الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحمد عصيد و العلوي ، أو صراع العقل والعاطفة

الطيب آيت حمودة

2010 / 5 / 24
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


قرأت بشيء من الإستغراب مقالة الأستاذ مصطفى العلوي بعنوان( أيها الأدارسة : هل قبر مولاي إدريس فارغ ؟ ) رابط/ http://marayapress.net/index.php?act=press&id=2870&page=2
، وودت أن لا اعرف شيئا عن ماضي العلوي المجيد ، لأن ما قاله بشأن البلاد التي أوته وأجداده لطيلة الأربعة عشر قرنا الماضية ، تستحق أن تذكر وأهلها بعظيم التقدير ، ومقاله منتشر في مواقع عدة بين مؤيد ومستنكر ، وقد سبق لأستاذنا عصيد أن وضح جوانب سوء التقدير في كلام ( مصطفى العلوي )المهوس بعروبيته، والذي ارتكزت مقتنياته النقدية المشوبة بالتهديد والوعيد ، ورغبته المتأصلة في وسم كل مخالف ( كالعادة) بالشوفينية ، والزندقة ، والكفر والإلحاد ، وتمزيق صف الأمة واللمة .
**ولا أجد نفسي إلا مبهرا بجرأة الأستاذ الذي أوهن التاريخ ، وجعله خادما مطيعا لآل السلطان ، وليس لعبيد السلطان ، وحق على القائلين أن يقولوا وبصوت عالي النبرة ، بأن التاريخ هو قصة للحكام ، أكثر منه روايه لحياة المحكومين الضعفاء ،والبؤساء المساكين، الموسومين بالموالي والعجم في كتب المُخبرين الذين ألهاهم الدينار البراق عن ذكر الحقيقة إلا القليل منهم الذي يحسب بالبنان .
**وعجيب أن يُوصف الأستاذ أحمد عصيد بالمهدي الجديد ، وينسى صاحبنا المخزني بأن فكر المهدوية فكر متجدد ، لكونه يتغاضى عن مهدوية وافدة تجذرت في مجتمعاتنا زورا وبهتانا ، عجيب لأناس يرون في عيون خصومهم قشة ، ويتناسون جذوع النخل في عيونهم ، فعروبية مولانا ( العلوي ) مستساغة طبلنا ، وزمرنا لها ، على مد د الأربعة عشر قرنا ولم تكفيه ، فهو يريد أن يقول ( نحن لنا مولى ، وأنتم لا مولى لكم )، ولا بد من مزيد !!، ويتناسى بأننا في القرن الواحد والعشرين ، والشرف لا يقاس بالنسب والإنتساب ، وإنما يقاس بمقدار ما يقدمه الفرد لمجتمعه تجعله مهابا بين الأمم ، وقيم الماضي أصابها العلم بالقرف ، واتضح زيغها ونفاقها ، وكلما أُخضعت القيم الماضية للعقل والمنطق إلا وذابت مثل ذوبان الجبال الجليدية في القطب الشمالي، لازدياد الحر بتأثير ثقب الأوزون ، وأن خرافات الماضي وأساطيره بان لونها وتفسخت تحت وقع العلمانية والفكر المستنير ، الذي لا يقبل إلا الصواب وبعد فحص وتمحيص وتدقيق ، وإخضاع للشك ، وشتان بين عصيد ، والعلوي ، ، فالأول أكاديمي علماني ، والثاني مؤدلج يلعب على وتر العاطفة لتنويم الخلق باسم العروبة أحيانا وبالإسلام كثيرا .
** فعندما يعتقد العلوي بأن الأدارسة هم (الذين حملوا رسالة الإسلام إلى المغرب) ، ويرمي تهمه جزافا بأن عصيد أنكر تواجد أدريس الأكبر ، وفند الأمر وأشهر دلائل التواجد واضحة ، غير أنه تناسى بأنه أخطأ القراءة ، لأن عصيد لم ينكر حسبما أعلم مجيء إدريس رفقة راشد الأمازيغي ، وعلاقته بكنزة الأمازيغية ، وأخبار هجرته متخفيا من المسودة العباسية ، ولا أنكر قيام دولة باسم الأدارسة ، وإنما أنكر طريقة الإهتداء الى ضريحي الإدريسين ، فقبر إدريس الأول ، أكتشف بعد وفاته ب 525 سنة ، أما الثاني فاكتشف قبره بعد 609 سنة ، في وقت كانت الحاجة السياسية ملحة لتجديد رمزية الشرفاء حسب ما يذكره أحمد عصيد نفسه ، فإذا القضية ليست قضية وجود أدارسة من عدمها ، لأن الأمر مفصول فيه تاريخيا ، غير أن اللغز المحير في اكتشاف القبرين ، وزمن اكتشافهما ، و كيف تم الاهتداء إليهما ؟ ، وهل هما فعلا للمعنيين ؟، أم الأمر فيه إفتعال ؟ ، وكثيرا ما روجت أشاعات تقول بأن إدريس الأول عاقر غير ولود ؟ ، و إدريس الثاني كان نتيجة لعلاقة حميمية عابرة بين راشد وكنزة ؟، وأنه ولد بعد اثني عشر شهرا بالتمام والكمال ؟ والشك مشروع لأنه سبيل للوصول الى الحقيقة.
** أما وصول الإسلام إلى المغرب لم يكن على يد الأدارسة ، بقدر ما جاء برغبة أهاليها منذ خلافة عثمان بن عفان ، ولعب (صولات ناث وزمار Sulat n’ath Wezmer ) المغراوي الزناتي دورا فعالا في التعريف به ونشره، استكمل بالغزو العربي الهجومي الذي لم يراعي للإسلام حرمة ، لما فيه من إكراه وتعد ، وهو ما نفر الخلق من هذا الدين الجديد ، لأن ناشريه لم يكونوا في مستواه الحقيقي ، فأبانو ا فيه الوجه الدموي أكثر من الوجه الحليم الرحيم ، ولأن الوافد اهتم بمغانم الدنيا ، أكثر من اهتمامه بتعاليم الإسلام ، فتحول الفتح على أيديهم إلى نهب و غزو مقيت ، أو قل حولوا المقدس إلى مدنس ،وجعلوا الإسلام في فروجهم وجيوبهم أكثر مما هو في قلوبهم .
** أما قضية ديهيا ( الكاهنة) التي صاغ صاحبنا فكره عنها من فكر جزيل حليمي اليهودية ، ونقل لنا حقائق يعلم أن قائلها هم أعداء ، وهل وجدتم سيدي الكريم عدوا ينصف عدوه ، وكيف السبيل لتخدير أحفاد أمة ؟ أو ليس بتزييف تاريخها ورميه بالمروق والكفر ، وهو ما تفعلونه اليوم بأحمد عصيد ؟ وفكركم مستلب لأنه صنو لفكر عثمان سعدي و محمد الجابري ، ومحمد المختار العرباوي ، الذين سايروا الطروحات القومية العروبية التي ترسخت بفعل ( نبيكم علال الفاسي ) ، وما تذركرونه عن علاقتها بأسيرها ( خالد العبسي) وليس حسان بن النعمان الغساني ، وشتان بين الشخصين ، فحسان بن النعمان قائد حملة ، و خالد العبسي أسير عند الكاهنة أحبته وسألته عن أسباب هذا الغزو ، ووضح لها المقصد ، تبنته رضاعة ، غير أنه خانها إذ قدم معلومات عسكرية لقائده العربي ، فهزموها وقتلوها ، وفي حقيقة الأمر فإن معالجة هذه القضايا لا تتم بمعزل عن ظروف وزمن وقوعها ، كيف لملكة أن تقبل بوافد لا تعلم أسباب غزوه ، فهل العرب أرسلوا بعثات تبشيرية سلمية تدعوا الناس لهذا الدين الجديد ؟؟ ، وتفسر لهم أبعاده ونواهيهه ، أم أن الأمر فيه عفوية وعنجهية وتفسير مقلوب لآي القرآن الكريم ، ولا يهم بمنظور ذلك الزمان أن تكون ديهيا مجوسية أو مسيحية أو يهودية ، لأن تلك الديانات شرف لمعتنقيها . وحتى في وقتنا فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر .، ثم كيف للعرب أن يعتزوا بزرقاء اليمامة ، وزنوبيا ، وملكة سبأ قبل الإسلام، ويُستهجن الأمازيغ بمجرد أنهم أطلقوا التسمية على بناتهم ، أو أنهم اقاموا تمثالا لبطلتهم ديهيا في عرينها بجبال النمامشة .

**نافلة القول أن إشهار بطاقة التكفير والمروق و الإلحاد والزندقة أمور مؤلوفة عن المتشبعين بالفكر السلفي العروبي ، فكلما جوبهوا بحقائق دامغة ، أو آراء عقلية مُزلزلة ، إلا والتجأوا إلى سبل الترويع والتخويف ، وتمسكوا بتلابيب عاطفة الإسلام لأنهم اعتادوا الحلب منها دائما لصالحهم ، وأضافوا إليها الخوف من تمزيق الأمة ، ولم يدركوا بعدًُ أنهم هم الممزقون الفعليون لها ، وهم الذين علموها الخضوع والإستكانة والقناعة باليسير ، وجعلوها ممدودة الأيايدي ، مطأطة الرؤوس حتى في دخولهم إلى مقام ( قبر) سيدكم إدريس المزعوم ، بتقليل ارتفاع مدخله حتى يجبر الزائر بالإنحناء قصدا ، (مجبر أخاك لا بطل) .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشجرة التي تخفي الغابة
علي أوعسري ( 2010 / 5 / 24 - 14:39 )
ليس ما يجري بين عصيد ومصطفى العلوي الا الشجرة التي تخفي الغابة، ذلك أن الصراع بات محموما بين ما تبقى من العروبيين لكن مدعمين بشتى وسائل الاعلام والمناضلون التقدميون التحرريون الذين هم بالمناسبة مناضلي الحركة الثقافة الامازيغية والذين باتوا الوحيدين القادرين على المطالة بالعلمانية باعتبارها فصل الدين عن الدولة ولا شيء غير هذا. في هذا السياق تندرج المسألة اللغوية كاحدى محاور الصراع بين المحافظين العروبيين والاسلامويين والعلمانيون الامازيغ. ما يحز في نفسنا ونحن الذين دافعنا لسنوات عمرنا عن قيم اليسار، ما يحز في نفسنا أن نجد معضم اليسار اما في صف العروبين أو ملازما للصمت وفي كلتا الحالتين فهو موقف سلبي من العلمانية. لقد قمنا بارسال مقال لنا ننقد فيه المرحوم الجابري حول مواقفه من المسألة اللغوية واصلاح التعليم ففوجئنا بعدم نشره من مختلف الصحف المغربية. أليس هذا تناقضا جليا فكيف لهذه الصحف أن تطالب الدولة باحترام حرية التعبير وهي أول من يخرق هذا الحق. ونحن هنا نشدد على انتقائية المساء التي كان ينبغي أن تنشر ردنافي اطار احترام الرايوالا ما كان لها أن تنشر موضوعا حتى لا يصبح معرضا للنقاش


2 - قطع راس الأفعى
امازيــــغ ( 2010 / 5 / 24 - 22:31 )
سيدي الطيب ان العلوي و غيره من القومجيين العرب قد انفظح امرهم منذ زمان و اليوم يضنون ان بشطحاتهم الخرقاء قد يربحون مزيدا من الوقت قصد زيادة نهب خيرات البلاد كما فعل اجدادهم الغزاة المجرمين ان ابناء الأرض اليوم يا سيدي الطيب عازمون على استرجاع هويتهم ومطالبة احفاد العرب الغزاة باعلان الأعتذار لهم وكذا اداء التعويضات عن ابشع اجرام حدث في تاريخ البشرية نحن لا يهمنا لا ادريسهم و لا غيره الذي يناظل من اجله ابناء الرض هو دفع كل مستلب يملؤ بطنه من خيرات بلاد تامزغا و يولي وجهه الى المشرق و الفلسطين الى اظهار وجهه ان بلاد ثامزغا اليوم تصيح عاليا ان لا اريد ان يسمى اي شبر مني بغير الأمازيغية ان عظام من قتل على يد الغزاة العرب لتنادى من تحت التراب ابناء الأرض ان لا سلام مع من يريد طمس حقيقة تاريخ البلد لا سلام مع العدو الا باستسلامه و الأعتذار امام شعوب العالم ان الغد يا سيدي الطيب سيكشف عن العلوي و امثاله في مزبلة التاريخ فالى الأمام ان الأفعى عندما يقطع رأسها تضرب بالذيل كما يقول المثل
ثانميرث اشك ذ عصيد فارس السجال الأمازيغي,


3 - العلوي
بومليك اكادير ( 2010 / 12 / 18 - 20:01 )
ياليت ان العلوي مسلما فكل الحانات الراقية بالرباط يتوسد مجالسها انظروا لدماء وجهه التي تحمل علمات إختلاط الكحول بالدم ومبتز السياسيين لصوص المال العام او التشهير بهم طالعوا على حساباته الخاصة ببنوك دمشق
فحتى الان له وريث جديد انه نيني صاحب المساء فعندما القت شرطة الحدود القبض على مهربين سوريين لملايين الدلارات فلم يجدوا لديهم إلا اموال نيني وصاحبه العسولي مخرج سنيمائي لكن مع لغة الدرهم لدى العدالة ابعدوا من المحاكمة
فتعرض المهاجرون السوريون المساكين لسجن بدلا لمسخرهم
الحمدلله المغرب يتطور فسيلقي في البحر بكل الخبثاء كيفما كان نوهم
شكرا للناشرين

اخر الافلام

.. بكاء رونالدو حديث المنصات العربية • فرانس 24 / FRANCE 24


.. التشكيلة المتوقعة للجمعية الوطنية الفرنسية بعد الجولة الثاني




.. كيف يمكن للديمقراطيين استبدال بايدن في حال قرر التنحي وما ال


.. حاكم ولاية مينيسوتا: نحن قلقون بسبب التهديد الذي ستشكله رئاس




.. أحزاب يشكلون الأغلبية في الحكومة والبرلمان الجزائري يطالبون