الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإسلام الأوروبي ومسألة الهوية3-4

غسان المفلح

2010 / 5 / 13
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ماذا بقي فيَ من الإسلام ربما لمجرد أنني أتكلم العربية؟ أم لأنني أشعر أنني معني بقضايا العرب كجزء من هذه البشرية؟ هل ممارسة الطقوس الإسلامية الخمسة! أم لأنني من أصول إسلامية؟ كلها أسئلة وغيرها، يمكن أن يطرحها المسلم الأوروبي على نفسه، هل يمكن أن تمنع عني هذه الأسئلة في" أن أصبح مواطنا أوروبيا بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى؟
مشكلة أوروبا مع الإسلام العربي أم مع الإسلام بالمطلق؟ أين كانت هذه المشكلة قبل عقدين من الزمن؟ كانت شوارع باريس مليئة بالسائحات الخليجيات المنقبات، كان الأوروبي شغوفا بالمعرفة،ولازال...
شغوفا ليعرف ماذا تحت" الخمار الأسود؟ ولكن لم يكن يشعر أن هذا الخمار يشكل تهديدا لحضارته أو ثقافته..ربما هنالك ما يدعو لشيء من الابتسامة المريرة، إنني مسلم..وعربي..ومهاجر..وغير مرغوب فيه، علماني، ملحد، شيوعي، لبيرالي، يساري، ديمقراطي، هذه بضاعة تتاجر بها في بلادك، وليس هنا في بلادها، أو بلادنا" نحن من صدرها إليكم...تسفيل العرب هذا هو المعنى من كل هذا الضجيج، حول النقاب، وحول الإرهاب...هم يعرفون مصادره ويعرفون مموليه، هذا شأن عربي خاص...
أما موضوع الهجرة والخوف من الهجرة، يمكن أن يلمسه المرء، المهاجر عموما بات غير مرغوب فيه في أوروبا، يتحدثون عن الهجرة الأفريقية، حتى ولو كان المهاجرين غير مسلمين...الهجرة غير العربية، لا تعطى أبعادا سياسية، فقط الجاليات العربية هي التي تسفل...مسيحية كانت أم مسلمة...ماذا تحت" الخمار الأسود" نفط وإسرائيل واستبداد عربي مزمن وعريق، وله في سجل الخلود الأرضي حكاية، كحكاية ألف ليلية وليلة، دون أن تنتهي لياليها، وكلما شارفت على الانتهاء يبدأ العد من جديد..توريث جمهوري...هذه المعادلة التي تدافع عنها أكثرية النخب السياسية الأوروبية الآن...هذه الثلاثية هي التي يسترها الإعلام الأوروبي، ويضع عليها النقاب، نقابه الخاص.
بلجيكا حظرت النقاب اليوم...وأنا مع أن تحظر كل أوروبا النقاب في الأماكن العامة..وأن تظهر المنقبة وجهها عند اللزوم القانوني... لكن الأمر كله مرهون بتجدد الاستبداد العربي ضمن اللوحة الثلاثية، التي صنعتها أوروبا، ولازالت تحتاجها...
عندما أطلت نخب أوروبية، تجد مصلحتها في إشاعة الديمقراطية في الدول العربية، أغلقوا الباب بوجهها.
الذي حدث في العامين الأخيرين، هو انتصار اليمين التقليدي الليبرالي الأوروبي...وانكفاء التيارات الليبرالية العولمية...اليمين التقليدي الليبرالي الأوروبي..عرف وخبر هذه المنطقة العربية...وأمن تاريخيا مصالحه عبر نظم الاستبداد...واكتشف أن تحرر الشعوب العربية، أمر مرفوض وخطر على مصالحه...
الشعب الإيراني نزل إلى الشوارع يطالب بحريته...ماذا كان موقف أوروبا هذه؟
الحكاية هنا ليست حكاية ثقافة، والنقاب حكاية تافهة في مجريات الأحداث..لو تم طرح التصويت على منع النقاب على الجاليات الإسلامية في أوروبا...لنجح بنسبة ساحقة..لو بادرت بلجيكا..وجربت بأن تطرح موضوع منع النقاب على جالياتها المسلمة...لوجدت أن النتيجة ستكون لصالح منع النقاب...
لتبادر كل الدول الأوروبية وتطرح موضوع منع النقاب أولا على التصويت لدى الجاليات المسلمة..
- ارتدت الصحافية الفرنسية إليزابيث إلكسندر بمجلة "مارى كلير" الفرنسية النقاب لمدة 5 أيام وانطلقت في شوارع باريس لتكتب تجربتها الشخصية. وتُفرد المجلة خمس صفحات في عدد مايو (آيار) المقبل لهذه التجربة التي واجهتها خلف النقاب يوماً بيوم، والتي قام بتوثيقها بالصور زميلها المصور آلان كيلر. المنتقبات يدافعن عن موقفهن، في مقابل هجوم سهام حبشي، رئيسة جمعية "لا عاهرات ولا خاضعات"، على النقاب واعتباره على حد قولها "رمزاً لاضطهاد المرأة"، وكذلك جان فرانسوا كوبيه- سياسي فرنسي مخضرم ورئيس مجموعة الاتحاد من أجل حركة شعبية- المشارك في حملة منع النقاب، الذي اقترح غرامة 750 يورو على من تخرج عن الحظر. معسكران متضادان تحول الحوار بينهما إلى حوار "الطرشان"، ولكنه حوار يثير لعاب وسائل الإعلام التي لم يعد لديها إلا هذا الموضوع، وطبقاً للإحصاءات الرسمية الفرنسية فإن هناك 1900 امرأة منتقبة في فرنسا. تتساءل إليزابيث إلكسندر: كيف تم إحصاؤهن، وكيف نعرف أنهن مرغمات على النقاب كما يدعى البعض؟ وتضيف: المؤكد أن المرغمات على النقاب لن يجدن طريقهن للظهور أمام التلفزيون وسيُمنعن من ذلك- نقلا عن العربية...
هذا خبر طازج تناقلته وسائل الإعلام ..من أصل أكثر من ستة مليون مسلم في فرنسا...يوجد فقط 1900 إمراة منقبة..أعتقد أن هذه الصحفية الفرنسية الجريئة والتي تحترم مهنتها، قد وضعت يدها على الجرح: العلاقة بين السياسة والإعلام والنقاب، هنا جوهر القضية...
والسياسة لها بعد داخلي أيضا...ليست فقط بعد داخل اللوحة الثلاثية التي ذكرناها، ولكن اليمين الليبرالي التقليدي والمتطرف أيضا حتى ينجح بمواجهة يمين العولمة، والنيو لبيرالي، عليه أن يثير مسألة الهوية الحضارية والثقافية..وهنا الخطورة في الموضوع، لنلاحظ ذلك في الانتخابات البريطانية الآن!
ولاحظنا أن ساركوزي أثارها في حملته الانتخابية، وكذا اليمين الألماني...عليه أن يجند الشارع الغربي ضد خوف ما، خوف وإن كان موجودا فإنه مسيطر عليه تماما" هل تخاف أوروبا على حضارتها- قوتها من أقلياتها الإسلامية؟ هذه نكتة....وسأدفع الأمر خطوة إلى الأمام" لنفترض أن تنظيم القاعدة أعاد تكرار إرهابه مرة أخرى في أية دولة أوروبية، فهل الموضوع له علاقة بالنقاب، أو انه يؤثر على الحضارة الأوروبية في الحقل السياسي- حقل القوة؟
الموضوع يذكرنا بستالين الشيوعي الأممي" عندما استفز قومية الروس وأحيا القياصرة في مواجهة ألمانيا، وهو الجورجي أيضا" اليمين الأوروبي التقليدي يحتاج لاستثمار جديد من أجل إعادة الحياة له، وهذا ما حصل ويحصل الآن..الهوية الأوروبية..وفيها كل هوية على حدا..ألمانية فرنسية.. هنا تبحث مشكلة النقاب...
أما الجاليات المسلمة ورغم كل هذا الضجيج غالبية أجيالها تندمج في المجتمعات الأوروبية، وتستمد رموز هويتها الآن: من إسلام أوروبي تكرس عبر السنين كأمر واقع..والخطير في الموضوع لازال يتعلق بالجاليات العربية، التي لم تستطع الخروج من كون مرجعيتها هي" السلطات في البلدان العربية، وعندما تتخلص هذه الجاليات من هذه المرجعيات التي هي سبب في هجرتها، ويصبح لها مرجعيات تعددية أوروبية المصالح والقانون....عندها فقط يتغير مصيرها" نحو مواطن أوروبي مسلم...وهذا يقتضي من الدول الأوروبية، الدفع بالتجربة الألمانية نحو الأفضل، وصرف مبالغ حقيقية من أجل قيام مؤسسات، لمرجعيات أوروبية حقيقية..وليس البقاء في منطقة الرهان على ترحيل مسلميها...!
على المسلم الأوروبي أن يفصل بين دينه وبين احترامه للقانون في البلد الذي يعيش فيه، القانون ليس معتقد ديني...القانون الذي يسري على الجميع بمعزل عن أديانهم، ولا دين له خصوصية مطلقا تعارض القانون، الزواج من أربعة مثلا....إنه ظاهرة فردية...ويمكن للقانون الأوروبي أن يعالج هذه المسألة وفقا لنصوصه، لا أن تحال إلى حقل تسفيل كل الجاليات العربية المسلمة...كم مسلم عربي متزوج من أربعة في أوروبا؟...حتى في البلدان العربية هل هذه ظاهرة منتشرة؟ وأعتقد أن مرجعية أوروبية إسلامية، أمر سهل، لأن الإسلام عموما ليس فيه مؤسسة مرجعية واحدة...ليس لكل دولة عربية إسلامها وحسب، بل لكل منطقة في هذه الدول إسلامها...وماشاء الله مشايخنا أصبحوا أكثر من الطبقة العاملة!
أوروبا وطني...هذا العنوان الذي يجب أن ترفعه الجاليات العربية المسلمة، وبغير ذلك تبقى لعبة في يد تلك الثلاثية التي تحدثنا عنها...ومن هذا العنوان عليها أن تستمد هويتها...وليس من المسلمين الأوائل" بعض رؤساء العرب وملوكهم، وليس من بعض مشايخ العرب سواء كانوا بن لادنيين أم قرضاويين، سيستانيين أم حسونيين...تسمتد هويتها من البلدان التي تعيش فيها.
أما الحديث عن أن هنالك محاولات لأسلمة أوروبا، فهذا حديث من أجل الطرفة و"التهويش" ليس إلا، لأنه لا يوجد أساسا ما يستوجب التفكير بهذه الطريقة، سوى أوهاوم بعض الإسلاميين القليلي العدد والعدة، وتخوفات بعض علمانيي الشرق الجدد، إضافة إلى ثقافة استنفار الهويات العصبوية لدى اليمين الليبرالي التقليدي في أوروبا، وأحزابه بشقيها الليبرالي والديمقراطي المسيحي...يتبع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حبّة للتركيز
إيليا ( 2010 / 5 / 13 - 08:23 )
أنصحك عزيزي (المفكر) أن تتناول حبّة لتركيز الذهن قبل أن تنثر أفكارك على الناس
سأسألك الآن أكثر من سؤال، وأنت حرٌّ تجيب أو لا تجيب:
1- هل أنتَ مع النظم الديمقراطية، أم أنتَ معارض لها؟
2- هل يجب على هذه النظم أن تدفع عن نفسها الأخطار المحتملة، أم تستكين لها حتى تستفحل؟
3- لماذا تدافع عن (حق) ارتداء الحجاب والنقاب وأنت تدّعي أنك لا تحبّذهما؟ فإذا كنت تجدهما من مستلزمات الحرية الشخصية فأجب عن هذا التساؤل:
4- أليس الحجاب والنقاب فرضين، يفرضهما الدين أو التقاليد؟ فكيف يستوي الفرض مع الحرية؟
5- هل يجوز للمسلم الحقيقي أن ينبذ آيات الولاء والبراء؟
أفدنا من علمك سيدي العلماني


2 - إجابة على أسئلة السيد إيليا
Ghassan Almufleh ( 2010 / 5 / 13 - 09:30 )
1- أعتقد أنالموضوع برمته هو دفاعا عن النظم الديمقراطية وتقاليدهامن أية إفرزات ذات بعد سياسي أو امني يحد من فاعلية هذه النظم ويجعلها تنتقص من الحرية الشخصية للأفراد.
2- بالطبع يجب أن تدافع عن نفسها
3-الحجاب فرض ولكن النقاب ليس موضوعا إسلاميا وهناك اجتهاد بأن الحجاب حتى ليس فرضا وانا لست ضد أو مع الحجاب، بل ضد فرض الحجاب على أية إمراة، ولكن إذا هي اختارت الحجاب وهي حرة فأنا أدافع عن خيارها هذا
لماذا تؤمنون أن من حق أي امرأة ممارسة دينها، بينما ممنوع على المراة المسلمة هذا الحق
لماذا يقع على عاتق هذه المراة المسلمة التي تريد ممارسة دينها أن تقوم هي بعملية الإصلاح الديني في الإسلام؟ موقفكم أيضا من الحجاب تماما كموقف الإسلام السلفي المتشدد، ولكن مقلوبا وهذا لا علاقة له بحقوق المرأة وحريتها، كلاكما لديكم نفس النموذج من العمل للسيطرة عليها..
نحن نناضل من أجل إيجاد جاهزيات دستورية وقانونية وحقوقية تؤمن للمرأة حريتها في كل خياراتها الإنسانية..هذا هو المطلوب، وليس المطلوب هو أن نرفض او نوافق على الحجاب، وفي النهاية بإمكانك العودة لمقالي عن البيكيني والحجاب والشعر المستعار..وشكرا على أسئلتك


3 - أنت تعلم، ومع ذلك..!
إيليا ( 2010 / 5 / 13 - 11:53 )
(ماذا تحت الخمار الأسود نفط وإسرائيل واستبداد عربي مزمن وعريق)
عزيزي أستاذ غسان
طبعاً لن أوافق على إقحام إسرائيل بقضية الخمار، وسأكتفي بالنفط والاستبداد العربي. وهما في رأيك الرمزان ( العلتان -الخطران) اللذان يجسدهما الخمار. وأنتَ ضد هذين الرمزين ومع ذلك تستسخف المحاولات التي تسعى إلى استبعاد خطرهما المتجسد في الخمار. فماذا يعني هذا!؟
أنت نصير الديمقراطية وترى أن من حق الأنظمة الأوروبية أن تدافع عن نفسها، ولكنك تكتب مندداً بمواقفها السياسية وحقّها في الدفاع عن مكتسباتها، حين يتعلق الأمر بقضية الإسلام والحجاب، وتتجاهل حقيقة أن الإسلام ليس عقيدة فحسب بل نظاماً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، وأنه بات يهدد الهوية الحقيقية للمجتمع الأوروبي الحديث المتجسدة في القيم التالية: العلمانية، الحرية، حقّ المواطنة.. وهي قيم يناصبها الإسلام أشدّ العداء، فماذا يعني هذا؟
ترى أن الحجاب فرض، ومع ذلك تتحدث عن الحرية الشخصية. وتستخدم لفظة (تختار) في التعبير عن موقفك منه (ولكن إذا هي اختارت الحجاب وهي حرة فأنا أدافع عن


4 - أنت تعلم تابع
إيليا ( 2010 / 5 / 13 - 11:54 )
خيارها هذا) وأنت تعلم أن المرأة هنا لا تختار وإنما تنصاع لأوامر الدين والتقاليد والرجال. فماذا يعني هذا؟
يجب أن تلغي الفرض أولاً، كي يصبح حديثك عن حرية الاختيار صحيحاً.
الديمقراطية لا تنفي الدين ولا ممارسة الشعائر الدينية التي لا تتعارض مع حقوق الآخرين، وأنت تعيش في أوروبا وتعلم هذا حقّ العلم، فما معنى أن تتهمها وتتهمنا بنفي الدين وحرية الإيمان؟
الأذان مثلاً طقس ديني إسلامي ولكنه يتعارض مع حق الآخرين في الهدوء والراحة، ولذا فليس من الحرية السماح به.
أنتَ تعلم أنّ الحجاب تمييزٌ، ليس للمرأة المسلمة وإنما للمرأة الأوروبية السافرة، تعلم أن الحجاب نقيض السفور، وأنه يحدث إنقساماً في المجتمع ومع ذلك تتحدث عن حرية الحجاب وحق المواطنة، فماذا يعني هذا؟
وأنتَ تعلم أنّ المحجبة محرّم عليها أن تزوّج لمواطن من غير دينها، فكيف يمكنك بعد هذا أن تتحدث عن الحرية والمواطنة الصحيحة غير المنقوصة؟


5 - أنت تعلم تابع 3
إيليا ( 2010 / 5 / 13 - 11:56 )
وأنتَ تعلم أنّ الحجاب يمنع المساواة بين الذكور والإناث في كثير من الأنشطة الاجتماعية والرياضية، ومع ذلك تؤيد (حريته) في وأد المساواة، فماذا يعني هذا؟
أنت تعلم أن الحجاب وسيلة من الوسائل التي تستخدم من أجل قهر إرادة المرأة المسلمة ومنعها من الاندماج في مجتمعها الجديد، ووسيلة يستغلها كثير من التنظيمات الاسلامية من أجل تحقيق أحلامهم في السيطرة على أوروبا . ومع ذلك فإن هذا لن يقلقك.
وإنّ من لا يقلقه هذا الخطر مهما صغر، وإنّ من لا يبادئ باتخاذ التدابير الضرورية لتفاديه، يكن متواطئاً مع الخطر.
ومن المؤسف أن أسمعك تقول:( نحن نناضل من أجل إيجاد جاهزيات دستورية وقانونية وحقوقية تؤمن للمرأة حريتها في كل خياراتها الإنسانية..هذا هو المطلوب، وليس المطلوب هو أن نرفض او نوافق على الحجاب) وأنت تعلم أنّ الجاهزيات الدستورية والقانونية والحقوقية التي تذكرها هنا موجودة في أوروبا ولا تنتظر الإيجاد وإنما تنتظر تطبيقها في حياة المرأة المسلمة الأوروبية.
مع شكري العميق ودمت بخير


6 - صديقنا إيليا مرة أخرى
Ghassan Almufleh ( 2010 / 5 / 13 - 14:53 )
أشكرك على هذا النقاش ولو أنك تستبق بعض القضايا عالجتها في الجزء الأخير من هذه السلسة من المقالات، ومع ذلك لماذا تفترض من عندياتك، أنه لازالنا نعيش في عصر كل حجاب هو مفروض من الذكورة المتدينة، وهذا بالطبع غير صحيح..والدليل ظاهرة القبيسات في سورية، ظاهرة للطبقات الوسطى ومافوق الوسطى، والتي تتمتع فيها المرأة بحرية الحجاب من عدمه!ثم سأضرب مثالا فجا: الممثلة حنان الترك اختارت الحجاب بمحض إرادتها، وعادت للتمثيل في الحجاب، فهل أفرض عليها ألا تتحجب بحجة أن حجابها معادي لحرية المرأة؟ من الزاوية الحقوقية، كل المنظمات الدولية لحقوق الإنسان أدانت منع النقاب واعتبرته حرية شخصية فمابالك بالحجاب!!وتم التغاضي عن منعه إذا كان فقط يتعلق بأسباب أمنية أو تعاملية مع أجهزة الدولة! فمارأيك بذلك؟وهل تعتقد أن إقدام ساركوزي على منع النقاب له علاقة بحرصه على حرية المرأة الفرنسية المسلمة؟ لماذا لا ننظر للتجربة الألمانية لماذا النظر فقط للتجربة الفرنسية؟ لماذا لا تنظر للتجربة الأمريكية التي أكثر ما تضررت من الإرهاب، والتجربة البريطانية أيضا؟ هل من حقك أن تفرض الزواج المدني على إمرأة تريد ان تتزوج كنسيا؟ وشكرا


7 - أوروبا أم العالم الإسلامي؟
إيليا ( 2010 / 5 / 13 - 16:31 )
عزيزي وصديقي الأستاذ غسان حيّاك الله
نحن نتحدث عن الحجاب والنقاب في أوروبا، وليس عنهما في الدول التي تتخذ من الشريعة الإسلامية دستوراً. ولو كان الموضوع يدور حول الحجاب في العالم الإسلامي، لما دخلت لمناقشته
أنا عضو في منظمة من منظمات حقوق الإنسان، ولكنني رجل حرّ عاقل لا أقتبل كلّ رأي أو قرار تطرحه منظمتي، وإني أرفض قرار إدانة النقاب لسببين: أولاً لأنه يتناقض مع قرار آخر يوصي باحترام حرية وكرامة المرأة. ثانياً لأن فيه تهديداً لأمن المجتمع، وتهديداً لقيم نعتز بها كالمساواة بين الذكور والإناث، والحرية..الخ. ولكي أقتنع بصحة كلامك وبصحة القرارات التي تتخذها منظمات حقوق الإنسان يجب إثبات أن الحجاب والنقاب مظهران من مظاهر الحرية الشخصية. أما مثالك الأخير عن الزواج الكنسي فمرود ولا يقارن بزواج المسلمة. لأن الزواج هناك قائم في الأصل على مبدأ الاختيار والحرية. ويمكن أن يعقد بين أطراف من أديان ومذاهب شتّى

اخر الافلام

.. 31-An-Nisa


.. 34-An-Nisa




.. 36-An-Nisa


.. 37-An-Nisa




.. 39-An-Nisa