الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة الحقيقية

أحمد الخيّال

2010 / 5 / 7
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


دأب التصور التقليدي ( والممارسة في الاساس ) للمثقف او القائد او الزعيم على وضعه في صورة القائد الثوري الذي يدفع الجموع للخروج والثورة من خلال كلماته الرنانة وقدرته على حشد اكبر قدر من الجموح الإنفعالي سواء عن طريق خلق ما يسمى بالرأي العام او الثورة الفعلية وهذا رغم جمالية مشهده فقد اثبت دوما للأسف ان من يشعل النار يكون هو آخر من تطال اصابعه الحريق !

بل وكانت غالبا الجماهير مطية لتحقيق رغبات او نوازع شخصية او حتى نخبوية هي في حقيقتها ابعد ما يكون عن احتياجات الجماهير المندفعة وتحقيق صالحهم ومطالبهم الأبسط في حياة معقولة ولن اقول كريمة وقد عاينت بنفسي مأساة تجنيد بعض العمال البسطاء في قوائم حزبية دون معرفتهم حتى لمجرد ان يتم الحساب من القيادات على الكفاءة في حشد الأفراد ولك ان تتوقع ماذا حدث بعد ان اكتشف بعض هؤلاء الأمر في ما يتعلق بمصداقية الثوري الحزبي ذو النظارة السميكة والكلام الفخم !

الجماهير واحتياجاتها هي القائد ..

ان افتراض ان المثقف او المفكر هو كائن ملهم يعي مصلحة الجماهير ويفكر لهم بدلا عنهم لهو في حد ذاته تناقضا مع اهم مباديء التنوير وهو ضرورة الشجاعة في استخدام العقل بالنسبة لكل فرد مهما قل شأنه في الميزان الرأسمالي او المعرفي ..

المطلب الرئيس من المثقف والتنويري هو ان يجعل تلك الجماهير تفكر .. ان تحيط بأبعاد المـأساة وتستوعب لحظتها الراهنة مسترشدة بتجارب سابقتها من الشعوب تمهيدا لإنتاج معراج تحررها الذاتي

المطلب الرئيس هو توضيح المناهج وعرضها وليس تحديدها والتحذير من المخاطر قبل التبشير بالمكاسب فالأولى تظل كارثية عند التحقق بينما الثانية عند التعامل معها بلاموضوعية تحيل مباشرة الى تزييف الوعي والتلويح بجنة أخرى وهمية لا يفيق طالبها سوى على العدم والخراب .

انا اطالب واسعى للثورة .. نعم
ولكنها ثورة العقل قبل ان تكون ثورة الحناجر وتحطيم واجهات المحلات التي تحمل اسماءا اجنبية !

ثورة الوعي عن طريق المعرفة الحقيقية لا ثورة شعارات لأحزاب وقيادات شاخت فوق مقاعدها وفقط تنتظر نملة سليمان حتى تسقط امام مريديها جثة هامدة !

ثورة إرادة بان يعي الفرد ومن ثم الجماهير قدرتها الكامنة على التغيير وبان صوتها هو مانح الشرعية الوحيد سواء للحاكم او المثقف او حتى لله !

لذلك اعود كسجين تعس بدائرة مغلقة لأنتهي من حيث بدأت واقول ان الحل والخلاص هو في تفعيل قيمة التنوير كتعليم اولا ثم كوعي ثم كإرادة وقدرة على الفعل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيع دراجة استخدمها الرئيس الفرنسي السابق لزيارة عشيقته


.. المتحدث باسم الصليب الأحمر للجزيرة: نظام الرعاية الصحية بغزة




.. قصف إسرائيلي يشعل النيران بمخيم في رفح ويصيب الأهالي بحروق


.. بالخريطة التفاعلية.. توضيح لمنطقة مجزرة رفح التي ادعى جيش ال




.. هيئة البث الإسرائيلية: المنظومة الأمنية قد تتعامل مع طلب حما