أياديهم بالحبال ووضعوا في قاعة فارغة تحت الحراسة وعلمنا بأنهم قد ظلوا الطريق وعانوا من التعب والجوع لذا ققرروا العودة والمجئ الى فصينا ولم يكن لديهم أدنى شك بأننا لم نعرف موضوع الهروب .

في اليوم التالي خرجت مفرزة معهم للبحث عن سلاح العفاروف الذي أخفوه في مكان كثيف الأشجار على أمل العودة أليه مرة ثانية وبعد جهد طويل عثــر عليه وتم أخبار الرفاق في قاعدة لـولان بالأمر وفرحـوا لذلـك ، كانت هـذه الحـادثة وغيرهـا من الأشــكالات في العمـل الأنصـاري في تلك الفترة فأبو هـدية جندي هـرب من أحدى الربايا العسكرية وألتحق بنا وأصبح بعد فترة صديق للحزب ومثل أبو هــدية كان هنـاك آخـرين عملــوا لفتـرة طويلة ضـمن تشـكيلة الفصـائل الحســاسـة مثل الأعـلام والمكتب السياسي وكانت عندهم بالطبع معلومات واسعة عن الرفاق في قيادة الحزب والأجتماعات وأمور خطيرة أخرى . طلب الرفاق في الهيئة العليا من سريتنا متابعتهم بأستمرار وتشديد الحراسات وجائنا شخص ثالث من مخابرات النظام وأصبحت مهمة الرفاق الجديدة الحراسة المشددة طول اليوم على أمل حسم أمرهـم بأتخاذ الأجـراءات الازمة وقـد طلبنا عــدة مرات بالتعجـيل بحسـم قضيتهم خاصة وأن الرفاق أخـذوا يتذ مرون بشدة وأنطرح الأمر عدة مرات في أجتماعات الهيئات الحزبية وكان الرفاق يتسائلون عن جـدوى أبقائهم في هـذه الحالة فـهم يشكلـون خطرا" وعبئا" على الرفاق وخاصة وأن المؤتمر على وشك الأنعقاد ، بعد فترة جاءت هيئة حزبية قانونية من رفاق عرب وأكراد وقامت بالتحقيق معهم وأتخذت الهيئة قرارا" بشكل سري ونفذ القرار .

يتبع في الحلقة الثانية عشرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاعلكم | تعطل حركة الطيران في مطار ميونخ، والسبب: محتجون في


.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال




.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا


.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا




.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ