الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فن الحياة

ماريو أنور

2010 / 5 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


زمن التركيز
(( الحياة ليست مسألة ديمومة بل مسألة تركيز . هناك حياة قد تمتد مائة عام و لا تساوى عشرين , وهناك حياة عشرين عاماً تساوى مائة )) .
فن الحياة هو أن يعيش الإنسان كل لحظة بمنتهى التركيز وبكل قلبه . يضع فى كل لحظة كيانه بالكامل . الحياة لا قيمة لها الا بقدر ما يعيش الإنسان كل لحظة كأنها حياته , كأنها أبديته . فلتكن كل لحظة من لحظات حياتنا لحظة مليئة بكياننا بكامله . نعيش اللحظة بملء ووسع كياننا .
حينما نمارس أى عمل يجب أن نضع كياننا كله فيه . ليس عملنا فقط و أنما كل حياتنا بكل ملابساتها , نضع كياننا فى كل لحظة من لحظاتها , وكل فعل , فى ابتسامتها , فى حديثنا مع الآخرين , فى سلامنا , نظرتنا للآخرين لتكن نظرة تدخل الى العمق و تدل على شىء . ليكن كل فعل يدل على كياننا . ولنكن متفاعلين دائماً مع اللحظة التى نوجد فيها لنحول اللحظة الى تركيز حياة ولا نجعلها تم فقط كلحظة .
بهذار المقدار وعلى هذا القياس تكون للحظات حياتنا قيمتها الأبدية .
وبهذا أيضاً يكون تأثيرنا فى حياة الآخرين . قد نقابل أناساً فى حياتنا لمدة دقائق لا تطول , وإنما يظل تأثيرها فينا على مدى الحياة , و قد نعيش مع أناس العمر كله و لا يؤثرون فينا . هذا قائم على ممارسة كل انسان لفن الحياة , الانسان المؤثر دائماً فى الآخرين هو الإنسان الذى يضع ذاته فى كل لحظة من لحظات حياته , يتفاعل مع اللحظة و يؤدى كل فعل بحب . بهذا يدخل فى حياة الآخرين و يحدث تغييراً جوهرياً فيها .
وحضور ... (( درجة التأثير قائمة على درجة التركيز و نوعية الحضور .... ليكن وجودنا ليس مجرد وجود فقط و انما حضور و تفاعل . الوجود مجرد شىء سلبى موضوعى قائم على مستوى مادى , أما الحضور فهو تفاعل إيجابى ذاتى قائم على مستوى روحى . الحضور يرجع الى نوعية الحية التى يحياها الانسان , ومن ثم فالتأثير قائم على الحضور . فالوجود لا يؤثر الا بقدر ما يكون هناك حضور , فالحضور فعال , أما الوجود فغير فعال . وحياة الإنسان ترتكز قيمتها بقدر ما فيها من حضور . الحضور هو التفاعل مع الموقف و الالتزام به . الانسان الذى يتفاعل مع الموقف هو الانسان الحاضر , أما الذى لا يتفاعل فهو غير حاضر و إنما هو مجرد موجود فقط .
بقدر ما يسعى الإنسان لتحقيق ذاته و يوحدها , ويركز حياته فى لحظة , فى نقطة واحدة , بقدر ما تكون حياته فعالة و مؤثرة . يحدث هذا فى أى لحظة , فى لحظة تأمل عميقة , فى حالة اختطاف , توحيد داخلى يشعلا الإنسان أنه وجد وحدة كيانه . وعلى وحدة كيان الإنسان ترتكز فعاليته الحقيقية . فعالية الإنسان لا تقوم على كمية الأعمال التى يعملها , و إنما على اسلوبه فى أداء هذه الأعمال . حينما يجد الإنسان وحدة ذاته و كيانه , وتتركز حياته حول نقطة مركزية , يصير يؤدى كل عمل فى حياته بحب , وتصير وحدة كيانه أقوى و أقوى , وتتبلور حياته و ترتكز أكثر و أكثر النقطة المركزية فيها . تصير حياته تأمل عميث مستديم . حينئذ يصير وجوده مؤثراً . اذن تأثير الانسان على التاريخ لا يرجع الى ما يفعله , وإنما الى ما يكونه .
(( ان ما ينقص ليس الوقت و إنما القلب ))
أحياناً يتصور الإنسان أن الوقت قد ضاق و لم يعد كافياً , فيصير يعدو من عمل لآخر فى عجلة يحاول أن يملأ فترة قليلة من الزمن بأعمال كثيرة . ربما من هنا نستطيع أن ندرك لماذا كانت السرعة ذات بريق خاص لكنه زائف . فنحن عندما نحاول أن نملأ اللحظة بأكثر من عمل فان هذا يعنى أننا نصارع الزمن الموضوعى و لا نتعداه بعد , والزمن الموضوعى , مهما كان الصراع , يشعرنا بالتناهى و العجز . لهذا ربما يكون عمل واحد نضع فه ذاتنا كافياً جداً و أعظم كثيراً من هذا العدو اليائس . فحياة الإنسان يجب أن تكون فى الكيف , وليس فى الكم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتفق معك
ناهد ( 2010 / 5 / 14 - 11:58 )
قد اتفق معك ، لكني لا اخفيك اني توقعت او بالاحرى تمنيت ان تزودني بسر السعادة مثلا او مشروب الحياة فلا زلت ارانا اموات او اشباه احياء .
هناك متعة لانجاز عدة اعمال في ذات الوقت ومتعة للسرعة.
تحياتي للكاتب
سلام

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب