الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثنائية الخطيب والمحاور او -المطلق والنسبى-

عبد العزيز الخاطر

2010 / 5 / 19
المجتمع المدني


من يتكلم بالمطلق فهو خطيب, ومن يعتمد النسبى فهو محاور, بغض النظر عن صحة ادعاء كل منهما, مكانة الخطيب والخطابه كبيره فى مجتمعات المطلق بجميع اشكاله الدينيه او الاجتماعيه, فهى مهنة المهن وصناعة الصناعات ,كما ان الحوار والجدال باللتى هى احسن منهج ربانى, فكيف يخرج من المطلق منطقا نسبيا كما جاء فى القران. لا نعى هذه الحقيقه بالشكل المطلوب, التغليف الاجتماعى لمفهوم المطلق زاده عنفا فاصبح الزعيم جزء من المطلق الذى لايمس وكذلك النظام والعشيره والاقربون فازداد بالتالى الخطباء والمرسلون من كل حدب فى الارض. فضعفت بالتالى ارادة الحوار ومن يحاور واصبحوا عرضه دائمه للهجوم والاتهام. لااصلاح دون حوار ولاديمقراطيه دون تبادل رأى, ولاتقدم دون استماع للرأى الاخر . العقائد من المطلق الذى لايمس وهى حق فى نفوس اصحابها.سوى ذلك قابل ان يكون نسبيا. خطرت لى هذه الفكره وانا اشاهد برنامج الاتجاه المعاكس منذ اسابيع قليله وكان عن موضوع الغرب وعلاقته بالمسلمين وتاريخ هذه العلاقه. وكانت بين داعيه سعودى هو الدكتور العواجى واخر من دولة البحرين وهو رئيس لمنتدى للحوار هناك لااذكر اسمه واعتقد انه "الموسوى"وبدا متمدنا جدا فى لبسه وطلته بالرغم من حمله للصفه الدينيه كذلك. استعمل الشيخ السعودى المطلق الدينى والاجتماعى فى غير موضعه فاطلق اوصافا على الاخر تشكك فى دينه بل وفى البلد التى ينتمى اليه , فى حين بدا الاخر محاورا ذكيا استوعب كل ذلك وارجعه الى ماتعلمه من دينه فى الرد بالحسنى وبالحوار الحسن. هنا الاحظ موقفا بعين مجرده بعيدا عن ما يمثله الطرفان دينيا او اجتماعيا. الموقف يفرض اشكاليه تتمثل فى جمود المجتمع وعدم قدرته على الفرز بين ماهو مطلق وما هو نسبى او من المفروض ان يكون كذلك. وقد سبق ان شاهدنا وفى نفس البرنامج ومن عدة سنوات لقاء بين الشيخ القرضاوى وبين صادق العظم لم يكن سارا لاتباع الشيخ . كما بدا الشيخ العواجى ايضا منفعلا وغير مقنعا فى موضوع نسبى وهوتاريخ الغرب مع الاسلام وتصديهم ومعاداتهم له هذا لايعد ابدا من المطلقات حتى يتهم من له وجة نظر فيه بانه كذا وكذا وبان بيئته كذا وكذا كذلك.
من مصلحة الخطيب اى خطيب ان تزيد مساحة المطلق ليمارس مهنته خاصه ان الخطبة تستلزم الاستماع فقط والا بطلت الصلاه دينيا او خرجت عن النظام واصحابه اجتماعيا, ومن مصلحة الامه اقامة مجتمع الحوار وزيادة مساحة " النسبى" والمسموح مناقشته لعمليه التطور اللازمه لاى مجتمع. فاذا كانت الامه عاجزه حتى اليوم عن التعامل مع المطلق الاجتماعى فكيف لها ان تحسن وان تفرق مابين الدينى منه واللادينى او مالتبس بقماش وبردة الدين منه. عقلية الخطيب لاتدل على تعافى لانها ابوية المنشأ وواحديه لاترضى لها شريكا بينما الحوار ثنائى الطبيعه اجتماعى المنشأ يحتمل الرد ويقبل بالبديل.خيار الامه واضح ولكن تطبيقه دونه صعاب الا اذا مانقىء دين مما علق به كما ينقى الثوب الاسود من الدنس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ديلي ميل: تحقيق يكشف تورط خفر السواحل اليوناني بقتل عشرات ال


.. مؤسس نادي كرة قدم للمكفوفين في العراق يروي قصته بعدما فقد بص




.. عراقيون كلدان لاجئون في لبنان.. ما مصيرهم في ظل الظروف المعي


.. لدعم أوكرانيا وإعادة ذويهم.. عائلات الأسرى تتظاهر في كييف




.. كأس أمم أوروبا: لاجئون أوكرانيون يشجعون منتخب بلادهم في مبار