الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى انفجار شارع المتنبي

عباس جبر

2010 / 5 / 4
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


الذكرى المأساوية لانفجار الإنسان والكتاب في شارع المتنبي
سبع آذار الانتخابات تأكل ست آذار الفاجعة

مرت على كارثة شارع المتنبي ثلاثة أعوام ، ومازال المشهد المروع لم يفارق مخيلة السماء ففي 6/3/2007 وفي الساعة الحادية عشرة صباحا حيث تنشط الحركة في هذا الشارع الحيوي ، والذي بعد رئة العراق التي يتحسس فيها وجوده في محافل العالم قام الظلاميون بارتكاب جريمتهم عبر سيارة مفخخة ادخلت الشارع غفلة وحصدت ماحصدت من الانسان والكتاب ، لقد كان المتنبي شارعا ومازال رصاصة الموت لكل دكتاتور وكل جاهل ، إذ نشا هذا الشارع التاريخي بهمة المثقفين الذين افترشوا الرصيف بما لديهم من كتب متنوعة ليعرضوها للبيع في سنوات العجاف فقد أبت تلك النفوس العامرة بالكرامة أن تبيع ما لديها من كرامة ورفضت مساومة الطغاة لتمارس عملية صناعة وترويج الكتاب ، وقد تعرض السوق إلى مراقبة بوليسية مرعبة من قبل النظام السابق وتعرض باعته إلى الاعتقال والمطاردة والاستدعاء من رجال الأمن ، لكن حب الكتاب وضيق العيش جعل المخاوف تتلاشى لدى بعض الشجعان الذين مارسوا طريقة التخفي والتضليل في بيع الكتب المحظورة ، بل والأدهى أن منع النظام لبغض المؤلفين والعنوانين أسهم إلى ترويج بيع الكتاب المستنسخ ، وكان ثمن هذا العمل غاليا في تغييب بعض الباعة وراء الشمس ، ولكن العجلة كانت تدور لتقاوم كل محاولات محو معالم الشارع وكلما ازدادت الطرقات عليه كلما كان راسخا في البقاء وشامخا في العلياء ، وفي هذه المناسبة الحزينة وددت أن انوه إلى الذكرى السنوية الأليمة الثالثة التي تناسبت مع الجو الانتخابي الذي انطلق قبل يومين بإجراءات الحظر والانتخابات الخاصة حتى اليوم التالي الذي انطلقت فيه الجموع الشعبية إلى صناديق الانتخابات في 7/3/2010 ومع غمرت الأفراح والتوتر فات على المسئولين أن يحضروا ويستحضروا أرواح الشهداء الذين سقطوا مضرجين بدمائهم متكفنين بأوراق الكتب المحترقة ليكونوا شاهدين على اكبر جريمة شهدنها الإنسانية والتي راح فيها عشرات المواطنين بين باعة ورواد .
في هذه المناسبة نود أن نلفت انتباه المسئولين على الاهتمام بمتابعة حقوق الضحايا ممن فقدوا حياتهم ومكاتبهم ومخازنهم ، ونقول لهم في تقييم لمبادرات المسئولين ابتدءا بإعادة بناء وترميم المكتبات من قبل السيد نوري المالكي رئيس الحكومة ومبادرات أخرى لعادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية وبرهم صالح وبعض المنظمات الإنسانية كمنظمة الإغاثة الدولية ومجلس محافظة بغداد ودار المدى ونيابة عن زملاءنا في الشارع نثني على هذه المبادرات وان كانت لا ترتقي إلى مستوى الخسائر التي لحقت بالأنفس والممتلكات ولكننا نأمل في إنصاف المغبونين ، وننوه إلى إن اغلب المساعدات لم تصل إلى مستحقيها لان هناك من تعامل معها بطريقة لا أخلاقية وأنانية من اجل الحصول على مكاسب آنية على حساب المستحقين ، فليس هناك لجنة رسمية اهتمت في تثبيت الحقوق وأنصفت المتضررين ، ونرغب أن نذكر مبادرة دار المدى التي كانت مخلصة في دراسة حال المتضررين ولكن ما ساهمت به على شحته فانه يستحق التقدير ، وعلينا أن ننوه أن دار المدى قد استولت على أماكن الباعة في بناية مقهى الشاهبندر لإقامة مؤسستها دون الالتفات إلى من احترقت مكتبته دونما النظر إلى المستحقات القانونية ، لذا نود ألفات النظر في ما ألحقته الدار بدون قصد لطمس معالم المخازن في المكان الذي تشغله الآن ، وأخيرا نلقي اللوم على قائمقامية بغداد التي لم تكن منصفة في تقدير الأضرار مما أضاع أصحاب الحق فيها أما ما قدمه السيد عادل عبد المهدي ففيه تلاعب واحتيال استفاد به البعض دون الآخرين ومساعدة برهم صالح لم يحصل عليها إلا الذين امنوا وتركوا الصلاة لحساب الشيطان ، نطالب المسئولين إلى متابعة حقوق المتضررين وتثبيتها لكي لا يدخلها المتطفلون ونقول تغمد الله أرواح الشهداء بالرحمة والهم ذويهم الصبر والسلوان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أليكسي فاسيلييف يشرح علاقة الاتحاد السوفييتي مع الدول العربي


.. تضامناً مع غزة.. اشتباكات بين الشرطة الألمانية وطلاب متظاهري




.. طلبة محتجون في نيويورك يغلقون أكبر شوارع المدينة تضامنا مع غ


.. Peace Treaties - To Your Left: Palestine | معاهدات السلام -




.. اشتباكات عنيفة واعتقال عدد من المتظاهرين المؤيدين لغزة قرب م