الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى اغتيال أحب الناس

ماجد هديب

2010 / 5 / 3
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



عندما يحاولُ المرء أن يكتبَ عن اقربِ وأحبِ الناس إليه في ذكرى غياب الجسد, يوم ان توقف عن أزيره الأسد , يوم كانت المجزرةُ وكانَ الغضبُ, يوم أن سال الدم وهتفت الحناجرُ ضد أتباع أبي لهب, يوم ان طارت فيه روح ذو الوجه الصبوح والسموح ترفرف في سماء الوطن المذبوح, فان القلم لا يجرؤ ان يطبع حرفا إلا بنبضات القلب, وهيهات ان ينبض القلبُ هادئا ليعبر عما يجول فيه ويبوح, بل تضطرب نبضاته وتتعانق الأفكار والتجارب الطويلة بثوانٍ قليلة, فيتعب القلب ويتوقف عن الخفقان وتصبح النفسُ عليلةً... هكذا أنا كلما حاولت ان اكتب عن اعز الناس وأحبهم للقلب, في الذكرى العشرين لاغتياله يوم ان سقط عن الدرب .
فسلام لروحك الطاهرة يا أحب الناس, سلام من قلب مجروح معذب على فراقك يا أجمل إحساس.
سلاما لابتسامتك لحنو قلبك, سلام لنقاوة روحك, لطهارتك, سلاما مني ومن كل أحبتك يا أباالعباس.
عشرون عاما مرت على غياب جسدك عنا ونحن إليك مشتاقون, عشرون عاما مرت على اغتيالك ونحن ما زلنا على الدرب يا محمد سائرين. عشرون عاما ولنا فيه كل يوم معك يا أبي هديب حكايات , ودموع تنفجر وصرخات تتعالى لغيابك وآهات, عشرون عاما من الغضب على من اغتالوك وأسالوا دمك بالطرقات, على من باعوا فلسطين لبني صهيون ببضع لقاءات, على من تعهدوا بطمس الهوية ببيع المقدسات, على من اقسموا لبناة عروشهم بحماية بني صهيون وبقمع كل الثورات.
عشرون عاما لغياب جسدك عنا يا محمد لكننا نستذكر صرخاتك فينا وغضبك على المتهاونين, نذكرك عندما كنت تهب كل يوم فينا سائلا ألستم فلسطينيين, فلما إذا عن اللحاق بالثورة تتهربون ؟, ولما عنها لا تدافعون؟ ألستم للأرض عاشقين؟ ألستم بالهوية متمسكين؟ ألستم للعودة متعطشين؟فلما الخنوع؟ لما انتم مستسلمون؟.
هل انتم من النظام خائفون؟ ألا تبت أياديكم أما زلتم منه ترتجفون؟ فشعبنا بالضفة وغزة قد انتفض فلما انتم عن مساندته تتعامون؟,ولما لا تزحف جموعكم لنصرة الأهل هناك أم أنكم بالنظام متمسكون؟,ومن سحب الجنسية خائفون؟ ومن صولجان سجانيه ترتعبون؟.
نذكرك يا محمد وحكاياتك معنا طويلة, نذكر ما كنت تقصه علينا من احلامك الجميلة, و مما كنت تحدثنا به عن أمانيك النبيلة.
نذكرك يا محمد ونستذكر صرخاتك فينا, يوم كنت اصغر المجتمعين, وذلك عندما اختلفنا في كيفية إحيائنا لمناسبة وطنية, يوم قفزنا على أسوار مدارس المخيم نحث من فيها على التمسك بالهوية, يوم ان طالبناهم بالخروج بمسيرات غضب تهتف بشعارات ثورية, فهناك تعالت أصواتنا لخلاف على راية وهتافات, على الالتفاف حول زعامة واحدة وبرنامج وأغنيات, فعلى كلماتك يا محمد اتفقنا, وعلى أمنياتك حينها اقسمنا, وعلى نهجك يا محمد توحدنا, فقد قلت فينا يا محمد من حقكم ان تختلفوا
لكن الخيانة ان تتنازعوا فتفشلوا , ولتكن منظمة التحرير القبة التي تحتها تجتمعون ,وحول ياسر عرفات عليكم دوما ان تلتفوا, فهي من أخرجتنا من حالة الخنوع, وزعيمها من حثنا على عدم الركوع, فالابتعاد عنه خيانة وخضوع, وإسقاط المنظمة من هتافاتكم أيها الأخوة والرفاق فيها ذل واستسلام وخنوع , وانتم بذلك كمن يعيش في ظلام دامس رافضا إنارة الشموع, فالموت لا الركوع ,الموت لا الخنوع, الموت لا الخضوع.

نذكرك يا محمد يوم أن غادرتنا إلى اليمن فرحا لتتدرب مع إخوة لك على حمل السلاح, نستذكر سباقك مع الزمن سباقك مع الرياح, تنام وتصحو حالما بتحية العلم مع رفاق دربك كلما الفجر لاح.
عشرون عاما يا محمد ومحطات كثيرة علينا مرت و بها افتقدناك, فنحن الآن في غزة والضفة نبني دولة آه كم من مرة فيها احتجناك.
سامحنا يا محمد لأننا خنا العهد الذي به بايعناك , عهد المخلصين الذين هم في جنة الفردوس معاك
عهد الذين مدوا لنا أجسادهم جسورا لنعبر عليها نحو الدولة, عهد الذين دافعوا عن الثورة, فقد تخاذلنا يا محمد ولم نعد جبارين , بل تقاتلنا على سلطة بعد رحيل أبي عمار وبتنا تائهين ,ولم نحافظ على الوحدة التي عليها تعاهدنا وأصبحنا متناثرين, وبعنا الثورة وبتنا مثل كل أنظمة العرب والمتآمرين, وفي دهاليز السلطة ضعنا,و أصبحت الثورة أو الالتحاق بها تهمة, وصداقتنا لقاتليك أصبحت لنا يا محمد نعمة.
في ذكرى غياب جسدك عنا يا محمد أقول ما قلته يوم سال الدم وغضب المحتجون, عندما هتفت الحناجر واقسم المشيعون,يوم ان احتجبت الشمس عن الأرض حزنا وتلبدت السماء بالغيوم, يوم ان بكى الرجال بحرقة وصرخاتهم أصبحت كصرخات طفل من حليب أمه محروم:
تدربت حمل السلاح لتقاتل اليهود بخط الكفاح, لكنهم غدروك فقتلوك برصاص نظامهم السفاح.
ملاحظة:سقط الشهيد محمد عباس هديب عبد الهادي في 22/5/1990 برصاصات غادرة أثناء قيادته مسيرة غضب في مخيم حطين احتجاجا على الصمت العربي على مجزرة عيون قارة, وما ان سقط محمد حتى انتقلت شرارة الغضب إلى كل المخيمات الفلسطينية في شرق النهر, فكان يوما فاصلا للاختيار ما بين الانتماء إلى فلسطين, أو الاحتواء فكان الانتماء الذي تعمد بدماء ستة من الشهداء, الذين أصروا على اللحاق بمحمد، مع النبيين والصد يقين والشهداء بإذن الله تعالى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيديو مجتزأ من سياقه الصحيح.. روبرت دي نيرو بريء من توبيخ


.. الشرطة الأميركية تشتبك مع المتظاهرين الداعمين لغزة في كلية -




.. حشود غفيرة من الطلبة المتظاهرين في حرم جماعة كاليفورنيا


.. مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في باريس خلال عيد العمال.. وفلس




.. على خلفية احتجاجات داعمة لفلسطين.. مواجهات بين الشرطة وطلاب