الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم، إنهم مزعجون

نارت اسماعيل

2010 / 5 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يدور جدل في الحوار المتمدن حول مدى الازعاج الذي يسببه المتدينون في مجتمعهم ومحيطهم، فكّرت بالدخول في هذا الجدل ولكن الازدحام كان شديدآ والأصوات مرتفعة وأنا أكره الضجيج فآثرت الابتعاد حتى تهدأ العاصفة وبعدها أدلو بدلوي
نعم إنهم مزعجون، المتدينون مزعجون بشكل غير معقول، أنا أشبههم بالمدخنين
يأتي المدخن إلى بيتك، يخرج سيجارة من علبته، ينقرها على الطاولة نقرتين ولا أدري لماذا يفعلون ذلك، ثم يرفعها إلى الأعلى ويتأملها ليتأكد من استطالتها وانتظام محيطها، ثم يضعها في فمه ويشعلها ويراقب حلقات الدخان التي يرسلها إلى الفضاء، وأحيانآ يخرج الدخان الكثيف من منخريه مثل حصان يلهث في جو بارد، يتصرف وكأنه ملك زمانه ولا يكترث ببقية الناس والأطفال الذين يرافقون أهلهم والذين سيتعرضون لآثار دخانه
هذا هو حال المتدين، يأتي إلى منزلك ويعطي نفسه الحق بالتدخل بكل شاردة وواردة، ابتداءآ من ملابسك وملابس زوجتك وأطفالك وانتهاءآ بستائر الغرفة وألوانها، يفعل ذلك مسلحآ بدعم سماوي ودعم اجتماعي وحتى دعم حكومي إذا كنت تعيش في دولة غالبيتها مسلمة
يسألك بكل أدب ورقة يحسد عليهما:
- هل يمكنني أن أسألك سؤالآ؟
- تفضل
- هل عندك مشكلة بيدك اليمنى لا سمح الله؟
- لا ليس عندي مشكلة، لماذا تسأل؟
- إذن لماذا لا تأكل بيدك اليمنى؟
سيناريو آخر
- منذ متى وأنت يا أخي في السعودية؟
- منذ خمس سنوات
- ماشالله، ماشالله، صار لك خمس سنوات في السعودية ومازالت زوجتك غير محجبة؟ كم سنة ستحتاج حتى تجعلها ترتدي الحجاب؟ عشرين سنة؟
سيناريو ثالث
هل عندك سجادة صلاة؟
أحضر له سجادة صلاة أحتفظ بها للمؤمنين
- كيف اتجاه القبلة؟
أشير له بأي اتجاه يخطر على بالي
- ما رأيك أن تصلي معي جماعة؟
عندها أفقد أعصابي وأصرخ: يا أخي ( حل عن....) ، صلي كما تشاء ولكن اتركني وشأني
هناك عشرات السيناريوهات المشابهة لا مجال لذكرها كلها
برأيكم لماذا تنخفض إيجارات الشقق وأسعار المنازل في الأحياء التي يقطنها المسلمون في أوربا وأمريكا الشمالية؟
ببساطة لأنهم مزعجون، هم لا يشعرون بمدى ازعاجهم للناس من حولهم فالأدب والقانون يمنعان الناس من إظهار استيائها ولكن هذا لا يعني أنهم سعيدون بهذه الجيرة الطيبة
صدقني يا صديقي المدخن أنني أتضايق من دخانك ولا أحب رائحته وأخاف من ضرره على صحتي وصحة زوجتي وأولادي
صدقني أيها المسلم المتدين أنني أتضايق من حشريتك وقلة ذوقك وعدم احترامك لمن حولك وعدم احترام قناعات الغير ومشاعرهم، وأخاف على زوجتي وأولادي أن يأخذوا أفكاركم ونهجكم
لماذا لاتفهمون أن الناس مختلفون؟ وليس كل الناس مقتنعون بخرافاتكم وجبريلكم وعزرائيلكم وأبي هريرتكم؟
باختصار، هل كان أحد سينزعج منكم لو كنتم متحضرين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أبشر
بسبوسة بسبوسة ( 2010 / 5 / 25 - 10:40 )
فقد دخلت عش الدبابير ...

انتظر ورود اسمك في صفحة السباب المنحط والشتائم التي تكتبها السيدة المحترمة (وردة) الحوار المتمدن عن الزبالين جامعي القمامة


2 - مشاهدتي / أمس
رعد الحافظ ( 2010 / 5 / 25 - 11:25 )
أمس في طريق عودتي من العمل , وكان الجو في مدينتي رائعاً بمعنى الكلمة وهو من الأيام القليلة , التي تكون الشمس بهذا الإشراق والهواء فعلاً كان نسيماً عليلاً
شاهدتُ كثير من الأمهات يصطحبن أطفالهم الى الحدائق الواسعة والمليئة بكل أنواع الزهور والألعاب ومساطب الجلوس وما شابه
شدّ إنتباهي طفلة صومالية لايتجاوز عمرها الست سنوات , تتأرجح في المراجيح وكل شوية ينزل حجابها على وجهها فيغطيه ويمنع رؤيتها للأفق فتكاد تسقط , وتسحب إحدى يديها الممسكتين بقبضة المرجوحة لتزيل عن وجهها هذا الشال الكبير الذي يلفها
أردتُ الإقتراب وسحبه من عليها , لتستريح الطفلة وتلهو بحرية مثل رفاقها
وما أدراك ما رفاقها وجمالهم ؟ سويديين ومن جميع الجنسيات الأخرى
تذكرتُ القانون السويدي , فتنهدتُ بحسرة كبيرة وإنصرفت
***
أعتقد هذا الفرق عموماً بيننا وبين القوم الذي تقصدهُ عزيزي الكاتب
فحتى لو شاهدنا ما يزعج أعصابنا , علينا الإلتزام بالقانون وعدم التجاوز على الآخرين
وتبقى الغصّة في قلوبنا وقلب تلك الطفلة الصومالية .... ماذنبها ؟
تحياتي لمادتكَ العقلانية وإسلوبكَ الإنساني


3 - انزعاج وليس حوار
مرثا ( 2010 / 5 / 25 - 12:38 )
الفاضل نارت : سلام ونعمة
حدث معي ماوصفته بالتمام ، أنا ايضا لاأحب الضوضاء ،بل إني انزعجت من كثرة السباب والشتائم والهجوم غير المبرر ، هل هذه طريقة الحوار ؟
فلكل إنسان الحق في مايعتنق ، وهناك فرق شاسع بين مايحدث في الموقع خلال اليومين السابقين وبين الحوار المتمدن المتحضر فعليا ،وهناك فرق شاسع بين طرح ومناقشة الأفكار وبين فرض
الرأي بالقوة وسب المخالف لهذا الرأي
اتمنى ان تتسم معالم الحوار المتمدن بالهدوء والنضج في طرح ومناقشة أي افكار واحترام الآخر في التعليق والمجاوبة .
شكرا ولك تقديري واحترامي


4 - وهل يستمع أحد
أيمن قدرى ( 2010 / 5 / 25 - 12:48 )
وهل تظن يا عزيزى نارت أن احدا منهم سيعطيك أذنه ؟؟
أذنه فقط وليس عقله
لا أعتقد
إنها الجلافه المدفوعه بقوه إلهيه

هو التوكيل بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
والمعروف والمنكر مفاهيم مطاطيه ليس لها حدود
بالتالى ليس لجلافتهم حدود
خير أمه
بالتالى يكفى أن تكون
فالعالم بأسره يجب أن يسير بوجات أنظارهم
من لهم سلطان عليه فيا ويله من عصيهم وسيوفهم وقماشهم

لا تتعجب إذا كان النفاق هو السمه المميزه لمجتماعتهم
فضغطهم على الناس يضطر هؤلاء الناس الى إظهار خلاف يبطنون
تحت اكداس الأقمشه
النرجسيه الناشئه عن هذا النص الذى يجعل آذانهم لا تستمع لأى نقد
وإذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما
ولا حول ولا قوه إلا بالله


5 - عزيزنا الأخ نارت
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 5 / 25 - 16:12 )
وهل تظن أنهم ( سيحلون عن ... ) إذا فقدت أعصابك ؟ إنهم ينتظرون لحظة فقد الأعصاب ليطبقوا على الأنفاس , هناك عبارة أفضل في تراثنا الشعبي , هادئة وتناسب مقام هؤلاء المزعجين , واستعمالها شائع : من ابن الحارة للعسكري في السجن ! أما سؤالك الأخير فهم يظنون أننا نحن غير المتحضرين .. قدرنا


6 - الإزعاج .. أقل وأبسط صفاتهم
الحكيم البابلي ( 2010 / 5 / 25 - 18:46 )
الصديق نارت
بمناسبة الحديث عن سلب الحريات وإزعاجات الضجيج ، فاتك للأسف ذكر إعتداء المؤذنين في كل جوامع الأرض ، وخاصة في فترات الصباح المُبكر حيث الناس في أطيب لحظات النوم ، وهل يُلام الزميل صلاح يوسف بتسميته : ( نهيق الصباح ) ؟
أحياناً لا يكتفون بكل الذي ذكرته من إزعاجات ، ولا داعي لذكر كل سلوكياتهم ، لأنها معروفة ، كلما قدمنا نقداً أو تذمراً أو إحتجاجاً أو حتى رفضاً لعدم تحضرهم يقيمون الدنيا ولا يُقعدونها على رؤوسنا وبطريقة : ضربني وبكى وسبقني وإشتكى
هم يملكون مئات المواقع بفلوس أبناء الشعوب التي يمتطوها كما الدابة ، ونحن ليس لنا غير هذا الموقع ، وحتى هنا يحاولون قمعنا وتحجيم حقوقنا أو إلغائها أو قسرنا وملاحقتنا بكل الطرق غير الشرعية التي إنتهجوها منذ 1400 سنة
أنا أحد الذين شاركوا في الضجيج ، وأعتذر للطيبين فقط ، ربما الشرارة إنطلقت بسبب رأي حر طرحته على مقال أحدهم ، ولكن صاحب المقال أبى إلا أن يحرض ويؤلب علي الضباع ، وعلى طريقة الشارع العربي القديمة : الله أكبر كافرٌ يسبنا ويشتمنا
للأسف إننا نوسخ إسمنا معهم أحياناً ، ولكنها ضرورة يحتمها مبدأ الدفاع عن النفس
تحياتي أخي


7 - سلوكيات
ماريان إسماعيل ( 2010 / 5 / 25 - 19:26 )
مقال ظريف نارت، وهذه الأمور تحدث روتينياً للجميع بشكل عام و لا تستطيع أن تفرض احترام وجهة نظرك و آراءك إلا بعد وقت طويل وغالباً ما يؤدي إلى تحديد العلاقات و خصخصتها إن لم يعرف الناس حدودهم و الوقوف عندها، وهذا يا صديقي نادراً ما يحصل لأن أغلبية المجتمع لم يُنشأ أو يُربى على الحوار و الجدال و لا على احترام وجهات النظر الأخرى، حتى انهم لا يفرقون بين النقد و التطاول، و بين النقاش و المعالجة والسباب و الشتم، المشكلة في أن كل إنسان يؤمن بقدسية أفكاره وآرائه ومعتقداته ويؤمن بمسلمات لا جدال فيها و كل ما عدا ذلك هو كفر و زندقة و إلحاد، الكل يجتاحه غضب أو انزعاج لما يعارض معتقداته أو يخالفها وهذا أمر طبيعي و من هنا الفرق بين سلوك المثقف و القارىء و العالم بالأمر و بين سلوك شخص مناقض للأول . فالأول يقدم معلومة و الثاني يقدم شتيمة وما أسهل الشتيمة و ما أسهل السباب و ما أسهل الحقد و البغض و الكراهية و ما أصعب أن تفتح كتاب أو مئة كتاب لتبحث عن المعلومة و تقدمها. أما تللك المشاعر الأخيرة من حقد و كارهية هي عبارة عن طاقات تحرق صاحبها في المقام الأول. فانتبهوا و اجتنبوا

تحياتي نارت


8 - للإدارة
ماريان إسماعيل ( 2010 / 5 / 25 - 19:31 )
على كل حال، أتمنى من جميع إدارات المنتديات و المواقع أن تحذف كامل التعليقات التي تتضمن السباب و الشتائم و أي تعليقات السخيفة و التي لا تتعلق بالحوار و التفاعل مع الكاتب، فربما يغير بعض الأخوان مجبورون أسلوبهم و أخلاقياتهم على النت و يبقى التعليق لما فيه فائدة من تبادل الأفكار و الآراء و إن لم تتلاقى.


9 - ردود
نارت اسماعيل ( 2010 / 5 / 25 - 22:44 )
أولآ أعتذر عن تأخري بالرد بسبب ظروف خاصة
الأخ بسبوسة، ليس عندي مشكلة أن تضمني السيدة المذكورة إلى قائمة الزبالين فأنا أفضل أن أكون زبالآ محترمآ على أن أكون زغلولآ نجارآ ظلاميآ، تحياتي

الأخ رعد الحافظ، ما يزعجني في الدول الغربية هي هذه الظاهرة التي ذكرتها أنت عن الفتاة بعمر ست سنوات وترتدي الحجاب، كيف يغفل المسؤولون هناك عن حقوق هذه الطفلة؟هل المهم فقط حقوق أبويها؟ وأين حقوقها هي؟ شكرآ وتقبل أحر تحياتي

الأخت مرثا، أنا معك تمامآ وأنا بدوري أتمنى أن يتحسن جو الحوار السائد في هذا الموقع، شكرآ لك تقبلي تحياتي

الأخ أيمن قدري، أعرف أنهم لن يعطوني أذنهم ولكن بشكل عام نحن نكتب لأناس آخرين مازال الباب عندهم غير موصود، أناس لا نراهم ولكنهم موجودون قد يكون ولدي أو ولدك أحدهم، شكرآ وتحياتي لك

الأخت قارئة الحوار المتمدن، لم أعرف العبارة التي تقصدينها، علىكل حال أنا أيضآ فقدت أعصابي وكتبت تلك الجملة التي بين قوسين والحمد لله أنهم لم يقبضوا علي، شكرآ لك ولحضورك

الأخت آشورية أنا غير محظوظ معك فغالبآ ما تحذف الإدارة تعليقك، تعليقك اليوم جميل ومهذب وأعتقد أن سبب حذفه هو العنوان، سلامي لك


10 - ردود جديدة
نارت اسماعيل ( 2010 / 5 / 25 - 23:02 )
الأخ والصديق الحكيم البابلي،أنا معك وأقدر مشاعرك التي تنفجر أحيانآ وهذا شيء طبيعي عند إنسان يشعر ويحس ويرى ويسمع ومع ذلك فقدرنا أن نبذل جهودنا بأن نقدم بضاعتنا بأحلى حلة وأجمل تغليف
برأيي أنه عندما نكتب يجب أن نبعد صورة بعض الأشخاص المشاكسين من ذهننا ولا يكون هدفنا أن نكسّر رأس هذا أو نفحم ذاك أو نلقن آخر درسآ، وإنما علينا أن نفكر بأناس آخرين غير مرئيين قد يكون أولادنا منهم، يدخلون إلى هذا الموقع باحثين عن بضاعة جميلة راقية، أنا طبعآ أوجه كلامي بشكل عام للكل وأنا منهم ولا أقصدك أنت بشكل خاص فأنت أعز صديق لي في هذا الموقع ولك فضل علي بتشجيعي ودعمي، تحياتي المخلصة لك

الأخت ماريان، ما ذكرته صحيح وأنا بذلت جهودآ كبيرة لغربلة الأصدقاء حتى كونت لنفسي حلقة من الأصدقاء الرائعين، صحيح أن عددهم ليس كبيرآ ولكنني مرتاح الأن، بالنسبة لتعليقك الثاني أنا أؤيدك وأدعو مثلك لمنع التعليقات الشاذة والتي لا تثري الحوار والموضوع قيد النقاش، تحياتي لك


11 - تحياتي
ناهد ( 2010 / 5 / 26 - 23:23 )
شر البلية ما يضحك ، باسلوب جميل عرضت سيناريوهات مواقف اغلبها حصل معي وان كنت لا أعمم الا ان الغالبية براي مزعجون ومنفرون لكن عذرهم الوحيد انهم يتبعون دين يحادثهم ان هذا اضعف الايمان ان يقوَم سلوك غيره بيده او لسانه او قلبه ، وان هذا امر بالمعروف ونهي عن منكر ، والامر متعلق طبعا بالجانب الديني في هذا التقييم والامر بالمعروف ، وهم بذلك يحمون دينهم من ناحية وينفذون تعاليه وبدافع حب من ناحية اخرى خوفا علينا من مغبة عدم الالتزام بتعاليم الدين .
تحياتي لك
سلام


12 - الأخت ناهد
نارت اسماعيل ( 2010 / 5 / 27 - 10:52 )
أنا أحضرت سيناريوهات خفيفة ولكن في الواقع تحدث باسم الدين سيناريوهات أخطر بكثير والضحايا على الأغلب هم المرأة أو الأطفال، شكرآ لك وتقبلي تحياتي

اخر الافلام

.. مسيحيو السودان.. فصول من انتهاكات الحرب المنسية


.. الخلود بين الدين والعلم




.. شاهد: طائفة السامريين اليهودية تقيم شعائر عيد الفصح على جبل


.. الاحتجاجات الأميركية على حرب غزة تثير -انقسامات وتساؤلات- بي




.. - الطلاب يحاصرونني ويهددونني-..أميركية من أصول يهودية تتصل ب