الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأحزاب الطائفية والمكونات العراقية.

مالوم ابو رغيف

2010 / 5 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الجزع والفزع الذي يبديه السياسيون عند الحديث عن تقسيم العراق يتناقض كليا مع حديثهم الدائم عن تقسيم الشعب لمكونات وضرورة تمثيلها في أي حكومة. فهم ينظرون إلى المصالح الوطنية كمصالح متناقضة ومتناحرة لا يمكن ضمانها إلا بمنح هذا الشخص أو ذاك منصب سيادي، وزارة أو وظيفة مهمة، وهو أمر مثير للسخرية والرثاء بنفس الوقت.
فهل وزير الدفاع إذا كان سنيا سوف تختلف إجراءاته وأوامره إذا هوجمت المدن الشيعية؟
أو إن وزير التجارة الإسلامي الحاج عبد الفلاح السوداني قد اقتصرت سرقاته على المحافظات السنية لأنه شيعي؟
الادعاء بان الأحزاب تمثل مصالح المكونات هو لب الطائفية وعمودها الفقري وهو ما يجعلها مختلفة عن بقية الأحزاب والكتل السياسية. فلم يحصل في العراق قبل هذه الفترة العجفاء إن ادعى حزب انه يمثل مصلحة مكون مفترض.
الأحزاب لا تمثل مصالح مكونات مفترضة بل تمثل مصالح شرائح وطبقات اجتماعية، فالبطالة وانعدام الخدمات والجوع والظروف القاسية والخوف من المستقبل هو ما يجمع فقراء العراق مع بعضهم وليس انتمائهم للمذهب السني أو الشيعي..
فماذا نفع الشيعة حكم الأحزاب الإسلامية الشيعية.؟
لقد زاد بؤسهم وشقائهم وانعدمت الخدمات في محافظاتهم وافترس الإسلاميون الحزبيون حصتهم التموينية وسكن المعممون القصور وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع ومتعة واغتنوا ليس من مال الله بل من المال العام، أما الفقراء، أكانوا شيعة أو سنة فقد سكنوا الأكواخ وبيوت الصفيح وأصبحوا هدفا سهلا للإرهابيين يقتلونهم وقت ما يشاءون وحيثما يشاءون.

.
الأحزاب والكتل التي تدعي تمثيل مكونات الشعب العراقي لا تمثل إلا مصالح قيادتها وأعضاء قمة هرمها الحزبي. والادعاء بتمثيل المكونات ليس سوى وسيلة غير نزيهة للوصول إلى المنصب وضحك على ذقون الفقراء الذين يُسيطر عليهم بشحنات الاحتقانات الطائفية التي تصل بهم إلى حد الاحتراب الأهلي، لا يهم هذه الأحزاب لا سلامة الناس ولا سلامة الوطن، ما يهمها هو الظفر بالغنائم والحصص والمناصب.
فما هي المصلحة الوطنية التي يحرص عليها المالكي أو حزب اوتجمع المالكي والتي سوف تضيع وتذهب هدرا إذا أتى غيره.؟
هل رأينا طول حكم المالكي وجماعته الأقربون مصلحة وطنية قد تحققت أو انتعاش ورفاه واستقرار اقتصادي واجتماعي نعم فيه المواطنون؟
بالطبع لم نرى شيئا من هذا قد تحقق في الواقع، ليس لنا إلا الادعاءات وكتابات المطبلين والمرتزقة كنا وما زلنا نسمع جعجعة ولا نرى طحينا
الخراب والظلام والجوع والعطش والمرض والخوف والاحتراب والتخلف والفساد المالي والإداري والرشوة والمحسوبية والمنسوبية وسيطرة الإقطاع وشيوخ العشائر وتزييف الوثائق وعدم الكفاءة والنصب والاحتيال وقمع الحريات تحت ذريعة احترام الإسلام وإشاعة التفكير والمنهج الديني بدلا عن التفكير والنهج العلمي هو ما يميز عراق المالكي أو الجعفري أو عراق أي رئيس وزراء إسلامي أخر أكان سنيا أو شيعيا.
الشعب بتوحد بالقانون الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان وهما الكفيلان بضمان حقوق كافة المكونات، ففي المجتمعات الديمقراطية يتساوى الجميع أمام القانون أجانب أو مواطنون، مسلمون أو ملحدون، عرب، كرد، غجر، ترك، إيرانيون أو سكان البلد الأصليون، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات. ولا يشتكي احد إجحافا أو ظلما أو تضييقا فالقانون يشمل الجميع ويطبق على الجميع من دون تمييز. فلا يوجد في البرلمان الألماني مثلا من يمثل العرب أو يمثل المسلمين، ومع هذا فان مصالحهم وحقوقهم مصانة كناس وليس ألمان أو عرب مثلا وما ينطبق على الألماني هو نفسه ما ينطبق على الأجنبي.

إن ما يدور في ذهن الطائفيين هو غير ما يدور في أذهان المواطنين، فالطائفي مريض نفسي بالضرورة، ما يتخيله يعتقد انه الواقع وان الناس تتصارع فيما بينها من اجل زيد أو عمر من اجل تعليمات دينية لرجل الدين فلان أو علان، بينما الناس في شغل شاغل عن ذلك، ما يهمها هو توفير لقمة العيش والأمان لعوائلها ولا وقت لدينها لتضيعه على الترهات الدينية.
إن الطائفيين ينظرون إلى العراق كضيعة تقسم بينهم حسب عدد نفوس المكونات التي يدعون تمثيلها، فالأكثر عددا يحصل أو يغنم الحصة الأكبر. كما ان الاستخفاف بالشعب وصل إلى حد غير مسبوق فحلا للإشكال بين القائمة العراقية ودولة القانون اقترحوا اقتسام السلطة وذلك بان يحكم المالكي لمدة سنتين ثم يعقبه علاوي لمدة سنتين ويختار الأول بالقرعة، وكان الشعب العراقي برمته لا يهدف سوى إرضاء المالكي أو علاوي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وداد فاخر
محمد موسوي ( 2010 / 5 / 24 - 14:33 )
الاستاذ الكبير مالوم هلا تهدي مقالك هذا للسيد وداد فاخر ليتعلم كيف يجب ان يتكلم اهل اليسار مع التحيات !


2 - والله ماقلت الا الصواب
hanaa Iraq ( 2010 / 5 / 24 - 14:38 )
تحياتي الكاتب المبدع
عودة ميمونة..عزيزي الا ترى اننا ساهمنا بشكل كبير في استئثار الاسلاميين بالسلطة؟فنحن من انتخبناهم ونحن من نذود عنهم ونتبرك بطلتهم ونسعد لملاقاتهم؟لاحظ هذه الفقرة عندما كنت بزيارة لبيت اهلي في اخر ايام رمضان وكان اخي الصغير المتدين جدا ولايفوته فرض واحد يجمع مال الفطرة ليعطيه الى حسينية خربة بنفس منطقتنا لاكمال بناءها وصبغها علها تبدو كمستودع للخردة في احسن حالاتها فقلت له :الافضل ان تعطي مال الفطرة الى جارتنا الارملة حيث لديها اربعة اطفال وهية اصلا مريضة فقد يفيدها هذا المال الضئيل لسد حاجة لديها وهي يااخي امراة ملتزمة وصاحبة عفة واخلاق وفوق كل هذا هنالك عشرة اربعون عاما بيننا وبين اهلها فنحن اخوة واخوات فاجابني بعصبية:انها لاتستحق المال لانها من المذهب الاخر!!وعلى هذا الاساس قس كبف يتصرف الباقين مع العلم كل بيتنا يؤمن بالعلمانية وحقوق الانسان ومبدأ التكافل الاجتماعي هل ترى ياسيدي كيف استطاعوا التلاعب بعقل اخي من خلال محاضراتهم ودسهم كل ماهو طائفي مقيت في عقول شبابنا وتسلقهم على االاكتاف للوصول الى ماهم فيه الان وجعل الشباب يفكر فقط هذا حلال وهذا حرام


3 - وحدة قوى اليسار ضرورة ملحة ولكن
محمود ( 2010 / 5 / 26 - 01:03 )
هل يوجد احزابا في العراق
حزب الدعوة -- وسياسته التي ارهقت كاهل المواطن العراقي لانشغال قياداته بالسلطة والتلاعب بالمال العام دون احترام لشهدائه وتاريخه
الحزب الشيوعي العراقي -- وتطلعاته لمستقبل زاهر ولحياة افضل للفرد العراقي ولكنه محاصر بل ومحارب ولا يمتلك الامكانيات المادية وسلاحه السلام والفكر والقلم
حزب الامة -- حزبا فتي حاله حال الحزب الشيوعي
الوفاق الوطني -- يدعي العلمانية وهو بعيدا عنها ولا يمتلك الموقف والوضوح
التيار الصدري -- اولاد شوارع
المجلس الاسلامي -- ناقص وطنية وهو ايراني اكثر من الايرانيين
اما النجيفي والمطلك والعاني والمشهداني والاخرين كلهم لا يستحقون الذكر
الفضيلة تحول الى رذيلة
والوطنيين والمثقفين واليساريين والعلمانيين والفنانيين والكتاب والصحفيين معزولين في الزاوية الميته وبامر الحكومة وتطاردهم الاغتيالات ومحاصرين من قبل المليشيات وتحول نفرا من الاعلاميين الى انتهازيين يملئون الصحف والفضائيات
ولكن المستقبل لكم ايها الوطنيون واليساريون والعلمانيون فانفضوا الغبار عنكم انتم الشرفاء


4 - تعقيبات
مالوم ابو رغيف ( 2010 / 5 / 26 - 10:42 )
الزميل محمد الموسوي
شكرا على المشاركة والاطراء
الزميلة هناء
نتيجة متوقعة لحكم الاحزاب الدينية، فهذه الاحزاب تنتعش وتتوسع ويزيد عدد افرادها
في مناخات التنافس والحراب المذهبي، لذلك، وليس في العراق وحده تسعى الاحزاب الدينية
الى زيادة حدة الصراع الطائفي عبر احياء الصراعات والتناحرات القديمة، ومسخ الشعور والترابط الانساني والاجتماعي وتحويله الى ترابط مذهبي طائفي يشعر الانسان من خلاله انه معرض للخطر بعيدا عن الطائفة...
لكني متأكد ان هذه الحالية المزرية التي يمر بها العراقيون وهذا التهتك الاجتماعي سينتهي حتما.. ان الجهل والتخلف الذي نراه عبر الايمان الديني سينتهي ، فهو نيتجة الحروب والقمع الدكتاتوري، وعندما يزول الجهل ستزول الاحزاب الدينية : انظري يكف كف الاسلاميون السياسيون عن ذكر الله وخلعوا عمائمهم ولبسو البدلات الاوربية، هو تغيير يشير الا ان حتى القيادات الاسلامية السياسية لم تعد مقتنعة بانها قادرة على خداع الناس بالدين طول الوقت..
الزميل محمود
اتفق مع استنتاجك بان المستقبل سيكون للاصلح وهم العلمانيون
تحياتي للجميع

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية