الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطابات الشيوعية التبريرية الإرضائية

محمود مراد

2004 / 8 / 6
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


قرأت مقالاً بعنوان (نحو الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري . . . )
بقلم الكاتب عزيز عمرو . . .
هنا أرى بأن الذكرى الألف لتأسيس الحزب الشيوعي ستذكر نفس هذه المحطات بهذه اللغة والخطاب التبريري الماضوي عوضاً عن الطرح و الخطاب التغييري الحيوي المثير المعزز للفعالية النقدية المنسجم مع إذكاء العقلية المادية الجدلية ، التي تعمل على إنهاض العملية السياسية النضالية .
لا شك بأن الكتابة في هذه الذكرى و أي ذكرى في الحياة السياسية الهدف منها بالتأكيد هو إنهاض الروح النضالية ، كما قلنا آنفاً، و هذا لا يتم باستعراض أسماء و مواقف الشخصيات الشيوعية البطلة و تكرارها ، و لن تمجد باعتقادي لمجرد ذكرها و الاستشهاد بآرائها و إنما باستكمال مسيرتها النضالية.
فالمناسبات يجب أن تكون محطات للتقييم و الدراسة و إضفاء روح الوعي النقدي على تجارب و مواقف الشيوعيين ، لا بالتنطع و الزهو بالخطب و الكلمات ، بهذا الشكل لا تنسف المحطات الهامة المعنوية لذكرى تأسيس الحزب الشيوعي ، كما يعتقد البعض ، بل بالعكس تماماً ، كما يتعين الدخول في الحاضر .
فعندما يقول الكاتب : (أن شيوعيي الجزيرة و أصدقائهم يعتزون بتاريخ حزبهم و منظمتهم و يفتخرون بصمود و تضحيات رفاقهم) . . .
هذه اللغة التبريرية الإرضائية و التغني بالماضي و الشعارات و البكاء على أطلالها لن تطور الشيوعيين ولن تساهم في تفعيل الحياة السياسية في المجتمع السوري و لن تعمل على تحرير الرؤية الماركسية من خطابها المحنط، وتغليب جانبها الفكري المعرفي ، فمن لا حاضر له . . .
فبأي صيغة نقيم و نقف أمام ماضيه .
فوجدت الصعوبة في انتشال الدقة في بعض تعبيراته، فعندما يقول مثلاً :( لكن هذا لا يعني أن قيادة المنظمة لم تقع في بعض الأخطاء خلال هذه المسيرة الطويلة). . . بل يجب القول : إن قيادة المنظمة مارست الفردية، المسؤولة عن الأزمات و التراجعات ، و أبعدت عناصر مثقفة بل كل المثقفين ، و إقصائهم و عملت على تغييب الأقلام الماركسية الحية الرافضة لعقلية الإملاء و الولاءات الشخصية،
ولكن في الجانب الآخر يجب الاعتراف بأن قيادة المنظمة كانت لها جوانب إيجابية .
إذاً كيف تفسر حالة الانقسامات و التراجعات في جسم الحزب ، و الكاتب مطلع أكثر من الكل بأن الشيوعيين خارج الحزب هم أكثر عدداً ، إذاً إلى ماذا تعزو كل ذلك ، فقط إلى بعض الأخطاء ارتكبتها القيادة .
فأستطيع هنا القول عكس ما يطرحه الكاتب : بأن شيوعي الجزيرة وغيرهم لم يتمكنوا حتى الآن من دراسة و تفسير الواقع السياسي لأنهم أدلجوا حتى النخاع ، و ابتعدوا عن أسس الجدل و بالتالي جسدوا (الجمود و التحجر و العدمية واحتكار الحقيقة ) ، لذلك عانوا ما يعانون الآن من مآزق من وراء كل هذا . . .
فنسأل هنا هل مشكلة الشيوعيين في خطابهم فقط ؟ لا بالتأكيد لأن الخطاب نتاج فهم و تفسير خاطئ للوقائع ، فالذي لا يفسر بشكل دقيق لا يستطيع أن يغير و ينهض بآلياته و أطروحاته و خطابه .
أحاول هنا الابتعاد عن تصنيف هذا الخطاب بالأصولي ، و لكنني لا أجد سوى هذا الوصف ، أيضاً أتمنى ألا أكون ممن يرشقون الأشخاص بحجارة الانتقاد خلف آرائهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا