الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر ، أنتهاء المؤتمر الرابع للحزب ، الحلقة السادسة عشر

فائز الحيدر

2010 / 5 / 7
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


مذكرات النصير الفقيد سلام الحيدر
الحلقة السادسة عشر
أنتهاء المؤتمر الرابع للحزب

إعداد فائز الحيدر

بنفس الوتيرة من جد ونشاط عمل الرفاق طيلة فترة أيام أنعقاد المؤتمر الرابع للحزب من نقل مواد غذائية ومتطلبات الأذاعة والطباعة وكذلك المفارز الأستطلاعية . يمر الوقت وينتظر الرفاق مهمات جديدة بأستقبال الرفاق مرة ثانية وتوديعهم الى المناطق المختلفة وكل حسب المهمة الجديدة التي أنيطت به .

بدأت درجات الحرارة بالهبوط وأخذت أوراق الأشجار تفقد خضرتها ، وغطت سطوح قاعاتنا والطرق المؤدية أليها أوراق الخريف الشاحبة الصفراء ، في تلك الأيام من الخريف بدأ الرفاق المشاركين في أعمال المؤتمر يتوافدون على مقراتنا بعد أنتهاء أعماله . و كان كل منا يحمل الكثير من التساؤلات عن نتائجه ، وما آلت أليه أعماله ؟ وما هي النتائج التي خرج بها ؟ وكيف ستنعكس على الوضع الأنصاري وعموم القضايا الملحة ؟ . ولم يحتاج الرفاق لحدس كبير لمعرفة ما جرى للرفاق الذين تم توديعهم الى أيران ومن ثم الى مناطق مهماتهم الجديدة ، فأما لم ينتخبوا للجنة المركزية الجديدة أو لتسلمهم مهمات جديدة في الخارج . وبالرغم من السرية التي أوصى بها المؤتمر حول نتائج أعماله وأسماء أعضاء اللجنة المركزية الجدد وقرارات وتوصيات عديدة أخرى ألا أنها أصبحت متداولة بين الرفاق وبعد فترة وجيزة على أنتهاء المؤتمر . فالتسيب واليبرالية شاعت بين الرفاق بشكل كبير ولم تقتصر على الرفاق في الخلايا الحزبية وأنما تعدته الى مستوى القيادة وخاصة الرفاق في اللجنة المركزية والذين أبعدوا عن عضويتها وإلا كيف خرجت كل هذه المعلومات وبعد أيام لتكون على لسان كل رفيق .

تغيرات في اللجنة المركزية
ـــــــــــ
علمنا مباشرة أن تغيرات واسعة جرت في اللجنة المركزية حيث علق أحد أعضاها الجدد بأن نصف أعضاء اللجنة المركزية القديمة أحيلوا للتقاعد ، وعلم الرفاق من هم أعضاء المكتب السياسي !! ومن هو أصغرهم وأكبرهم سنا" !! كذلك أعضاء اللجنة من الشباب الجدد الذين يملكون الحيوية والنشاط وأسماهم الرفاق ( الشباب العشرة المبشرون بالجنة ) . وليس رفاقنا فقط من علم بأمور المؤتمر بسبب القرب والأحتكاك المباشر وأنما عدد من الصحف العربية وعلى ما أذكر أحدى الصحف الكويتية نشرت الكثيرعن أعمال المؤتمر!! وبعد فترة وجيزة قرأنا كتاب من تأليف النظام فيه معلومات كثيرة تخص أعمال المؤتمر .

تمت مرافقة عدد كبير من الرفاق في قيادة الحزب الى خارج كردستان ، ولكثرة عددهم أضطر عدد منهم الى المبيت في الفصيل لعدة أيام . كان الفصيل مزدحما" جدا" وحصلت شحة في الأغطية والبطانيات رغم الأستعداد المسبق لذلك ، وهناك من الرفاق في القيادة من بيّن تذمره ، وأتذكر أن أحد الرفاق من منظمة بلغاريا طلب منا بطانية أضافية وألح في طلبه لأن الغرفة رطبة ويشعر بالبرد ونظرا" لعدم توفرها لدينا طلبنا منه التحمل لساعات قليلة لأنه سيكون ضمن المفرزة التي ستغادر في الصباح الباكر ولم يقتنع بكلامنا وأخذ يبدي عدم رضاه لما يجري من سوء المعاملة ! وصباحا" وبوجه عبوس قال بأنه لم ينم دقيقة واحدة والمفارقة أنه بعد وقت قصير علمنا بأن الرفيق هذا لم يرغب البقاء في كردستان لمهمة كلف بها من قبل الحزب وخرج على مسوؤليته ، فعلق الرفاق في الفصيل .....( هم زين طلع ، أذا لم يستطع تحمل البرد لعدة ساعات ، فكيف يستطيع العيش بيننا ؟ ألم يقدر حال الرفاق الذين قضوا سنوات في الجبال بمثل هذه الظروف و الصعوبات ؟ لو بقى مع الأنصار جان لوعهم ) .

ألتقينا بالرفيق ( كاظم حبيب ) / أبو سامي وعدنا الى أيام الأعلام والصعوبات التي رافقت العمل في بداياته وكان مرحا" جدا" وبمعنويات عالية ولم ينجوا من تعليقات الرفاق المرحة .... أكيد أبو سامي صار مكتب سياسي ، كلش مرح ، الله يدوم المرح عنده . وفعلا" كانت العلامات على وجه أبو سامي دليلا" على مهمته وموقعه الجديد ، وأخرون كانت علامات عدم الرضا ظاهرة على وجوهم وهم الذين أحيلوا على التقاعد . طلبنا من الرفيق عزيز محمد ألتقاط صور تذكارية بالمناسبة فوافق فورا" الأمر الذي رفضه الرفيق ملازم قصي وعلق رفيق آخر مو كلنه ماكو صور ، فرد أبو سعود ، لا أستطيع رفض طلب الرفاق وبعدين هي فرصة أبو فاروق ما موجود !!! .

حل الرفيق ( فخري كريم ) / أبو نبيل ضيفا" على الفصيل وأضطر للبقاء ليومين وأستطعنا خلالها أن نستغل جوده وعملنا حفلة متواضعة وقد ساهم بعلبة حلويات أشتراها من الحانوت وعلق في حينها أن علبة الحلوى ليست من الحزب وأنما من ( مجلة النهج ) ، ونقلت من خلاله التحيات الى الأقارب في دمشق والذي أثنى على عملهم ونشاطهم هناك ، وبعد فترة ألتقيت بالرفيق أبو نبيل عندما نسب الى الأعلام المركزي .

في خظم تلك الأيام المتعبة حصلت تغيرات في سريتنا نتيجة حادثة وقعت بين الرفاق فنقل الرفيق أبو ( سميح ) المستشار السياسي للسرية الى مكان آخر وبقي في فصيلنا كضيف لعدة أيام لحين ذهاب مفرزة الى مكانه الجديد ومع الأسف كانت علاقتي به فاترة حتى ذلك الوقت .
في أحد الأيام الممطرة علمت أنه أعفي من الواجبات ولا أدري لماذا ؟ وكأننا في ( مضيف أحد الشيوخ ) وجميع رفاق الفصيل في مهمات يومية خارج المقر ، ولم يكن هناك غيري وكنت مشغولا" بأعداد وجبة الغداء وهو جالس بقرب المدفأة في القاعة يطالع أحد الكتب ، في هذا الوقت عاد رفيقان مع حيوانات محملة بالمواد التموينية ولسوء الأحوال الجوية وغزارة الأمطار التي هطلت خلال هذه الفترة أصبح عبور الطريق الضيق المؤدي الى فصيلنا صعب جدا" لكثرة الأوحال وكاد يسقط أحد الحيوانات مع حمولته في الوادي فأطلق رفاقنا عدة طلقات من بندقية الكلاشنكوف طلبا" للمساعدة الفورية وهي أشارة متعارف عليها بين الأنصار فأضطررت الذهاب الى القاعة وبعصبية ونبرة عالية سألته ألم تسمع يا رفيق طلقات وصراخ رفاقنا بطلب المساعدة ، فنظر اليّ حينها ولم يحرك ساكنا" ! ليس هذا فقط بل أشتكى بعد ساعات للرفيق ( أبو دنيا ) كالعادة على نبرة صوتي العالية ، وربما فكر في توجيه عقوبة حزبية أخرى لي قبل مغادرته لسريتنا وبعد فشل محاولته الأولى .

نسب محله الرفيق ( أبو أيار ) مستشارا" سياسيا" للسرية وكانت علاقتي معه ودية وقديمة ، وبمناسبة العقوبة فأذا كنت قد أفلحت في تجنبها سابقا" ولكن لم أستطع في المرة الثانية ووقعت في حبائلها ، طلب مني الرفيق أبو آيار يوما" تشكيل مفرزة وكان الوقت في ساعة متأخرة من الليل والمطر يهطل بغزارة والرفاق متعبين ومعظمهم يغط في نوم عميق ، وأخبرني أن الرفاق في القاعدة طلبوا منا نقل مواد مهمة للأذاعة والطباعة وقد وصلت في هذه الساعة المتأخرة وقد تتلف بسبب الأمطار أو قد يتلاعب بها القرويين وهي موجودة بالقرب من مقرنا القديم في الأسفل ، فسألته ألا يمكن الأنتظار للصباح ؟ فأجابني بأن الرفاق يحبذون جلبها ليلا" خوفا" عليها . كان الرفيق أبو دنيا في مهمة أستطلاعية ، ولم يكن الرفيق أبو آيار على دراية بالسرية ومشاغلها حيث نسب اليها حديثا" ، أيقضت الرفيق آمر الفصيل ( ساطع ) وطلبت منه تشكيل مفرزة من عدد من الرفاق لجلب تلك المواد وشرحت له الأمر . أستغرب جميع الرفاق ، فالجميع متعبين للغاية والجو ممطر والطريق ملئ بالأوحال ولكني رجوتهم لأن المواد مهمة وخاصة بالأذاعة ونخشى تلفها . ذهب الرفاق حال سماعهم بأن المواد مهمة وتخص الأذاعة ولكن بعد عودتهم بعد أيام كانت وجوههم عابسة وينظرون لي نظرات غير طبيعية فالمواد لم تكن مهمة ولا للأذاعة أو الطباعة بل كانت معظمها من الحلويات والفستق ومواد أستهلاكية غير ضرورية ما عدا بعض الرزم من الورق وتصور الرفاق بأننا على علم بذلك ، فلم العجلة أذن ؟ وخاصة وأن المواد كلها كانت مغطاة بقطع النايلون وخيمة كبيرة حسب ما علمت من الرفاق ، وأقسم الرفيق أبو آيار بأنه لم يعلم بهذه المواد . ذهب الرفاق في اليوم الثاني بالمواد الى القاعدة وعلقت حينها ( خلي الرفيق علي مالية يشبع فستق ) . لم تذهب هذه العبارة سدا" وخاصة لمن يتربص لمثلها على الرفاق لمعاقبتهم وعوقبت بالتنبيه والنقد الذاتي لأن طرح هذه الأمور يجب أن يكون في هيئتي الحزبية وليس أمام الرفاق خاصة وهم ضمن الهيئة الحزبية المسوؤل عنها . والشئ المضحك أن أكثر الرفاق الذين نالتهم العقوبة هو الرفيق ( أبو زينب ) بالرغم من أنه في هيئة عليا أخرى وأكثر الرفاق نشاطا" ولكنه لا يمكنه السكوت على الأخطاء . وكان الرفاق عندما يشاهدون أعضاء هيئة يتهيئون للأجتماع والمستشار السياسي يحمل الأوراق يتهامسون ضاحكين ( اليوم رجلين أبو زينب طالعة من الأوراق ..... أكيد أكو عقوبة ) .


يتبع في الحلقة السابعة عشر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من المسؤول عن جرية بشتاشان
علي سعيد ( 2010 / 5 / 7 - 20:38 )
الاخ فائز الحيدر شكرا على وفائك , لقد تابعت احداث بشتاشان عن قرب وتفاعلت معها وتحدثت عنها كثيرا لفداحة الجريمة التي ارتكبت بحق مناضلين قلما تجود بهم حركات المقاومة الوطنية وقبل شهر تقريبا نشرت مقالا في الحوار احمل فيه المسؤولية على السيد جلال الطالباني وحزبه لكني فوجئت من قبل السيد مسؤول محلية الحزب ينفي ان يكون السيد جلال الطالباني له علم بأحداث بشتاشان وان السيد نيشروان مصطفى هو الذي ارتكب هذه الجريمة البشعة ارجوا توضيح الامر ولك تحياتي مسبقا


2 - من المسؤول عن جرية بشتاشان
فائز الحيدر ( 2010 / 5 / 8 - 16:15 )
الأخ علي سعيد
شكرا لك على متابعة هذه المذكرات التي كتبت بصدق وامانة
ان موضوع بشت ئاشان هو موضوع معقد جدا وهناك وجهات نظر مختلفة سواء في داخل الحزب او بين من عاشوا الأحداث نفسها
لم اشارك في معارك بشت ئاشان لكوني كنت في قاطع بهدينان حينها ولكني سمعت ممن شاركوا بها وقرأت الكثير ما كتب عنها ، وما اعرفه هو ان ( أوك ) ورئيسه جلال الطلباني مسؤولين مسؤولية مباشرة عن الأحداث الدامية وما كان من نيوشيروان مصطفى باعتباره المسؤول العسكري للأتحاد الوطني وهو من قاد العمليات العسكرية إلا ان ينفذ اوامر قادته في الحزب
وبذلك وحسب قناعتي إن كل قيادة الأتحاد الوطني مسؤولين عن الأحداث والجرائم التي حدثت والتي كان بالأمكان وقفها إن أرادوا ذلك ومن غير المعقول إن قيادة أوك والسيد جلال لا يعرف الأمر
تحياتي لكم
..

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتدي على متظاهرين وصحفيين بمخيم داعم لغزة


.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش




.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش