الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشخصية العراقية بين علي الوردي ومكارم ابراهيم

مكارم ابراهيم

2010 / 5 / 22
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات




بعد مرور تسعة عشر عاما على وجودي في الدنمارك وبسبب اقترابي من الشخصية الدنماركية من جهة والشخصية العراقية من جهة اخرى واجهت صدامات سلوكية واخلاقية عميقة بين هاتين الشخصيتين لذلك اتسائل هنا هل مازالت الشخصية العراقية مطابقة لمواصفات الشخصية التي حللها عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي ولم تتطور على الرغم من اختلاطها بالشخصية الاوروبية لفترة زمنية طويلة ؟وهل العوامل البيولوجية للفرد العراقي اقوى من العوامل الاجتماعية في البيئة الاوروبية فلم يحدث تفاعل كافي لتغيير الشخصية العراقية؟

لقد وصف علي الوردي الشخصية العراقية بإلازدواجية فهي تحمل قيم متناقضة ,قيم البداوة وقيم الحضارة بسبب جغرافيا العراق حيث ان وجود نهري دجلة والفرات سمح بنشوء حضارة بلاد الرافدين كما ان احاطتها بمساحات صحراوية عربية شاسعة ادت الى هجرة اعداد كبيرة من البدو الى العراق وهذا ماأثر في تكوين الشخصية العراقية المزدوجة البدوية الحضرية.

وبغرض الحفاظ على موضوعية البحث فلا افرض التعميم على كل العراقيين والعرب في ملاحظاتي لانه بالتاكيد يوجد حالات استثنائية.
ان غالبية العراقيين بغض النظر عن كونهم مقيمون في اوروبا لسنين عدة و اكادميين ولديهم ارتباط اسري اوروبي اوعلاقة زوجية اوروبية تجد ان صفات البداوة والتعصب واضحة مثل المبالغة المفرطة في التعبيرات الكلامية , العلاقات ,المشاعر على السواء في الحب و الكره ,وكذلك التفاخر بالنفس.

فعندما يحب العراقي امراة يبالغ في وصفها الجمالي لدرجة انني اتصور بانني سوف ارى صوفيا لورين واذا بي امام امراة عادية جدا او العكس.
وكذلك يبالغ في حبه لحبيبته فهو يرفعها الى السموات العليا ويضعها بجانب النجوم وعندما يكرهها فانه ينزلها اسفل السافلين ولذلك فان السقوط الى الارض يكون احيانا مميتا وكذلك الحال عند المراة.

وكما ان التملك واضح فانه لايتخلى عن الحبيبة او الزوجة رغم انتهاء العلاقة وكانها عبدة حصل عليها في غزواته مع النبي محمد ويجب امتلاكها الى الابد.
والتفاخر صفة بدوية اخرى واضحة جدا في الشخصية العراقية فتجده يتفاخر بانه استطاع ان يحصل على الفتاة الفلانية دون ان يحترم قدسية العلاقة. ويتفاخر بانجازاته ودراساته واعماله ومنصبه فيقول انا وانا وانا حتى يصدع راسك وربما يبالغ بمقدار تسعة وتسعون بالمئة في حديثه.
و يبالغ في وضع العديد من الالقاب امام اسمه ربما كلها مزيفة ولايستحقها.

ومن الصفات البدوية مثل الولاء لرئيس القبيلة وليس للدولة نجدها بوضوح هنا فتجد ان الفرد العراقي يحاول ان يتصدر الجالية العراقية باي شكل ويتوعد بسحق كل المخالفين له فالكل يهابه بما فيهم الذي يتفاخر بجرأته وارتفاع صوته بين الناس وهو في الواقع مجرد فأر صغير لاحول له ولاقوة.
وتجد غالبية العراقيين وكذلك الاقليات العربية ليس لهم ولاء للبلد اقصد للدنمارك التي قبلت ان تستقبلهم وتعطيهم الاقامة والجنسية فتراهم يحتالون على هذا البلد بالغش ويشتمونه بدل ان يكونو شاكرين لفضله عليهم بالاقامة وتوفير كافة الامكانيات اللازمة للمعيشة برفاه.

وفي كتاب" وعاظ السلاطين" للدكتور علي الوردي يصف رجال الدين بالوعاظ الذين يعتمدون على منطق الوعظ والارشاد الافلاطوني وهم انفسهم لا يتبعون النصائح التي ينادون بها لانها وبكل بساطة تفوق قدرة الطبيعة البشرية . الا اني اجد ان صفة الوعظ والارشاد صفة عامة على غالبية العراقيين وليس فقط رجال الدين.

فقد تلتقي بامراة عراقية او عربية غير ملتزمة بمبادئ الدين الاسلامي شكلا ومضمونا اي لاترتدي الحجاب وربما ترتدي لباس فاضح ولاتصلي ولاتصوم ومع هذا تجدها تصب عليك كل المواعظ والفتاوي والارشادات الدينية وتدافع بكل حمية على الاسلام رغم انها لاتلتزم باي نصيحة اسلامية ولكن اذا اخذنا النساء الغير عربيات فنجد ان الوعاظ الديني يقتصر على النساء المتشددات دينيا.
اما اذا اخذنا الرجال العراقيين فنجد انهم متخصصون ويجيدون مهنة الوعاظ في الدين حتى لو لم يكن من الملتزمين. وكذلك تجده بارعا في اعطاءك الارشادات الفنية او التقنية متافخرا بعلمه رغم انه لايفهم اي شئ في الموضوع لانه يخجل ان يقول بانه لايعلم بل على العكس يحاول ان يثبت لك انه يعلم كل شئ ولااحد يستطيع منافسته بهذا المجال. ويبالغ في انتقاده للاخرين وتثور ثائرته اذا انتقده احد.

استنتج من خلال هذه الملاحظات ان العوامل البيولوجية بما فيها من صفات البداوة القبلية مازالت طاغية على السلوك الفردي لدى غالبية العراقيين والعرب بشكل عام ولم تتفاعل بشكل كافي مع العوامل الاجتماعية في البيئة الاوربية لدرجة ان تحدث تغيير في الشخصية العراقية نعلم ان العيون البنية هي المسيطرة في الصفات الوراثية على الالوان الاخرى فربما الصفات البدوية هي المسيطرة على الصفات الغربية لذلك تستمر في البقاء . وربما ان القيود الاجتماعية الاوربية ليست قوية بالدرجة المطلوبة ليتؤثر على الشخصية العراقية والعربية رغم وجودهم في المجتمع الاوروربي لسنين عديدة وارتباطهم الاسري مع الحضارة الغربية بالزواج او العائلة.

والصفات البدوية او العوامل البيولوجية التي ذكرناها تكون اقوى من العوامل الاجتماعية الاوروبية لدى الافراد الذين لايقبلون الحضارات الاخرى اما بسبب خوفهم من ضياع هويتهم الشرقية وارتباطهم بالعراق او بسبب خوفهم من اي شئ جديد لم يعتادوا وهذا واضح لدى النساء العراقيات المتمسكات بالقديم. وربما العنصرية وكره الاجانب التي يعيشها الفرد تدفعه للتمسك اكثر بعاداته العراقية او العربية على العموم.
على اية حال بمرور السنين سنرى اي من الشخصيتين ستؤثر على الاخرى . ترى هل تصلب الشخصية العراقية تجعلها الشخصية المسيطرة في البيئة الاوروبية بحيث هي التي تؤثر وتغير الشخصية الدنماركية او يحدث العكس؟


في الختام اود ان اشير الى ان الاشخاص الذين سيغضبون من مقالتي هم الذين يتصفون بالصفات و السلوكيات البدوية الانفة الذكر رغم ادعائهم بانهم حضاريين. أمل من خلال هذا البحث ان يراجع العراقيين والعرب سلوكهم اليومي وردود افعالهم ومبالغاتهم في الحديث والمشاعر ومحاولة الاعتدال فيها لان خير الامور اوسطها .

مكارم ابراهيم

21/ مايو ايار/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذة مكارم ابراهيم
على عجيل منهل ( 2010 / 5 / 21 - 23:18 )
اسعدتم مساء ان نكران الجميل هو السائد عندنا ايضا فى المانيا لسوء الحظ


2 - علي الوردي
نور ( 2010 / 5 / 22 - 00:45 )
بدايةً سيدتي علي الوردي عالم من علماء الأجتماع ..وأنت مقالك الذي تناول تحليل شخصيات الناس عنوانه بين علي الوردي ومكارم أبراهيم ..مع أحترامنا لكل أنسان ولكن أين علي الوردي من مكارم أين أبحاثك ودراساتك لكي تقرني نفسك بعالم مثل علي الوردي ..أنتقدتي سلوكيات غيرك وأستهنت بقدراتهم المعرفيه وآرائهم وأستنكرتي أبدائهم رأيهم أو محاولة أدعاء معرفتهم بأمور هم يجهلونها وأنت بمقالك تفعلين مثلهم ..خاتمة مقالك من يغضب من أفكاري فأن فيه صفات البداوه آنفة الذكر رغم أدعائهم أنهم حضاريين ..لاأحد سيغضب وأنما سيستهجن البعض فمن لا تتقبل النقد لأفكارها تشبه من أنتقدتهم . التواضع صفة المفكرين والعلماء ..وهنالك كتاب ومفكرين لايقبلون عندما يطلق عليهم صفة الأستاذ الكبير فيرد أنا لازلت تلميذاً وسأبقى أتعلم من الآخرين الى آخر لحظه ..أتمنى أن تكوني مثلهم .شكراً لك


3 - القليل من التواضع
محمد علي ( 2010 / 5 / 22 - 02:02 )
السيدة مكارم
هل لاحظتي عنوانكِ
لقد وضعتي نفسكَ ندا لعي الوردي،بتحليل الشخصية العراقية..! قطعا من نصحك بهذا العنوان لديه غرض آخر ،تماما غير غرضك.
هذا الرجل العملاق كتب عشرات الكتب في هذا..! أين هي كتبك لتضعي نفسكِ هذا الموضع في تحليل الشخصية العراقي؟
رحم الله أمرءا عرف قدر نفسه


4 - حسبكم ايها الاخوة
أمازيغي ( 2010 / 5 / 22 - 07:18 )
حسبكم ايها الاخوة فكما عرفت من خلال المقالة ان السيدة مكارم لا تقصد ان تقارن نفسها بالودري ولكن تشرح شخصية العراقي بحسب وجهة نظرها وراي الوردي .. مع خالص التقدير للكاتبة


5 - لم تات بجديد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 5 / 22 - 07:28 )
ما اشار اليه الوردي نتيجة دراسة مستفيضه للمجتمع العراقي والمجتمع العربي ورغم انتقال البعض الى أوربا الا أن ذلك لم يغير شيئا فالرواسب تبقى كامنة في العقل الباطن وهو ما لاحضناه لدى الكثيرون ممن تركوا العراق لعقود من السنين أن مجتمعاتنا رغم تخلفها وأزدواجيتها الا انها ستبقى كذلك لأن التغيير لا يمكن له أن يحل اذا لم تذهب مؤثراته وهذه المؤثرات لن تزول الا بفناء المجتمعات وبناء مجتمعات جديدة دعينا على عاداتنا وتقاليدنا ولكن لنترك الأمور التي تؤثر على المجتمع وبنائه الداخلي ومنظومته المعرفية نحن بحاجة لمن يعمل من داخل المجتمع لتغييره بالأفعال لا بالأقوال فالكثيرين من دعاة المساواة بين الرجل والمرأة او المدافعين عن حقوقها نراهم يعودون القهقرى في ساعات الغضب ويصبحون كما عليه آبائنا السابقين وهذه الأزدواجية يجب كعالجتها لأن هناك من فسرها لذلك علينا بدل التنظير النزول الى الشارع للتغيير


6 - الازدواجية الشخصية حد الاستهتار
يساري وطني ( 2010 / 5 / 22 - 07:41 )
انني اذ اتفق مع كل ماورد في مقالتك أود ان اعلمك بأنني مقيم في الدنمارك منذ ما يقارب الثلاثة عقود واكثر مايحيرني في ازدواجية الشخصية العراقية هو وصولها لدى نخبة الادباء والفنانين حالة الاستهتار بكل ما يحيط بها , حد التحايل على القوانين من اجل الحصول على التقاعد المبكر حتى لو ختم الملف ب ( منح التقاعد المبكر لاسباب نفسية تعيقه عن العمل) وما يصل هذا الفنان - الاديب الى سوريا او العراق حتى تشاهديه نجما على الفضائيات يطرح الافكار عن اهمية العمل والحرية ويقدم نسفه مثالا عن المناضل المكافح
ولعلك سمعت بالتقاعد الثنائي والثلاثي بل حتى الرباعي , اذ تحول من كان مناضلا يوما حد استعداده لتقديم حياته من أجل المبادئ التي يؤمن بها الى بائع لهذه المبادئ متوسلا الحصول على تقاعد - نصير- وتقاعد - حكومي عراقي-ناهيكم عن تقاعد المرض النفسي
ولعل الازداوجية تصل ابعد مدى حين يتهم هؤلاء من حافظ على قناعاته المبدئية واحترامه لتأريخه السياسي والقيام بكل عمل يتوفر حتى وان كان لا يتناسب مع اختصاصه وشهاداته من اجل لقمة العيش الكريمة , يتهم بالتخلف عن مواكبة التطورات العالمية بل حتى بالارتداد عن المبادئ الثورية ,


7 - شكرا امازيغي
مكارم ابراهيم ( 2010 / 5 / 22 - 08:51 )
اعزائي القراء
اشكرك امازيغي لتوقيف الاخرين عن هجومي الشديد. ربما انتم على حق كيف اضع اسمي الصغير امام اسم الدكتور علي الوردي العملاق صحيح ولكني لم انتبه لهذا للالقاب والاسماء بهذا الشكل فعلا واستخدمت علي الوردي لانه الوحيد الذي تناول الشخصية العراقية ولانني فقط اردت ان ابين هل تغيير الفرد العراقي من البداوة الى التمدن ام مازال بدوي كما وصفه علي الوردي رغم اقامته في الدنمارك لسنين عدة وارتباطه الاسري بالحضارة الغربية
مع احترامي لجميع الاراء


8 - الى نور
مكارم ابراهيم ( 2010 / 5 / 22 - 09:04 )
الى الاخ نور
اعتقد انني ذكرت في بداية المقال ان علي الوردي عالم اجتماع ودكتور فليس من داعي لان تخبرني بهذه المعلومات وثانيا انا لااقرن اسمي بعلي الوردي ان العنوان عندي هدفه مقارنتي البسيطة ومقارنة علي الوردي مع احترامي الشديد لكتبه ودراساته ولاانتقص منه بالعكس والا لما استخدمته في قرائاتي وثالثا عندما قصدت ان هناك من سيغضب من مقالتي لم اقصد الذين يتحاورون معي هنا بل احترم جميع المحاورين معي هنا بشكل عقلاني ولكن قصت العراقيين في الدنمارك الذين التقي يهمجمون علي بالانتقادات السلبية من كل حدب وصوب ولاانتقد تزيفهم للحقائق وهولاء من قصدت وكان بامكاني ان امنع التعليق على مقالاتي اذا كان ذلك يغضبني فهو امر انا اختاره عندما انشر مقالتي في الحوار


9 - الى نور
مكارم ابراهيم ( 2010 / 5 / 22 - 09:19 )
الى الاخ نور
اعتقد انني ذكرت في بداية المقال ان علي الوردي عالم اجتماع ودكتور فليس من داعي لان تخبرني بهذه المعلومات وثانيا انا لااقرن اسمي بعلي الوردي ان العنوان عندي هدفه مقارنتي البسيطة ومقارنة علي الوردي مع احترامي الشديد لكتبه ودراساته ولاانتقص منه بالعكس والا لما استخدمته في قرائاتي وثالثا عندما قصدت ان هناك من سيغضب من مقالتي لم اقصد الذين يتحاورون معي هنا بل احترم جميع المحاورين معي هنا بشكل عقلاني ولكن قصت العراقيين في الدنمارك الذين التقي يهمجمون علي بالانتقادات السلبية من كل حدب وصوب ولاانتقد تزيفهم للحقائق وهولاء من قصدت وكان بامكاني ان امنع التعليق على مقالاتي اذا كان ذلك يغضبني فهو امر انا اختاره عندما انشر مقالتي في الحوار


10 - الى الاخ محمد علي محي الدين
مكارم ابراهيم ( 2010 / 5 / 22 - 09:19 )

تقول انني لم ات بجديد كيف لقدذكر الدكتور عالم الاجتماع علي الوردي بان التفاعل بين العوامل البيولوجية والعوامل الاجتماعية في البيئة التي يعيش فيها الفرد تؤثر على قيمه واخلاقه لذلك كتبت مقالتي هذه لانني وجدت ان عدد كبير من العراقيين والعرب الذين عرفتهم هنا يعيشون في البيئة الدنماركية الاسكندنافية ولسنين عدة اي يعيشون في حضارة ومجتمع غربي له عادات وتقاليد واخلاق تختلف عنا ولكن مع هذا لم يحدث التفاعل اللازم كي تؤثر البيئة هذه وتغير اخلاقهم هذه. فلم يتعلموا احترام الديمقراطية واحترام المراة وكتابة عشرات الالقاب المزيفة امام اسمائهم


11 - أرى وجود تناقض في الطرح
صباح كنجي ( 2010 / 5 / 22 - 10:33 )
علي الوردي أو غيره ممن ملكوا دراسات جدية عن طبيعة الشخصية العراقية رغم دقة ما توصلوا اليه وتبني الكاتبة مكارم لهذه الأطروحات لايلغي اهمية مواصلة البحث وتقصي المتغيرات في طبيعة الشخصية العراقية من خلال المؤثرات الاجتماعية وفي المقدمة منها استمرار القمع والاستبداد لقرون طويلة الذي ترافق مع فقدان الحريات واستباحة دم المثقفين والاحرار .. المشكلة ستبقى اولا واخيرا مشكلة الحرية.. حرية الاختيار وحرية التفكير.. والا ماهذا التناقض في الطرح حينما نقول ان بيئة الصحراء اثرت في الشخصية العراقية بينما البيئة الاوربية لا تؤثر فيها؟ ..هنا يجب ان نتوقف لكي نعيد النظر بالكثير من مفاهيمنا الخاطئة مثلا الموقف من الدين والدولة التي نفهمها كشرقيين انها تؤدي مهمة في مواجهة الاعداء من الجيران بينما يجب ان تكون الدولة في خدمة الناس والمجتمع وهكذا الحال بالنسبة للفكر يجب ان نعيد المعادلة.
التعامل المشوه مع البشر وارضاعهم بالمفاهيم الخاطئة يولد ناس مشوهين وهذا ليس في العراق فقط بل في كافة المجتمعات الشرقية.. نحن قدمنا علي الوردي وقاسم حسين صالح وفالح عبدالجبار فماذا قدمت بقية الشعوب في هذا المجال؟
صباح كنجي


12 - الى اخي العزيز محمد علي
مكارم ابراهيم ( 2010 / 5 / 22 - 14:16 )
العنوان من اختياري انا ولااحد يختار لي عناويني الا اللهم انك انت تفعل ذلك اطمئنك ان المقالة كلها من كتابتي انا ولا اسال احدا ليختار لي عنوان لمقالتي وانا لااهدف ان اكون ندا لعالم الاجتماع والدكتور العملاق علي الوردي بل فقط احببت وضع مقارنة لاخلاق العراقي في البيئة العراقية حسب وصف علي الوردي مع الفرد العراقي في البيئة الدنماركية حسب وصفي انا هنا في الدنمارك.
فاختلاطي بالعراقيين هنا المثقفين والاكادميين حسب تعبيرهم جعلني المس التناقضات الاخلاقية لديهم فكثير منهم يبالغ في الكذب في شان منصبه واعماله وانجازاته والقابه حتى في الحديث العادي وانا لم اواجه اي احد ا منهم بالحقائق التي اعرفها وتزيفهم رغم انهم ينتقدون كل كتاباتي بشكل سلبي غير بناء واخيرا اشكرك على النصيحة التي نصحتني بها رحم الله امرء عرف قدره واخبرك انا اعرف جيدا قدري ومكانتي يكفي انني لااسطر القابا طويلة امام اسمي كبقية العراقيين واتفاخر باعمالي ودراساتي وشهاداتي وصراحتي هي مايغيض الكثير من العراقيين


13 - المشكلة اننا نجيد التشخيص فقط
قاسم السيد ( 2010 / 5 / 22 - 15:55 )
الاخت العزيزة رائعة في كل طروحاتهاالتي عادة ما تتسم بالجرأة والشجاعة التي يفتقدها كثير من الكتاب لا الكاتبات لعل مكوثها الطويل في الدنمارك اكسبها هذه الصفه واظن ان اغلب العراقيين المقيمين هناك قد اكتسبوها رغم المكابره في دفع هكذا تهمة عنهم الا ان المشكلة هنا ليس في وصف الحالة فلقد وصف الوردي الحالة من الخمسينات ونحن بعد اكثر من ستين عاما نعود ونكرر نفس التوصيف تشخيصك وتشخيص الوردي ليس صحيحين فقط وانما رائعييين ولكن مالفائدة من هذا التشخيص اين التوصيف العلاجي المجتمعات الاوربيه حينما بدأت التحولات الاجتماعية الدراماتيكية فيها كان على رأس المحرضين عليها فلاسفة ومفكرون عمالقة مثل ديكارت وابسن وغيرهم هولاء لم يشخصوا فقط وانما طرحوا برامج عمل هي التي اسهمت في خلق هذا الذي ترينه رائعا في المجتمعات الاوربية والدنمارك خصوصا ان القصور ليس في الفرد وانما في غياب البرنامج الاجتماعي البديل فقبل ان نطلب من الشخص ان يخلع ملابسه الرثة يجب علينا ان نحضر اليه غيرها لكي لانتركه عاريا هذا هو سر تمسكنا ببدواتنا لكون عدم وجود البديل اضافة ان المشروع الديني له الفضل في تكريس هذه البداوة التي لاتتقاطع معه


14 - عزيزي قاسم السيد
مكارم ابراهيم ( 2010 / 5 / 22 - 16:13 )

اشكرك كثيرا على كلامك بالفعل ان وجودي في الدنمارك طويلا وتقربي منهم بدون خوف جعلني اتخذ منهجهم في الكتابة و النقد الذاتي لتطوير فكري وعدم جموده وبالفعل اتفق معك علينا ايجاد حلول لتطوير الشخصية العراقية المتعايشة مع الشخصية الدنماركية والبداية اعتقد ان على العراقي ان يكون صادقا مع نفسه واذا فعل فسيكون صادقا مع الاخرين ولن يغشهم ويبالغ في كل مايقول والثقة بالنفس اساسية لانها ستجعل الفرد لايخاف من قول مثلا انني لااعلم او مثلا هذا ليس اختصاصي لماذا اكذب وابالغ ولماذا اصب على الاخرين فتاوي انا نفسي لااستطيع تطبيقها
علينا احترام حرية الفرد والحوار البناء العقلاني وهذا يتطلب ان نجلس مع بعض ونتحاور ونتبادل الاراء لنرتقي بفكرنا والمشكلة هنا اين نجد البيت او المقهى او النادي العراقي الذي يضمنا جميعا للحوار هذا واذا وجد فلن يكتب له البقاء اكثر من عام والسبب كما هو موضح في مقالتي
مع خالص احترامي وتقديري


15 - لعلم والمعرفه لاتعترفان بالمشيخه والسركله وان
اكاديمي مخصرم ( 2010 / 5 / 22 - 17:52 )
زميلتي المقدامه مكارم
بودي بهذه المناسبه الطيبه - مقالتك وما اثارته من حيوية النقاش
ان اتكلم معك كثيرا وعبرك مع جمهور حقيقي كما لاحظت
ولكن الالف حرف لايسمح وانا وعيوني ايضا
ان ماقلتيه صحيح كملاحظات ناتجه عن مراقبتك للجاليه العراقيه في هذا البلد الجميل والرقيق الدنمارك - رفم انك لم تستعملي اية اداة مما يستعمله
السوسيولوجيون في مثل هذه الدراسات لتون النتائج ذات مصداقية اكبر
اود ان اسجل بعض معايشاتي لئلا اعتبر طفيليا سيما وابناء مايسمى بالعالم الثالث شديدي النرجسيه وكثيرا ماتاءخذهم العزة بالاثم
انا وصلت اوربا للدراسه - وليس للهجره - عام 56 من القرن الماضي وحال ما وصلت نصحني احدهم ان اشتري يوميا جريده واتعلم منها ولو الكلمات الكبيره
وثانيا ان اختلط باهل البلد ولتكن مذا كرتي مع شبابهم وشاباتهم
وهكذا تعلمت اللغة الصعبه بسرعة جمه واستطعت خلال 7 سنوات ان انهي الدراسهبعدة فروع علميه وتكونت لي صداقات حقيقيه مع اهل البلد لازالت حتى الان وفي بلد الدراسه تعرفت على دنماركيين صاروا اصدقائي ودعوني مرتين
عام 62 و71 لزيارات لاسابيع لبلدهم الذي زرته كلهوعدت للعراقعام 57
بمهارات اجتماعيه


16 - صحيح
اكاديمي مخصرم ( 2010 / 5 / 22 - 19:03 )
وعدت للعراق عام 67
بمهارات اجتماعيه جديده بمقدمتها ضبط المواعيد وحب العمل والحرص علىانجازه بما يمكن من الدقه وتحاشي الكذب والابتعاد عن القال والقيل وغيرها مما تفتقر له مجتمعتنا ومماهي نتجيه للمجتمع الراءسمالي الارقى من مجتمعاتنا الاقطاعيه العبوديه الاستبداديه والاتكاليه لسوء الحظ ولكنها ليست ازليه بالتاءكيد لو اننا قمنا بتنمية اقتصادنا وثقافتنا وجعلنا الدين فيالمعابد والعمل في المصانع والمزارع وملاءنا بلادنا كما الدنماركيين بالحائق والمنتزهات والمسارح والنوادي الخ
وهذا سيكون بالتاءكيد في العراق لو تخلصنا الان اولا وقبل كل شئ من الارهاب والارهابيين من القوميين الفاشست والاسلامويين الفاشست
ولك مني سلاما خاصا على جراءتك الادبيه وغلى مثابرتك وتذكري ان علي الوردي نفسهكان ايضا ولاكثر من مره ضحية الجهلاء والحساد بل ان السلطه الغبيه -عدا جهلها واستبدادها فانها منعت الاكاديمي الرائد من دخول حرم جامعته جامعة بغداد
سيري الى الامام ودعي من يقول يقول - كما قال ماركس في الصفحة الافتتاحيه لكتابه الرائع الراءسمال لانه حتى هو كان اكثر من مره ضحية القال والقيلوالسلام عليك ومن ساندكفي الحق وش


17 - شكر الى الاكاديمي
مكارم ابراهيم ( 2010 / 5 / 22 - 19:12 )
عزيزي اكاديمي
اشكرك من كل قلبي على كلامك ولولا وجود عراقيون امثالك لما كان لدي امل بالاصلاح والبناء ان وجود امثالك يدفعني للاستمرار في الامل ولمساعدة ابناء شعبي المسكين الذي تنهش فيه الوحوش في كل زمان تارة الغرباء وتارة ابناءه انفسهم
وكلماتك هذه وسام افتخر بامتلاكه
احترامي وتقديري


18 - لاللتعميم
ايار ( 2010 / 5 / 22 - 23:24 )
بداية احب ان احيي الاخت الكاتبة على جرئتها في طرح موضوع تعرف مقدما ان الكثيرين سوف يهاجموها وهذا ماحصل بلفعل رغم مؤاخذتي الشخصية على عنوان المقال
القول والجزم بان كل العراقيين في الخارج او الغالب منهم يعانون من الازدواج في الطروحات اعتقد يحمل الكثير من النواقص والتناقض فياسيدتي الكريمة عن اي عراقيين تتحدثين بلضبط عن مهاجري الستينات ام السبعينات ام الثمانينات ام التسعينات ام مهاجري الالفية الجديدة؟الاتتفقين معي بانهم اتوا من والى بلدان مختلفة ومن خلفيات سياسية مختلفة؟واقتصادية متفاوتة؟وعلمية واجتماعية ومناطقية واندارات مختلفة مثل العمال والفلاحين والطلبة والكادحين والبرجوازييين؟بل ان نفس هذه الشرائح جائت الى الدانمارك مثلا في فترات سياسية مختلفة اختلف خلالها التعامل معهم وبلتالي انعكس على واقعهم الاجتماعي؟
ربما يصح كلامك على فئة معينة في مكان وزمان معينين ولكن انا ضد التعميم حتى لو كان الاستناد على كلام الدكتور الوردي فعلم الاجتماع علم متجدد ويتغير كل فترة تبعا لعوامل عديدة لامجال لطرحها هنا اما ان نعمم فهنا مبنى الاعتراض
شكرا لك على الجراة وننتظر المزيد منك


19 - حول التعليق رقم 19
مكارم ابراهيم ( 2010 / 5 / 23 - 08:58 )
في الجزء الثالث والسطر الاول في مقالتي ذكرت انني لن اعمم من اجل
الموضوعية ربما لم تنتبه سيدي لذلك وذكرت غالبية العراقيين وليس الكل
ولكي تكون مقالتي بحث علمي اجتماعي علي ان اجري لقاءات مع العراقيين واحصائيات وهذاصعب قليلا لان اسالتي ستكون محرجة وهناك احتمال كبير في كذب الفرد على أسالتي فكم شخص سيقول لي بانه يبالغ كثيرا في احاديثه
وكم يكذب سيكون بحثي ليس له مصداقية ونقاط الضعف ستكون كبيرة . واتفق معك بان العراقيين المهاجرين في السبعينات يختلفون عن الثمانينات والتسعينات والالفين لان كل منهم جاء لاسباب مختلفة ومن بيئة اجتماعية مختلفة
لكني استخدمت النتائج التي استنتجهاعلي الوردي بان صفات الفرد هي نتاج تفاعل البيئة والعوامل البيولوجية لذلك اخذت البيئة الدنماركية التي يعيشها العراقي والعربي لمحاولة استنتاج هل اثرت البيئة الدنماركية طوال العشرين والثلاثين سنة على صفاتهم الشخصية .


20 - امتناني لجميع المحاورين
مكارم ابراهيم ( 2010 / 5 / 24 - 12:07 )
اعزائي القراء
اشكركم جميعا على ارسال تعليقاتكم وانني اخذ دوما التعليقات البناءة بجدية تامة لاستفيد من اخطائي واتطور الى الامام في كتابتي وهدفي الحوار البناء لانه كان بامكاني عدم اعطائكم الحق في التعليق كما يفعل الكثيرين من الكتاب.
على فكرة لقد ارسل لي احد الاخوة العراقيين باسم مزور طبعا ابو ليلي لعدم جراته على التعريف باسمه وهي صفة من الصفات التي ذكرتها في مقالتي ارسل لي تعليقا استخدم فيه اسلوب شلسش العراقي الساخر مني كوني امراة تكتب مقالة وهذا ماازعجه لانه ضد تحرر المراة ومساواتها مع الرجل وكنت اتمنى نشره لكم لانه دليل قوي على الصفات البدوية القبلية التي وصفتها انا في مقالتي الا انها حذفت من قبل ادارة الحوار لانها خالفت قواعد النشر
ان كتابتي هذه المقالة هو من اجل ان نمارس النقد الذاتي لاخطائنا لانها الطريقة الوحيدة لبناء افراد اصحاء وبناء مجتمع عراقي سليم وهؤلاء المرضى نتمنى ان يتقلص عددهم ويزداد عدد الاصحاء حلم اتمنى ان نراه يوما ما

اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات