الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة بدون عنوان

مروان المعزوزي
أخصائي نفسي من المغرب

(Merouane Elmaazouzi)

2010 / 5 / 22
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



في كل مرة أحس بالحاجة إلى تفريغ أفكار قديمة لتحل محلها أفكار جديدة..أجلس مثل هاته الجلسة المريحة آخذا قلما و ورقا أبيضا غير مسطر لأكتب و أدون.
و لأنني موجود هنا على هذا الكوكب بدون استشارة..بدون أن أختار ذلك..و لأنني تعلمت عدة اشياء دون أن أفهمها أو استوعبها..أجد نفسي دائما في تساؤل...و هذا شئ يمتعني..بل يضحكني حتى البكاء !.
لقد وجدت على هذه الأرض و أنا لا اعرف كيف..كل ما أعرف أن العرف الإنساني يردد أن هاته سنة الحياة : يولد الإنسان كما تولد باقي الكائنات عن طريق اتصال ذكر و أنثى..
لقد وجدت. و أنا لا اعرف شيئا..لا اعرف خيرا و لا شرا..و لا حقيقة و لا دينا و لا آلهة..لا ولا حتي حبا أو رغبة..إن كل هاته المفاهيم هي من المكتسبات التي اكتسبتها عن طريق بيئتي و مجتمعي..و والدي...بل إن هاته المفاهيم ليست إلا و سائل أفسر بها وجودي..و هي نفس الوسائل التي فسر بها من هم قبلي وجودهم.
إن وجودي ليس له تفسير..بل هو وجود غير منطقي
إنسان يوضع في كوكب من بين الملايين من الكواكب..هذا الكوكب المتحرك و المتشقلب حول نفسه و حول كواكب أخرى..و الإنسان يدور و يتحرك في داخله..بشكل غير منطقي !
قرأت التفسير الديني لوجود الإنسان فاستغربت و تعجبت..
.. و قرأت التفسير اللاديني أيضا فزادني استغرابا !
إن وجودنا ليس له تفسير..هذا هو التفسير الوحيد الذي يمكن أن أفسر به وجودي و بشكل صادق
فما الحكمة أن تخلق الآلهة الإنسان ? هل في البدء شعرت الآلهة بالوحدة فخلقت الملائكة و الإنسان للاستئناس بهما ? ثم هل عمل الآلهة توقف بعد خلق الإنسان ? ماذا تفعل هي الآن يا ترى ? هل هي سامعة حزن الإنسان و حروبه و كآبته و مجاعته على الأرض..أم هي تنتظر حتى يصعد إليها الإنسان فتقدم له كل ما يحتاجه و يشتهيه ? هل الإنسان من يجب عليه أن يصعد إلى الآلهة أم الآلهة من يجب عليها النزول عنده ? بل من خلق الآخر حقيقة: هل الآلهة هي من خلقت الإنسان أم أن الإنسان هو من خلق الآلهة فابتدعها عقله لكي يفسر بها وجوده الغير مبرر ?
...لحظة من فضلك : قبل أن استرسل في هاته التساؤلات..و لأنني أعلم أنني أكتب بعد نفسي لإنسان آخر و هو أنت ..أطلب منك أن لا تتقول فيّ في نفسك و تقول : هاته تساؤلات كافرة أو حائرة أو صبيانية إلى آخره من الأقاويل...بل هاته تساؤلات يطرحها كل شخص وعى وجوده..هذا الوجود الذي لا يستوعبه عقل !
أنا لا أنتظر منك مديحا أو مذمة..فأنا أعلم في قرارة نفسي أنني إنسان قبل أن أكون مؤمنا أو ملحدا..لذلك فأنا لست ملحدا و لا أنا متدينا..أنا إنسان يعيش بين قوسين () و يضع مفاهيم الآخرين من البشر بين قوسين () .
و أنا لا أمتلك حقيقة..لأنها ليست هي من ستكسبني قيمة..بل الإنسان هو وحده من الكائنات من يكسب الحقائق قيمة..أي هذا الذي ندعوه ب " أنا ".ا
الآن أتمم كلامي : ماذا عن تطور الإنسان من أنواع أخرى ? هل يمكن تصديق ذلك ? و من هذا الذي شاهد هذا التطور بأم عينه يوم نشأة الجرثومة الأولى كما يدعون ? إن هذا التفسير اللاديني لا يعتمد في أغلبه سوى على التخيل..لذلك فهو قريب جدا من أخيه التفسير الديني..فهما لا يختلفان سوى في " لا " ا
إن الفلاسفة و المفكرين و الأنبياء هم أشخاص هدفوا إلى توضيح الحقائق فعقدوها..و أرادوا وضع تفسير لوجودهم ولما هو موجود..فاحتالوا على الإنسان بأن خذروه عن التفكير الطبيعي..فأصبح الشخص لا يفكر إلا و يلتصق في عقله بعض من خزعبلاتهم و لخبطاتهم !
ربما ليس هناك قيمة لما أكتب..لهذا فأنا لا أكتب إلا عندما لا أجد ما ألعب به و أتسلى به..فتكون الكتابة نوع من أنواع الاستمتاع ..بل و المحادثة مع نفسي و اللعب معها..
الليل الآن..و نحن معتادين في هذا الكوكب على النوم في الظلام..لهذا السبب تبدأ عيوننا بالإنغلاق لوحدها لأننا عودنا أعيننا منذ أن وجدنا على النوم باالليل...لذلك أشعر أن عيوني تنغلق الآن....تابع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يلا شمروا على عقولكم
احمد ( 2010 / 5 / 24 - 07:29 )
مقال سهل ممتنع
نامل المشاركة والاجابة على تساؤلات هذا الانسان والذى نحن منه
قلبوا التوراة الانجيل القران وباقى الكتب المقدسة
نقبوا عن اراء الفلاسفة والمفكرين وحتى السحرة
علنا نجد اجابة
يلا اتحفونا
لعل هذا المقال يوحدنا
ولناخذ راحة من المشاحنات
الدعوة عامة


2 - تساؤلات فعلا محيره
Zagal ( 2010 / 5 / 25 - 03:19 )
تساؤلات فعلا محيره ... فقط لمن لاهدف له ....
صديقى العزيز ... ناقص تسألنى لماذا يجرى المتسابقون فى الملعب !!!
انت تسير بدون هدف لذلك انت متحير من اشياء كثيره ....

لاشك ان هناك ثوابت للجميع ... وليس للفرد اختيار ولكنه متى نضج يستطيع ان يختار بين عدة اختيارات مايصلح له .. ومتى اقتنع الانسان بحاله فسينعم براحة بال اغلى بكثير من كنوز العالم .

الذى يطلب المعرفه فى شئ محدد والطريق .. يفتش فى الكتب لانهم عرفوا الاجابات منذ اجيال ... ابداء بكتاب -الانجيل- .. وستفهم .


3 - في العمق
عبد الله عنتار ( 2013 / 5 / 1 - 01:02 )
صراحة أخي مروان مساءلة مشروعة وصميمية لقضية الوجود، وأشيد بجرأتك هذه في فتح .،وهذه المحاولة لن يقوم بها إلا من لديه مصباح ينير الضباب الذي يكتنف الواقع

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال