الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المدونات ثورة ضد انحصار حرية التعبير

صابر الفيتوري

2010 / 5 / 18
المجتمع المدني


كل يوم يمر يُكتشف زيف الصحافة التقليدية ، فوتيرة الحراك الإنساني والسعي نحو التطوير ، تهديم الاحتكارات ،خلق البدائل ،البحث عن خبر جماهيري، هي ردة فعل طبيعية للانفراد بالرأي الأحادي، الممارس من قبل الدول ،والذي لا يقيم أي اعتبار لرأي الفرد ،كجزء أساسي في هذا الكل الذي يكّون المجتمعات على اختلاف أيديولوجياتها ..
فالرأي العام يصنع و(يفبرك) وفق وجهة نظر (الحاكم ) ، ولعل انحصار حرية التعبير عبر الصحافة بكل أشكالها المكتوبة والمسموعة والمرئية ،أحد أوجه هذا المسبب للتذمر الزائد من الحكومات ، ولأن الصحافة تعاني من إشكاليات لا حصر لها ، أزمات شديدة تمس أهم عناصرها ، وهي المصداقية ، وهذا نتيجة حتمية لفقدان الحكومات التقليدية لمصداقيتها في الأساس ،وعجزها الصريح على أن تقنع مواطنيها بجودة منتجها المسمى الصحافة ، وتحت أي من التسميات النمطية المختلفة التي كثيراً ما تأتي كشعارات دعائية ليس إلا كالصحافة الحرة أو الصحافة المستقلة أو تلك التي ترفع شعار الرأي والرأي الآخر الخ ..
فما تريده هذه الدول هو ما يجب أن يقرأه المواطن دون مشاركة منه أو مساهمة يقدمها ، وكأنه غير معنى بذلك وهذا إقصاء له ، ترك أزمة حقيقية وفجوة من الصعب رأبها بين المواطن وأطره السياسية ..
فكّر العديد من المفكرين الثوريين المستنيرين في مناهج تؤسس وتخلق سبلا جماهيرية يكون فيها الدور الأكبر والإسهام الجاد للفرد ..
وهنا تواجدت الكثير من الأحلام الإنسانية المشروعة لافتكاك دفة القيادة من سيف التسلط ، لكن في كل مرة كانت تصطدم تلك الأحلام بجدار الواقع التعس ..
شهد التاريخ الحديث عدة محاولات لتطوير الصحافة لتكون لسان حال الجماهير ، منها تجربة (المواطن المحرر) أي الاستعانة بالمواطنين في تحرير الصحف وتقديم فقرات البرامج وما لبثت إلا وانساقت في الدوامة ذاتها ..
آخر هذه المستجدات تجّسد بظهور شبكة المعلومات الدولية "الانترنت " واستحداث فكرة "المدونة الالكترونية" التي تتيح استخدام مثالا لصحيفة لكل فرد ،يستطيع من خلالها التعاطي مع الأحداث اليومية ،ووفق ما يراه دون رقيب أو تسويف ،وبعيداً عن الفروض ،وبذلك صار بالإمكان الاستغناء عن الصحافة التقليدية التي بدت في تراجع مستمر بتكاثر المدونات الشخصية التي تنقل عنها الكثير من الوكالات أخبارها، حيث تعتبر مصدرا موثوقا ،لبساطتها والتيقن أنها لم تأتى إلا لوجود نقص ،وعجز ترغب في التغلب عليه، وطبقت على ارض الواقع مقولات الإعلام الجماهيري ،فارضة واقعاً جديداً يحاكي طموح الإنسان في تعبير جماهيري بلا قيود ..
وهكذا سميت المدونات بالصحافة الشعبية ، صحافة تعتمد على فرد واحد لا تطالها رقابة وهي تجسيد حقيقي للصحافة الشعبية ،وهي الآن صحافة العصر الجديد، ألا أنها في بدايتها ما تزال ، وكل شيء في البدايات لابد أن يشهد الكثير من الفوضى ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال العشرات في جامعات أمريكية على خلفية الاحتجاجات المؤيد


.. الخبر فلسطيني | تحقيق أممي يبرئ الأونروا | 2024-05-06




.. مداخلة إيناس حمدان القائم بأعمال مدير مكتب إعلام الأونروا في


.. مفوض الأونروا: إسرائيل رفضت دخولي لغزة للمرة الثانية خلال أس




.. أخبار الساعة | غضب واحتجاجات في تونس بسبب تدفق المهاجرين على