الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاقتصاد الريعى والفرصه التاريخيه

عبد العزيز الخاطر

2010 / 5 / 3
المجتمع المدني





اقتصاد الريع والفرصه التاريخيه
عبدالعزيز بن محمد الخاطر
يعزو المحللون اعدم التطور السياسى لدولنا الى طبيعة الاقتصاد فيها والقائم على الريع بدل الانتاج الامر الذى يحول البنيه السياسيه فيها الى الطبيعه التوزيعيه اللتى لاتفرض مشاركه حقيقيه وبالتالى يمكن الاستغناء عن العمليه السياسيه ةاستبدالها بنوع من التحالفات التقليديه التى توفر الاستقرار بفعل انصبه التوزيع الريعيه وتبقى هذه الدول على تخلفها السياسى رغم وجود تنميه او نمو بالاحرى يمكن ان يشاهد لكل ذو بصيره على الرغم من انه قائم على اساس هش انحيازى. والسؤال كيف يمكن العمل على حيادية الريع اذا كان من الصعب تحويله الى اقتصاد انتاجى لاسباب عديده.تشكل بدايه قيام الدوله نقطه مفصليه تفاوضيه لذلك ويشكل المجتمع وطبيعته حينذاك نقطه تحول ولكن لايمكن تصور ما قد سيحدث مستقبلا والحالة تلك على ما هى.حيث مثل ظهور الدوله فى حد ذاته وعطاءتها انجازا كبيرا ساعتئذ. الامر الاخر ان اقتصاد الريع فى حد ذاته عرضه على مر الزمن للخضوع او التعرض للمجاذبه حسب تغير قوى المجتمع وتبدل الاوضاع بشرط اغتنام الفرصه التاريخيه المؤاتيه لخلق تسويات سياسيه تجنب المجتمع مستقبلا كثير من المشاكل والاختناقات , بالطبع يعتمد ذلك على وضع المجتمع قبل قيام الدول, فمجتمع التجار قبل النفط مثلا يختلف عن مجتمع االرعاه مثلا من حيث قوته التفاوضيه, حتى بعد تشكل الدوله يبقى اقتناص او اغتنام الفرصه التاريخيه مدخلا لتصحيح اعوجاج اقتصاد الريع وانزياحاته بشرط كما ذكرت الوعى بان ذلك فى صالح المجتمع ككل حتى وان كان يفتقد القوى الحقيقيه الفاعله والضاغطه قدتاتى الفرصه التاريخيه من فوق كما حصل فى الكويت فى عهد عبدالله السالم الذى اوجد الدستور وسبق فيه المجتمع فى ذلك, الامارات العربيه المتحده كذلك تبدو نوعا من الاقتصاد الريعى القائم على التسويه السياسيه . ما اود الاشاره اليه هنا هو عدم الاستدلال بالحتميه التاريخيه بمعنى الركون الحتمى لطبيعة الاقتصاد والتسليم بها كقدر لاسبيل للتعامل معه الابالتسليم به وبمخرجاته. فالدخول فى عالم اليوم يفرض معالجات جديده لاقتصاديات الدول يتشابك فى الاقتصادى مع السياسى والاجتماعى.فاقتصادات الريع اكثر هشاشه للاستغلال من الاقتصاد الانتاجى واكثر عرضه للتقلبات لسهوله اتخاذ القرار السياسى فيها دون تعقيد يذكر الامر الذى له جوانب سلبيه اكثر من جانبه الايجابى خاصة تحت الضغوط وعدم التنبه لاهميه المصير المشترك للمجتمع. على كل حال , يمكن تصور الفرصه التاريخيه التى تقلل من احادية الاقتصاد الريعى اذا عجز المجتمع عن فرضها لسبب او لاخر فى التالى
1- التنبه بان العصر المعاش عصر الشعوب والعمل بالتالى على توسيع مساحة المشاركه السياسيه.
2- الايمان بخطورة بقاء الاقتصاد توزيعى الا ما لانهايه مع ازدياد الكثافه السكانيه نتيجه ازدياد المشاريع التنمويه فقد يفقد قيمته الارضائيه والتوافقيه
3- خطورة الاتكال على منتجاته من بشر او ماده لغدم قدرته طبيعيا عل احتساب الكفاءه والقدره الانتاجيه واهماله لعنصر التعليم او بالاحرى الاستغناء عنه
4- التنبه الى انه لايستغل قوى المجتمع بالشكل المطلوب قيمثل بالتالى هدرا ونزيفا للمجتمع وقدراته ومواهيه وضياعا للقوى الحيه فيه .
5- يشيع ثقافة النفاق والاسترزاق بعيدا عن الانتاجيه والعمل طالما ان العمليه توزيعيه لاتتطلب سوى نوعا من الثقافه الشفويه .
هذه بعض الامور التى تحتم العمل على الخروج من ثقافة الريع بتعديل مكوناته واساليب معالجته حتى وان لم يتقتنص المجتمع فرصه عمل ذلك او لم تتوفر لديه مثل هذه الفرصه فى الماضى فلا اقل من مواكبة العصر ومتطلباته فتاريخ هذه الشعوب واحد ومصيرها واحد وكينونتها واحده فبالتالى من يبكى اليوم كمن سيبكى فى الغد اذا كان ثمه بكاء قادم لامحاله.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار


.. أزمة اللاجئين في مصر: مطالب بدعم دولي يتناسب مع أعباء اللاجئ




.. هغاري: الجيش الإسرائيلي سيواصل العمل من أجل خلق الظروف لاستع


.. الأمم المتحدة ترحب بالهدنة التكتيكية جنوبي غزة| #غرفة_الأخبا




.. الجيش الإسرائيلي يعلن -هدنة تكتيكية- في جنوب قطاع غزة والأمم