الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصه قصيرة عن - الحرب ضد التطرف - بعنوان * إجهاض ثم انتحار *

محمد جابر محمد
(Mohamed Gaber Mohamed)

2010 / 5 / 23
المجتمع المدني


قصه قصيرة
عن
" الحرب ضد التطرف "
بعنوان
* إجهاض ثم انتحار *


لم تمر الثلاث ساعات علي نومه حتى استيقظ، فأشعل سيجارته وأخذ يسترجع ما حدث بالأمس مع زوجته حين أخبرته بأنها تحمل طفلا في بطنها, وقد رأي علي وجهها علامات القلق وهو كان في حاله من الخوف يرثي لها.

فمنذ أن تزوجوا وقد خططوا لأن لا ينجبوا أطفالا حتى يتغلبوا علي سلبيات المجتمع الذي يعيشون فيه وأكثر ما كانوا يحاربونه ويحاولون معالجته والتخلص منه هو التطرف الفكري والديني ، فمن البداية لم يشئوا أن ينجبوا أطفالا في هذه البيئة الدموية خوفا علي أطفالهم من أن يذهبوا ضحية أو يتلوثوا فكريا.

فهؤلأ الزوجان حاولوا مرارا وتكرارا لكي يتخلصوا من هذا التطرف ، مرات بعمل منشورات ومرات أخري بالتواصل مع الناس والاتصال بهم بكافه الأمور المتاحة لديهم وبما يتناسب مع مجتمعهم ، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل ، ولكن إلي هذه المرحلة قد ربحوا لعدم إنجابهم أطفالا.

وفي هذه الليلة عندما أخبرته زوجته بذلك، حاول كلا منهما أن، يقنع الآخر بضرورة تقبل الأمر وتكون تربيه طفلهم من ضمن محاولاتهم لمناهضه التطرف وذلك عن طريق توعيته وتربيته علي حب واحترام وتقبل الآخر، إلا أنهم خشوا من أن يتلوث فكره بالدماء ويصبح مثل تلك الوحوش المتعصبة والمتطرفة.

ثم بعدها حاول كلا منهما أن يقنع الآخر بضرورة عمل " إجهاض " لهذا الطفل حماية له وحفاظا علي حياته من هؤلأ الوحوش المتطرفة الدموية،
و حماية وحفاظا للآخرين إذا ما تلوث فكره وأصبح هو الآخر وحشا متطرفا دمويا.

* ماذا أنت فاعل إذا كنت في نفس حاله هؤلأ الأبوين ؟

إذا كنت مكانهم فسأتحير مثلهم في أن ننجب هذا الطفل ونحارب حتى نتخلص من وحوش التطرف أو أن نستجمع قوانا ونقرر الإجهاض .
ولكن في النهاية سوف نقرر ما سوف نتفق عليه.

وقد قرر الأبوين أن يجهضوا الطفل.

وبعدها بدئوا العمل مره أخري في حربهم ضد التطرف، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل مره أخري بسبب ما تعرضوا له من الآم نفسيه
و بعدها قرروا الانتحار ليس لأنهم فشلوا، ولكنهم لم يجدوا من يساندهم ويساعدهم في حربهم.

ففارقت أرواحهم أجسادهم في طمأنينة لأنهم لم يتركوا ورائهم طفلا متطرفا أو ضحية تطرف.
فانتحارهم وإجهاض طفلهم كان ثمنا لحربهم ضد التطرف وسلبيه مجتمع.
ففي النهاية : هؤلأ دفعوا ثمنا لأيمانهم بفكره فهل نحن مستعدون للتضحية بأي كان الثمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأخر
Aphrodite Mothers ( 2010 / 5 / 23 - 10:51 )
أولا القصة فى مضمونها رائع هو الحرب ضد التطرف والتعصب ولكن مجيى الطفل أو عدمه كان لابد من اكمال مسيرتهم فى تلك الحرب العقلية للقضاء على تخلف وتطرف العقول ,فاذا جاء الطفل عليهم تعليمه المبادئ التى يحملونها وإذا حدث وتوفى أو قتلوا فأن الطفل فى صغره تترسخ فيه المبادى والأفكار ومن حوله سواء معهم أو ضدهم سوف يحكى له على ماكان يفعله أبواه من نشر مبادى الخير والسلام بين البشر واحترام الأخر وتقبله أم هم أختاروا الطريقة السلبية واليائسة ولم يقدروا على خوض المعركة وعلى فرض انهم قلة ليس معنى ذلك بانهم سوف يفشلوا فيوجد كثير من البشر حصلوا على جوائز عالمية وقادوا مسيرات ونجحوا فى ضم الكثير إليهم أصبحوا قوة لنشر مأيمنوا بيه من أفكار ومبادئ فكان عليهم الاستمرار فى معركتهم وإنجاب طفلهم حتى لو كانوا قله لتاكيد على مايمنوا بيه فى حياتهم وكانوا يرغبوا فى نشره
تحياتى لك إيها الكاتب على تلك القصة فنحن نحتاج بالفعل احترام الأخر والوقوف بجوار تلك الأبوين فى معركتهم


2 - حرب
مايكل نبيل سند ( 2010 / 5 / 23 - 15:01 )
أنا ضد فكرة الأنتحار هروبا من مشكلة
دى حرب بينا و بين المتطرفين ... أنتحارنا مكسب ليهم ، لأنهم أساسا عايزين يتخلصوا منا
يبقى المفروض نفضل قاعدين ، و ننكد عليهم
:D


3 - يجب قتل الارهاب
عصام ( 2010 / 5 / 26 - 13:49 )
شكرا على هذه القصه
ترك الساحة للارهاب و للارهابيين بالانتحار هو ارهاب
قالت الكاتبة الكبيرة وفاء سلطان
-يا بني، من طبع العقرب أن يلسع ومن طبعي أن أحب، فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي؟!-

اخر الافلام

.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال


.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني




.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط


.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق




.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا