الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في القرآن 3

عهد صوفان

2010 / 5 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة نقدية للنصّ المقدّس - قصّة الخلق في القرآن 3

تكلم القرآن عن خلق الله للكون بآيات متباعدة وفي سور مختلفة . ولم يحصر قصة الخلق هذه بسورة محددة وبموضوع محدد, بل ذكره في أكثر من آية وأحيانا بجمل مكررة بألفاظها ومعانيها. وحصرُ الآيات الخاصة بالخلق يحتاج قراءة القرآن كاملا حتى تتمكن من جمع كل الآيات المتعلقة بالخلق...
وواضح أن القرآن ذكر أن الله خلق الأرض في يومين. وسواها بعد ذلك وخلق الماء و الجبال لتكون ثابتة و صالحة للسكن في يومين أو أربعة أيام وفقاً لآيات القرآن أيضاً. وبعدها ذهب إلى السماء وهي دخان, فعملها سبع سموات ورتبها وزين السماء الدنيا بالكواكب ووو..فمجموع الأيام ستة أيام أو ثمانية أيام.
و هذه القصة لا تنطبق مع قصة خلق الله الواردة في التوراة.بالرغم من أن القرآن حدد فترة الخلق بستة أيام مطابقة لفترة الخلق الواردة في التوراة, مما يعني أن اليوم في التوراة هو نفس اليوم في القرآن, فلماذا الاختلاف في تفصيلات الخلق؟ وإذا افترضنا أن التوراة محرّفة كما يقول المسلمون, فما هي مصلحة اليهود ليحرفوا كيفية خلق الله للكون, وهي لا تقدّم شيئاً أو فائدة لهم, والسؤال الأهم لماذا لم يواجه السيد المسيح اليهود بهذا التحريف وغيره من التحريفات المنسوبة لأهل الكتاب؟؟؟.ولماذا يسمح الله بتحريف وتبديل كلامه وأفعاله؟؟؟.
كذلك فإن قصة الخلق في القرآن لا تنطبق أيضاّ مع العلم الذي يقول بأن الكون وجد معاً في لحظة الانفجار الكوني والذي ثبت حتى الآن من قياس عمر الأرض والقمر والنيازك أنّ لحظة البدء واحدة. مع العلم أن القرآن قدم تبريرات غير علمية لخلق بعض مكونات الكون. فمثلا : الله يخلق الكواكب ( المصابيح ) ليرجم الشياطين الذين يسترقون السمع على الملائكة.. الشمس تغرب في بئر حمئة... ثبّت الله الأرض بالجبال ( الرواسي ) حتى لا تميد ( تتحرك )...
سؤال كبير يتبادر إلى الذهن هو: ما دام الله أوحى بكتابة أكثر من ألف صفحة في التوراة والإنجيل وأكثر من ستمائة صفحة في القرآن, وتكلّم مع البشر مراراً وتعامل معهم, وأرسل ملائكته وأنبياءه, واستجاب لطلباتهم وصلواتهم وقرابينهم. ألم يكن ممكناً إضافة صفحتين في لوحه المحفوظ؟ يفصّل بهما عملية الخلق بشكل يزيد من الإيمان والثقة به بدلاً من ترك الشكّ يزداد بين البشر. ألم يطلب من البشر أن يؤمنوا به ويعبدوه؟. ألم يخلق البشر ليعبدوه؟. إذاً لماذا يزرع الشكّ والريبة بنصوصٍ سماتها عدم الوضوح, وكثرة التأويلات والتفسيرات؟؟.
إذا نظرنا إلى كتب المفسرين لرأينا بشراً آمنوا وحاولوا إقناع أنفسهم قبل غيرهم بوضع تفسيرات بعيدة عن الموضوع فقط لتبرير التناقضات والغموض. لماذا يُطلب من الإنسان أن يؤمن بصورٍ رُسمت في الخيال بدلاً من تقديم الحقيقة؟؟...
لقد اجتهد المفسرون في إيجاد صيغ توفق ما بين العلم الذي بتّ في الكثير من الحقائق الكونية وبين الآيات القرآنية التي تحدثت عن الخلق وقدمت بعض التفاصيل المخالفة لمنطق الواقع. ولكن الكثير من هذه الآيات واضح المعنى وسهل التفسير, وتفسير المفسَّر يضيع المعنى ويدخلنا حالة الجدال العقيم.لأنه مهما وجدنا من صعوبات في فهم بعض الآيات , فإنّ الكثير منها واضح تماماً وتفسيره بيّن من خلال مفرداته. وبالعودة إلى القرآن نقرأ الآيات ونتركها تتكلّم وتخبرنا بما تحتويه:

هود: 7 "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ" ...

فصلت : 9 قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ (10) ثُمَّ استوى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11) فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12).

ففي سورة فصلت نلاحظ شيئاً مهماً جداً وهو: في الآية رقم 9 خلق الأرض في يومين. وفي الآية رقم 10 خلق الجبال وقدّر أقواتها في أربعة أيام, أي صار المجموع ستة أيام. وفي الآية 11 استوي إلى السماء وهي دخان فقضاهن سبع سماوات في يومين فيكون المجموع النهائي هو ثمانية أيام وليس ستة أيام. علماً أن القرآن ذكر في كل آياته الأخرى بأن الله خلق الكون في ستة أيام. فكيف نفسّر هذه الآية؟؟؟!!!..

أما فكرة أن الله ثبت الأرض بعد أن مددها ( بسطها طولاً وعرضاً ) فقد ورد العديد من الآيات التي تؤكد ذلك منها:
سورة لقمان 31: 10 "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ".

الرعد 13: 3 "وَهُوَ الذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ".

سورة الحِجر 15: 19 "وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ".

سورة النحل 16: 15 "وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلا لعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".

سورة الأنبياء 21: 31 "وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلا لعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ".

وقد أجمع كل المفسرين على أن الأرض كانت خفيفة الوزن تتحرك لأقل اضطراب بالاستدارة كالأفلاك أو تتحرك بأدنى سبب للتحريك .فالأرض كانت تميد وتضطرب, وهو الذي مدّ الأرض أي بسطها طولاً وعرضاً . فلما خلقت الجبال على وجهها , أثقلت جوانبها , وصارت كالأوتاد التي تمنعها من الحركة. وقيل لما خلق الله الأرض جُعلت تمور، فقالت الملائكة ما هي بمقرّ أحدٍ على ظهرها فأصبحت وقد أرسيت بالجبال".كذلك نلاحظ أن الله كبّر الأرض, أي كانت صغيرة, فزاد من طولها وعرضها.وهذا يجافي الحقيقة والعلم, ولم يثبت أنّ الأرض تمددت وزاد حجمها!!!...
الله يخلق الكواكب كراجمات للشياطين ولتزيين السماء الدنيا:

سورة المُلك 67: 5 "وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوما للشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ".

وتفسيرها أن الله زين السماء الدنيا ( الأقرب إلى الأرض بين السموات السبع ) بالكواكب المضيئة التي تضيء الأرض من جهة وتطلق الشهب لقتال الأعداء . أي و جعلنا الكواكب التي زينا بها السماء رجوما يُرجم بها من استرقّ السمع من الشياطين.كيف نقبل أن الله خلق الكواكب كمقذوفات تطلق على الشياطين؟؟.وأحياناً يقذفهم بالشهب, بهذه البساطة تمّ تفسير هذه الظواهر الكونية. كما قال أيضاً:

سورة الصافات 37: 6-10 "إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةِ الكَوَاكِبِ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لاَ يَسَّمَّعُونَ إِلَى المَلإِ الأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ دُحُوراً وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ إِلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ".

سورة الحِجر 15: 16-18 "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا للنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَاٍن رَجِيمٍ إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ".

كذلك فإن الله خلق سبع سماوات وسبع أراضي:
سورة الطلاق 65: 12 "اللَهُ الذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ".

خلق الأرض التي نحن عليها وست أراضٍ مثلها. فجملة السموات والأراضي أربعة عشر! .وهذه يعني أن الله خلق سبع أراض متشابهة إحداها الأرض.

سورة البقرة 2: 29 "هُوَ الذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ".

الله يخلق كل شيء على الأرض ويحضّرها وبعد ذلك يذهب إلى السماء ويعيد ترتيبها بتقسيمها إلى سبع سماوات . والسماء الدنيا هي التي سقف بها الأرض ( فوق الأرض مباشرة )..
ولكنه يقول في سورة النازعات :27 – 30 أأنتم أشَدُّ خلقاً أمْ السَماءُ بناها, رفعَ سمكها فَسوّاها وأغطش ليلها وأخرج ضُحاها, والأرضُ بعدَ ذلك دحاها..

هنا نجد تناقضاً صريحا, ًلأنه يقول بأنه خلق السماء أولاً وبعد ذلك دحا الأرض, بينما في سورة البقرة : 29 يؤكد أنه خلق الأرض وبعد ذلك استوى إلى السماء. كيف نفسّر هذا التناقض ؟؟؟!!!..

سورة فُصّلت 41: 12 "فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ".

هنا يوضح بأنّ الله عمل السماوات سبعاً خلال يومين ورتب كلّ سماء بما يلزمها وعمل الكواكب في السماء الدنيا القريبة من الأرض فقط لتزيينها ولتظهر بشكل جميل.... وكل سماء من هذه السموات تطابق التي بعدها وهكذا.
نوح: 16 «أ لم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا و جعل القمر فيهن نورا و جعل الشمس سراجا:» حيث يدل على مطابقة السموات بعضها بعضا.

السجدة : 12 و قال ثم استوى إلى السماء و هي دخان فقال لها و للأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين و أوحى في كل سماء أمرها..
عندما صعد الله إلى السماء كانت السماء دخان, حيث طلب الله من الأرض والسماء أن يأتيا إليه, فأتينا إليه طائعين, فرتب السماء سبع طبقات في يومين.كيف تأتي الأرض والسماء إلى الله؟؟؟!!!..
سورة الأنبياء 21: 32 وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُون".

وهنا يعتبر السماء سقفاً مرفوعاً فوقنا وكأنها سقف بيت أو خيمة. فهي جسم مادي رفعه الله ويمكن له أن يسقط من الأعلى..... وفسَّر البيضاوي "سقفاً محفوظاً" في سورة الأنبياء بأنه محفوظ من الوقوع بأمر الله. وفسر "مالها من فروج" في سورة ق بأنها "فتوق" بأن خلقها ملساء متلاصقة الطباق. وواضح من هذه الآيات مع تفسير البيضاوي لها أن الله خلق السماء التي فوقنا وهي سقف أملس واسع، وفوقه ست سموات كالسقوف بعضها فوق بعض. وخلق الأرض التي نحن عليها وست أراضٍ مثلها. فجملة السموات والأراضي أربعة عشر!وهذه يعني أن الله خلق سبع أراض متشابهة إحداها الأرض التي نحن عليها. ولكن إن نظرنا إلى الكون اليوم نجد ملايين الكواكب المشابهة للأرض في مجرتنا وبقية المجرات!!!!..

سورة الحج 22: 65 "وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ".

الله يمنع السماء أن تقع فوق رؤوسنا رحمة منه ولكنه لوشاء لأسقط السماء علينا وقتلنا جميعاً.... فالسماء جسم قابل للسقوط!!!!

سورة ق 50: 6 "أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَالهَا مِنْ فُرُوجٍ".

الفروج جمع فرجة: الشقوق و الفتوق، أي لا يوجد شقوق في السماء.وعدم وجود الشقوق يدلّ على قدرة الله في خلقه. ربما كان المتوقع ان تكون السماء متشققة !!!....
كما وصف القرآن مسار الشمس لمستقرها الذي ستثبت به ولا تتحرك:

جاء في سورة يس 36: 38 "وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ".

أي أن الشمس تسير إلى المكان الذي يكون مكان استقرارها وثباتها وقد حاول المفسرون أن يجدوا حلاّ لهذه الآية فقال بعضهم بأن مستقر الشمس يكون في نهاية الكون, أي عند اختفاء الكون!!!!.وهذا يعني أن الشمس عندما تغرب تستقرّ في مكان ما حتى الصباح فتنطلق من جديد في إشراق جديد...

سورة الكهف 18: 83-86 وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي القَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً فَأَتْبَعَ سَبَباً حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْماً .

وفي تفسير هذه الآية: إن اليهود سألوا محمداً عن الاسكندر الأكبر، فقال إن الله مكّن له في الأرض فسار إلى المكان الذي تغرب فيه الشمس، فوجدها تغرب في بئر حمئة، وحول البئر قوم يعبدون الأوثان! وسار إلى المكان الذي تطلُع منه الشمس فاكتشف أنها تطلع على قوم لا يسترهم من الشمس بيوت أو ثياب! وسار في طريق معترض بين مطلع الشمس ومغربها إلى الشمال فوجده ينتهي إلى جبلين، فصبّ بينهما ردماً من الحديد وكوَّن بذلك سداً منيعا لا يدركه إلاّ الله يوم قيام الساعة! وقيل: أن ابن عباس سمع معاوية يقرأ "حامية" فقال "حمئة" فبعث معاوية إلى كعب الأحبار: كيف تجد الشمس تغرب؟ قال في ماء وطين".
فنحن أمام آيات لا تمت للعلم بصلة وتفسيرها خرافي وغير حقيقي.لأن الاسكندر الأكبر شخصية حقيقية معروفة وكلّ حروبه ومعاركه مدونة ولم يسجّل في تاريخ معاركه ما يثبت أنه ذهب إلى حيث تغرب الشمس, وأنه رأى هذه الرؤية........

الأنبياء : 30 أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا ففتقناهما وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ ..

من هذه الآية نجد أن الأرض والسماء كانتا متصلتين (رتق ) وقد فصلهم الله (فتق ), ويقول بعض المفسرين أن الله ميز الأرض عن السماء بفتقهما عن بعضهما البعض, والفتق كان بإنزال المطر من جهة السماء وإنبات الشجر والنباتات من جهة الأرض. وكل هذه التفسيرات لتبرير نصّ الآية وخلق معاني غير متناسقة, وكأننا أمام تأليف معاني لهذه الآيات!!!
كذلك نلاحظ أنّ القرآن اعتبر السماء جسماً ماديّاً قابلاً للسقوط وللطي والتوسّع ولها أبواب كما في الآيات التالية:

الحجر : 15 وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ. لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ" .

الأنبياء : 104 "يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ".

الذاريات : 47"وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ"

من الآيات السابقة وآيات أخرى كثيرة نجد القرآن مثل التوراة قدم الغموض والتناقض وبدلاً من أن يشرح ويزيل الالتباس والشك زاد من الريبة والشكّ, حتى أن المفسرين اختلفوا في كثير من التفسيرات, ولم يجزموا في أغلبها. وكمثال بسيط على ذلك فقد قال بعضهم: إن الأراضي السبع التي ذكرت هي سبع طبقات من الأرض, أي تمثل طبقات الأرض وليست كواكب أخرى تماثل الأرض, وأن السماء واحدة ولكن من سبع طبقات.. كل ذلك للهروب من الوقوع في التناقض مع العلم, وإعطاء تفسيرات غامضة يجوز فيها كل الاحتمالات والتفسيرات...
لكن الآيات تتكلم وتعبر عما فيها من معاني....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا للكاتب المحترم
محمود قيس ( 2010 / 5 / 15 - 22:04 )
علما ان اللة مشكلته لا يعرف متى خلق الكون على سبيل المثال كان على اللة ان يحدد خلقت الكون قبل ميلاد النبي ابراهيم او قبل ان اعاقب ادم وحواء وانزلهما الى الارض او قبل ولادة محمد ان الانبياء ايضا لم يشيروا الى هذا فترة خلق الكون لتبقى لغزا كما مذكور في الايات اعلاه غموض في التفسير لانه -- سجع القراْن -- لكي يخلد افكارة وتبقى ولكن العلم كشف الكذبة الكبرى وهي -- الله -- وما محمد الا شاعرا لا يتمتع بانسانية الشاعر


2 - تعدد
حمورابي ( 2010 / 5 / 16 - 08:53 )
اخي عهد.....اعتقد ان هذه الاختلافات مردها تعدد كتاب القران ,وكل يكتب بما علم من الكتب والاساطير السابقة للقران .تحياتي


3 - رد
عهد صوفان ( 2010 / 5 / 16 - 10:18 )
شكرا لك أخي محمود على الكلام المستنير الذي يستطيع وحده ان يميز ويرى الحقائق ويبين خرافات المقدسات. صدقني وبالرغم من وضوح التناقضات في القرآن يراهه البعض كلاما منزلا... تحياتي.

أخي العزيز حمورابي أن نفسر لماذا يوجد اختلاف وتناقض في القرآن شيء مهم وجميل ولكن الأهم أن نبين ونظهر هذا الاختلاف وهذا التناقض مع العلم والحقيقة.وعلى ما يبدوا ان اللوح المحفوظ مكتوب بطريقة القرآن. فكل المواضيع في القرآن ذكرت في سور مختلفة ومتباعدة وغير مرتبة حسب موضوعاتها. وكل السور مملوءة بآيات معترضة ولا دخل لها بالموضوع لتكون دليلا على ضعف البيان والبلاغة.... تحياتي


4 - تناقض
مايسترو ( 2010 / 5 / 16 - 14:26 )
تحية للأستاذ عهد، وأقول أنه طالما أن المصدر والنبع واحد لكل الكتب الثلاث المسماة مقدسة، فإنه ليس من المستغرب أن نجد نفس التناقض مع وجود القليل من الاختلاف الذي لا يؤثر على المسار العام لأسطورة هذه الكتب ، فكله من نفس المصدر الخرافي


5 - ما رد صفاء ابراهيم ؟
مجيد من المغرب ( 2010 / 5 / 16 - 15:24 )
شكرا استادي عهد صوفان على شجاعتكم وجراتكم في تفنيد اساطير وهرطقات الاولين، ويا ريت لو تقرا الانسة صفاء ابراهيم هدا المقال القيم ونحن في انتظار ردها الكريم وان لم تستطع الرد فلاباس من الاستعانة بالعالم الكبير زغلول النجار
ولكم كامل التقدير والاحترام


6 - رد
عهد صوفان ( 2010 / 5 / 16 - 17:34 )
أخي العزيزمايسترو. من يفتح عقله يرى الحقيقة ويستطيع أن يرى عيوب وخرافات الماضي ولا بد من تحليل هذه النصوص واظهار ما بها من تناقضات وضعف لعل البعض يغير موقفه منها ويتحرر من سيطرتها ونحن جميعا ملزمون بهذه الرسالة: ان نبين ونظهر اسطورية النصوص المقدسة وفضح عيوبها وشكرا لك..

أخي مجيد من المغرب تحية لك ولكل أهل المغرب فالعالم صار صغيرا بقوة المعرفة لأنها هي وحدها الحقيقة. اما ماضينا المملوء بالخرافات والسحر والتضليل فقد سقط امام العلم ولم تعد حجة مناصريه قادرة على مواجهة حقائق الحياة. ولكن يا صديقي علينا الثبات بوجه المتكسبين من هذا التاريخ ومن اساطيره فهم أثروا وجمعوا المال وملأوا الشاشات يدافعون عن هذه الأساطير. شكرا لك صديقا عزيزا


7 - بعد التحية لكاتب المقال
فاهم إيدام ( 2010 / 5 / 16 - 22:03 )
فممّا لالبس فيه إذا ما تركنا المفسّرين وتخريجاتهم التي تحاول إنقاذ ترّهات الكتب المسمّات ـ سماويه ـ، وذهبنا لقرائة قصّة الخلق في القرآن، فاننا سنرى بوضوح أن القرآن يتحدّث عن أرضٍ منبسطه ـ بن باز امام الوهابية صرّح بذلك علناً ـ وسماء منبسطة أيضاً. وبهذا التصوّر تتناغم فكرة أن الشمس تدخل في تلك الحمئة التي رآها الاسكندر!!! فلو كان مؤلف القرآن ـ والذي نعتقد من جانبنا أنه محمد نفسه ولكن باستفادات جاءت من آخرين ـ يعلم عن كروية الأرض ما كان قد أعاد القصّة الخرافية للخلق في التوراة، وما كان ليقول ما قاله حول الاسكندر. وشكراً على المقال


8 - جزء من تفسير الآيه رقم 9 في سورة فصلت
سالم محمد ( 2011 / 6 / 29 - 19:48 )
عن ابن عباس قال هناد: قرأت سائر الحديث أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن خلق السموات والأرض فقال صلى الله عليه وسلم: «خلق الله تعالى الأرض يوم الأحد ويوم الإثنين وخلق الجبال يوم الثلاثاء وما فيهن من منافع وخلق يوم الأربعاء الشجر والماء والمدائن والعمران فهذه أربعة {قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين * وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين} لمن سأله قال وخلق يوم الخميس السماء وخلق يوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة إلى ثلاث ساعات بقيت منه وفي الثانية ألقى الاَفة على كل شيء مما ينتفع به الناس وفي الثالثة آدم وأسكنه الجنة وأمر إبليس بالسجود له وأخرجه منها في آخر ساعة» ثم قالت اليهود ثم ماذا يا محمد قال «ثم استوى على العرش» قالوا قد أصبت لو أتممت, قالوا ثم استراح, فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضباً شديداً فنزل {ولقد خلقنا السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون}.

http://www.elgnaway.8m.com/ebn%20kather/ebn%20kather.htm


9 - جزء من تفسير الآيه رقم 9 في سورة فصلت_(2)
سالم محمد ( 2011 / 6 / 29 - 19:56 )
وهذا حديث يفسر الآيه أيضا:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: «خلق الله التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم الإثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر يوم الجمعة آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات يوم الجمعة فيما بين العصر إلى الليل» . رواه مسلم والنسائي

وأخيرا هذي بعض المواقع اللتي تفسر الآيات ارجوا الأستفاده منها قبل كتابة أي موضوع يخص بالقرآن:

*تفسير القرآن لأبن كثير(ملف وورد قابل للتنزيل)
http://www.elgnaway.8m.com/ebn%20kather/ebn%20kather.htm

*مجموعة تفسير القرآن للشيخ محمد بن صالح العثيمين بصيغة RMand MP3

للتواصل ايميلي [email protected]

Salim Mohammed

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب