الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى المجلس العلمي المغربي: إذا اليوم التنصير فربما غدا نقل لجنة القدس

بوجمع خرج

2010 / 5 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


العلماء سيتصدون بحزم لكل من يحاول اغتيال إيمان الأطفال". هكذا تكلم السيد الكاتب العام للمجلس العلمي محذرا من "التبشير المتستر". وقال أيضا في كلمة خلال افتتاح الدورة العادية العاشرة للمجلس، "إن المبشرين يتسترون وراء هذه الأشكال (يقصد بها الخيرية والتعليم...) ليصلوا إلى أهدافهم مستغلين ضعف معرفة الأطفال بدينهم وعقيدتهم" مؤكدا أن هذا العمل يعتبر "قضية سرقة واختطاف وخداع".
إذا كان لنا أن لا نجتمع على ظلال فنحن نعتقد أن ديننا الإسلامي أرقى من أن يواجه مثل هذه الأمور بالتهديد وبالتسويف وبمحاصرة أبنائنا عقائديا... نحن نقول على انه لدينا في تجربة الشعوب التي تحب أبنائها بالعقل والحقوقية واتلديمقراطي الطاهرة النظيفة كما هي أحد أهم صفات الإيمان إنتاجا طفوليا ما يغنينا عن مسئولين تحركهم العاطفة في ردود أفعال منها التهديد والطرد والفتوى...
فبدل إصدار العنف علينا أن نقوي المناعة عند أبنائنا بالعمل والإنتاج ولنا في منتوجات الأطفال اليابانية (بوكيمون ) والمنتوجات الصينية (الألعاب) وشعوبا أخرى ستظهر من أمريكا اللاتينية ومن آسيا الجنوبية ... ما يليق لأن نقف عند ما عرف به أجدادنا ألا وهو الإنتاج الذكي والمفيد لشعوب العالم حتى نكون لهم من قبيل المثالية دينيا.
ولعل أبسط صور ميوعة التداين عندنا هي أننا نسمع يوميا ظاهرة آذان كأنها نهيق الحمير أو نباح الكلاب تؤدى من طرف عدد كبير من المؤذنين بأبواق تكنولوجيا مزعجة بسبب ما تصدره من ضجيج مشوش على الصوت الذي هو بدوره غير مرتل ولا يليق بكلمات طيبة كالله أكبر والشهادة ومحمد... أيضا نحن نلاحظ نمطية التمظهر من مغربيتها إلى أفغانيتها وطبعا لست ضدها ما دامت تستجيب لقيم شريفة ونبيلة ولكني أقصدها من حيث صارت كاريكاتورية بشرية تتمشى في الشارع تمثل ديننا في الأمية الفنية وفي البداوة التقليدانية بل وحتى المساجد تبدو كأنها متاحف لبشر من الصناعة التقليدية.في الحين أن أطفالنا يفتحون أعينهم يوميا على جمالية الغربي في أناقته الكلية لباسا وهيئة وكلاما و وسائلا وعلما وتكنولوجية وفنونا وإنتاجا ... وعلى الخصوص إنسانية.
أليس من العار أن لا يجد المغربي رأفة من مؤسسات وطنه؟ فكيف تريدونه منعشا غيرة على من يحمل التداين الإسلامي تمظهرا وفي الأفعال المؤسساتية والإدارية نحن اعلم بما تهمش به المواطنين والتآمر على حقوقهم من الثروة ومن الشغل ومن تكافئ الفرص ومن إعطاء المكان لصاحبه المناسب كفائاتيا وليس تجاوزا لحدزد الله والدستور...؟؟؟؟
إن أزمتنا أكبر من أن تحاصر بما يزيدها عبثا. فالمملكة المغربية معروفة بتفتحها وليس بتزمة الفاشلين في التداين. إننا أرقى من أن نخشى على ديننا غير أنفسنا الحكاماتية لان الإسلام أشمل وأكثر وسطية وأكثر مرونة وأكثر جمالية وفنية لأن الله جميل. ولكن للأسف أننا أصبحنا أشباه مسلمين أي موميائيات تمشي في الشارع وتدخل المساجد. نفشت فينا السلوكيات المتناقضة و روح الإسلام تحت ضغط الإقصاء والتهميش المؤسساتي...فلماذا البكاء الآن؟ لماذا هذا التعصب؟ نحن قلقنا حتى عند سماعنا التركيين يفكرون في الصلاة بلغتهم. لست أدري ما العيب في أن يعانق التركي الصلاة بما يليق بتسهيله على فهمه كأن يصلي بالتركية علما أنه الدين سيرشده إلى اللغة العربية بحكم أنها كلام الله غدا. فإن استطاع ترجمة ما يمكن فما العيب في ذلك في ضل تراجع الإنسان العربي الذي في الحقيقة يليق به قصيدة نزار قباني "متى يعلنون موت العرب." "المهم هو أن الرسالة بلغت ولا عيب باللغة المناسبة للناس. هذا الأمر نعاني منه حتى عربيا-عربيا بل مغربيا-مغربيا وكمثال أذكر ما يجري بوادنون الصحراء بحيث جاءنا مندوب الوزارة المعنية ليفرض علينا قراءة قرآنية ليست لآذاننا ولا تلاءم لغتنا الحسانية ولا تلاءم مسامعنا الصحراوية وكل هذا بحق يراد به باطل تحت ذريعة تسايسية في المغربة.
إن هذه جريمة في المغربة وجريمة في التداين لأن المذهب المالكي هو من الصحراء ولأن الأنبياء من الصحراء. فنحن لسنا في حاجة لأن نسلم على يد أحد أو نتعلم الدين من عند أحد. فأما ما كان يفترض فهو احترام الطريقة الحسانية لأن المغرب فسيفساء من الثقافات وفي ذلك قوته وغنائه لكن حينما تسلم الأمور لغير أناسها فطبيعي أن يستنزف الدين وأن يختطف أبنائنا أمامنا كما هو الحال قبل المسيحية بدليل أن في مدينة كلميم على صغرها تجد فيها عشرات الماسونيين من الشباب ويتزايدون. ولعل المصيبة هو انه شباب طيب وذكي فكيف لي كجمعوي وكمثقف وكفنان وكمفكر وكسياسي وكباحث أن أعيد إدماجهم في ثوبهم الإسلامي وقد تراجعت جودته وبهثت ألوانه ومزق نسيجه وتآكلت حياكته في ظل عقم الفكر الديني والتدبير الحكامي والإدماج المجتمعي بالمغرب بسبب تمركز ذاتي لوصوليين وتسلقيين في كل المجالات جلسوا على كراسي المسؤولية كما لو أنها إماراتهم يجتهدون ليل نهار في إبعاد من هم قادرين على رفع التحدي وجعل المملكة المغربية سويسرا أخرى في قدسية التداين... فلا تعتقدوا أنكم بعاطفية مندفعة و ردود الأفعال ستحمون الأطفال من الانجراف العقائدي.إن في القرآن وصفات حميدة يجدها أطفالنا عند المسيحي ولا يجدونها عند المسلم فقط لأن المسلم لم يعد سوى شكل مسلم في وثنية المذاهب بما أنه يتقاتل مع أخيه المسلم فقط لأنه يختلف عنه مذهبيا والله واحد. إن المسألة في حاجة إلى تشكيل هيئة وطنية لتدارس كيفية رد الاعتبار للعقائدي الذي فشلت فيه أحزاب وجماعات ووزارة بكاملها مع كامل الاحترام والتقدير.
ويبقى السؤال الأكبر كيف ونحن في هذه الحالة الاندفاعية التي نرتجل فيها ردود الأفعال سنتحمل الأمانة ونرد الاعتبار للقدس كنقطة ارتكاز العقائدية في كونيتها. وعلى ذكر هذه إذا استمر الوضع هكذا فتوقعوا يوما ما يطالب غيرنا بنقل لجنة القدس إلى غير المجال العربي والإسلامي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدين مسالة شخصية
اوشهيوض هلشوت ( 2010 / 5 / 24 - 16:56 )
المعتقد الديني مسالة شخصية ليس للدولة او لأي كان ان يتدخل فيها بالفرض او التوجيه بل على العكس الدولة ملزمة بضمان حرية الاعتقاد للجميع (مسلم .مسيحي. يهودي. ملحد . لاديني.. بودي.........) في حدود عدم الاعتداء
على الآخرين ولكم في الغرب عبرة ان كنتم تعقلون
تحياتي سيد خرج


2 - تللسقف
يوسف حنا بطرس ( 2010 / 5 / 24 - 17:58 )
السيد بوجمع خرج اليس هذا دليلا على خوف الاسلام من المسيحيه وان الاسلام مثل بيوت العنكبوت ولا اساس له متين ويتهاوى من اول لمسه يد والا لما الخوف من التبشير لو كان الاسلام دين حق.. اوربا تسمع للاسلام بالدعوه لماذا الخوف من التبشير سؤال الى كل المسلمين شيوخا وعلماء وافراد ورؤؤساء والى اللوح المحفوظ الذي يدعون به
تحياتي


3 - ردا على المداخلتين 1 و2
بوجمع خرج ( 2010 / 5 / 24 - 21:00 )
الأخ اوشهيوض
صحيح أن الدولة وان تتبنى الإسلام في دستورها فليس لها ولا لغيرها أن يتدخل في المعتقد خاصة وأن الله ليس عنصريا لكي يفاضل دينيا لأن الدين واحد في الجوهر. وصحيح أنه لنا في الغرب عبرة من حيث ما توصلوا إليه من ديمقراطية وحقوقية وحريات تحترم الإنسان
الأخ يوسف حنا
الإسلام الذي تتحدث عنه هو الذي يشهره من انجرفوا عاطفيا دون -اقرأ- في تمظهر يريدون به إثبات الذات العقائدية بالشكل و تعصبوا حتى للغة التداين بغير العربية.وعن هذه سأحكي لك أن المسيح (صلعم) في ما جاء به من حب ومحبة طاهرة خاطب الناس باليونانية وبالآرامية ...بمعنى أن المقصود هو الوعي العقائدي وليس لغته أو شكله
وعليه سأحكي لك أن محمدا (صلعم) في ما جاء به من رحمة وتحرير قال إذا لم نجد في القرآن (رغم فداسته)ما يليق بإشكالية ما يمكن الاجتهاد لذلك كان أول نداء هو-اقرأ- لأن العلم هو الكفيل بتحرير الإنسان. بمعنى أن الذين يخافون على الإسلام هم أناس لا يفهمون أن المسيحية جزء من الإسلام لأن الله لا يقبل من لم يؤمن بكل رسله وكل كتبه علما أن الخط الإسلامي بدء منذ إبراهيم )صلعم) ومنه كيف يخشى على دين شامل
.شكرا و تحتية طيبة


4 - اقراء
سركون البابلي ( 2010 / 5 / 24 - 22:53 )
الاخ بوجمع فيما يبدو لي بانك جديد في الاسلام فانت لاتعرف مافي بداخل القران . وثانيا لاتعرف ما في المسيحية مع الاسف ان تقول هذا الكلام الهراء الذي يكرره الجهلاء من المسلمين بان هناك علاقة بين المسيحية والاسلام.الاسلام هو العكس في كل مبادئ المسيحية لايوجد شئ جامع بين نور المسيحية وظلام الاسلام


5 - لا أنا أعرف ما في المسيحية وأحبها
بوجمع خرج ( 2010 / 5 / 24 - 23:41 )
إلى الأخ سركون البابلي

اسمح لي أخي أنا لا أتحدث عن -ظلام الإسلام إذا كنت تعني به كما هو مفعل عند وصوليين عاطفيين ربما كانوا في غفلة عن الدين إلى أن لحقتهم تعبئة ما فاندفعوا في تعابير شكلية... ولكني أتحدث عن الإسلام كما هو بدوني أنا وبدون غيري أي كما خاطب به الله سيدنا إبراهيم والذي أوصى به أبناءه هم الذين سيرثون منه النبوة واعتقد أنك تعلم ما أوصاهم به ما دمت تكلمت بهذه الثقة في النفس.
ومرة أخرى فقط للتذكير في القرآن نقرأ في سورة البقرة ما يلي : -قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ- اللهم إذا كان القرآن زورا وافتراءا. و لكن لا اعتقد إلى حدود الساعة.
لذلك قلت على أن الخط الإسلامي يمتد منذ سيدنا إبراهيم ولو أني أراه منذ بداية الكينونة الآدمية
شكرا على المداخلة الصريحة والوجيهة


6 - دين سياسى ..مصيره الفناء
Zagal ( 2010 / 5 / 25 - 03:57 )
اذا كان الدين يحكمه ويحميه قوى عسكريه ... فهذا الدين سياسى ومصيره الفناء لان القوى العسكريه صناعه بشريه... والبقاء للافضل وليس للاقوى ... واذا لم يسهر الله على كلمته ليحميها فالزمن يبدو انه اقوى من هذا الاله الذى ينهزم بانهزام القوى العسكريه


7 - العنف ضعف
بوجمع خرج ( 2010 / 5 / 25 - 10:16 )
إلى الأخ (zagal)
تعبير ذكي وبالتأكيد ان ما بني على عنف سينهار حتما. وعن الاعتقاد فهو جزء من التركيبة لبويولوجية في التفاعلات العصبية على مستوى الترابطات لأن الفراغ المطلق في الكون غير موجود ونحن فيه جزء ويكمن فينا وقد تم ذلك ببرمجة لنسميها كما نشاء إلهية أو طبيعية تلقائية ناتجة عن تفاعلات الطاقة... قد نتفق على أننا التعبير الذكي لهذا الكون إلى حدود الساعة.وهذا الذكاء يرادفه التساؤل. ومنه كان الانسجام مبدأ إنشائيا للكائنات... وقد خلقوا بحسبان - لا اعنيه قرآنيا وان هي حقيقته - ولكن من حيث العلاقات المنظمة للأشياء لأنها هي التي تجعل الكل يبحث عن شيء في وعيه يمعلم به وجدانه ويعكسه تجليات وجودية اعتقادا وتداينا للأسف هذا التصرف يتحول عنفا في ضعف او استضعاف الأشخاص في ما هم فيه ومنه تتسايس الأمور ليت فقط هذا التسايس يبنى على احترام القيم في كونيتها والتي هي فينا جينيا ونتحاور بها تمدنيا وعن العنف في سياق الدعوة فهو غير مقبول بدليل -فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر - ومعناه أن هؤلاء الذين يعنفون تداينا حتى من باب الغيرة على الدين كما يعتقدون لم يستوعبوا مفهوم الجهاد. شكرا على المشاركة

اخر الافلام

.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة


.. وجوه تقارب بين تنظيم الاخوان المسلمين والتنظيم الماسوني يطرح




.. الدوحة.. انعقاد الاجتماع الأممي الثالث للمبعوثين الخاصين الم